عربي21:
2025-06-16@11:48:02 GMT

صفعة على وجه التطبيع

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

في فجر يوم صيفي هادئ من عام 2025، كانت الشمس تشرق على القاهرة عندما رن هاتف رئيس التحرير في إحدى الصحف العربية الكبرى. كان الاتصال من مصدر موثوق في جامعة الدول العربية: "استعد، اليوم سيكون يوما تاريخيا".. سيعلن العرب وقف التطبيع وتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك وإعلان الجهاد لتحرير شعوبنا وأراضينا المحتلة.



لم يكن يدرك حينها أنه سيكون شاهدا على لحظة فارقة في تاريخ المنطقة. كان المشهد يتكشف أمامه كقصة لم يتخيل أحد أنها ستُكتب يوما.

في مقر جامعة الدول العربية، كان الاجتماع الطارئ مختلفا هذه المرة. وجوه القادة العرب تحمل تعبيرا لم يُرَ منذ عقود، كان هناك إحساس بالخجل من سنوات التخاذل، وإدراك متأخر بأن التطبيع لم يجلب سوى المزيد من العار وتنكيس الرؤوس مع مزيد من التعنت والظلم.

تحدث أمير كويتي مسن بصوت متحشرج: "أتذكر كلمات والدي عن فلسطين. كان يقول دائما إن القضية ليست للمساومة". رئيس وزراء مغربي أضاف: "التطبيع لم يجلب السلام، بل زاد من جرأة المحتل".

يشهد الديوان الملكي في الرياض نقاشات محتدمة. وزير سعودي كبير قال بحزم: "لدينا من القوة ما يكفي لنكون صناع قرارنا. النفط سلاحنا، والاقتصاد سيفنا، والحق معنا".

قدم مستشار اقتصادي في أبو ظبي تقريرا عاجلا: "خسائرنا من التطبيع تفوق مكاسبنا. الاستثمار في عمقنا العربي أجدى وأكثر أمانا".

كانت غرف الأخبار في الجزيرة في دوحة قطر، تستعد لتغطية تاريخية عرفتها العواصم العربية قاطبة.

أصدر القصر الملكي في عمّان بعد اجتماعات متواصلة بيانا مقتضبا: "الأردن يقف مع الحق الفلسطيني بلا مساومة".

ضجت شوارع بيروت، بالمظاهرات المؤيدة لفلسطين ورفعت أعلام المقاومة في الشرفات والشوارع.

وبين الركام في غزة هاشم ومدارس الأونروا ومناطق النزوح كان أبو محمد النازح من الشمال، يتطلع إلى شاشة هاتفه بدموع صامتة وهو يستمع إلى أناشيد النصر، وابنته الصغيرة سائلة: "بابا، هل سنعيش بسلام الآن؟"، ابتسم وهو يمسح دمعة: "ربما يا حبيبتي، ربما".

في الضفة الغربية، البشائر تتوالى. مشاريع إعمار جديدة، دعم اقتصادي غير مسبوق، تضامن عربي إسلامي حقيقي. الناس في الشوارع يتحدثون عن "فجر جديد".

في تل الربيع المحتلة وفي الطرق المؤدية الى مطار اللد، حيث تتزاحم سيارات المحتلين المحاولة الى الهرب من جحافل المقاومة التي أصبحت على بعد خطوات من تل الربيع، كان الوضع مختلفا. اجتماعات طارئة لقادة الاحتلال، وجوه قلقة، أسواق مضطربة. مستثمر إسرائيلي كبير صرخ في اجتماع: "لم نتوقع هذا! كيف سنتعامل مع مقاطعة عربية شاملة"؟ بعدما فعلنا كل شيء لتصبح الدول العربية محطات لنا انقلب السحر على الساحر.

أجرى السفير الأمريكي في القاهرة اتصالات عاجلة بواشنطن، التقارير تتحدث عن "تحول استراتيجي في المنطقة". في البيت الأبيض، بدأت المناقشات حول "كيفية التعامل مع الوضع الجديد".

بدأت الأرقام تتحرك في الأسواق العالمية، أسعار النفط، البورصات، العملات. محلل اقتصادي في لندن كتب: "العرب يستخدمون قوتهم الاقتصادية لأول مرة بشكل منسق".

في الأمم المتحدة، كان المشهد مختلفا. المندوب العربي يتحدث بثقة غير معهودة: "نحن هنا لنقول إن زمن التنازلات قد ولى. حقوق شعبنا الفلسطيني خاصة وشعوبنا العربية ليست للمساومة".

مرت الأسابيع الأولى صعبة، ضغوط، تهديدات، محاولات لشق الصف، لكن الموقف العربي ظل صامدا، بدأت تظهر نتائج لم يتوقعها أحد.

بدت في الافاق الاقتصادية العربية مسارات جديدة، بعد رهان الانهيار، ازدهرت التجارة البينية، وظهرت مشاريع مشتركة، والشركات العربية الوطنية الموحدة تملأ الفراغ بعد هروب الشركات التابعة للاحتلال.

في إذاعة القدس تتوالى الأخبار عن بداية جديدة، الحياة تتغير، المستوطنات تواجه صعوبات، الشركات تغادر، السياحة تتراجع. في الشوارع، بدأ الناس يتحدثون عن "نهاية عصر الاحتلال وبداية عصر التحرير والاستقلال".

في مخيمات اللاجئين في الشتات بدأت تظهر بوادر أمل في العودة الى أراضي فلسطين المحررة، وإعادة إعمار مدن وقرى فلسطين، فهناك عيادات تُفتتح، مشاريع تنموية تبدأ. شاب فلسطيني قال لصحفي: "لأول مرة نشعر أننا لسنا لوحدنا عالمنا العربي والإسلامي معنا حقا".

خرجت أصوات شباب الجامعات العربية تطالب بالسفر إلى فلسطين، وبدأت تُدرس تجربة "الصحوة الكبرى"، طلاب يناقشون كيف غير قرار واحد شجاع مسار التاريخ. أستاذ جامعي كتب: "القوة كانت دائما بين أيدينا ولكن حكمنا حقبة من الزمان حفنة من العملاء".

في الإعلام العالمي تغيرت النبرة، صحف غربية كتبت عن "تحول القوى في الشرق الأوسط"، محللون يتحدثون عن "نموذج جديد للتضامن العربي والإسلامي".

بعد عام، جلس رئيس تحرير صحيفة العربية الكبيرة في مكتبه في القاهرة يكتب مقاله الأخير قبل تقاعده: "قبل عام، كنا نظن أن التغيير مستحيل، اليوم، نعرف أن المستحيل كان وهما. كل ما احتجناه هو الإرادة والوحدة وإزالة الحكام المتعاونين مع الاحتلال لننعم بالحرية والعودة لتحرير شعوبنا وأراضينا المحتلة".

في المدارس العربية والإسلامية، بدأ الأطفال يدرسون عن "يوم الصحوة". في درس التاريخ، سألت طفلة معلمتها: "لماذا انتظرنا كل هذا الوقت؟"، ابتسمت المعلمة: "لأن الحقيقة تحتاج أحيانا إلى وقت لتنتصر وإلى معركة الطوفان التي كانت جزءا من معركة الوعى والتحرير".

ارتفعت في المساجد والكنائس الدعوات بالشكر. في الأسواق، في المقاهي، في المجالس، كان الناس يتحدثون عن "معجزة الوحدة".

 أنهى مقاله الأخير بعبارة: "لم تكن معجزة، كانت صحوة ضمير، كانت عودة لأصل الحكاية، كانت تذكيرا بأن الأمة التي تملك الإرادة، تملك المستقبل".

في فلسطين، كان غروب الشمس مختلفا ذلك اليوم. طفل صغير في غزة رسم لوحة: سماء زرقاء، وأرض خضراء، وحمامة بيضاء تحلق بحرية. كتب تحتها بخط طفولي: "وطني الحر".

وهكذا، لم يكن مجرد يوم عادي، كان يوما تذكرت فيه أمة هويتها، واستعادت فيه بوصلتها، وأدركت فيه قوتها. كان يوما تغير فيه كل شيء، لأن شعبا قرر أن يغير كل شيء.

في النهاية، لم تكن القصة عن التطبيع فقط، كانت عن كرامة، عن هوية، عن حق لا يموت. كانت عن أمة تذكرت أن القوة الحقيقية تنبع من الوحدة والإرادة، وأن التاريخ يكتبه من يملكون الشجاعة ليقولوا "لا" عندما يتطلب الحق ذلك.

قد تكون هذه الكلمات السابقة حلما يراودنا في كل ليالي العام الماضي، ولكن أعلم أن القدر أقوى من مخططات الصهاينة وأذنابهم، وإننا نملك النصر إذا صدقنا الطريق إلى الجهاد في سبيل الحرية للشعوب والأوطان.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العربية التطبيع فلسطين المقاومة الاحتلال احتلال فلسطين مقاومة العرب تطبيع مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یتحدثون عن

إقرأ أيضاً:

من منى إلى فلسطين.. هل غاب الإيمان أم غيّبوه؟

الأسوار المنيعة

هنالك ما منه بد أن يقال عن أهلنا في فلسطين، إنه لا يمكننا الخروج من الوضع الفلسطيني المعاصر بالأدوات نفسها التي تشكل منها والتي فقدت قدرتها على العطاء، السلطة الفلسطينية الحالية ابنة حقبة اليسار والقومية والتحرر من الاستعمار، وخضعت لعوامل التغير بناء على تغير تلك الظروف، ولا تزال تتغير بهذا النمط حتى تزول. ليستا، الفيتنام وجنوب إفريقيا، بأحسن قدوة نتأسى بها، لقد مرت أسود بأولى القبلتين وحققت فيها الانتصار، ومشروع صلاح الدين ليس جبهة جمّع لها شخصيات وجمعيات، إنها عقيدة ساق لها الأمة جمعاء فطرد بها الصليبيين.

عنفوان الثورة يبدأ في الضعف والتلاشي عندما يقبل الثوار على أنفسهم وعلى ما في أيديهم المذلة والهوان بتلقي الضربات من دون رد يذكر؛ لا بد أن يستوعب الثوار السوريون أن لكل حياة كريمة ضريبة تدفع، وأن المناورة من أجل كذا وكذا لا تمنع من استخدام الشوكة كلما جد جدها. وفي التاريخ أمثلة لا تحصى على هذا، منها إنفاذ الخليفة الثاني الوصية النبوية بإرسال جيش أسامة رغم تعري المدينة من الحماية، ومنها تحرش المغرب بالجزائر عقب الاستقلال، وإيران على أفغانستان بعد جلاء الأمريكان... وفي كل هذه الأمثلة كانت الغلظة هي التي وجدها المعتدون.

برنامج إيران العسكري عامة والنووي خاصة قد توجه، وآيته ما فعله النظام في طهران بالكيان المحتل "المحصن" بالقباب الزجاجية بعد استشهاد نصر الله، فكيف بغير الكيان المشرعة سماؤهم؟ حتى القصف بالنووي لا يجدى نفعا مع الجبال الشاهقة التي تحمي القوة الإيرانية. يبقى الحل الموضوعي الذي أنصح به "ليندسي غراهام"- هذا المراهق السياسي- وإدارة "ترامب" المتهورة بالعودة إلى سياسة "باراك أوباما" في الاحتواء، عندما طلب في عهدته الأخيرة من السعودية أن تتقاسم النفوذ مع إيران، علما بأن مصلحة السعودية الآن هي في التحالف مع تركيا لتكون أيديهما العليا. السعودية خادمة الحرمين الشريفين لا سليلة الثورة العربية الكبرى.

أقفاص المماليك

لا تسمع من خطيب "رسمي" خطبة رنانة تحيي النفوس وتهتز لها عروش السلاطين، محال ذلك اليوم إلا ما كان خارج النطاق، كما حدث مع الخطيب المسجون ظلما صالح آل طالب (فك الله قيده)! خطبة يوم عرفة كغيرها من خطب الحرمين الشريفين حجج على أصحابها أمام شهود بالملايين غير راضين عما يلقى فيها، يدع الخطيب هموم الأمة وآمالها ويقتصر على عظة باردة ودعاء طويل يرضي ولاة الأمور، ثم يتظاهر الخطباء بالصلاح والوقار لجلب الانتباه وتحقيق المكانة بين الناس؛ إنها مهزلة حقيقية تقع على منابر رسول الله.

الحد من عدد الحجاج بهذه النسبة المجحفة من أجل "خدمتهم وأمنهم" ليس مبررا البتة للتواني عن السعي الجاد وفق رؤية علمية استشرافية لتهيئة المشاعر المقدسة لتستوعب المزيد من الحجاج، إن ذلك يطرح ألف سؤال وسؤال، خاصة إذا استحضرنا رغبة المملكة في تنظيم كأس العالم لكرة القدم واستعدادها لإنفاق "ما يلزم" في غضون السنوات القادمة كي تستوعب ملايين من اللاهين خلال شهر واحد، في حين لم يتم إنجاز خطط التوسعة رغم مرور عقود، ولا أحسبها ستنتهي في عقود أخرى قادمة.

إحصائيات الخدمات في موسم الحج "بروباغندا" تتحطم عند مشاهدة الواقع. ولقد حججت العام الماضي وشاهدت أن منى بخيامها ليست صالحة لصد الحر ولا لإقامة تعبدية مناسبة. كما أن المعاملة من "القوات الخاصة" الموكل إليها تأطير الحجيج فظة، والعمال الآسيويون عموما يتسولون أكثر مما يخدمون. والوفيات بسبب سوء التسيير وقلة التهيئة العمرانية للمشاعر المقدسة، لا لسبب آخر خارج عن مهام إدارة الموسم المعظم.

هو ذاك إذن، ولهذا ترى نسبة الحجيج لا تتعدى الواحد من كل ألف مسلم، ولا يسعى القائمون على إدارة الحج لرفع النسبة عاما بعد آخر، علما بأن المشاعر المقدسة خلقت ووضعت لتستوعب كل من استطاع إلى الحج سبيلا، وهم أكثر بكثير من المسموح لهم بالحج اليوم. ولا سبب وجيها لتعثر التوسيعات مقارنة بالتهيئة السريعة لمشاريع الترفيه ومدن الأحلام كـ "نيوم!"

تحتاج المشاعر المقدسة إلى تأهيل جذري ليكون الحج ميسورا والحاج معتكفا على العبادة بلا مشاق مفتعلة. التوسيعات تسير سير السلحفاة، والمعاملة في الحرمين فجة، وأموال الأمة تغدق بالتريليونات على العتاة في الأرض، ثم يتحدثون لنا عن خدمة زوار بيت الله الحرام!مبنى الجمرات أحسن ما بني من إنشاءات في المشاعر المقدسة، شيد هندسيا ليستوعب الملايين لا مليونا ونصفه. الحرارة والحجاج غير النظاميين ليستا حجة لتبرير ما يزهق من أرواح جاءت متشوقة لتحج ثم تؤوب إلى أهلها؛ قضية غير النظاميين لا تعجر سلطة قادرة على إدارة الحج بإحكام، ناهيك أنها تحمل معنى آخر بأن أعدادا كثيرة من المسلمين ترغب في أداء هذا الركن ولا تجد لذلك سبيلا؛ أما قضية الطقس فمقدور على تذليلها بالمظلات، والاستراحات، والسلالم السيارة والمياه... لأن طريق عرفات- الجمرات هو طريق حياة أو ممات.

تحتاج المشاعر المقدسة إلى تأهيل جذري ليكون الحج ميسورا والحاج معتكفا على العبادة بلا مشاق مفتعلة. التوسيعات تسير سير السلحفاة، والمعاملة في الحرمين فجة، وأموال الأمة تغدق بالتريليونات على العتاة في الأرض، ثم يتحدثون لنا عن خدمة زوار بيت الله الحرام!

كيف يمكن الجمع بين التبشير بالديمقراطية وما تتطلبه من معارضة تضمن تجديد النظام السياسي وبين الثناء على التجربة الملكية العربية في إدارة ثرواتها الهائلة وقد "حققت" لشعوبها رخاء اقتصاديا فاقت فيه دولا اسكندنافية! علما بأن النرويج حدّت من استخدام الطاقة الأحفورية لتبقي ثوراتها للأجيال القادمة ولم تنفق في يومين تريليونات من الدولارات سفها بغير علم على السراب والوهم. فإذا كان ولا بد من التخلي ولو فرضيا عن الإعجاب بالديموقراطية فلنيمم شطر الدولة الإسلامية في عهديها النبوي والراشدي ولندرس التجربة، ففيها كل الخير للأمة وللبشرية.

تسويق الأوهام

الساسة الغربيون يدمنون على بيع الأوهام لمن يصدقها، بل يعتبرونها "مخدرا" لشعوب لا راعي لها، يهبهم بعض الوقت لتدبير شؤون المنطقة كما يريدون، وما من مشروع لهم نجح وما من رؤية عندنا صالحة حتى الساعة. للدولة العبرية خطط متعددة كلها تصب في تقوية موقعها وإضعافنا، ورغم التناقضات الصداعة فيما بين الصهاينة إلا أنهم يديرونها بما لا يؤدي إلى الانهيار حتى الآن، ولن تستمر سياستهم ناجعة إذا ما بقيت المقاومة تضغط على بنية الكيان وتحمّي الصدام بين متناقضاتها، وذلكم مكمن الهشاشة في هذه الملحمة التاريخية.

تريد الولايات المتحدة إضعاف أوروبا لابتزازها من جديد، كما فعلت في الحقبة التي تلت الحرب العالمية الثانية. روسيا ليست في وارد المنافسة الاقتصادية للولايات المتحدة، فتتخذها الأخيرة فزاعة هنا وهناك لجلب الحلفاء إليها وابتزازهم كما فعلت بالخليجيين قبل أيام. الصين لديها نقاط ضعف اقتصادية ولا تقوى على المجابهة طويلا، لذلك ستنزع نحو المسالمة.تريد الولايات المتحدة إضعاف أوروبا لابتزازها من جديد، كما فعلت في الحقبة التي تلت الحرب العالمية الثانية. روسيا ليست في وارد المنافسة الاقتصادية للولايات المتحدة، فتتخذها الأخيرة فزاعة هنا وهناك لجلب الحلفاء إليها وابتزازهم كما فعلت بالخليجيين قبل أيام. الصين لديها نقاط ضعف اقتصادية ولا تقوى على المجابهة طويلا، لذلك ستنزع نحو المسالمة. يبقى التحدي الأكبر للأمريكان في الإرادة الإلهية، التي تأبى الاستكبار في الأرض والطغيان، فتأخذ الظالم بعد أن تفتح له أبواب كل شيء، ومراقبة ذلك استشراف حقيقي للمستقبل.

المنظور الأمريكي للروس لم يتغير بعد ورطة أفغانستان، لأنه دفع بهم مجددا إلى أوكرانيا، لكن هل تعلّم الأمريكان من تجربة الروس الأفغانية كما يجب؟ وماذا عن الخيبة في العراق؟ القول بأن "الصناعة الجهادية" ماركة أمريكية خالصة فيه نظر، فأمثال أسامة والظواهري وغيرهما ليسا سهلي الاستيعاب والاستدراج، وقد قضيا على أيدي القوات الأمريكية بعدما نالا منها في الحادي عشر من أيلول نيلا شديدا، وقد دفع أسامة نفسه شبهة العمالة هذه بالقول إنها كانت تقاطع مصالح.

لا يؤمن الغرب الرأسمالي بما يسمى "القيم الغربية للديمقراطية"، بعضنا يصدق هذه الأكذوبة ويروج لها ويحاكم الغرب على أساسها، وهو لاه عنا بما يحقق له الربح والسيطرة والنفوذ ولا تهمه الدماء، إنه منطق الاستعمار على الدوام وقد عاد إليه الغرب بشكل أكثر صلافة. "تعجبني" خطابات ممثل الجزائر في مجلس الأمن ومرافعاته الصادقة عن قيم الإنسانية والرحمة، وهو جالس بين ذئاب وتماسيح جائعة! على الفلسطينيين أن يقاتلوا حتى يحكم الله بينهم وبين أعدائهم.

مقالات مشابهة

  • الحويج: العبور إلى رفح شأن مصري.. وقدّمنا كل الدعم الإنساني لقافلة الصمود فأين الحصار والتجويع الذي يتحدثون عنه؟
  • مطار مهرآباد الإيراني.. سمي على قرية كانت مهرا لأميرة
  • القنصل العام للسودان بجدة: جهود المملكة العربية السعودية هذا العام كانت استثنائية بكل المقاييس
  • حريق في مدينة إربد بعد اعتراض مسيرة إيرانية كانت تستهدف إسرائيل
  • كانت متجهة لإسرائيل .. سقوط حوالي 11 طائرة مسيّرة في الأنبار
  • قصة الابتسامة الأخيرة لعائلة كانت على متن الطائرة الهندية المنكوبة
  • من منى إلى فلسطين.. هل غاب الإيمان أم غيّبوه؟
  • الحرس الثوري الايراني : وجهنا صفعة قوية لإسرائيل كي تدرك أنها وقعت في خطأ حسابي كبير
  • صفعة اليونيفيل تحرج الحزب: تمسك بالوجود والدور ورفض للتعديل
  • رحلات لـ 5 شركات طيران كانت قادمة للاردن تهبط في شرم الشيخ بعد تحويل مسارها