مع تصاعد الأحداث في سوريا منذ أيام قليلة، باتت المنطقة تواجه تحديات أمنية متزايدة، إذ أعادت هذه الأحداث إلى الواجهة الجماعات الجهادية التي استغلت الفوضى في سوريا في السنوات الماضية لبناء نفوذها.

واشتدت حدة المعارك خلال اليومين الماضيين، خاصة في مدينة حلب ومحيطها، حيث شنت فصائل مسلحة، أبرزها "هيئة تحرير الشام"، هجوما مكثفا أدى إلى سيطرتها على مناطق داخل المدينة.

في المقابل، بدأت القوات الحكومية السورية عمليات عسكرية واسعة في ريفي حلب الغربي والجنوبي في محاولة لاستعادة المناطق التي خسرتها.

أثارت هذه التطورات تساؤلات حول إمكانية عودة هذه الجماعات إلى النشاط المكثف، ومدى تأثير ذلك على أمن واستقرار المنطقة. تشترك سوريا بحدود طويلة مع دول عدة مثل العراق، لبنان، والأردن، مما يجعل النشاط الجهادي داخلها عابرا للحدود بسهولة.

الخبير الأمني العراقي فاضل أبو رغيف، وهو أحد أبرز من فكك الهيكل التنظيمي لتنظيمي القاعدة وداعش، قال في مقابلة مع موقع "الحرة" إن "المفارز الخاملة لتنظيم داعش في العراق، ستحظى بشيء من التحفيز بعد الأحداث في سوريا".

وبالنسبة لأبو رغيف، فإن ما شهدته سوريا خلال الأيام الماضية، سيرفع من معنويات جماعات جهادية في العراق ولبنان، ودول أخرى.

لكن هناك من يرى أن "المعارضة السورية" هي فرصة للسوريين لإعادة الحياة إلى مدنهم، في إشارة إلى "مساوئ" النظام السوري الذي تسيطر عليه عائلة الرئيس بشار الأسد.

أسعد حنا، مختص بالشؤون العسكرية والأمنية، يرى أن ما يحدث في سوريا، هو نشاط لجميع الفصائل، وهو "فرصة" لإعادة ملايين المهجرين إلى بيوتهم في حلب وحمص وحماه.

وقال خلال مقابلة مع موقع "الحرة" إن "ما يحصل هو رسالة للعالم بأن النظام السوري غير قادر على الاستمرار، ولن تستقر سوريا طالما الأسد موجود في السلطة".

وينقل حنا وهو باحث سوري، مشاهدات من سوريا، ويشير إلى عدم وجود أي اعتداء من الجماعات المسلحة التي سيطرت على حلب ومدن أخرى، على المرافق العامة أو المدنيين. "حتى المسيحيين في حلب، أكدوا ذلك وبقوا في بيوتهم تحت سيطرة المعارضة"، وفقا لقوله.

وفي ظل تصاعد الأوضاع داخل سوريا، شهدت البلاد سلسلة من الضربات الجوية الإقليمية. نفذت الولايات المتحدة غارات استهدفت جماعات مدعومة من إيران، بينما شنت إسرائيل هجمات جوية على مواقع في وسط البلاد.

4 مطارات في 5 أيام.. سيطرة "استراتيجية" لفصائل المعارضة السورية أعلنت فصائل المعارضة المسلحة في شمال سوريا سيطرتها على مطار "منغ" العسكري في ريف حلب من الجهة الشمالية، ليكون رابع المطارات التي تقع تحت قبضتها في عمليتها العسكرية المستمرة منذ الأربعاء الماضي.

ويواجه المجتمع الدولي تحديا يتمثل في الفشل بالتوصل إلى حلول سياسية للصراع في سوريا. ويجعل استمرار الأزمة دون أفق واضح مناطق النزاع ساحة مفتوحة للنشاط الجهادي، ما يعقد الوضع الأمني ويزيد من احتمال تصاعد العمليات العسكرية.

مراقبون يرون أن استغلال الجماعات الجهادية للوضع السوري لا يقتصر على العمليات المسلحة فقط، بل يمتد إلى تجنيد عناصر جديدة. ويعد الفقر والبطالة والنزوح الناتج عن الصراع المستمر بيئة خصبة لاستقطاب الأفراد، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية والدعم الحكومي.

ويحذر أبو رغيف من محاولات الجماعات الجهادية "استمالة" الشباب بسبب الحاجة المالية، وضمهم إلى تنظيماتها، مما يزيد من قوتها ونفوذها في المنطقة، على حد قوله.

وأظهرت التطورات الأخيرة في سوريا أن خطر الجماعات الجهادية لم يتراجع بالكامل، بل ربما أصبح أكثر تعقيدا نتيجة لتغير طبيعة النزاع في المنطقة.

وقال فراس إلياس، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الموصل، المدينة التي شهدت إعلان "دولة الخلافة" بزعامة أبو بكر البغدادي عام 2014، إن "تمكن هذه الجماعات من إعادة إنتاج نفسها، ضمن الخارطة العسكرية والميدانية في سوريا، سيوفر لجماعات مسلحة أخرى ناشطة إلى إعادة إنتاج تموضعات جديدة في الجغرافية السورية".

وأضاف أن "تحركات هذه الجماعات، مرتبط بشكل أو بآخر بدور الفواعل الإقليمية، روسيا وتركيا وإيران".

"من دون ذلك" سوريا مهددة.. تحذير من مبعوث الأمم المتحدة بالنسبة له، أكد بيدرسون أنه سيستمر إشراك جميع الأطراف مردفاً "سأكون على استعداد لاستخدام مساعيي الحميدة لعقد محادثات سلام جديدة وشاملة بين الأطراف الدولية والسورية بشأن سوريا".

وفي المقابل، مثلما هناك مخاوف من تمدد الجماعات الجهادية أو إعادة نشاطها، تبرز مخاوف بشأن الدور الإيراني والجماعات المسلحة التابعة لها في المنطقة، خاصة سوريا. 

ولعبت هذه الجماعات دورا كبيرا في الحرب السورية منذ عام 2011، ومكنت نظام الأسد من الاستمرار في حكم البلاد، رغم الهزات العنيفة التي تعرض لها.

ويعتقد أسعد حنا أن تحفز الأحداث في سوريا ما أسماها "الجماعات المعتدلة" في دول النزاع، ويرى أن ما يحدث فرصة "ذهبية" لإعادة الاستقرار للشرق الأوسط، خاصة مع قرب استلام إدارة ترامب السلطة في الولايات المتحدة.

لا تقتصر تداعيات الأحداث في سوريا على المنطقة فحسب، بل يمكن أن تمتد إلى أفريقيا، حيث تربط بعض الجماعات المسلحة هناك علاقات غير مباشرة مع التنظيمات الجهادية النشطة في سوريا.

وفي أوقات سابقة، استفادت الجماعات الجهادية مثل "داعش" و"هيئة تحرير الشام" من الانهيار الأمني في سوريا لإعادة تنظيم صفوفها وتوسيع نطاق عملياتها. ورغم الخسائر التي تعرضت لها في السنوات الأخيرة، لا تزال هذه الجماعات تمتلك خلايا نائمة وشبكات دعم في العديد من المناطق.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجماعات الجهادیة الأحداث فی سوریا هذه الجماعات فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

وزير الداخلية السوري السيد أنس خطاب: في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات نُجدّد في وزارة الداخلية التزامنا بمواجهة هذه الآفة التي تهدّد الأمن المجتمعي وسلامة شبابنا وبلادنا، وزارة الداخلية تواصل بحزم وعزم تنفيذ حملات مكثفة لضبط شبكات التهريب والترويج وضرب أ

2025-06-26Zeinaسابق المعهد العالي لإدارة الأعمال يمدد تسجيل ماجستير إدارة الرعاية الصحيةالتالي وزير الداخلية السوري السيد أنس خطاب: مكافحة المخدرات جزء من معركتنا لحماية حاضر سوريا ومستقبلها وندعو الأهالي والمجتمع المدني للوقوف معنا ودعمنا في هذه المواجهة فالحرب على المخدرات ليست أمنية فقط، بل هي واجب أخلاقي واجتماعي ووطني لا تهاون فيه. (تغريدة عبر X) انظر ايضاًوزير الداخلية السوري السيد أنس خطاب: مكافحة المخدرات جزء من معركتنا لحماية حاضر سوريا ومستقبلها وندعو الأهالي والمجتمع المدني للوقوف معنا ودعمنا في هذه المواجهة فالحرب على المخدرات ليست أمنية فقط، بل هي واجب أخلاقي واجتماعي ووطني لا تهاون فيه. (تغريدة عبر X)

آخر الأخبار 2025-06-26وزير الداخلية السوري السيد أنس خطاب: مكافحة المخدرات جزء من معركتنا لحماية حاضر سوريا ومستقبلها وندعو الأهالي والمجتمع المدني للوقوف معنا ودعمنا في هذه المواجهة فالحرب على المخدرات ليست أمنية فقط، بل هي واجب أخلاقي واجتماعي ووطني لا تهاون فيه. (تغريدة عبر X) 2025-06-26وزير الداخلية السوري السيد أنس خطاب: في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات نُجدّد في وزارة الداخلية التزامنا بمواجهة هذه الآفة التي تهدّد الأمن المجتمعي وسلامة شبابنا وبلادنا، وزارة الداخلية تواصل بحزم وعزم تنفيذ حملات مكثفة لضبط شبكات التهريب والترويج وضرب أوكار التخزين والاتجار بلا هوادة لتكون سوريا خالية من هذه السموم. (تغريدة عبر X) 2025-06-26المعهد العالي لإدارة الأعمال يمدد تسجيل ماجستير إدارة الرعاية الصحية 2025-06-26وزارة السياحة تضع برامج لإعادة إطلاق المنشآت والمشاريع المتعثرة في سوريا 2025-06-26توحيد رسوم العبور وتسهيلات جديدة لحركة النقل بين سوريا والأردن 2025-06-26وفد من الشؤون السياسية يزور كنائس عدة في حمص 2025-06-26العاملون في القطاع التربوي: زيادة الرواتب في سوريا نقلة نوعية نحو حياة كريمة 2025-06-26الجمعية الفلكية السورية: التقويم الهجري دقة علمية ومرجع لحسابات الملاحة الفضائية 2025-06-26السماح باستكمال إجراءات تسجيل الدكتوراه في الجامعات الحكومية 2025-06-26منظمة الصحة العالمية: أكثر من 666 مليون شخص يعيشون دون كهرباء

صور من سورية منوعات دراسة أمريكية حديثة: الحديد لتنقية المياه 2025-06-25 “آبل”: الذكاء الاصطناعي يفتقر للتفكير العميق 2025-06-22فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية السوري السيد أنس خطاب: في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات نُجدّد في وزارة الداخلية التزامنا بمواجهة هذه الآفة التي تهدّد الأمن المجتمعي وسلامة شبابنا وبلادنا، وزارة الداخلية تواصل بحزم وعزم تنفيذ حملات مكثفة لضبط شبكات التهريب والترويج وضرب أ
  • أمير المنطقة الشرقية يرعى حفل إطلاق وجهة “لازورد” في الخُبر التي تضم أكثر من 8 آلاف وحدة سكنية
  • بقيادة الهادي جكة .. شاهد بالفيديو عودة مجموعة من الدعامة وتسليمهم لقيادة الفرقة الرابعة مشاة بالدمازين
  • أمير الشرقية يرعى حفل إطلاق وجهة “لازورد” في الخُبر التي تضم أكثر من 8 آلاف وحدة سكنية
  • المتحدث العسكري: المنطقة الجنوبية تطلق المرحلة الأولى من حملة «بشرة خير» |صور
  • غراندي لـ سانا: عودة اللاجئين إلى سوريا تتطلب من الجميع دعم جهود الحكومة
  • الداخلية تدعو الجماعات المحلية إلى ابتكار صيغ جديدة لركن السيارات
  • العراق يرحب بالمبادرة التي أفضت لوقف إطلاق النار بين إيران و”اسرائيل”
  • رئيس وزراء قطر: قواتنا المسلحة أثبتت أنها تستطيع الدفاع عن مواطنيها
  • حزب الاتحاد: يجب تحصين المنطقة من سيناريوهات الانفجار التي تهدد الشرق الأوسط