وسط الضربات الروسية المتلاحقة.. أوكرانيا تجرب ممرا بديلا لتصدير حبوبها
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
ضربت مسيرات روسية مخازن الحبوب والموانئ المصدّرة لها في نهر الدانوب الذي تعتمد عليه أوكرانيا بشكل متزايد كطريق بديل لتأمين نقل محاصيلها لأوروبا، وذلك بعد أن ألغت موسكو اتفاقية أساسية لتصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
وتزامنا مع هذا، انطلقت سفينة شحن كانت قد رست في ميناء أوديسا الأوكراني منذ شن روسيا لغزوها قبل أكثر من 17 شهرا، لتختبر ممرا مائيا مؤقتا خصصته كييف للشحن البحري.
ويعتمد الاقتصاد الأوكراني، الذي ضربته حرب موسكو، بشكل أساسي على الزراعة وصادرات محاصيلها، وكما هو الحال في روسيا، تعتبر الشحنات الأوكرانية حيوية لتزويد العالم بالقمح والشعير وزيت عباد الشمس وغيرها من الأغذية التي تعتمد عليها الدول النامية.
وقبل شهر، مزّق الكرملين اتفاقية، خُطّت الصيف الماضي، وأشرفت عليها الأمم المتحدة وتركيا كانت تحرص على نقل صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
ومنذ ذلك الحين سعت كييف لتغيير مسارات الشحن عبر الدانوب والبر وسكك الحديد التي تربطها بأوروبا، لكن تكاليفها أكبر بكثير من الشحن البحري، ولهذا اعتمدت بعض الدول الأوروبية على رفع أسعار محاصيلها المحلية، كما أن موانئ الدانوب لا يمكنها تحمل الضغط الذي قد تستقبله الموانئ البحرية.
وقال حاكم منطقة أوديسا، أوليه كابير، إن الأهداف الرئيسية للغارات الليلية التي شنتها مسرات روسيا تمثلت بمداخل الموانئ ومخازن الحبوب، من بينها الواقعة على دلتا الدانوب.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني اعتراض 13 مسيرة فوق إقليمي أوديسا وميكولايف. ويعتبر هذا أحدث هجوم في سلسلة غارات جوية شهدتها الأسابيع الأخيرة، استهدفت فيها روسيا موانئ دلتا الدانوب، والتي تبعد 15 كلم فقط عن الحدود مع رومانيا، التي تعتبر عضوا في حلف شمال الأطلسي "الناتو". ويعتبر الدانوب ثاني أطول نهر في أوروبا ونقطة تنقل أساسية.
"جوزيف شولت" تنطلقووسط هذا كله، انطلقت سفينة شحن ميناء أوديسا للمرة الأولى منذ 16 يوليو الماضي، بحسب ما أكده نائب رئيس الوزراء الأوكراني، أوليكساندر كوبراكوف، وكان السفينة عالقة في الميناء منذ فبراير عام 2022.
وتبحر سفينة "جوزيف شولت"، التي تحمل علم هونغ كونغ، عبر ممر مؤقت صدقت عليه المنظمة البحرية الدولية بطلب من كييف.
وكانت الولايات المتحدة حذرت من أن الجيش الروسي يحضّر لشن هجمات محتملة على سفن الشحن المدنية في البحر الأسود، كما أن الألغام البحرية تزيد من خطورة الرحلة، ومن المتوقع أن تزيد تكاليف التأمين المترتبة على مشغّلي السفن، وأخبرت أوكرانيا المنظمة البحرية الدولية أنها "ستوفر ضمانات تعويضية للأضرار"، بحسب ما نقلته أسوشيتد برس.
ويشير محللون إلى أن الشحن عبر البحر الأسود ظل، بشكل عام، مستقرا منذ انتهاء العمل بصفقة الحبوب الأوكرانية، وذلك رغم معدلات التأمين المرتفعة، إلا أن نسبة الشحنات الخارجة من أوكرانيا تضاءلت.
ويوم الأحد، أطلقت سفينة حربية روسية قذائف تحذيرية لسفينة شحن تحمل علم بالاو في جنوبي البحر الأسود. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن سفينة "سوكرو أوكان" كانت تتجه شمالا لميناء إسماعيل في نهر الدانوب الأوكراني.
وأكدت بيانات لتتبع السفن حللتها أسوشيتد برس أن سفينة "جوزيف شولت" التي انطلقت مؤخرا لا تزال في طريقها جنوبا محمّلة بحمولة تزن أكثر من 30 ألف طن تحويها 2114 حاوية شحن، من بينها منتجات غذائية، بحسب ما ذكره نائب رئيس الوزراء الأوكراني.
وقال كوبراكوف إن الممر سيستخدم في الأساس لإخلاء السفن العالقة في موانئ تشورونومورسك ويجني وأوديسا منذ اشتعال الحرب.
وقفزت أسعار القمح لأكثر من 5 في المئة في سوق شيكاغو للتبادلات التجارية، الأربعاء، في ظل الهجمات الروسية التي تسببت بتذبذب أسعار الحبوب في الأسواق العالمية.
ورغم أشهر على انخفاضها، ارتفعت أسعار المواد الغذائية حول العالم، مثل القمح والأرز وزيوت الخضار، في يوليو، عقب انتهاء صفقة البحر الأسود وفرض الهند قيودا على بعض صادرات الأرز، بحسب ما ذكرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو".
وتعد "جوزيف شولت" الأكثر قيمة بين 60 سفينة عالقة في أوكرانيا منذ اندلاع الحرب، بحسب ما ذكره جون ستوبورت، مدير البيئة والتجارة لدى غرفة الشحن الدولية، والتي تمثل 80 في المئة من أساطيل العالم التجارية، في حديثه لوكالة أسوشيتد برس.
وقال ستوبورت إن التقارب السياسي الصيني لروسيا قد ساهم، على الأرجح، بمغادرة السفينة، مستبعدا أن يتاح الأمر ذاته للسفن الأخرى، إما بسبب الأعلام التي تحملها أو لمواقعها في أوكرانيا.
وفي الخطوط الأمامية، زعم مسؤولون أوكرانيون تحقيق إنجاز آخر في هجوم كييف المضاد، إذ قال نائب وزير الدفاع الأوكراني، هانا ماليار، إن القوات تمكنت من السيطرة على قرية شرقي إقليم دونيتسك.
وتقع أوروجين قرب ستارومايورسك، التي أعلنت أوكرانيا أيضا السيطرة عليها مؤخرا. ولم تتمكن أسوشيتد برس من تأكيد تلك المزاعم بشكل مستقل.
ورجحت الوكالة أن أوكرانيا تحاول رسم فاصل بين القوات الروسية جنوبا، لكنها تواجه خط دفاع قوي كما أنها تتقدم دون الاستعانة بغطاء جوي.
وفي جنوبي شرقي أوكرانيا، قتل شاب عمره 18 عاما وأربعة آخرون في قصف روسي استهدف قرية ميزوفا بحسب ما ذكرته السلطات الأوكرانية.
وقال الجيش الروسي، الأربعاء، إنه أسقط ثلاث مسيرات فوق إقليم كالوغا الواقع شمال غرب موسكو، موجها الاتهامات لأوكرانيا بشن الهجوم. ولم ترد أنباء عن وقوع أي أضرار أو خسائر بشرية جراءه.
ولم تتمكن أسوشيتد برس من التحقق من مزاعم الطرفين في ساحات المعارك، بحسب الوكالة.
وقال رئيس بلدية موسكو، سيرغي سوبيانين، الأربعاء، إن حوالي 45 ألفا من سكان العاصمة يقاتلون في الحرب ضد أوكرانيا، بينهم 20 ألفا مجنّدون التحقوا بالجيش، و20 ألفا كجنود متعاقدين بالإضافة إلى متطوعين وحوالي 5 آلاف مقاتل تابعين لجماعات خاصة. وكان قد ذكر في أواخر يوليو أن حوالي 30 ألفا من سكان موسكو يشاركون في الحرب، ولم يتضح سبب الاختلاف في الأرقام، بحسب ما نوهت إليه أسوشيتد برس.
وأشار سوبيانين إلى أن تواجد سكان موسكو في الحرب يشكل "جزءا مهما من المشاركين" في القتال، في حين لا يعرف العدد الإجمالي للقوات الروسية في أوكرانيا، إلا أن مركز دراسات الحرب، الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له، قدّر عددهم بحوالي 300 ألف.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: البحر الأسود أسوشیتد برس بحسب ما
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تشن هجوماً واسعاً على منشآت الطاقة الروسية..كيف ستنتقم موسكو؟
شنت القوات الأوكرانية هجمات جوية وصاروخية مكثفة في وقت مبكر من صباح اليوم على منطقتي زاباروجيا وخيرسون جنوب أوكرانيا، والخاضعتين لسيطرة روسيا، ما تسبب في انقطاع واسع للكهرباء وأثار مخاوف من رد انتقامي روسي كبير، وفق ما أفاد به مسؤولون محليون وتقارير دولية.
ووفق مسؤولين موالين لموسكو في المناطق المتضررة، استهدفت الضربات الأوكرانية بنى تحتية حيوية، دون أن تؤثر على محطة زاباروجيا للطاقة النووية، وهي أكبر منشأة نووية في أوروبا، تخضع لسيطرة روسية منذ بدايات الغزو الروسي في فبراير/شباط 2022.
وأكدت إدارة المحطة أن "مستويات الإشعاع طبيعية" وأن المنشأة لا تولد حاليًا أي طاقة كهربائية.
انقطاع شامل للكهرباء في زاباروجيا وخيرسون
وقال يفغيني باليتسكي، الحاكم الموالي لروسيا في زاباروجيا، إن الهجوم ألحق أضرارًا بالغة بمعدات الجهد العالي شمال غرب المنطقة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي بالكامل في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا.
وأوضح باليتسكي عبر تليغرام: "كُلفت وزارة الطاقة في زاباروجيا بتفعيل مصادر الطاقة الاحتياطية، وتم تحويل مرافق الرعاية الصحية إلى هذه المصادر مؤقتًا".
وفي خيرسون، أعلن الحاكم المعين من موسكو فلاديمير سالدو أن أكثر من 100 ألف شخص في 150 بلدة وقرية تأثروا بانقطاع الكهرباء، بعد أن تسببت حطام طائرات مسيّرة أوكرانية في تضرر محطتين فرعيتين. وأضاف أن فرق الطوارئ تعمل على إعادة التيار في أسرع وقت ممكن.
تصعيد غير مسبوق وتوقعات برد روسي قوي
تأتي هذه الهجمات بعد يومين فقط من إعلان كييف تنفيذ هجوم واسع على قاعدة عسكرية روسية في سيبيريا، استهدف ما يصل إلى 40 طائرة استراتيجية، في واحدة من أكثر الضربات جرأة داخل العمق الروسي.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قوله إن "الهجوم الأوكراني الأخير أظهر قدرة كييف على ضرب أي نقطة تقريبًا داخل روسيا"، ما يشير إلى تغير في موازين الاشتباك.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين يتوقعون أن ترد موسكو بقوة خلال الأيام المقبلة، خاصة أن روسيا أعلنت أن الهجمات طالت مطارات عسكرية في خمس مقاطعات، وأكدت أنها تمكنت من التصدي لبعضها واعتقال عدد من المشاركين.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن