صحيفة البلاد:
2025-12-12@19:26:50 GMT

المنارات

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

المنارات

شاهدت في يفاعتي حجري الرحى، وعندهما امرأة تطحن الحب كي يتحول إلى دقيق فتعجنه ثم تخبزه لزوجها وأولادها. وفي الرحى العليا عصا أو عمود الرحى، تمسكها المرأة لكي يدور الحجر الأعلى على الحجر الأسفل أثناء الطحن. لكن لو أن عروساً جديدة دخلت البيت، وبعد انتهاء تقاليد العرس وأفراحه، ذهبت إلى دهليز الرحى، وسكبت الحَب في فتحة وسطى، وحالما بدأت الطحن، انكسر العمود في يدها.

وهي وحيدة في المنزل إذ غادر زوجها إلى عمله. فهنا ابتكار جديد صنعه أجدادنا قبل اختراع الهاتف أو الجوال. فالمرأة في بيتها لا تسمح ظروفها أو تقاليد المجتمع بخروجها، فهي تعلق طرحتها أو خمارها على الشباك من الخارج. وتفتح أمها شباكها في منزلها لتطمئن على ابنتها فإذا رأت الخمار معلقاً، تدرك أن البنت بحاجة لمن يحل مشكلة عندها. فيأتي أبوها أو أحد محارمها لتقول له ما تريد.

هذا على المستوى الفردي، فماذا عن البلاغات العامة مثل دخول شهر الصوم، أو رؤية هلال عيد الفطر، أو وفاة الخليفة، وتعيين خليفة جديد في دمشق خلال حكم الأمويين، أو بغداد أثناء حكم بني العباس، أوالخليفة الأندلسي في قرطبة. هنا يأتي دور المنارات وهي التي صمّمت لرفع الأذان. فعندما يحدث أمر جلل، يأمر الحاكم برفع سراج فوق أعلى منارة، كي تراه القرى القريبة، وفي الوقت نفسه يمتطي فارس، أو أكثر من فارس، فيتجه بأقصى سرعة الخيل إلى المدينة، أو القرية القريبة، وحالما يراه الرجل الموكل بالطبل، يجري إلى الساحة العامة، ويقرع الطبل بكل قوة، ليتجمع الناس شبابا وشيبا، فيقول لهم الفارس: ليبلغ الشاهد الغائب فقد ثبتت رؤية الهلال الليلة وعليكم فرض صيام رمضان. أو مات الخليفة وأصبح خليفتكم فلان فادعوا له. وهناك رجل مكلف برفع السراج على أعلى منارة، من أجل إبلاغ القرى الشرقية،أو الغربية، وأيضا فارس، أو أكثر من فارس، قد تجهزوا حالما رأوا النور يضيء من منارة العاصمة. وعند سماع الخبر، ينطلق الفارس بأقصى سرعة الخيل وأظنها 70 كيلو مترا في الساعة. أما الفارس الأول فيعود على مهل بعد أدى المهمة،وبعد أن ارتاح حصانه وشرب الماء وأخذ العلف المعدّ سلفا له على حساب الحكومة. وتبدأ المدن الشرقية أو الغربية بالاستعداد لاستقبال الخبر الهام بالأنوار على مناراتها، والطبول في ساحاتها، والخيول المسرجة والفرسان على أهبة الاستعداد للانطلاق العاجل كمثل الريح إلى المشرق أو المغرب.

وقد صفق الملك جيمس ملك المملكة المتحدة بريطانيا وايرلندة تصفيقا طويلا عندما علم باغتيال ابراهام لينكولن عام 1865م (رئيس أمريكا، المستعمرة البريطانية سابقاً) متعجبا كيف لم يعلم بهذا الخبر الجلل العظيم إلا بعد مرور 11 يوماً على حدوثه. أما في حضارتنا فإن المعلومة الهامة قبل اختراع الهاتف أو الجوال ما كانت تتأخر عن 48 ساعة في أبعد مدينة.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

استئصال البروستاتا بتقنية الهوليب لمريض سبعيني في الخبر دون شق جراحي

أضاف مستشفى دله الخبر سابقة جديدة إلى سجل إنجازاته الطبية، حيث استقبل الفريق الطبي مريضاً يبلغ من العمر 72 عاماً كان يعاني لفترة من احتباس بولي مزمن وتدهور في وظائف الكلى بسبب تضخم شديد في البروستاتا، ما أجبره على الاعتماد المستمر على القسطرة وتكرار زيارات الطوارئ.

وبقيادة د. عبدالله موسى الزهراني، استشاري جراحة المسالك البولية وجراحات الليزر والترميم، تم إجراء أول عملية استئصال للبروستاتا بالليزر بتقنية الهوليب (HoLEP) في مستشفى دله الخبر، وهي تقنية تُعد من أحدث وأدق ما وصلت إليه جراحات تضخم البروستاتا عالمياً.

وأُجريت العملية عبر المنظار دون أي شق جراحي خارجي، مع الحفاظ على سلامة الصمام البولي والمثانة، واختيار التخدير النصفي مراعاةً لحالة المريض الصحية ووظائف الكلى المتأثرة.

تكللت العملية بالنجاح الكامل ولله الحمد، وكانت نتائجها جيدة؛ حيث تمكّن الفريق من إزالة القسطرة خلال أقل من 24 ساعة، ليعود المريض للتبول بصورة طبيعية لأول مرة منذ أشهر، مع تحسن واضح في وظائف الكلى.

يذكر بأن دلّه الصحية تقدّم خدماتها لأكثر من أربعة ملايين مراجع سنوياً من خلال شبكة واسعة من المستشفيات والعيادات التخصصية، بالإضافة إلى خدمات الرعاية المنزلية. وبالاعتماد على فريق متمرس ونخبة من الأطباء المتخصصين، تعمل دلّه الصحية وفقاً لأعلى معايير الجودة وسلامة المرضى، وتحرص على القيم الإنسانية والمهنية التي جعلتها المرجع الأول للرعاية الصحية الموثوقة في المملكة.

قد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • «أم القرى» تنشر نص الموافقة على مشروع نظام الرقابة المالية
  • غدًا.. فصل الكهرباء عن هذه القرى والمناطق بكفر الشيخ
  • لأول مرة.. إدماج العلاج الطبيعي ضمن الخدمات الأساسية بالوحدات في القرى
  • «الفارس الشهم 3» تبدأ تحميل «سفينة محمد بن راشد الإنسانية» لدعم غزة
  • نائبة وزيرة التضامن تشهد فعاليات الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس مؤسسة منارة للتنمية والتدريب
  • «الفارس الشهم».. نموذج للجسور الإنسانية الممتدة من الإمارات إلى غزة
  • ما وراء الخبر يناقش أثر العقوبات الأميركية على مسار الحرب السودانية
  • إدارة الأزمات إعلاميًا
  • كنوز الجبال.. فرصٌ مؤجَّلة تنتظر الإحياء
  • استئصال البروستاتا بتقنية الهوليب لمريض سبعيني في الخبر دون شق جراحي