على الرغم من الهدوء النسبي الذي ساد مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، بعد اشتباكات عنيقة قبل أسبوعين، فقد حذرت منظمة الأونروا الأممية من احتلال مسلحين لمنشآتها.

وأعلنت مديرة شؤون "الأونروا" بلبنان، دوروثي كلاوس، في بيان اليوم الخميس أن "الأونروا تلقت تقارير مقلقة تفيد بأن جهات مسلحة لا تزال تحتل منشآتها بما في ذلك مجمع مدارس في مخيم عين الحلوة للاجئي فلسطين جنوب البلاد".

مادة اعلانية

كما نبهت إلى أن منشآت الأونروا تعرّضت لأضرار جراء الاقتتال الأخير في المخيم.

العرب والعالم هدنة لم تصمد 24 ساعة.. اشتباكات عنيفة في "عين الحلوة" انتهاك صارخ

وأشارت إلى أن "المجمع يحتوي على أربع مدارس تابعة للأونروا توفر التعليم لـ 3,200 طفل من لاجئي فلسطين".

كما شددت على أن تلك التصرفات من قبل المسلحين تعتبر "انتهاكاً صارخاً لحرمة مباني الأمم المتحدة بموجب القانون الدولي، ما يهدد حيادية منشآت الأونروا ويقوض سلامة وأمن موظفيها ولاجئي فلسطين".

كذلك أكدت أن "تلك المدارس يجب أن تكون ملاذاً آمناً للأطفال وأماكن يسودها السلام حيث يمكنهم التعلم واللعب، ويجب ألا تستخدم أبدا في النزاعات المسلحة".

ودعت الجهات المعنية إلى إخلاء مبانيها فورا حتى تتمكن من استئناف الخدمات الحيوية وتقديم المساعدة إلى جميع اللاجئي الفلسطينيين المحتاجين.

مخيم عين الحلوة في لبنان - رويترز

يشار إلى أن اشتباكات عنيفة كانت اندلعت أواخر الشهر الماضي (يوليو)، في عين الحلوة، أحد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وأكثرها كثافة سكانية، بين عناصر من "حركة فتح" وآخرين متطرفين، أسفرت عن مقتل 11 شخصا وجرح 40 آخرين.

واستمرت عدة أيام، حيث استعملت المجموعات المسلحة خلالها القذائف والسلاح المتوسط، قبل أن يعود الهدوء إلى المخيم.

ويقطن في هذا المخيم أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، انضم إليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا.

فيما يعرف بأن المكان يأوي مجموعات متشددة وخارجين عن القانون، وغالبا ما يشهد عمليات اغتيال واشتباكات خصوصا بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات متطرفة.

في حين تمتنع القوى الأمنية اللبنانية عن دخول المخيمات عادة، وذلك تنفيذا لاتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، نص على تولي تلك الفصائل نوعا من الأمن الذاتي داخل المخيمات.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News عين_الحلوة لبنان

المصدر: العربية

كلمات دلالية: عين الحلوة لبنان عین الحلوة

إقرأ أيضاً:

لجنة أممية: هجمات إسرائيل على المدارس والمواقع الثقافية في غزة إبادة جماعية

أكدت لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن الهجمات الإسرائيلية على المدارس والمواقع الدينية والثقافية في قطاع غزة تشكل جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية تتمثل في "الإبادة".

وقالت اللجنة في تقريرها إن "استهداف إسرائيل للحياة التعليمية والثقافية والدينية للشعب الفلسطيني ألحق ضررا بالغا بالأجيال الحالية والمقبلة، وعطّل حقهم في تقرير المصير".

جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة

وفي بيان مرفق، اتهمت اللجنة إسرائيل بأنها "دمرت النظام التعليمي في غزة، وألحقت أضرارا بأكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية في قطاع غزة، كجزء من هجوم واسع النطاق لا هوادة فيه ضد الشعب الفلسطيني، ارتكبت خلاله القوات الإسرائيلية جرائم حرب وإبادة جماعية".

وأكدت رئيسة اللجنة، القاضية الجنوب أفريقية نافي بيلاي، في البيان "أن هناك مؤشرات متزايدة على أن إسرائيل تشن حملة منظمة لمحو الحياة الفلسطينية في غزة".

وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد أسس لجنة التحقيق الدولية المستقلة، المكونة من 3 خبراء، في مايو/أيار 2021 للتحقيق في الانتهاكات المفترضة للقانون الدولي في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر دعا قادة العالم إلى اتخاذ إجراءات "لمنع وقوع إبادة" في غزة (الفرنسية) استهداف المرافق التعليمية والثقافية

وبحسب التقرير، شملت جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية هجمات على المرافق التعليمية و"قتل المدنيين الذين لجؤوا إلى المدارس والمساجد والكنائس".

إعلان

وإذ أشار التقرير إلى أن مثل هذا التدمير لا يمثل "بحد ذاته إبادة جماعية"، فإنه "دليل على أن مثل هذا السلوك قد يسمح مع ذلك باستنتاج وجود نية ارتكاب إبادة جماعية لتدمير مجموعة محمية".

وأضافت بيلاي أن "أطفال غزة فقدوا طفولتهم"، مشيرة إلى أن "ما يثير القلق بشكل خاص هو استهداف المرافق التعليمية على نطاق واسع، والذي امتد إلى ما هو أبعد من غزة".

وأوضحت أن "استهداف المواقع التراثية وتدميرها، وتقييد الوصول إلا في الضفة الغربية، ومحو تاريخها المتوارث، يقوض الروابط التاريخية للفلسطينيين بالأرض ويضعف هويتهم الجماعية".

وأمام القصص والصور المروعة القادمة من غزة، تتزايد الأصوات التي تصف حرب إسرائيل على الأراضي الفلسطينية "بالإبادة الجماعية".

وفي خطاب صادم ألقاه في منتصف مايو/أيار أمام مجلس الأمن، دعا منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، قادة العالم إلى اتخاذ إجراءات "لمنع وقوع إبادة" في غزة.

اللجنة اتهمت في تقرير سابق إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة ضد السكان الفلسطينيين (الفرنسية) مواقع تعليمية لأغراض عسكرية

وأكدت اللجنة أنها وجدت "أدلة دامغة" على أن قوات الأمن الإسرائيلية استولت على مرافق تعليمية واستخدمتها "كقواعد عسكرية أو مناطق انطلاق لعمليات عسكرية، بما في ذلك تحويل جزء من حرم جامعة الأزهر في المغراقة إلى كنيس يهودي للجنود".

كذلك اتهمت السلطات الإسرائيلية باستهداف الأساتذة والطلاب داخل إسرائيل الذين يتضامنون مع سكان غزة.

ومن المقرر أن تقدم اللجنة تقريرها الكامل إلى مجلس حقوق الإنسان في 17 يونيو/حزيران الجاري.

ويأتي هذا التقرير في ظل استمرار تحذيرات المنظمات الدولية من تعرض سكان غزة لخطر المجاعة، نتيجة الحصار الإسرائيلي والقيود الصارمة على دخول المساعدات الإنسانية.

وكانت اللجنة قد اتهمت في تقريرها السابق إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة ضد السكان الفلسطينيين، لا سيما عبر استهداف الطواقم الطبية والمنظومة الصحية، بما في ذلك الهجمات على الصحة الإنجابية، وهي اتهامات رفضتها السلطات الإسرائيلية.

إعلان

وفي المقابل، اتهمت اللجنة بعض الفصائل الفلسطينية بارتكاب جرائم حرب منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داعية "سلطات الأمر الواقع" في غزة إلى التوقف عن استخدام المرافق المدنية لأغراض عسكرية، وقالت إنها رصدت "حالة واحدة استخدم فيها الجناح العسكري لحماس مدرسة لأغراض عسكرية".

(الجزيرة) تدمير التراث في غزة

تأتي هذه الاتهامات في ظل حملة تدمير واسعة تتعرض لها المعالم التراثية والثقافية في قطاع غزة، إذ تشن إسرائيل بالتوازي مع حربها على المدنيين حربا ممنهجة على إرث غزة وآثارها التاريخية. فالمدينة المصنفة كواحدة من أقدم مدن العالم تعاقبت عليها حضارات متعددة تركت بصماتها المادية من العصور الفرعونية والإغريقية والرومانية والبيزنطية وصولا إلى العهد الإسلامي.

وقد وثقت تقارير حقوقية ودولية استهداف القوات الإسرائيلية لعشرات المواقع الأثرية ضمن القصف العشوائي الذي يتعرض له القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قد حذر من الانتهاكات الجسيمة المرتكبة بحق الإرث الثقافي في غزة، في خرق صارخ لاتفاقيات جنيف ومعاهدة لاهاي الدولية لحماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، دمرت إسرائيل ما لا يقل عن 200 موقع أثري وتراثي من أصل 325 موقعا مسجلا في القطاع، وسط عجز واضح للمنظمات الدولية عن اتخاذ أي خطوات فاعلة لوقف هذه الاعتداءات.

مقالات مشابهة

  • ليبيا.. إدانة أممية لخرق الهدنة في طرابلس ودعوة لتجنب التصعيد
  • لجنة أممية: هجمات إسرائيل على المدارس والمواقع الثقافية في غزة إبادة جماعية
  • اليونيفيل: مجموعة بملابس مدنية تعدت على دوريتنا بلبنان
  • جيش الإحتلال ينسف مباني سكنية شمالي مدينة خان يونس
  • "داعش" في منطقة الساحل.. صحراويون يحتلون مناصب عليا بالتنظيم
  • وزارة الإعلام اللبنانية تحذر مواطنيها من التفاعل مع المتحدثين باسم جيش الاحتلال
  • الأونروا: جياع بغزة أُجبروا على الزحف وسط إطلاق نار كثيف للاحتلال
  • تحذيرات أممية من انهيار آخر مشفيين بغزة
  • بالفيديو: حريق كبير في مخيم السندباد في تعلبايا ووقوع إصابات
  • منظمات أممية: غزة جحيم حقيقي والجوع يهدد حياة 71 ألف طفل