الأسهم السعودية مهيأة لانتعاش مع تصاعد مخاطر الحروب التجارية
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
للمرة الأولى منذ عام 2020، لم تحقق الأسهم السعودية أداءً مواكبًا لمؤشرات الأسواق الناشئة، إلا أن المستثمرين يترقبون عامًا إيجابيًا في 2025 مدعومًا بعدة عوامل.
تعزيز الجاذبية مقارنة بالأسواق الناشئة
من أبرز هذه العوامل أن السوق السعودية ليست عرضة لتهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية، وهو ما يجعلها خيارًا أكثر جاذبية مقارنة بالأسواق المناظرة مثل الصين والمكسيك.
وقالت ثيا جاميسون، العضوة المنتدبة في شركة Change Global Investment LLC: “نحن متفائلون بالسوق السعودية لعام 2025، إذ ستستفيد من التحولات في تدفقات المحافظ بعيدًا عن الصين، كما أن التقييمات أصبحت أكثر جاذبية.”
توقعت جاميسون تعافي السوق بعد أداء ضعيف للمؤشر الرئيسي للسوق المالية السعودية “تاسي”، الذي تراجع بنسبة 1% منذ بداية العام، مقارنة بمكاسب بلغت 7% لمؤشر “إم إس سي آي” للأسواق الناشئة. جاء هذا التراجع جزئيًا بسبب انخفاض أسهم “أرامكو” بنسبة 11% نتيجة تخفيضات إنتاج النفط المرتبطة بـ”أوبك+” وطرح ثانوي للأسهم بقيمة 12.35 مليار دولار.
استقرار الريال السعودي ودوره الاقتصادي
ترتبط العملة السعودية بالدولار الأمريكي، ما يجعلها أقل عرضة للتقلبات الناتجة عن قوة الدولار. وأشار نيناد دينيك، من بنك “جوليوس باير”، إلى أن هذا الربط يمنح السوق السعودية ميزة منخفضة المخاطر في ظل بيئة تتسم بمخاوف الرسوم الجمركية وقوة الدولار.
وأضاف دينيك أن القطاعات المرتبطة بمبادرة “رؤية 2030” تعد الأكثر جاذبية، مشيرًا إلى أن البنوك ستستفيد من زيادة الطلب على الائتمان بفضل الإنفاق الحكومي على المشاريع الكبرى، والذي يمتد تأثيره إلى قطاعات الاستهلاك والسياحة والبناء.
تأثير أسعار النفط على السوق
رغم ذلك، تبقى أسعار النفط مصدر قلق رئيسي، حيث يشكل قطاعا الطاقة والمواد نحو 29% من المؤشر، فيما يمثل النفط نصف الاقتصاد السعودي. ومع بقاء أسعار النفط عند نحو 72 دولارًا للبرميل، تظل أقل من مستويات التعادل للميزانية السعودية، ومن غير المرجح أن ترتفع بشكل كبير العام المقبل.
وقال جنيد أنصاري، مدير استراتيجية الاستثمار في “كامكو إنفست”، إن “أسعار النفط تؤثر على معنويات السوق، لكن النطاق السعري بين 70 و75 دولارًا للبرميل يُحتسب بالفعل ضمن الأسعار الحالية.” وأشار إلى أن السوق السعودية مقومة بأقل من قيمتها، مع توقعات بنمو قوي لأرباح الشركات الكبرى، حيث يتداول مؤشر “تاسي” حاليًا عند 15 ضعفًا للأرباح المستقبلية، مقارنة بمتوسطه البالغ 18.5 ضعف خلال السنوات الخمس الماضية.
تفاؤل مشروط لعام 2025
حتى مديرو الصناديق الحذرون بشأن النفط، مثل فيرغوس أرجايل من شركة EFG Asset Management، يرون أن الأسهم السعودية قد تحقق أداءً جيدًا إذا تم اختيارها بعناية. وأضاف أرجايل: “مع استمرار قوة الدولار في عهد ترامب، من المتوقع أن تكون الأسهم السعودية أكثر استقرارًا مقارنة بالأسواق الناشئة الأخرى.”
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: استقرار الريال السعودي استقرار استمرار استهلاك الجمركية التقييمات التراجع الدولا الرئيس الأمريكي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الرئيس الامريكي المنتخب الأسهم السعودیة السوق السعودیة أسعار النفط
إقرأ أيضاً:
النفط يستقر مع تقييم السوق لتهديدات ترامب الجمركية
استقرت اليوم أسعار النفط مع تقييم المستثمرين لمخاطر الإمدادات الناجمة عن مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوصل سريعا إلى حل للحرب في أوكرانيا من خلال فرض المزيد من الرسوم الجمركية، بينما أثر ارتفاع غير متوقع في مخزونات الخام الأمريكية على الأسعار.
وسجل سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر سبتمبر القادم 76 دولارًا أمريكيًّا و 33 سنتًا، مرتفعاً 49 سنتًا مقارنة بسعر يوم الأربعاء والبالغ 75 دولارًا أمريكيًّا و 84 سنتًا.
تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر يوليو الجاري بلغ 63 دولارًا أمريكيًّا و 62 سنتًا للبرميل، منخفضًا 4 دولارات أمريكية و 25 سنتًا مقارنةً بسعر تسليم شهر يونيو الماضي.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر، والتي من المقرر أن ينتهي أجلها اليوم، أربعة سنتات أو 0.05 % إلى 73.28 دولار للبرميل. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لشهر سبتمبر أربعة سنتات أو 0.06 % إلى 70.04 دولار للبرميل.
وسجل الخامان القياسيان ارتفاعا 1% يوم الأربعاء.
وقال هاري تشيلينجوريان، رئيس الأبحاث في مجموعة أونيكس كابيتال جروب "نتطلع إلى مزيد من الوضوح بشأن طبيعة الرسوم الجمركية الجديدة أو تطبيق العقوبات على روسيا".
وأضاف تشيلينجوريان أن المعهود عن ترامب فيما يتعلق بفرض سياسات ثم التراجع عنها بعد بضعة أيام دفع المتداولين والمحللين إلى التردد في تقييمها.
وقال ترامب إنه سيبدأ في اتخاذ إجراءات ضد روسيا، تتضمن رسوما جمركية ثانوية 100% على شركائها التجاريين، ما لم تحرز تقدما لإنهاء الحرب في غضون 10 إلى 12 يوما، مقلصا بذلك مهلة سابقة كانت مدتها 50 يوما.
وحذرت الولايات المتحدة أيضا الصين، أكبر مشتر للنفط الروسي، من أنها قد تواجه رسوما جمركية ضخمة إذا واصلت الشراء.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية اليوم فرض عقوبات جديدة على أكثر من 115 فردا وكيانا وسفينة مرتبطة بإيران، في تصعيد لحملة "أقصى الضغوط" التي تنتهجها إدارة ترامب بعد قصف المواقع النووية الإيرانية في يونيو حزيران.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة 7.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 25 يوليو إلى 426.7 مليون برميل مدفوعة بانخفاض الصادرات، حسبما ذكرت إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء. وكان المحللون يتوقعون تراجع المخزونات 1.3 مليون برميل.
وانخفضت مخزونات البنزين بنحو 2.7 مليون برميل لتصل إلى 228.4 مليون برميل، وهو انخفاض يفوق بكثير توقعات بتراجعها 600 ألف برميل.