ما يعرف باتفاق إيقاف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، والذي تم برعاية أمريكية فرنسية، هو في حقيقته الفعلية، ما يمكن تسميته بــ «وقفة تكتيكية» من الحكومة الإسرائيلية.
من هنا، يمكن فهم مهلة الستين يوماً التي نص عليها الاتفاق المبدئي – وكأنها فترة اختبار – نوايا وأفعال، بعدها يمكن لإسرائيل أن تنسحب فعلياً من القرى الحدودية اللبنانية التي تموضع فيها جيشها.
ولا يجب أن نتغافل أن القرار بعمل الاتفاق، تم في ظل 4 ضغوطات شديدة كانت على نتنياهو وحكومته، وكلها تصاعدت في آن واحد، وهي:
1 - قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة تعقب وجلب ضده.
2 - زيادة وتيرة تظاهرات أهالي الرهائن المحتجزين، مع الكشف عن وفاة أحدهم «أمريكي – إسرائيلي»، يدعى «عمر نوترا».
3 - رفض قيادة الأركان الإسرائيلية التوسع في العمليات البرية داخل الحدود اللبنانية، تجنباً لخسائر الاشتباك المباشر، الذي ينتج عن حرب العصابات.
4 - بدء تحرك لجان التحقيق العسكرية في ما يعرف بحقيقة التقصير في توقع عملية 7 أكتوبر 2023، وتحديد المسؤوليات المباشرة عمن تسبب فيه.
وفي أوساط اليمين الإسرائيلي، يدور تساؤل كبير، وهو «لماذا لم يستكمل جيش الدفاع عملياته في لبنان، وينهي المهمة كاملة»؟.
وما زال هناك شكوك لدى اليمين الإسرائيلي في مدى مصداقية قوات حزب الله في الالتزام الحرفي بنصوص الاتفاق، وهناك مخاوف بأن تعود طهران – لأسباب خاصة بها – في تحريك عناصر حزب الله الباقية جنوب الليطاني، خاصة أنه ما زال لهذه القوات آلاف الصواريخ ذات مديات قادرة على تعدي خط الحدود، وتهديد سكان ما يعرف بمستوطني الشمال الإسرائيلي. خلاصة القول: الاتفاق على نار، وما زال يحتاج إلى تثبت فاعليته.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عام على حرب غزة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
أمين عام حزب الله: لبنان لن يكون تابعاً لإسرائيل ولو اجتمع علينا العالم كله
يمانيون |
أكد الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله اللبناني، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تدمير لبنان بشكل ممنهج، خدمةً لمصالح الكيان الصهيوني، مشدداً على أن المقاومة لن تقبل بتحويل لبنان إلى كيان تابع لإسرائيل مهما بلغ حجم التهديدات أو تصاعد الضغوطات الدولية.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد فؤاد شكر، قال الشيخ قاسم: “أمريكا لا تسعى فقط إلى حماية إسرائيل، بل إلى صناعة لبنان خاضع وذليل ضمن مشروع ما يسمى ‘الشرق الأوسط الجديد’، وذلك من خلال الفتنة الداخلية، والتجويع، والتخريب الممنهج، ومنع المواطنين من الوصول إلى حدودهم، كل ذلك في خدمة كيان العدو”.
وأضاف: “العدو الإسرائيلي لا يعير أمن مستوطنيه في الشمال أي أهمية، لأنه منشغل بمشروعه التوسعي الذي يبدأ من الجليل ولا ينتهي عند حدود لبنان أو سوريا، في حين أن حزب الله يقف اليوم سداً منيعاً أمام هذا الزحف الاستعماري”.
وأكد الشيخ قاسم أن المقاومة اليوم في حالة دفاع مفتوح، وأن خيار المواجهة سيبقى قائماً حتى لو كلف ذلك حياة الجميع، وقال: “لن نقبل أن يكون لبنان تابعاً أو ملحقاً لإسرائيل، ولو اجتمع علينا الكون كله، ما دام فينا عرق ينبض ونَفَس حي”.
وفيما يخص سلاح المقاومة، جدد قاسم تمسك حزب الله بهذا السلاح، رافضاً كافة الدعوات التي تطالب بتسليمه. وقال: “سلاح المقاومة هو قوة حقيقية للبنان، ولم يُستخدم يوماً في الداخل، بل هو حصنٌ يحمي سيادتنا وكرامتنا. ومن يطالب بتسليمه لا يخدم سوى المشروع الصهيوني والأمريكي”.
كما توجه بالتحية إلى أرواح الشهداء، وفي مقدمتهم الشهيد فؤاد شكر، وكذلك الشهيد إسماعيل هنية الذي ارتقى في اليوم نفسه، واعتبر أن خط الشهادة هو طريق الكرامة والسيادة الوطنية.
وتطرق قاسم إلى المجازر الدموية التي يرتكبها كيان العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكداً أن ما يجري هو “إبادة منظمة برعاية أمريكية وصمت عربي ودولي”. وقال: “استشهد أكثر من 17 ألف طفل في غزة، وقتلت النساء الحوامل وجوّع الأطفال، وسط صمت مطبق من منظمات حقوق الإنسان، وغياب تام للمجتمع الدولي الذي يتغنى بشعارات كاذبة”.
وختم كلمته بالدعوة إلى تحرك عربي ودولي جاد، لا يقتصر على التنديد بل يشمل خطوات عملية، وفي مقدمتها التحرك العسكري لوقف حرب الإبادة بحق أهل غزة، مطالباً الأحرار في العالم بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والتاريخية.