من "الكسالة" إلى "اللغة النوبية".. أسرار الإلهاء والتمويه التي شلّت القيادة الإسرائيلية قبل العبور
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
أكد اللواء حسن شريف، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، أن الانتصار الساحق في حرب أكتوبر 1973 لم يكن وليد القوة العسكرية وحدها، بل نتاج خطة خداع استراتيجي محكمة على كافة المستويات، تهدف إلى تحقيق المفاجأة الكاملة للعدو.
. يحتفلون بالمسيرة الخضراء في السفارة المغربية بالقاهرة
وكشف "شريف"، خلال لقائه مع الإعلامي أشرف محمود، ببرنامج "الكنز"، المذاع على قناة "الحدث اليوم"، عن المكونات الرئيسية لهذه الخطة التي استهدفت ترويج اعتقاد بشيء غير حقيقي، وتنوعت بين الدعاية (البروباغاندا) والإلهاء والتمويه، موضحًا أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات لعب دورًا محوريًا في خطة الخداع، مستغلاً قدرته الشخصية والسياسية على إخفاء النوايا، وكان الرئيس السادات يمتلك موهبة إخفاء نواياه العسكرية الكبرى، فما يظهر على وجهه كان عكس ما يبيت في داخله، وقام السادات بترتيب لقاء سياسي رفيع المستوى يوم 6 أكتوبر، حيث كان من المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الأمريكي مع نظيره المصري لدراسة مبادرة للسلام، وهذا الترتيب أبعد فكرة الحرب تمامًا عن الأذهان دوليًا وإسرائيليًا.
وأوضح أن السادات لسنوات دأب منذ عام 1971 على التحدث عن عامل الحسم دون أن يُقدم على عمل عسكري، مما أصاب القيادة الإسرائيلية بالاسترخاء وعدم الاهتمام، ظنًا منها أنه مجرد كلام، واختيار شهر رمضان، الذي يُستبعد فيه شن حرب من قبل الدول العربية، زاد من عنصر المفاجأة، فضلا عن استخدام القوات المسلحة تكتيكات إلهاء وتمويه متقدمة لخفض درجات استعداد العدو على خط بارليف والساتر الترابي، وكانت القوات المصرية تُحرك وحدات عسكرية من مواقعها إلى أماكن أخرى، وعندما ترصدها أبراج المراقبة الإسرائيلية، كانت تل أبيب ترفع درجات الاستعداد وتستدعي الاحتياط، وبعد أسابيع، كانت هذه القوات تُعاد إلى مكانها دون حدوث أي شيء، مما تسبب في إرهاق واستنزاف للاحتياط الإسرائيلي.
ولفت إلى أنه تم استحداث فرقة "الكسالة"، وهي مجموعة من الجنود يظهرون كل صباح بالزي المدني وهم يلعبون كرة القدم، أو يجلسون على الجبل "يمصون القصب"، وكانت هذه المشاهد تُنقل لأبراج المراقبة لتوصيل رسالة الاسترخاء التام وعدم النية للحرب، فضلا عن الدعاية الإعلامية المُضللة، وتم نشر أخبار في وسائل الإعلام عن فتح باب السفر لأداء الحج والعمرة للقادة العسكريين، مما رسخ الاعتقاد بأن القيادات لن تخوض حربًا في هذه الفترة، واعتمدت الخطة على الدقة والسرية المطلقة في توقيت الصفر، وتم اختيار توقيت الهجوم (الساعة 2 ظهراً) عمداً، وهو توقيت غير مسبوق في الحروب العالمية، ويُعد وقتًا غير متوقع للاقتحام.
ونوه بأنه لم يتم إبلاغ القادة على الحدود بتوقيت الهجوم الدقيق إلا قبل لحظات بسيطة جداً من العبور، وتم استخدام المراسلين (الذين يحملون الأوامر شفوياً أو بالجواب) بدلاً من الأجهزة اللاسلكية في اللحظات الحاسمة، لتجنب الرصد، وعند استخدام الاتصالات اللاسلكية خلال الحرب، تم اللجوء إلى اللغة النوبية كلغة شفرة مبهمة لم تتمكن إسرائيل من فك رموزها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: من إلي اللغة النوبية اسرار الإلهاء والتمويه التي القيادة الإسرائيلية قبل العبور محمد رمضان
إقرأ أيضاً:
محمد رمضان يُفجع بوفاة والده
توفي والد الفنان المصري محمد رمضان، فجر اليوم، ومن المقرر تشييع جنازته عقب صلاة الجمعة.
وتحدث الفنان المصري محمد رمضان في تصريحات تلفزيونية سابقة عن والده الراحل، مؤكدًا أنه كان رمزًا للزهد والالتزام. وحافظًا للقرآن الكريم كاملًا، ولا يشغله في الحياة سوى رضا الله وراحة أسرته.
وقال رمضان في حديثه آنذاك: “أبويا هو كل حاجة، أحن قلب في الدنيا، إحنا ماشيين ببركته. والله العظيم عمري ما شفت له صديق دخل عندنا البيت، أبويا بينام الساعة الثامنة مساءً، ويستيقظ قبل الفجر ليصلي القيام. ثم يقرأ في الجرائد، وبعدها في المصحف لأنه حافظ القرآن الكريم كله”.
وأضاف: “اتعلمت من أبويا الالتزام، مابيشغلش باله بأي حاجة في العالم، وهو مصدر الكوميديا في حياتي وأكتر حد بيضحكني. كوميديا نابعة من الفطرة. وكنت باستغرب إن طموحه الوحيد في الحياة هو إحنا، إننا نكون كويسين وأحسن. قمة طموحه كان إنه يطلع الحج، وبعد ما حج، بقى كل طموحه إحنا وبس”.
وأكد محمد رمضان أن والده كان قدوة في البساطة والرضا، لا يسعى إلى مجد أو شهرة وإنما إلى راحة أبنائه وسعادتهم.
مشيرًا إلى أن أعظم ما تعلمه منه ومن والدته هو أن تكون الأسرة هي كل الحياة.
ومن المقرر تشييع جنازة الراحل عقب صلاة الجمعة من مسجد مصطفى محمود في المهندسين. على أن يوارى جثمانه الثرى في مقابر العائلة بمدينة السادس من أكتوبر.