وجبات الذكاء.. تغذية صحية لعقول الأطفال وأجسادهم
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
الأطفال.. يواجه الكثير من الأمهات والآباء صعوبة في جعل أطفالهم يركزون أثناء دراستهم، غافلين عن الطرق الطبيعية التي تعزز قدراتهم الذهنية، والتي تعتمد على ما يدخل معدة الطفل.
فقد يكون جزء من حل نقص تركيز الطفل يكمن في طبق طعامه، حيث تُظهر الأبحاث أن الغذاء يلعب دورًا حاسمًا في نمو الدماغ وتطوير القدرات العقلية لدى الأطفال.
وفي السطور التالية نتعرف على أهم الأطعمة التي تساعد على تحسين التركيز والانتباه، ونستكشف العناصر الغذائية التي يحتاجها دماغ الطفل ليعمل بكفاءة.
فهناك بعض العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات، الدهون الصحية، الفيتامينات والمعادن التي تساعد على نشاط الدماغ وتركيز العقل خلال ادائه مهامه، ومن بين الأطعمة التي تعزز التركيز والانتباه التالي..
- الأسماك الدهنية.. مثل اسلمون، الماكريل، التونة) حيث أنها غنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية التي تساهم في بناء أغشية الخلايا العصبية وتحسين الذاكرة والتركيز.
- المكسرات والبذور.. (عين الجمل، اللوز، الجوز، بذور الكتان) تحتوي على دهون صحية وبروتينات وفيتامينات تعزز وظائف الدماغ.
- الفواكه والخضروات مثل التوت، الأفوكادو، السبانخ وغيرها والغنية بمضادات الأكسدة التي تحمي الدماغ من التلف وتعزز الوظائف الإدراكية.
- الحبوب الكاملة مثل الشوفان، القمح الكامل، والتي توفر طاقة مستدامة للطفل وتساعد على تحسين التركيز.
- البيض.. يعتبر مصدر ممتاز للبروتين والكولين الضروري لنمو الدماغ.
وكثيرا ما تنادي منظمة الصحة العالمية بضرورة الاهتمام بالغذاء الصحي، كما يفضل الاعتدال في تناول الطعام وعدم الإفراط في أصناف محددة حتى لا تصبح النتيجة سلبية، مع ضرورة ملاحظة الأهل لأنواع الطعام المقدم لأطفالهم والتأكد من عدم وجود حساسية اتجاه أي منها حتى يصاب الطفل بالضرر.
وفي النهاية علينا الاهتمام بالغذاء الصحي الذي يتم تحضيره في المنزل والبعد عن تناول المصنعات والوجبات السريعة، لأن الغذاء هو الوقود الذي يحرك عقول أطفالنا، وبتوفير نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الغذائية الضرورية، يمكننا مساعدة أطفالنا على تحقيق أقصى إمكاناتهم.
وعلينا ألا ننسى أن التغذية الصحية هي مجرد جزء من الصورة الكاملة، وأن النشاط البدني والنوم الكافي يلعبان أيضًا دورًا مهمًا في صحة الدماغ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاطفال تركيز الطفل الغذاء الصحي الخضروات المكسرات البيض الحبوب الكاملة الأسماك الدهنية
إقرأ أيضاً:
عادة واحدة تغيّر كل شيء.. هكذا يؤسس تأثير الدومينو لسلسلة تغييرات تربوية إيجابية
تُعدّ تربية الأطفال على العادات الإيجابية من أهم التحديات التي تواجه الآباء والأمهات في مختلف المراحل العمرية. ولكن، ماذا لو كان بالإمكان جعل هذه المهمة أسهل وأكثر فعالية عبر آلية نفسية مدروسة؟
يُعرف مفهوم "تأثير الدومينو للعادات" – المستمد من علم النفس السلوكي – بأنه استغلال عادة إيجابية واحدة في تحفيز سلسلة متتالية من التغييرات السلوكية الأخرى لدى الأطفال. من خلال فهم الآليات النفسية الكامنة وراء تكوّن العادات، يمكن للوالدين توجيه أبنائهم نحو بناء أنماط سلوكية صحية ومستقرة، تدوم معهم لسنوات طويلة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تحذيرات من أزمة صحة نفسية عالمية تُهدد مستقبل الأطفال بسبب الشبكات الاجتماعيةlist 2 of 2عيدٌ بلا خبز ولا ألعاب.. أطفال غزة بين الجوع والدمارend of listهذه المنهجية تعتمد على مبدأ الاستمرارية والبساطة، وتوفّر إطارًا علميًا وعمليًا يمكن استخدامه في التربية اليومية لتعزيز السلوك الإيجابي.
ما تأثير الدومينو في تكوين العادات؟يستمد المفهوم اسمه من لعبة الدومينو الشهيرة، حيث يؤدي تحريك قطعة واحدة إلى سقوط القطع التالية بشكل متسلسل. وعند تطبيقه على السلوك البشري، فإن نجاح الطفل في الالتزام بعادة بسيطة يمكن أن يكون بمثابة "الدافع الأول" الذي يُطلق سلسلة من التحولات الإيجابية في سلوكياته الأخرى.
بحسب دراسة نُشرت عام 2012 في مجلة "مراجعة علم النفس الاجتماعي والشخصي" وأجراها باحثون في جامعة نورث وسترن الأميركية، فإن العادات لا تنشأ في عزلة، بل تتفاعل كمجموعة مترابطة، بحيث تُحدث عادة واحدة موجة من التغييرات المتتابعة. وأشارت الدراسة إلى 3 آليات رئيسية لهذا التأثير:
إعلان تعزيز الثقة بالنفس: تنفيذ عادة بسيطة يعزز شعور الطفل بالكفاءة الذاتية، مما يشجعه على خوض تجارب سلوكية جديدة. تغيير الصورة الذاتية: يبدأ الطفل في تبني تصوّر جديد عن نفسه مثل "أنا طفل منظم" أو "أنا أحب القراءة". تخفيض الاعتماد على قوة الإرادة: مع تكرار العادة، تصبح السلوكيات التلقائية أقل اعتمادا على الجهد الذهني أو الانضباط الذاتي. خطوات لبناء تأثير دومينو ناجح عند الأطفال البدء بعادة صغيرة وقابلة للتكرار: أولى الخطوات هي اختيار عادة بسيطة وسهلة التنفيذ يوميا، مثل ترتيب السرير صباحا. أظهرت دراسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (2015) أن العادات ترتبط بمراكز المكافأة في الدماغ، مما يجعل الإنجازات الصغيرة تُنتج شعورا بالرضا يدفع الطفل لمواصلة السلوك. استخدام أسلوب "تكديس العادات": يعني ذلك ربط عادة جديدة بسلوك مألوف لدى الطفل. مثال: "بعد تنظيف أسناني، أقرأ صفحة واحدة من قصة". هذا الدمج بين عادتين يزيد من احتمال الالتزام دون الحاجة إلى مجهود إضافي. الاستفادة من المحفزات البصرية: إبراز العادة أمام الطفل بصريا يعزز الالتزام. وضع كتاب على وسادته، أو استخدام ملصقات تحفيزية على الجدار، أو منبهات لطيفة بصور مرحة. إذ أثبتت دراسة نُشرت في المجلة البريطانية لعلم النفس الصحي (2021) أن المؤشرات البصرية تزيد من فرص تشكّل العادة. الاحتفال بالنجاحات الصغيرة: تشجيع الطفل لا يحتاج إلى مكافآت كبيرة. يمكن أن يكون بوضع نجمة على جدول، أو عبارة "أحسنت" محببة. هذا التعزيز الإيجابي يُفعّل إفراز الدوبامين ويُكرّس السلوك الجديد ضمن روتين الطفل. فوائد متسلسلة للعادات الإيجابيةعندما تُغرس عادة واحدة بنجاح، فإن آثارها تمتد إلى مجالات أخرى من الحياة. يشير الكاتب تشارلز دويغ في كتابه "قوة العادة" (The Power of Habit) إلى أن ممارسة الرياضة -مثلا- لا تحسّن اللياقة البدنية فقط، بل تؤدي إلى تحسين نمط الغذاء، تقليل التدخين، رفع جودة النوم، وزيادة الصبر.
إعلانوهكذا، فالعادات الجيدة تعمل كنقطة انطلاق لتغيير متدرج وطويل الأمد في سلوك الطفل.
التحديات الشائعة وكيفية تجاوزهامن الطبيعي أن يواجه الطفل مقاومة أو مللا أثناء بناء عادات جديدة. ومن أبرز التحديات:
الإحباط عند الفشل: يُستحسن تجنّب التوبيخ واستبداله بالتشجيع على المحاولة مجددا. الملل من التكرار: يمكن إدخال عناصر المرح، مثل جداول ملونة أو نظام النجوم. نسيان العادة: معالجة ذلك تتم بالربط بعادات سابقة أو باستخدام محفزات بصرية. رفض التغيير: إشراك الطفل في اختيار العادة يمنحه شعورا بالتحكم ويزيد التفاعل. القدوة الوالدية وتأثيرها في تشكيل العاداتالدور الأهم للأهل لا يقتصر على التوجيه، بل يتعداه إلى السلوك الشخصي. فعندما يرى الطفل والديه يقرؤون أو يمارسون الرياضة أو يتناولون طعاما صحيا، يبدأ تلقائيا بتقليد هذه السلوكيات.
فقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة أستون البريطانية (2024) أن أنماط الأكل لدى الأطفال تتأثر مباشرةً بسلوك الوالدين، لا بأقوالهم فقط. وينسحب ذلك أيضًا على عادات أخرى، مثل النوم والنظافة الشخصية.
من خلال التركيز على عادة واحدة فقط، واستخدام تقنيات بسيطة مثل التكديس والمحفزات والاحتفال، يمكن للآباء غرس سلوك إيجابي يدوم مدى الحياة. وبتحويل كل عادة إيجابية إلى حجر دومينو، فإن بناء شخصية متوازنة ومبنية على أنماط سلوكية صحية يصبح مسارا تدريجيا، سهلا، وطبيعيا.