سام برس:
2025-05-22@08:13:34 GMT

الطب النفسي .. ثقافة غائبة !

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

الطب النفسي .. ثقافة غائبة !

بقلم/ د. عبادة دعدوش
بين ما هو مرغوب وما هو مطلوب، يقف عائقٌ ما هو ممنوع خلف عقول تقليدية سيطرت عليها منظومة فكرية قديمة تبتعد عن التطور والحداثة، مُعلنة بذلك أنّ أيّاً كان ما يصب ضمن الإطار النفسي أو المعالجة النفسية فهو ترفٌ ومضيعة للوقت والمال لا أكثر، وهذا ما أدى إلى زيادة معدّلات الأمراض النفسية والمشكلات التي تطورت لتشمل الاجتماعية وتخلق بيئة غير آمنة نفسيّاً لأفراد المجتمع.



الطب النفسي أو ما يسمى (psychiatry) كما نعلم أنه أحد فروع الطب ويختصُّ في دراسة الاضطرابات والمشاكل النفسية وتشخيصها ثم علاجها إضافة إلى الوقاية منها.

هناك العديد من العلاجات النفسية والاختصاصات وتخصّصات كثيرة في هذا المجال مثل علم النفس والإرشاد والصحة النفسية، لكن بالنسبة للطب النفسي على وجه الخصوص، فهو يدمج بين الدواء النفسي والعلاج، مع وجود المزيد من أنواع العلاج، وهو يحتاج إلى اهتمام بالغ من حيث السمات والمهارات التي يملكها المختص.

أهمية الطب النفسي:

يمكن للطب النفسي أن يساعد أي شخص على التعامل مع ضغوطات الحياة وصراعاتها التي يمكن أن تؤثّر فيه، على سبيل المثال: قد يساعد على حلِّ الخلافات الأسرية وتخفيف القلق أو التوتّر الذي يُسببه العمل أو الذي يحدث نتيجة أيٍّ من المواقف الأخرى.

إضافة إلى أن العلاج النفسي يُكسِبُ الفرد إمكانية أن يفهم المريض نفسه، وكذلك أهدافه الشخصية وقيمه بشكل أفضل إلى جانب تطوير المهارات لتحسين العلاقات.

وبعد أن تعرفنا على أهمية الطب النفسي، يمكن أن ترى مدى النتائج التي سيخلقها الاهتمام به كعنصر مساعد لاكتشاف الذات وتطوير سلوكيات الأفراد في المجتمع، الأمر الذي سيخلق ثقافة مجتمعية متطورة حول كل ما يتعلّق بالعلوم النفسية ودراسة المشكلات والاضطرابات وحلها.

لكن السؤال الأهم هنا: هل ثقافة الطب النفسي ثقافة أصبحت غائبة تماماً عن مجتمعاتنا العربية، وماهي الأسباب الأكثر شيوعاً لغيابها؟

هناك عدة أسباب أهمها وأولها هو المنظومة الذهنية التقليدية التي يعيش فيها المجتمع والتي أعطت للطب أو العلاج النفسي فكرة أنّه عيبٌ ما، أو أنّ من يتحدّث به فهو مجنون، وهذا ما أودى بالكثير من الأفراد إلى الكتمان والحدّة بالتعامل، فضلاً عن العيش مع الاضطرابات والصراعات اليومية بحالات مزمنة أودت بالبعض من ضعاف النفوس إلى الانتحار وارتكاب الجرائم.

السبب الثاني الذي يعاني منه الأغلبية ممّن اقتنعوا بفكرة العلاج النفسي، هو ارتفاع تكاليف العلاج والأدوية ممّا يجعلهم في حيرة بين ما هو أساسي وما هو ثانوي، ففضلوا تأمين احتياجاتهم الأساسية واضعين بذلك حالتهم النفسية في المرتبة الثانية، وهذا ما يخلق هوّة كبيرة خلّفت نتائج سلبية أثرت على أداء الأفراد وجعلتهم في حالة اكتئاب وإحباط مستمر، فتناقصت إنتاجيتهم وعلاقاتهم بشكل واضح.

في الآونة الأخيرة ومع تزايد المشكلات وسوء الظروف المحيطة والأزمات الاقتصادية والسياسية أصبحت الحاجة إلى دراسة الطب النفسي كاختصاص ضرورية للفرد وللمجتمع بأكمله، لأنه أصبح الحلقة الأولى لبناء جسد وأسرة وعمل وعلاقات صحية غير متأثرة بشكل كامل بالمحيط المعيش، ولأننا قد ننصدم ببعض العادات أو العقلية القديمة التي ترى أن هذا العلم هو ترفٌ لا يحتاج للاهتمام، فإنهم يمتنعون عن دراسته والتطور فيه وحتى أنه يُبعد من هو بحاجة للمعالجة عن مراكز العلاج النفسي والتحسين من حالته الصحية والنفسية فيزيد الأمر سوءاً.

لا أرى في الطب أو العلاج النفسي سوى ضرورة ملحة لمجتمع يعيش اليوم في نزاع وصراع مستمر مع الأزمات والغلاء والأمراض وغيرها من الظروف القاسية التي تجعله بحالة غضب وقلق وتوتر دائم ينسيه متطلباته واحتياجاته النفسية والسماع لصوت روحه المتعبة التي تحتاج إلى الراحة وإلى إعادة بنائها بطريقة سليمة.

صحيح أن التكاليف الباهظة للعلاج قد تمنع الأفراد من زيارة مراكز العلاج، لكنها لا شيء أمام النتائج السلبية التي ستخلفها عدم المعالجة، والتي ستهدم الفرد وتودي به للهاوية في حال بقي يعيش مريضاً وفي حالة نفسية سيئة تؤثر عليه وعلى الآخرين من حوله، فيصبح إنساناً غير مقبول في المجتمع، وغير صبور، وعصبي، مكتئباً لا يملك أهدافاً ولا يسعى لتحقيق أي إنجاز.

ولأن العقل السليم في الجسم السليم، فمن الضروري الاهتمام بالصحة النفسية ليصبح الفرد أكثر إنتاجية وبصحة جسدية سليمة بعيداً عن أي تقاليد قديمة ترى في الطب النفسي أنه ترف أو مشكلة.

المصدر: سام برس

كلمات دلالية: الطب النفسی

إقرأ أيضاً:

مراعاة العوامل النفسية.. وائل قباني يشيد بمعسكر الزمالك

أشاد وائل القباني، مدير الكرة بنادي الزمالك، بمعسكر الفريق الذي أُقيم في الإسماعيلية، في إطار الاستعداد لمباراة بتروجت المقبلة في مسابقة الدوري الممتاز.

وقال مدير الكرة في تصريحات للمركز الإعلامي لنادي الزمالك: "المعسكر كان مفيداً للفريق، والجهاز الفني حرص على تطبيق بعض الجوانب الخططية للمباريات المقبلة، بجانب العوامل النفسية، وتحفيز اللاعبين للفترة المقبلة، في ظل ارتباط الفريق بمواجهتي بتروجت وفاركو في الدوري، ولقاء بيراميدز في نهائي كأس مصر".

وأضاف وائل القباني: "الجهاز الفني استفاد بشكل كبير من المعسكر، ولا تفكير حالياً سوى في المباراة المقبلة أمام بتروجت".

وتابع مدير الكرة: "نحرص على تجهيز اللاعبين المصابين بأفضل صورة، ولا يوجد استعجال في عودة أي لاعب للتدريبات إلا بعد التأكد من تماثله للشفاء بنسبة 100%".

واختتم وائل القباني تصريحاته قائلاً: "زيارة كل من الدكتور حسام المندوه أمين صندوق النادي، وأحمد سليمان، ومحمد طارق عضوي المجلس لمعسكر الفريق بالإسماعيلية، كان أمراً جيداً وانعكس بشكل إيجابي على اللاعبين، لشعورهم بتواصل الإدارة المستمر وتحفيزهم للفريق".

ويستعد الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك لمواجهة بتروجت، المقررة يوم 24 مايو الجاري على ستاد الكلية الحربية، ضمن مباريات الجولة الثامنة للمرحلة النهائية لمسابقة الدوري المصري الممتاز.

طباعة شارك الزمالك بتروجت الدوري المصري كاس مصر

مقالات مشابهة

  • محمد أنور عشري.. فارس الطب الذي نزل عن صهوة جواده
  • اليمن بعد 35 عاماً على الوحدة…دولة غائبة ومشاريع تتنازع الجغرافيا
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال
  • مراعاة العوامل النفسية.. وائل قباني يشيد بمعسكر الزمالك
  • القانون يواجه منتحلي مهنة العلاج النفسي .. اعرف الإجراءات
  • استشاري الطب النفسي: «لما الكلمة توجع.. بقت تنمّر مش هزار»
  • شباب الشيوخ توافق على مقترح الحافز الاجتماعي وتشجيع ثقافة التطوع
  • جامعة سوهاج: تطلق قافلة طبية توعوية تخدم أهالي الكوامل بحري في إطار مبادرة (حياة كريمة)
  • بالتعاون مع الشباب والرياضة.. جامعة سوهاج تُطلق قافلة طبية توعوية تخدم أهالي الكوامل بحري
  • يوسف إدريس.. أيقونة الأدب الواقعي الذي اقتحم الشاشة الكبيرة