تطورات متسارعة: الفصائل تتقدم نحو دمشق وروسيا تستبعد تدخلاً عسكرياً
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
في خضمّ تصاعد وتيرة الأحداث في سوريا، تواصل الفصائل المسلحة تقدمها جنوباً من حماة باتجاه حمص، في مسعىً للوصول إلى العاصمة دمشق، معقل قوات الرئيس بشار الأسد.
وقد شهدت مناطق سورية مختلفة تطورات متسارعة، تمثلت بانسحاب قوات النظام السوري من بعض المواقع الاستراتيجية، كما حصل في دير الزور شرق البلاد، وبسيطرة فصائل مسلحة على مواقع أخرى، كما حصل في معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
وفي تصريحٍ لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، أكد مصدر دبلوماسيٌّ روسي أن بلاده لن تتدخل عسكرياً بشكلٍ واسعٍ في سوريا، رغم التطورات المتسارعة. وعند سؤاله عن “الخطوط الحمراء” التي قد تدفع روسيا إلى التدخل، قال الدبلوماسي: “لا خطوط حمراء لدينا”، متوقعاً أن تسيطر الفصائل على حمص، وتتقدم نحو دمشق.
وأعرب الدبلوماسي عن أمله في أن تسفر المحادثات النشطة التي تجريها روسيا مع الطرفين التركي والإيراني عن التوصل إلى توافقاتٍ تطلق مسار تسوية سياسية، تحفظ وحدة أراضي سوريا وسيادتها، وتمنع انزلاق الموقف نحو حرب أهلية واسعة.
وفيما أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” انسحاب القوات الحكومية من مدينة حمص، نفت وزارة الدفاع السورية ذلك، مؤكدةً أن الجيش موجودٌ في حمص وريفها، وقد تم تعزيزه بقواتٍ ضخمة.
من جهةٍ أخرى، أفادت مصادر أمنية لبنانية بأن “حزب الله” أرسل “قواتٍ مشرفة” من لبنان إلى سوريا، بهدف منع مقاتلي المعارضة من الاستيلاء على حمص.
وتشهد حمص حركة نزوحٍ كثيفةٍ للمدنيين من أحياء ذات غالبية علوية وشيعية، وسط مخاوف من اندلاع معركة كبيرة، نظراً لانتشار مجموعاتٍ تابعة لإيران و”حزب الله” فيها.
ويُعتقد أن معركة حمص ستكون شديدةً وحاسمة، كونها تسمح بالسيطرة على الطريق الدولي (M5)، الشريان الاقتصادي الرابط بين دمشق وحلب، والمتضمن عقدة ربط طريق إمداد الميليشيات التابعة لإيران و”حزب الله”.
أما في شرق سوريا، فقد سيطر تحالف مدعومٌ من الولايات المتحدة على مدينة دير الزور، فيما تتقدم “قوات سوريا الديمقراطية” نحو مدينة البوكمال الواقعة على الحدود مع العراق.
وأعلنت وزارة الداخلية الأردنية إغلاق معبرها الحدودي مع سوريا، فيما وردت معلوماتٌ عن سيطرة فصائل مسلحة على معبر نصيب الحدودي.
وفي جنوب البلاد، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يعزز قواته في هضبة الجولان المحتلة، وأنه مستعدٌ لجميع السيناريوهات.
وتأتي هذه التطورات المتسارعة في وقتٍ تتزايد فيه المخاوف من اتساع نطاق القتال في سوريا، وانزلاق البلاد إلى حربٍ أهليةٍ واسعة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: المعارضة السورية بشار الأسد حمص دمشق روسيا سوريا قوات المعارضة السورية
إقرأ أيضاً:
دمشق ترفض احتفاظ الأكراد بأسلحتهم
دمشق- ترفض السلطات السورية احتفاظ الأكراد الذين يسيطرون على مساحات شاسعة في شمال البلاد وشرقها بأسلحتهم، وفق ما أفاد مصدر حكومي التلفزيون الرسمي، مع ترقّب عقد جولة جديدة من المفاوضات حول دمج الإدارة الذاتية الكردية في الدولة السورية.
ويجري الأكراد مفاوضات مع السلطات المركزية حول اندماج مؤسساتهم المدنية والعسكرية في الدولة، بما في ذلك قوات سوريا الديموقراطية (الجناح المسلّح للأكراد المدعومين من واشنطن).
وقال المصدر في تصريح لقناة الإخبارية التلفزيونية الرسمية إن "الحديث عن رفض تسليم السلاح، والتمسّك بتشكيل كتلة عسكرية، هو طرح مرفوض جملة وتفصيلا ويتناقض مع أسس بناء جيش وطني موحد ومع أسس الاتفاق الموقع بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي في آذار/مارس الماضي"، وفق المحطة.
والاتفاق الذي وقّعه الشرع مع عبدي في 10 آذار/مارس برعاية أميركية، تضمّن بنودا عدّة نصّ أبرزها على "دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز".
مذّاك عقدت جلسات تفاوض عدة، لكن دون تحقيق أي تقدّم، إذ ازدادت مخاوف الأكراد بعد أعمال العنف الأخيرة في السويداء ذات الغالبية الدرزية، وكذلك الاعتداءات ضد الأقلية العلوية.
وأفادت وكالة أنباء هاوار الكردية بتأجيل لقاء كان مرتقبا الخميس في باريس بين وفد حكومي سوري وممثلين عن الأكراد.
وشهدت مدينة السويداء في الأسبوع الماضي اشتباكات عنيفة بين مسلحين دروز وآخرين من عشائر، أوقعت أكثر من 1300 قتيل.
وحضّ المسؤول الكردي البارز بدران جيا كورد الخميس الحكومة الانتقالية على إجراء "مراجعة شاملة وعاجلة لنهجها في التعامل مع الداخل السوري".
من جهتها، تشدّد دمشق على سعيها لتوحيد البلاد مهما كلّف الأمر.
تأتي تصريحات المسؤول الحكومي غداة مقابلة أجرتها قناة اليوم مع مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديموقراطية فرهاد شامي، شدّد فيها على أن "تسليم السلاح هو خط أحمر. لا يمكن تسليم السلاح. ونحن عندما نذهب إلى المفاوضات لا نفاوض على المبادئ ليس لدينا مساومات على المبادئ".
وقال شامي "على عكس ما يروجون له في الإعلام وفي التصريحات بأن قوات سوريا الديموقراطية يجب أن تستسلم، لا أحد سيستسلم في سوريا. الذي سيركز على منطق الاستسلام هو الذي سيخسر في النهاية وأعتقد أحداث السويداء أكدت هذه المسألة".
من جهته، اعتبر المصدر الحكومي السوري أن "استخدام أحداث السويداء أو الساحل لتبرير رفض الانضواء تحت راية الدولة أو للتشكيك بنواياها، هو أمر مدان ويعكس محاولات مكشوفة لتأليب الرأي العام وتشويه الحقائق".
والسبت التقى المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك قائد قوات سوريا الديموقراطية وتناول البحث أعمال العنف الطائفية التي سجّلت في الجنوب السوري، وفق منشور على إكس للسفارة الأميركية في سوريا.