إثارة منتظرة في سباق أبوظبي الختامي لموسم فورمولا1
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
يحمل سباق جائزة أبوظبي الكبرى، آخر سباقات موسم 2024 لبطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا1 الذي يقام غداً الأحد، الكثير من الإثارة والدراما، حيث يشهد السباق تبادل اثنين من أبرز المتنافسين هجمات شخصية مريرة. كما يودع البريطاني لويس هاميلتون مرسيدس بشكل مؤثر. وعلى جانب آخر، لا يزال لقب المصنعين معلقاً.
رغم أن الهولندي ماكس فيرستابن حسم التتويج بلقب السائقين للمرة الرابعة في سباق جائزة لاس فيغاس قبل أسبوعين، مازال نجم فريق ريد بول يجذب الاهتمام بسبب خلافه مع البريطاني جورج راسل، سائق فريق مرسيدس.
ووصف راسل منافسه فيرستابن بأنه "متنمر" واتهمه بارتكاب سلوك تهديدي بعد خلاف بينهما في التصفيات في سباق جائزة قطر الكبرى الأسبوع الماضي. وتم إبعاد فيرستابن من مركز الانطلاق الأول في قطر لصالح راسل، وادعى فيرستابن أن راسل كذب لكي يتم فرض عقوبة عليه.
ويهدف فيرستان للفوز بسباقه العاشر هذا الموسم غداً في أبوظبي. ويعد هذا إنجازاً كبيراً وفقاً لمعايير أغلب السائقين ولكن ليس لفيرستابن، الذي فاز بـ15 سباقاً في 2022 وتفوق على هذا الرقم في العام الماضي حينما فاز في 19 سباقاً.
وسيكون سباق جائزة أبوظبي الكبرى هو السباق الوداعي للبريطاني لويس هاميلتون، الذي سيترك فريق مرسيدس، الذي فاز معه ببطولة العالم ست مرات من أصل سبع ألقاب توج بها السائق البريطاني، للانضمام لصفوف فيراري في العام المقبل.
وسيشارك هاميلتون في سباق أبوظبي، وسيكون مكتوباً على سيارته اسم 150 مشجعاً كجزء من حملة مرسيدس "شكراً لويس" لوداع السائق البريطاني.
وكان قد تم الإعلان عن انتقال السائق إلى فيراري قبل بداية الموسم الحالي، وأكد هاميلتون يوم الخميس أن الوداع المطول أرهق مشاعره أكثر مما كان يتصور.
يذكر أن هاميلتون كان بعيداً عن مستواه طوال الموسم، وكان متشائماً بشأن انهاء السباق بشكل جيد بعد العقوبات التي تم توقيعها عليه وكان لثقب في إطار سيارته تأثير سيئ على مشاركته في سباق قطر.
ما الذي يحتاجه مكلارين للفوز بلقب فئة المصنعين ؟
من المقرر أن ينهي مكلارين أو فيراري فترة الانتظار الطويلة للفوز بلقب فئة المصنعين غداً الأحد. لم يفز مكلارين بالجائزة المالية الكبيرة منذ عام 1998، فيما حصد فيراري اللقب آخر مرة في عام 2008.
ويدخل مكلارين سباق الغد وهو يتصدر ترتيب فئة المصنعين بفارق 21 نقطة أمام فيراري، وفشل مكلارين في حسم اللقب الأسبوع الماضي، بعد أن تلقى البريطاني لاندو نوريس عقوبة كبيرة في قطر.
وقال الإسباني كارلوس ساينز، سائق فيراري، أمس الأول الخميس : "كل ما نحتاجه هو الفوز. أعتقد أننا نحتاج لتواجد السيارتين على منصة التتويج إذا أردنا أن نفوز بلقب فئة المصنعين، إلا إذا حدث شيء كارثي لمكلارين".
وكان انتقال هاميلتون لفيراري، بمثابة صدمة في عالم فورمولا1 عندما تم الإعلان عن انتقاله في فبراير (شباط) الماضي، وأثار سلسلة من انتقالات السائقين لفرق أخرى.
وسيشهد موسم فورمولا1 المقبل أكبر تدفق للسائقين الشباب منذ سنوات، حيث ستقوم الأسماء اللامعة بتغيير الفرق أو مغادرة الحلبة.
وأحد الوجوه الجديدة التي ستتواجد في سباق أبوظبي هو الأسترالي جاك دوهان، حيث فضل فريق ألبين منحه فرصة مبكرة لتجربة فورمولا1.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية فورمولا1 بطولة العالم لسباقات فورمولا1 سباق جائزة فی سباق
إقرأ أيضاً:
سباق التسلح الجديد؟
سباق التسلح بين الدول هو جزء أساسي من تشكيل النظام الدولي، وتوازن القوى فيه؛ وكان موضوعه ثابتاً على قائمة الأعمال العالمية، سواء كان ذلك في فترة احتدام الحرب الباردة أثناء الخمسينات من القرن الماضي، أو بعدما حل نوع من «الوفاق» بعد أن وصل العالم إلى حافة الحرب النووية أثناء أزمة الصواريخ الكوبية. في هذه الفترة جرى تقييد الأسلحة النووية، وتقليل عدد الأنواع الهجومية منها فيما عرف باتفاقتي «سولت الأولى والثانية».
انتهى «الوفاق» مع نهاية السبعينات، ودخلت العلاقات الدولية مرحلة ما سمي وقتها بـ«الحرب الباردة الجديدة»، أو الثانية، عندما جاء الرئيس رونالد ريغان إلى البيت الأبيض. وعندها حلت اتجاهات لإنهاء الحرب الباردة كلية، وهو ما تحقق مع سقوط حائط برلين، وانهيار الاتحاد السوفياتي، عاد التفكير والنشاط الدبلوماسي إلى تخفيضات أخرى في الأسلحة الهجومية من خلال اتفاقيات خفض إنتاج الأسلحة «الاستراتيجية» المعروفة باسم «ستارت الأولى والثانية».
بات سباق التسلح يشتد عندما تكون العلاقات متوترة بين القوى العظمى، والكبرى، وبين الشرق والغرب؛ وبقية العالم بينهما. ومع بداية القرن الحادي والعشرين، دخل سباق التسلح آفاقاً جديدة للتقدم التكنولوجي للأسلحة الهجومية والدفاعية؛ وبعد أن كان الأمر قاصراً على الدول العظمى، فإن دولاً أخرى دخلت السباق عندما دخلته إسرائيل، ولحقتها الهند، وباكستان، وجرت محاولات فشلت في سوريا، وليبيا، والعراق، ولكن أخطرها كان في إيران التي أضافت إلى الشرق الأوسط بعداً نووياً إلى ما فيه من توترات نجمت عنها صراعات مسلحة دخلتها ميليشيات عسكرية تدين بالولاء لإيران. العصبة الإقليمية الإيرانية أضافت أنواعاً جديدة من الصواريخ، والطائرات المسيّرة.
ما كان يبدو سباقاً للتسلح محلياً وإقليمياً في الشرق الأوسط أضيفت إليه سلاسل من المعارك بين إسرائيل وكل من «حزب الله» اللبناني، وحركة «حماس» الفلسطينية، مضافاً لها مواجهات صاروخية وجوية مع إيران على الجبهة السورية، ومع الحوثيين في اليمن.
حرب غزة الخامسة الجارية كشفت قدرات تسليحية كبيرة لدى فواعل غير دولية، ولكنها قادرة على الصمود لفترات طويلة. وهذه هددت الاستقرار في ساحة استراتيجية واسعة تشمل الخليج العربي، وبحر العرب، والمحيط الهندي، والقرن الأفريقي، والبحر الأحمر، والبحر الأبيض المتوسط.
الصورة التي جرت عليها المعارك باتت بين أنواع جديدة من الصواريخ بعيدة المدى، وذات الطبيعة «الباليستية» التي تأخذها إلى خارج غلاف كوكب الأرض، ثم دخولها مرة أخرى؛ وتستخدم في مواجهتها أشكال متعددة من أسلحة الدفاع الجوي، كان أهمها «القبة الحديدية» التي استخدمتها إسرائيل لإحباط الهجمات عليها؛ والصواريخ التي تواجه الصواريخ، وقاعدتها حاملات الطائرات الأميركية في البحرين الأحمر، والأبيض. المواجهة التي دخلتها الولايات المتحدة مع تنظيم الحوثيين في اليمن على مدى زمني كبير دفعت الولايات المتحدة في اتجاه إنتاج نظام جديد للدفاع ضد الصواريخ عرف بالقبة الذهبية.
التطورات الجديدة ما بين أسلحة الهجوم والدفاع شحذت الخيال الأميركي أولاً لكي تكون لدى أميركا «قبة» دفاعية تغطي كامل التراب الأميركي؛ وثانياً أن يكون اعتراض الصواريخ ليس فقط قادماً من قواعد دفاعية على الأراضي الأميركية في مواجهة ما هو مقبل من صواريخ، وإنما أن يأتي من خلفها، ومن خلال المنطقة الواقعة خلف كوكب الأرض، وفي المجال الفضائي.
ما جعل ذلك مُلحاً أن ميليشيا «الحوثيين» و«حزب الله» وإيران استخدمت عدداً من الصواريخ «الباليستية»، أي تلك التي تصعد بعيداً إلى خارج الغلاف الجوي للأرض، ثم تعود مرة أخرى إلى داخله. فكرة «القبة الذهبية» هي أن تقام محطات فضائية تعيش فيها «المسيّرات»، أي الطائرات من دون طيار، بحيث تطلق صواريخها على الصواريخ الهجومية قبل دخولها إلى غلاف الكوكب مرة أخرى.
نظرياً فإن الفكرة ممكنة، والفضاء الحالي بات ذاخراً بأشكال مختلفة من المحطات، والأقمار الاصطناعية؛ وترجع إلى ثمانينات القرن الماضي أثناء ولاية الرئيس الأميركي رونالد ريغان الذي بدأ سباقاً للتسلح عرف «بحرب النجوم» خرجت عنه سلسلة أفلام ذاعت وقتها، ولا تزال ذائعة، وواكبها قيام الولايات المتحدة بإنشاء قوة عسكرية ذات سلاح دفاعي خاص بالحرب بين الكواكب والنجوم. القبة الذهبية تسير في الاتجاه نفسه، وتكلفتها الأولية 175 مليار دولار!
الجدل في الحرب بين الدفاع والهجوم قائم منذ قيام التاريخ، والآن نخرج به إلى الفضاء؛ ولكن السعي وراء إنشاء «القبة الذهبية» أوجد ما يجري إنتاجه دائماً من عملية معقدة لمواجهة الأسلحة الدفاعية بصناعة أسلحة جديدة تكون أكثر كفاءة هجومياً على القادم الجديد. دبلوماسياً وسياسياً فإن روسيا والصين احتجتا على قيام واشنطن بهذه الخطوة التي تفتح أبواباً كبيرة لسباق عالمي جديد للتسلح يربط الأرض بالفضاء، والصواريخ الدفاعية والهجومية؛ وكل ذلك بمسيّرات تحقق كل هذه الأهداف مجتمعة!
الشرق الأوسط