جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-14@20:31:45 GMT

الجنون الأمريكي و"الجحيم الموعود"!

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

الجنون الأمريكي و'الجحيم الموعود'!

 

التآمر على المنطقة بلغ مستويات لم يشهدها التاريخ

تهديدات ترامب تعكس الجنون الذي يقود إلى الهاوية

تأجيج الصراعات حول العالم يدعم مصانع الأسلحة الأمريكية

حاتم الطائي

تطورات مُتسارعة تشهدها منطقتنا التي لا يُراد لها أن تنعم بأيِّ استقرار، والهدف في ذلك واضح لكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، ألا وهو ضمان أمن الكيان الصهيوني، الذي اغتصب الأرض، ودمَّر الحرث والنسل، ويُواصل منذ أكثر من عام تنفيذ أبشع جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، ويُحاول تدمير لبنان، والآن زعزعة استقرار سوريا، التي تُعاني منذ 13 عامًا من تكالب القوى الإقليمية والدولية عليها، والتي استفادت من بعض الأخطاء التي وقعت هناك، لتعود هذه القوى مُجددًا مُستغلةً حالة السيولة والعسكرة التي تشهدها المنطقة، كل ذلك نتيجةً للدعم الأمريكي اللامحدود للإجرام الإسرائيلي في المنطقة.

ومن المُؤسف أن نُشاهد بصمتٍ ما تبقى من منظومة الدولة الوطنية في منطقتنا ينهار بدعم خارجي وتواطؤ داخلي، فما يجري في سوريا- آخر قلاع المقاومة- من أحداث تغير كل دقيقة تقريبًا، يؤكد أنَّ ثمَّة تخطيط مُحكم يدفع المنطقة نحو مُستقبل أكثر غموضًا، ولا يُمكن إغفال الأصابع الأمريكية التي تُحرك "الدُمى" هنا وهناك، ولا الإشارات التي تصدر عن بعض الفاعلين من قوى إقليمية، عربية وغير عربية. ويزيد من ذلك التَّحدي، أننا نسير نحو عد عكسي ليوم العشرين من يناير، عندما يتولى دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب مقاليد السلطة للمرة الثانية، ويبدأ تنفيذ أجندته- بطريقته الخاصة- من البيت الأبيض؛ حيث تصدُر القرارات التي تُغيِّر مُجريات الأحداث في العالم!

ورغم أنَّ ترامب لم يُصبح رسميًا رئيسًا للولايات المُتحدة، إلّا أنَّه قرر- كعادته- أن يُمارِس أسوأ السياسات، مُعتمِدًا على نهج التهديد والوعيد الذي يبرع فيه، وابتزاز الخصوم، ومساومتهم بين أمرين، أحلاهما مُر! هكذا هي "السياسات الترامبية"- إن جاز التعبير. والغريب أنه عندما يتحدث ترامب، ترتبك الأسواق العالمية، ويتفاعل المحللون شرقًا وغربًا، فمن اعتزامه شن حربٍ تجارية على الصين وكندا والمكسيك، إلى رغبته في ترحيل الملايين من المهاجرين، وصولًا إلى تهديده بتحويل الشرق الأوسط إلى "جحيم" في حال عدم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة. هكذا نجد ترامب بكل سهولة، يُطلق التهديد والوعيد علنًا، وكأنَّ العالم يعيش في غابة لا قانون دوليًا فيها، ولا مواثيق وعهود واتفاقيات تُنظِّم كل شيء، حتى الحروب!

هذا الجنون الهائل الذي يقود السياسات العالمية حاليًا لا يُبشر أبدًا بأي انفراجة في الأفق؛ بل يُهدد باشتعال العالم، ليس على طريق "جحيم ترامب"؛ بل في صورة غضب عارم في أنحاء العالم، اعتراضًا على الظلم والإجرام والتبجُّح في السياسات العالمية. لقد شاهدنا كيف خرجت الملايين في أنحاء العالم رفضًا للمذابح التي يتعرَّض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتنديدًا بالدعم الأمريكي والغربي اللامحدود لدولة الكيان الصهيوني. ولا أعتقد أنَّه بات خافيًا على أحد حجم الظلم الذي يتجرعه كل إنسان في غزة، وإذا كان ترامب يتوعد بـ"جحيم" فماذا نسمي المجاعة التي يُعاني منها 2.2 مليون إنسان في القطاع، منهم 800 ألف في شمال غزة مُهددون بالموت في أي لحظة، مع انعدام الطعام أو الشراب أو الدواء، بالتوازي مع عمليات عسكرية تستهدف في الأساس النساء والأطفال، وكل ما هو مدني.

الجنون الأمريكي سيقود العالم والمنطقة إلى تخوم هوة سحيقة من العنف المتواصل، والدماء المتناثرة في كل مكان. ومن العجيب أن نجد أنَّ كل تدخُّل للولايات المتحدة في أي بقعة في العالم، لا يزيدها سوى التهابًا وتوترًا؛ فالتدخلات الأمريكية في الشأن الصيني تُنذر بتطورات عسكرية خطيرة في أي لحظة، كما إنَّ استفزاز روسيا وعسكرة الدول المحيطة بها، قاد لاندلاع الحرب في أوكرانيا، ولم تتوقف واشنطن عند هذا الحد؛ بل واصلت تسليح أوكرانيا لتأجيج الصراع، ومارست أبشع قرصنة دولية ضد الأصول الروسية، واستحوذت عليها، وفصلت روسيا عن النظام المالي العالمي، في تطور خطير تسبب في أزمات عنيفة للاقتصاد العالمي.

الولايات المُتحدة لا تُريد سوى أن تظل القوة العظمى المُهيمِنة على العالم، مهما تسبب ذلك في سفك دماء الأبرياء، في العراق أو سوريا أو فلسطين أو أوكرانيا أو أي بقعة على هذه المعمورة. تُمارس الولايات المتحدة سياسات تخدم مصالحها الذاتية وحسب، حتى لو اضطرت لشن حروب تجارية ضد أكبر الاقتصادات في العالم، فضلًا عن شن حروب عسكرية لتدمير الدول، وما حدث في أفغانستان والعراق وقبلهما فيتنام، ليس ببعيد عن هذه السياسات التدميرية، علاوة على غض الطرف أو تأجيج صراعات مُسلَّحة داخل الدول، كما هو الحال في السودان أو سوريا أو ليبيا واليمن. سياسات تتسبب في سفك دماء الأبرياء، لكنها في المُقابل تدُر عائدات مليارية على الخزينة الأمريكية، بفضل مبيعات السلاح، خاصة للدول ذات الفوائض المالية، والتي تفتح شهية الراعي الأمريكي لمزيد من العربدة في المنطقة، وإشعال النيران فيها.

ويبقى القول.. إنَّ ما يجري من أحداث حولنا، وتحديدًا في فلسطين وسوريا ولبنان، ليس سوى مُقدمة لما تسعى إليه أمريكا من تفكيك للمنطقة ووأد أي مشروع للتحرر الوطني، مُستخدمةً في ذلك أبشع الأدوات من قتل وتدمير وتسليح للجماعات الإرهابية، والتهديد والوعيد للدول، لكن في المُقابل، فإنَّ الفرصة سانحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، لكي تتحد الدول والحكومات وأن تتجاوز "عُقد" النفوذ والهيمنة والاستحواذ، حتى لا يأتي علينا اليوم الذي نقول فيه "أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض"!!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

معركة هوليوود.. كيف تسعى الصناديق الخليجية لشراء نفوذ في الإعلام الأمريكي؟

نشرت صحيفة "تليغراف" تقريرًا تناولت فيه تصاعد نفوذ الصناديق السيادية الخليجية في الإعلام الأمريكي، حيث بدأت السعودية وأبوظبي وقطر في ضخ نحو 24 مليار دولار لدعم صفقة استحواذ باراماونت على وارنر براذرز، وهو ما يعكس ثقل هذه الصناديق في رسم ملامح الصفقة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن الحكام الخليجيين الذين يسعون إلى تعزيز نفوذهم الخارجي يرون في أستوديو وارنر براذرز، أحد أبرز رموز هوليوود، جائزة بالغة الأهمية، وأوضحت الصحيفة أن حجم اهتمام الشرق أوسط بهذا العملاق السينمائي لم يتضح إلا الشهر الماضي، حين ظهرت تقارير تفيد بأن شركة باراماونت استعانت بثلاثة صناديق سيادية لدعم عرض استحواذ بقيمة 108 مليارات دولار.

وأفادت الصحيفة أن باراماونت سارعت إلى نفي تلك الأنباء ووصفتها بأنها "غير دقيقة"، إلا أن الوثائق المالية كشفت لاحقًا أن السعودية وأبوظبي وقطر تضخ نحو 24 مليار دولار في الصفقة، أي ضعف ما التزمت به عائلة إليسون، المساهم الرئيسي في الشركة.

وأضافت الصحيفة أن الصناديق السيادية الخليجية تشكل ما يقارب ثلاثة أخماس التمويل الكلي للصفقة. ويعكس تردد أستوديو هوليوود في الكشف عن داعميه الخليجيين لحساسية الموقف، خاصة بعد دخول عائلة إليسون السوق الإعلامي الأمريكي عبر صفقة باراماونت بقيمة ثمانية مليارات دولار هذا العام، وسعيها لمواصلة بناء إمبراطوريتها بأي وسيلة.

ومع ذلك، هناك مؤشرا على أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أبدت تحفظًا على جرأة نهج باراماونت العدائي وثقتها بأن الرئيس سيدعم الصفقة مقابل الحصول على امتيازات، وأشارت الصحيفة إلى أن الأنظار باتت تتجه إلى احتمال انتقال أحد أشهر استوديوهات هوليوود وشبكة إخبارية كبرى إلى أيدي قوى أجنبية، في وقت يواجه فيه البيت الأبيض قرارًا مصيريًا سيحدد مستقبل القوة الناعمة الأمريكية.

بالنسبة لديفيد إليسون، نجل الملياردير لاري إليسون ورئيس باراماونت العملاقة التي تبلغ قيمتها 15 مليار دولار، فقد انهارت سريعًا محاولته لشراء وارنر براذرز، وبعد أن قوبل بالرفض المتكرر من ديفيد زاسلاف، رئيس وارنر براذرز، عقب اجتماعات في قصر الأخير ببيفرلي هيلز وخلال مأدبة عشاء، أقدم أحدث أقطاب الإعلام في أمريكا على محاولة يائسة أخيرة.

وفي رسالة نصية إلى زاسلاف الخميس الماضي، كتب ديفيد إليسون أكد فيها احترامه وإعجابه بالشركة، معتبرًا أن الشراكة معه وامتلاك هذه الأصول الشهيرة سيكون "شرفًا عظيمًا"، لكن النتيجة كانت واضحة بالفعل، إذ لم يتلق إليسون أي رد، وفي صباح اليوم التالي أعلنت وارنر موافقتها على بيع استوديوهاتها وخدمات البث لشركة نتفليكس مقابل 83 مليار دولار.

وأفادت الصحيفة أن محاولات إليسون لكسب ود الرئيس ترامب في واشنطن باءت بالفشل، رغم تقارير تحدثت عن تعهده الصريح بإعادة هيكلة شبكة "سي إن إن"، التي يكرهها ترامب بشدة، وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين في البيت الأبيض شعروا بالإحباط من هذا المسعى الذي بدا أقرب إلى الفساد، ونقل مصدر مطلع أن "إليسون ظن أنه يلعب شطرنج معقد بينما كان في الواقع يمارس لعبة بسيطة".

وقالت الصحيفة إن ترامب هاجم شركة باراماونت علنًا يوم الإثنين عبر منصته "تروث سوشال"، منتقدًا عائلة إليسون ومعتبرًا أنهم "لا يختلفون عن المالكين السابقين"، وأوضحت أن المراقبين لم ينخدعوا بمحاولات إليسون، بل بدأوا يركزون على حجم تورط الصناديق السيادية الخليجية في الصفقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن عرض باراماونت يمنح كل صندوق سيادي حصة تبلغ 19 بالمئة من الشركة المدمجة، بما يعادل نحو 60 بالمئة من الملكية الإجمالية، وقال دانيال بريت، رئيس الأبحاث في "جلوبال إس دبليو إف"، إن ذكر السعودية وقطر وأبوظبي صراحة في صفقة واحدة داخل قطاع أمريكي حساس أمر لافت، مشيرًا إلى أن ذلك يعكس توافق هذه الصناديق على ضخ استثمارات كبيرة في أصول إستراتيجية بالولايات المتحدة وأوروبا، بشرط أن تكون بشكل سلبي لا يمنحها السيطرة وتقبله الجهات التنظيمية.

وأفادت الصحيفة أن جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، يشارك أيضًا في تمويل الصفقة، ويرجَّح أنه لعب دورًا محوريًا في انضمام دول الخليج إليها، وكان كوشنر، الذي شغل منصب مستشار كبير لترامب خلال ولايته الأولى وساهم في تمرير اتفاقيات إبراهيم لتطبيع العلاقات بين الشرق الأوسط وإسرائيل، قد أسس بعد خروجه من البيت الأبيض شركة الاستثمار "أفينيتي بارتنرز" الممولة بشكل رئيسي من قطر والإمارات والسعودية.

ووفقًا للتقارير، تجاوز ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اعتراضات مسؤولين سعوديين ليوافق شخصيًا على استثمار بقيمة 2 مليار دولار في الشركة، فيما سبق أن تعاونت "أفينيتي" مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي في صفقة استحواذ على شركة الألعاب العملاقة "إي إيه" بقيمة 55 مليار دولار.

وأشارت الصحيفة إلى أن كوشنر وإليسون أبديا انفتاحًا على الشراكة مع دول الخليج، في حين أبدى زاسلاف تحفظًا، إذ أظهرت الوثائق أن مجلس إدارة وارنر عبّر عن قلقه من "الشروط المتبادلة للتمويل"، رغم ما تتمتع به الصناديق السيادية من مصداقية وقدرة مالية كبيرة.

"فرص الدمج"
ومن اللافت أيضًا أن باراماونت هي الجهة الوحيدة المهتمة بأصول وارنر في قطاع القنوات، والتي تشمل "ديسكفري" و"تي إن تي سبورتس" في الولايات المتحدة، إضافة إلى شبكة "سي أن أن"، وقالت الصحيفة إن نتفليكس وكومكاست تجاهلتا أصول وارنر في قطاع القنوات، وركزتا على الاستوديوهات المربحة وخدمات البث.

وأشارت الصحيفة إلى أن العرض الكامل أثار تساؤلات حول دوافع باراماونت، والأهم من ذلك داعميها من الصناديق السيادية، للسيطرة على شبكة إخبارية أمريكية عريقة، ولم تخف دول الشرق الأوسط رغبتها في تعزيز قوتها الناعمة عبر بناء إمبراطوريات عالمية في الرياضة والإعلام والترفيه.

"السمعة والقوة الناعمة"
تستضيف الإمارات هذا الأسبوع قمة "بريدج" الأولى وسط اهتمام واسع، بمشاركة شخصيات بارزة من بينها الممثل إدريس إلبا، وأوضحت الصحيفة، نقلًا عن مصدر لمجلة "فاريتي"، أن ما يهم دول الخليج هو السمعة والقوة الناعمة. وقد بدأت هذه الدول بالفعل الدخول في مجال الإعلام.

وذكرت الصحيفة أن سي أن أن بيزنس العربية تُعد ثمرة شراكة بين وارنر و"الشركة العالمية للاستثمارات الإعلامية" المدعومة من أبوظبي، والتي مُنعت سابقًا من الاستحواذ على صحيفة التليغراف، بينما يُدار الموقع بترخيص من سي أن أن. ورأى مراقبون أن محاولة "ريدبيرد آي إم آي" شراء التليغراف كانت خطوة نحو الهدف الأكبر للصندوق، والمتمثل في امتلاك سي أن أن، في إطار سعيه لإثبات قدرته كمالك موثوق لوسائل إعلام غربية.

وأضافت الصحيفة أن باراماونت قدمت عرضها بوصفه الأسرع للحصول على الموافقات التنظيمية، مع إعلان صناديق الثروة السيادية و"أفينيتي بارتنرز" المملوكة لجاريد كوشنر تخليها عن أي حقوق حوكمة، بما في ذلك مقاعد مجلس الإدارة، وهو ما تقول الشركة إنه يضع الصفقة خارج نطاق لجنة الاستثمار الأجنبي الأمريكية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الصفقة قد تواجه تدقيقًا من اللجنة الفيدرالية للاتصالات ووزارة العدل، وسط مخاوف من تأثير اندماج اثنين من أكبر استوديوهات هوليوود على المنافسة، كما يُرجّح أن يزيد تعهّد باراماونت بخفض ستة مليارات دولار من التكاليف من هذه المخاوف. وفي المقابل، أقرت نتفليكس بأن عرضها قد يخضع لمراجعات قد تمتد إلى 18 شهرًا، خصوصًا بسبب الجمع بين نتفليكس وإتش بي أو ماكس وما قد يترتب على ذلك من تأثيرات على الأسعار.

وبيّنت الصحيفة أن تمويل باراماونت من صناديق الثروة السيادية قد يشكل عقبة إضافية، إذ تحظر القواعد البريطانية على الجهات المرتبطة بكيانات سياسية امتلاك تراخيص بث، وهو ما دفع "أوفكوم" سابقًا لسحب ترخيص قناة "سي جي تي إن" الصينية. وترى جهات رقابية أن ارتباط صناديق الخليج بالعائلات الحاكمة قد يضع باراماونت ضمن هذه القيود، مهددًا ترخيص "سي أن أن" في المملكة المتحدة، فيما تتوقع الشركة أن تُقدّم دفاعًا بأن هذه الصناديق مجرد مستثمرين سلبيين بلا حقوق حوكمة، على نحو يشبه حجة "ريدبيرد" في محاولتها الفاشلة لشراء التليغراف.

وتابعت الصحيفة أن دعم باراماونت يأتي، على خلاف عرض "ريدبيرد آي إم آي" الممول من الشيخ منصور، من شركة "العِماد القابضة" برئاسة الشيخ طحنون، في مؤشر محتمل على تغيرات داخل دوائر النفوذ في أبوظبي عقب فشل محاولة شراء التليغراف.

ووفق الصحيفة، لا تقتصر المخاوف من النفوذ الأجنبي على التمويل الخليجي، إذ تمثل علاقات باراماونت بالصين مصدر قلق آخر؛ فـ"ريدبيرد كابيتال" – ثاني أكبر مساهم والممول الرئيسي للعرض – يرأس مجلس إدارتها جون ثورنتون، الذي خضع لتدقيق سابق بسبب صلاته ببكين، وهو عضو كذلك في مجلس إدارة باراماونت. وفي حال نجاح العرض، ستتمتع الشركة بنفوذ كبير على شبكة سي أن أن.

وأضافت الصحيفة أنه رغم استقلال الجهات التنظيمية، يظل دونالد ترامب صاحب القرار النهائي في الصفقة، وقد عبّر عن استعداده للتدخل، ما يزيد من تعقيداتها السياسية. فالجمهوريون يهاجمون عرض نتفليكس، بينما يثير متشددون مثل توم كوتن مخاوف بشأن التمويل الأجنبي لعرض باراماونت، وسط تململ داخل الحزب من نفوذ ترامب، وصل إلى حد انتقاد السيناتور توماس ماسي لزملائه.

وفي السياق نفسه، يبرز رفض ديمقراطي واضح؛ إذ وصفت إليزابيث وارين صفقة نتفليكس بـ"الانقلاب المناهض للاحتكار"، وانتقدت عرض باراماونت–سكايدانس بسبب ارتباطه بمقربين من ترامب وتمويل من الشرق الأوسط، معتبرة ذلك تهديدًا للشفافية والأمن القومي، وتبحث وارنر العروض وسترفع توصيتها خلال عشرة أيام، وسط توقعات بزيادة عائلة إليسون قيمة عرضها استجابة لمطالبة زاسلاف برفع السعر إلى 35 دولارًا للسهم بدلًا من 30.

وختمت الصحيفة بأنه مع تزايد اهتمام دول الخليج بالأصول الإعلامية الأمريكية، بات واضحًا أن معركة هوليوود ستتخذ طابعًا سياسيًا صريحًا، في ظل توقعات محللين بأن تظل السياسة عاملًا حاسمًا في مسار العملية حتى عام 2026.

مقالات مشابهة

  • الهباش: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في فلسطين تزيد موجة العنف
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بفلسطين تزيد من موجة العنف
  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • عبر الخريطة التفاعلية.. ما أهمية المنطقة التي وقع فيها كمين تدمر؟
  • ترامب يهدد بـ رد شديد بعد هجوم تدمر الذي أسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني
  • وزير الحرب الأمريكي: نعيد هيكلة الجيش لضمان الاستعداد لأي صراع
  • ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية
  • عاجل| ترامب: الضربات البرية التي تستهدف تهريب المخدرات ستبدأ قريبا
  • معركة هوليوود.. كيف تسعى الصناديق الخليجية لشراء نفوذ في الإعلام الأمريكي؟
  • استراتيجية الأمن القومي الأمريكي: راعي الأبقار وماشية العالم