تبدو الصورة شبه مكتملة لواقع جديد في سوريا، المعطيات تتوالى بسرعة عجيبة لتأكيد حدوث الواقع المستجد، لكن كيف سيكون وما هي ملامحه وطبيعته، ذلك ما لا يمكن التنبؤ به الآن، لأن الأحداث تسير بشكل دراماتيكي متسارع، لكن ما يمكن توقعه بناءً على آخر المعطيات والمواقف أن نظام الحكم السوري في مأزق صعب لن يتجاوزه إلا بحدوث معجزة احتمالاتها ضعيفة جداً وربما مستحيلة.
هذان الخبران يشيران إلى أن النظام السوري فقد الداعمَين الرئيسيين الأساسيين له، الموقف الإيراني تغير بسرعة مفاجئة رغم إعلانه سابقاً أنه سيرسل دعماً عسكرياً إضافياً للنظام، وروسيا تصرفت بشكل يشير إلى أنها سحبت غطاءها عنه، ولن تقدم أي شكل من الدعم حتى لو كان سياسياً. وعندما نضيف إلى ذلك الموقف التركي الذي تمثّل في تصريح يتمنى وصول الفصائل المسلحة المعارضة إلى دمشق دون مشاكل، ومع العلم بالتنسيق الروسي التركي بشأن أوضاع سوريا، يتضح حجم مأزق النظام وصعوبته.
سوريا دولة عربية كبيرة ومهمةٌ جيوسياسياً واستراتيجياً في المنطقة، تعاني مشاكل مستمرة منذ موجة الثورات عام 2011، تمكن نظامها من المقاومة والاستمرار، لكن ليس انطلاقاً من قوة ذاتية وإنما بشكل أساسي نتيجة الدعم الإيراني الروسي، لكن متغيرات السياسة أعادت ترتيب أولويات وأهميات البلدين، روسيا منذ دخولها الحرب مع أوكرانيا، وإيران بعد حرب أكتوبر 2023، وبالتأكيد فإن أمريكا ليست غائبة عن ترتيبات هذه المتغيرات في الساحة السورية حتى وإن لم تعلن موقفاً واضحاً ومباشراً إزاءها.
إذا استمر تقدم الفصائل المسلحة المعارضة بهذا الإيقاع والسرعة فليس هناك ما يحول بينها وبين العاصمة دمشق، وعندما يحدث ذلك فإننا أمام واقع جديد سيكون في غاية الاضطراب لفترة طويلة، وليس بالمثالية التي تحدث بها زعيم الفصائل المسلحة، أبو محمد الجولاني أو أحمد الشرع لقناة CNN مساء الخميس. سيكون الوضع حرجاً في سوريا، وستبدأ أزمة جديدة تضاف إلى ملف الأزمات العربية. التغيير لن يكون سهلاً، ولا نملك سوى الدعاء للشعب السوري بأن لا تطول محنته.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب في سوريا
إقرأ أيضاً:
هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مصادر: هناك محاولات جادة لاستئناف المحادثات بشأن غزة هذا الأسبوع
غزة – أفادت مصادر مطلعة على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة لهيئة البث الإسرائيلية، بوجود محاولات جادة لاستئناف المحادثات هذا الأسبوع.
وأوضحت المصادر أن المحادثات متوقفة حاليا، لكن الوسطاء يضغطون على حركة الفصائل لتخفيف موقفها.
وأعرب الوسطاء لإسرائيل عن قلقهم من أن الوضع في غزة سيخرج عن السيطرة إذا لم تستأنف المحادثات قريبا وسيكون من الصعب جدا التوصل إلى اتفاق.
وفي وقت سابق، كشف قيادي كبير في حركة الفصائل عن نقطتين شائكتين متبقيتين في المفاوضات بين الحركة وإسرائيل بشأن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وقال القيادي في تصريح لشبكة “CNN” أمس الجمعة إن النقطتين الشائكتين تتعلقان بتبادل الرهائن الإسرائيليين مقابل الفلسطينيين في سجون إسرائيل وجدول انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
وأوضح أن الحركة قدمت مقترحين بشأن هذين الموضوعين للمفاوضين قبيل انسحاب الولايات المتحدة وإسرائيل من المفاوضات، الخميس، متهمتين الحركة بـ”التصرف بسوء نية”.
وأضاف أن أحد المقترحين اللذين قدمتهما الحركة يتطلب من إسرائيل تبادل 2200 فلسطيني بسجون إسرائيل تختارهم “حماس” مقابل 10 رهائن إسرائيليين أحياء.
وينص المقترح على أن إسرائيل ستفرج عن “200 فلسطيني محكوم عليهم بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 2000 من قطاع غزة، تحددهم حركة الفصائل.
كما ينص مقترح “حماس” على أنه مقابل كل قتيل إسرائيلي يتم تبادله، ستسلم إسرائيل حركة الفصائل “10 جثث فلسطينيين بالإضافة إلى 50 سجينا من غزة احتجزوا بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، بالإضافة إلى نساء وأطفال دون سن 18 عاما، تحددهم حركة الفصائل.
وينص مقترح ثان قدمته الحركة على انسحاب إسرائيل مسافة 1000 متر من المناطق غير المأهولة بالسكان في شمال شرق غزة، و800 متر من المناطق المأهولة بالسكان.
وفي مدينة رفح، جنوب غزة، ستنسحب القوات الإسرائيلية مسافة تتراوح بين 700 و1200 متر، حسب منطقة المدينة، وفقا للمقترح.
وتنص الوثيقة على أن الجيش الإسرائيلي “ينسحب تدريجيا بمعدل 50 مترا أسبوعيا من ممر فيلادلفيا”، في إشارة إلى شريط ضيق من الأرض جنوب غرب رفح، على الحدود المصرية مع غزة، “وفي اليوم الخمسين، سينسحب من فيلادلفيا بأكمله”.
إلى ذلك، نقل موقع “أكسيوس” عن مصادر قولها اليوم السبت، إن فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأمن القومي يعيد النظر في استراتيجيته تجاه غزة.
المصدر: RT + هيئة البث الإسرائيلية