يمانيون../
يحيي الفلسطينيون اليوم الذكرى الـ 37 لانطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى “انتفاضة الحجارة”، التي بدأت في الثامن من ديسمبر 1987م، لتكون نقطة تحول بارزة في مسار النضال الوطني للشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني وقواته وآلياته العسكرية.

ولقد شكلت تلك الانتفاضة نقطة فارقة في التاريخ الفلسطيني، حيث اجتمع الفلسطينيون في جميع الأراضي المحتلة، من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى القدس، في مقاومة شعبية لممارسات العدو الصهيوني، تمثلت في التظاهرات، والإضرابات، ورفض التعاون مع قوات العدو.

فمن جباليا بقطاع غزة، انطلقت انتفاضة الحجارة، عقب استشهاد أربعة عمال فلسطينيين على حاجز بيت حانون “إيريز” الاحتلالي عام 1987م، بعد أن أقدم مستوطن صهيوني على دهسهم بشاحنته، وهم: الشهيد طالب أبو زيد (46 عاما) من المغازي، والشهيد عصام حمودة (29 عاما) من جباليا البلد، والشهيد شعبان نبهان (26 عاما) من جباليا البلد، والشهيد علي اسماعيل (25 عاما) من المغازي.

وفي صباح اليوم التالي، عم الغضب مخيم جباليا، وانطلقت المظاهرات العفوية الغاضبة، والتي تحولت الى مواجهات عنيفة مع قوات العدو الصهيوني، أدت الى استشهاد الشاب حاتم السيسي، ليكون أول شهيد في الانتفاضة المباركة.

ومتدحرجة من مخيم جباليا، إلى مخيم بلاطة ونابلس، سارت الانتفاضة إلى مجدها وعلوها، فاستشهد في العاشر من ديسمبر 1987، الفتى إبراهيم العكليك (17 عاما)، ولحقه في 11-12-1987 الشابة سهيلة الكعبي (19 عاما)، والفتى علي مساعد (12 عاما) من مخيم بلاطة، ثم قامت الانتفاضة، واشتعلت وازدهرت بمئات الشهداء، وعشرات آلاف الجرحى والأسرى.

واستمرت الانتفاضة سبع سنوات وهي تدور، في كل بيت، وعائلة، وقلم، ومنبر، وجدار، وشارع، وحارة، وحي، ومدينة، ومخيم، وقرية في الضفة، وغزة، والقدس المحتلة، وأراضي عام 1948، كما تقول الأغنية الثورية: “في كل قرية وبيت وحارة، انتفاضتنا تظل دوارة”.

وتشير معطيات مؤسسة رعاية أسر الشهداء والأسرى إلى: استشهاد 1550 فلسطينياً خلال الانتفاضة، واعتقال 100-200 ألف فلسطيني خلال الانتفاضة، كما تشير معطيات مؤسسة الجريح الفلسطيني إلى أن عدد جرحى الانتفاضة يزيد عن 70 ألف جريح، يعاني نحو 40 في المائة منهم من اعاقات دائمة، و65 في المائة يعانون من شلل دماغي أو نصفي أو علوي أو شلل في أحد الأطراف، بما في ذلك بتر أو قطع لأطراف هامة.

وكشفت احصائية أعدتها مؤسسة التضامن الدولي، أن 40 فلسطينياً اُستشهدوا خلال الانتفاضة داخل السجون ومراكز الاعتقال الصهيونية، بعد أن استخدم المحققون معهم أساليب التنكيل والتعذيب لانتزاع الاعترافات.

واستذكرت المؤسسة اليوم الجهود البطولية التي بذلها الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني.. مشددة على ضرورة تجديد العهد باستمرار النضال من أجل تحقيق الحقوق الوطنية المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي هذه الذكرى، يؤكد الفلسطينيون على التزامهم بالاستمرار في مسيرة الكفاح الوطني حتى تحقيق الحرية والاستقلال.. مُجددين العهد على أن المقاومة ستكون دومًا خيارهم الأساسي في مواجهة الاحتلال.

وبدأت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في الثامن من ديسمبر 1987، بعد حادثة دهس مستوطن صهيوني لعدد من العمال الفلسطينيين في قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد أربعة منهم، وعلى إثر ذلك، اندلعت احتجاجات شعبية في مختلف المدن والقرى الفلسطينية ضد العدو الصهيوني.

يشار الى أن الانتفاضة استمرت حتى 13 من شهر سبتمبر 1993، عندما تم توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة العدو الصهيوني، الذي شهد بداية مرحلة جديدة من المفاوضات والتفاهمات السياسية، رغم أن الانتفاضة توقفت رسميًا مع توقيع اتفاق أوسلو، إلا أن آثارها لا تزال حاضرة في الذاكرة الفلسطينية.

وخلال سنوات الانتفاضة، اُستشهد ما يقارب 1,100 فلسطيني، إضافة إلى آلاف الجرحى., في المقابل، بلغ عدد القتلى الصهاينة حوالي 160.

وشكلت الانتفاضة الأولى نقطة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني، وأسهمت في زيادة الوعي الدولي بالقضية الفلسطينية، وفي تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية.

سبأ – عبدالعزيز الحزي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدو الصهیونی الانتفاضة ا

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: صمود الأسرة الفلسطينية في وجه آلة القتل والدمار شاهد على خذلان المجتمع الدولي

يُذكّر الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بأن اليوم الدولي للأسر، الذي يُحتفى به في الخامس عشر من مايو من كل عام، يمثل فرصة عالمية لتكريم الأسرة ودورها المركزي في بناء المجتمعات وصون القيم الإنسانية والاجتماعية التي تربط بين أفرادها، ويُعد هذا اليوم تذكيرًا بقيمة الأسرة كأساس لحياة مستقرة وكريمة، وحق من حقوق الإنسان التي يجب حمايتها ودعمها في كل بقاع الأرض.

ويعرب مفتي الجمهورية، عن بالغ أسفه أن يحل هذا اليوم الذي يُفترض أن يكون مناسبة لتكريم الأسرة ودورها في بناء المجتمعات، في وقت تكابد فيه الأسرة الفلسطينية أقسى ألوان المعاناة تحت وطأة القتل والتشريد، حيث إن صمود الأسرة الفلسطينية في وجه آلة القتل والدمار بات شاهدًا على خذلان المجتمع الدولي لقيمه المعلنة، فالاستهداف الممنهج للمنازل ومخيمات اللاجئين، والقصف الذي لا يفرّق بين امرأة وطفل، قد جرّد الأسرة الفلسطينية من حقها في الأمان، وزعزع استقرارها، وخلّف في وجدانها جراحًا لا تندمل، في مشهد دامٍ يُجسّد مأساة إنسانية صارخة تُنادي ضمير العالم.

ويطالب المفتي، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية بشكل عاجل وفعّال، لوقف هذه الانتهاكات التي تطال كيان الأسرة الفلسطينية، والعمل على حمايتها من التفكك والتشريد المتعمد، وضمان حقها في الأمان والاستقرار، وصون وحدتها من الاستهداف الممنهج الذي يُمعن في تدمير البيوت فوق ساكنيها، واقتلاع الأسر من جذورها في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية.

اقرأ أيضاًجنايات الإسكندرية تحيل قاتل طليقته إلى مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه

مقدار زكاة الفطر بالكيلو للأرز 2025.. مفتي الجمهورية يوضح

حكم موائد الرحمن التي يقيمها الفنانون والمشاهير.. مفتي الجمهورية يرد

مقالات مشابهة

  • “فتح الانتفاضة”: محاولات “استعادة الردع الصهيوني” تحطمت أمام الصمود اليمني
  • فتح الانتفاضة:العدوان الصهيوني على اليمن يأتي بعد الفشل والعجز العسكري للكيان
  • سلسلة غارات إسرائيلية على منازل المواطنين في مخيم جباليا
  • تركيز كبير على دعم صمود الشعب الفلسطيني.. أبرز محاور القمة العربية
  • المفتي: صمود الأسرة الفلسطينية ضد آلة القتل شاهد على خذلان المجتمع الدولي
  • مفتي الجمهورية: صمود الأسرة الفلسطينية في وجه آلة القتل والدمار شاهد على خذلان المجتمع الدولي
  • المفتي: صمود الأسرة الفلسطينية في وجه آلة القتل والدمار شاهد على خذلان المجتمع الدولي
  • 13 شهيدًا بقصف للعدو الصهيوني استهدف عيادة صحية في جباليا
  • قوات العدو الصهيوني تقتحم مخيم قلنديا
  • في الذكرى الـ77 للنكبة الفلسطينية.. ماذا تخبرنا الأرقام منذ 48؟