صمود نحو الحرية في الذكرى الـ37 لانتفاضة الحجارة بفلسطين
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
يمانيون../
يحيي الفلسطينيون اليوم الذكرى الـ 37 لانطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى “انتفاضة الحجارة”، التي بدأت في الثامن من ديسمبر 1987م، لتكون نقطة تحول بارزة في مسار النضال الوطني للشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني وقواته وآلياته العسكرية.
ولقد شكلت تلك الانتفاضة نقطة فارقة في التاريخ الفلسطيني، حيث اجتمع الفلسطينيون في جميع الأراضي المحتلة، من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى القدس، في مقاومة شعبية لممارسات العدو الصهيوني، تمثلت في التظاهرات، والإضرابات، ورفض التعاون مع قوات العدو.
فمن جباليا بقطاع غزة، انطلقت انتفاضة الحجارة، عقب استشهاد أربعة عمال فلسطينيين على حاجز بيت حانون “إيريز” الاحتلالي عام 1987م، بعد أن أقدم مستوطن صهيوني على دهسهم بشاحنته، وهم: الشهيد طالب أبو زيد (46 عاما) من المغازي، والشهيد عصام حمودة (29 عاما) من جباليا البلد، والشهيد شعبان نبهان (26 عاما) من جباليا البلد، والشهيد علي اسماعيل (25 عاما) من المغازي.
وفي صباح اليوم التالي، عم الغضب مخيم جباليا، وانطلقت المظاهرات العفوية الغاضبة، والتي تحولت الى مواجهات عنيفة مع قوات العدو الصهيوني، أدت الى استشهاد الشاب حاتم السيسي، ليكون أول شهيد في الانتفاضة المباركة.
ومتدحرجة من مخيم جباليا، إلى مخيم بلاطة ونابلس، سارت الانتفاضة إلى مجدها وعلوها، فاستشهد في العاشر من ديسمبر 1987، الفتى إبراهيم العكليك (17 عاما)، ولحقه في 11-12-1987 الشابة سهيلة الكعبي (19 عاما)، والفتى علي مساعد (12 عاما) من مخيم بلاطة، ثم قامت الانتفاضة، واشتعلت وازدهرت بمئات الشهداء، وعشرات آلاف الجرحى والأسرى.
واستمرت الانتفاضة سبع سنوات وهي تدور، في كل بيت، وعائلة، وقلم، ومنبر، وجدار، وشارع، وحارة، وحي، ومدينة، ومخيم، وقرية في الضفة، وغزة، والقدس المحتلة، وأراضي عام 1948، كما تقول الأغنية الثورية: “في كل قرية وبيت وحارة، انتفاضتنا تظل دوارة”.
وتشير معطيات مؤسسة رعاية أسر الشهداء والأسرى إلى: استشهاد 1550 فلسطينياً خلال الانتفاضة، واعتقال 100-200 ألف فلسطيني خلال الانتفاضة، كما تشير معطيات مؤسسة الجريح الفلسطيني إلى أن عدد جرحى الانتفاضة يزيد عن 70 ألف جريح، يعاني نحو 40 في المائة منهم من اعاقات دائمة، و65 في المائة يعانون من شلل دماغي أو نصفي أو علوي أو شلل في أحد الأطراف، بما في ذلك بتر أو قطع لأطراف هامة.
وكشفت احصائية أعدتها مؤسسة التضامن الدولي، أن 40 فلسطينياً اُستشهدوا خلال الانتفاضة داخل السجون ومراكز الاعتقال الصهيونية، بعد أن استخدم المحققون معهم أساليب التنكيل والتعذيب لانتزاع الاعترافات.
واستذكرت المؤسسة اليوم الجهود البطولية التي بذلها الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني.. مشددة على ضرورة تجديد العهد باستمرار النضال من أجل تحقيق الحقوق الوطنية المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي هذه الذكرى، يؤكد الفلسطينيون على التزامهم بالاستمرار في مسيرة الكفاح الوطني حتى تحقيق الحرية والاستقلال.. مُجددين العهد على أن المقاومة ستكون دومًا خيارهم الأساسي في مواجهة الاحتلال.
وبدأت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في الثامن من ديسمبر 1987، بعد حادثة دهس مستوطن صهيوني لعدد من العمال الفلسطينيين في قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد أربعة منهم، وعلى إثر ذلك، اندلعت احتجاجات شعبية في مختلف المدن والقرى الفلسطينية ضد العدو الصهيوني.
يشار الى أن الانتفاضة استمرت حتى 13 من شهر سبتمبر 1993، عندما تم توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة العدو الصهيوني، الذي شهد بداية مرحلة جديدة من المفاوضات والتفاهمات السياسية، رغم أن الانتفاضة توقفت رسميًا مع توقيع اتفاق أوسلو، إلا أن آثارها لا تزال حاضرة في الذاكرة الفلسطينية.
وخلال سنوات الانتفاضة، اُستشهد ما يقارب 1,100 فلسطيني، إضافة إلى آلاف الجرحى., في المقابل، بلغ عدد القتلى الصهاينة حوالي 160.
وشكلت الانتفاضة الأولى نقطة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني، وأسهمت في زيادة الوعي الدولي بالقضية الفلسطينية، وفي تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية.
سبأ – عبدالعزيز الحزي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدو الصهیونی الانتفاضة ا
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يشن حملة اعتقالات في عدد من مدن الضفة المحتلة
الثورة نت/وكالات شنت قوات العدو الصهيوني ، اليوم الاثنين، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في عدد من محافظات الضفة الغربية المحتلة. وذكرت وكالة صفا الفلسطينية ان قوات العدو ،أعتقلت فجر اليوم، مواطنيّن شرق قلقيلية. وأفادت مصادر محلية بأن جيش العدو اقتحم قرية باقة الحطب شرق قلقيلية من مدخلها الرئيس، وداهم عددًا من المنازل، واعتقل المواطنين سامي بطة، وسائد الحكام، عقب مداهمة منزليهما وتفتيشهما. وفي السياق، اقتحم جيش العدو قرية حجة شرق قلقيلية، وجاب شوارعها دون أن يسجل أي اعتقالات. ولليوم الثامن على التوالي، تواصل قوات العدو إغلاق مدخل قرية كفر لاقف شرق قلقيلية بالبوابة الحديدية، ما يعيق حركة تنقل المواطنين، ويجبرهم على استخدام طرق ترابية وعرة للوصول إلى منازلهم أو أماكن عملهم. وفي مدينة نابلس، اعتقلت قوات العدو، فجر اليوم، أسيرًا محررًا من مخيم بلاطة شرقي المدينة. وذكرت المصادر أن قوات العدو اقتحمت المخيم وداهمت عدة منازل لأسرى محررين في صفقة التبادل الأخيرة. وأضافت أن القوات اعتقلت الأسير فهد صوالحي الذي أفرج عنه قبل عدة أشهر، بعد أن أمضى 23 عامًا داخل سجون العدو، كما داهمت منزلي المحررين حميدة مرشود، وعطا الله عيسى. وأشارت إلى أن القوات اقتحمت منزل الأسير المحرر رياض مرشود في ضاحية نابلس، وبلدة تل جنوب غرب المدينة. وخلال الاقتحام، اندلعت مواجهات عنيفة أُطلق خلالها النار على قوات العدو، كما تم إلقاء عبوة محلية الصنع “كوع” باتجاه الآليات العسكرية. وفي مدينة رام الله، اقتحمت قوات العدو مدينة البيرة، وقريتي دير أبو مشعل، غرب رام الله، وبرقا شرق المدينة، وداهمت عدة منازل، دون اعتقالات. وأما في مدينة الخليل، فاقتحمت قوات العدو بلدة بيت أمر شمالًا، ومدينة يطا جنوبًا. وفي سياق متصل، شهدت مدينة طولكرم اقتحامين متزامنين، أحدهما في ضاحية اكتابا شمال المدينة، والآخر في بلدة عنبتا شرقًا.