شبكة انباء العراق:
2025-07-03@12:26:23 GMT

يا نبتة الضيم

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

بقلم : وجيه عباس ..

“الى الناصرية….وإلى حسين …الفتى الناصري الامين الذي عثر على حبات مسبحتي وأعادها لي بعد مرور يوم على فقدانها”.

هذا نُعاسُكِ عينٌ تغزلُ التَعَبا
حتى ليَطبُقَ فيكِ الجفنَ والهُدُبا
رمحٌ بسربِ طيورٍ فوق” شيلتِها”
حتى تعلّقَ بال”چلّابِ” فاضطربا
وكان صوتُكِ ناياتي وأشرعتي
كأنَّ حزنِيَ فيها أورثَ القَصَبا
من “المگيّر” ل”ام شامات” تخذلني
عند الوداع عيونُ الناس والرُقَبا
أنكرتُ ماغزلتْ تلك اليدان هوى
لكن عينيك اغوتني بما اقتربا
وما سيُنكرُ مني لو أتيت لها؟
والناصرية حِجْلٌ جدَّ أو لَعَبا
كانت كأمي وها أنّي بها ولدٌ
وقد كبرتُ، فألقتني هناك أبا

ويا ابنةَ الماءِ والطينِ الذي خُلِقتْ
منه ضفائرُها حتى غدت سُحُبا
وأمطر الكحلَ ماء ُالعين فامتزجتْ
أصابعٌ ترسم “اليا….

ويل”.. فانتحبا
ويا ابنةَ الملحِ نغّاراً بتربتها
حتى استوى وعلت في صقعِه القَشَبا
الملحُ كان غريباً حين قيلَ له:
كنْ ناصريةَ هذا الملحِ… فانشعبا
الملحُ “فاهٍ” بلا عينيك سيدتي
فاسّاقطي فيه من أعذاقك الرطبا

الناصريةُ نونُ الكافِ…كُنْ..فجرى
حرفٌ تخلّقَ في مسمارها خشبا
النون كأسٌ، وكانت رحمَ نقطتِها
والبسملاتُ بباءٍ كان منقَلَبا
للناصرية محرابٌ وأدعيةٌ
والحرفُ طفلٌ عليها في الصلاةِ حَبا
توضأ الحرفُ في الأولى قيامتَهِ
حتى استطال، وأجراهُ بها قُبَبا
صلى بها الحرفُ والمحرابُ فاتحةً
وصدّقَ الزمن الماضي بها صَخَبا
في تربِها كان للتوحيدِ مئذنةٌ
منها إليها، وكانت أمَّةً عَرَبا
هنا محمَّدُ وابراهيمُ اصلُهُمُ
وذاك موسى وعيسى الروح مَن صُلبا
وتلك مريمُ والزهراءُ فاطمةٌ
وللحسين دم في إرضه سُكِبا
الناصرية طينٌ قال خالقُه:
كن دمعةً..
فبكى التأريخُ منتحِبا

“للناصريهْ…أردْ اردود” مختنقاً
بألفِ عبرةَ، والحادي بها ثَغَبا
للريل ألفُ جنوبٍ لاتؤذِّنُهُ
الا النعاوي، وصوت الريل قد وثبا
وغترةٍ فوق هامات تظلِّلُها
لتمسح الدمع والأحزان والتَعَبا
يا أوّلَ الحزنِ في الدنيا وآخرَه
وياغريباً، وأهلوهُ بهِ غُرَبا
والعارفون بأنَّ الناسَ تجهلُهُم
ويغفرون لجهل الناس حيثُ كبا
وياسواداً وبعضٌ من مروءتِهِ
أنَّ العراقيِّ مسلوبٌ بما سلبا
متى تكفُّ عن البلوى وتهجرُها
يانبتةَ الضيم ريّاناً ومنسكبا
يا”داخلَ الحزنِ” يا”عريانَ” بحَّتِها
الأرض صوتُكُما، لو أنَّه ندبا
قامت عليه من الغرافِ نائحةٌ
تغشاهُ لو أنَّه من حزنِها هَرَبا

يانبتة الضيم ياينبوع مرَّتِها
ويامسيلَ فراتٍ قد جرى عَذِبا
للملحِ مملكةٌ أورثْتِها خُلِقاً
سمارَ وجهِكِ حتى أنبت الحَسَبا
شددتِ بالقصب البرديْ أصابِعَهم
وأنتِ من أوثقتْ في حبلِها الرُكَبا
والناصريةُ مشحوفٌ، وفالَتُهُ
رمحٌ توارثَ في عشرينِها الغَلَبا
أنى وكيف استباحتْ، لم تزلْ سبباً
ولاتزال لما يأتي بها سَبَبا

بعضُ الذي فيكِ مابي حين أدركُهُ
ولستُ أُنكر فيكِ التبرَ والتُرُبا
وبعضُ مافيكِ إني فيكِ مشتعلٌ
وكان وقدُك في أضلاعه حطبا
أنى سأهربُ من ظلٍّ يصاحبُني
كأنني فيه أشكو البعدَ والقُرُبا
كأنني فيك أرباعٌ موزّعةٌ
من العظام تحاكي الألفَ منتصِبا
كنتُ الصليبَ بها والهاءُ هامتُهُ
ولستُ عيسى، ولكن كنتَهُ إرَبا
وكنتِ مريمَ… ياللّهِ كيف حنا
عليك جذع بما أنبتِّه وَرَبا

ويا”چبيرة بختٍ” من تمائمِها
صرنا كباراً، وإن كنّا به زَغَبا
ومن صنائِعِها لا الشيبُ يصيغُها
وللطفولة عادت وهي بعدُ شبا *
من علَّمت بيديها الحرفَ أزمنةً
كانت ثِقالاً، ولما تشتكي نَصَبا
من أي عهدٍ تجوبينَ المدى سِوَراً
قامت لتتلوكِ في أسفارها كُتُبا
وكنتِ والوطنُ المنهوبُ “شيلَتِها”
ومن عباءتِكِ السوداءِ ما حجبا
وأنت ضرعٌ لمسغوبٍ إذا سَغَبا
ولحمُكِ الحيُّ عنقودٌ بما اختضبا
فمُ البلاد إذا ما الضيمُ أوجعَها
كانت” دِللْولُها” في مهدها عتبا

للناصرية وشمٌ في القلوب بها
يا كلَّما قلتُ، كادَ القلبُ أن يَثِبا
والناصريةُ حِنّاءٌ، وديرَمُها
هذا الذي صبغَ الرمّانَ واحتجبا
كادت لفرط حياءٍ أنْ يُغيِّبَها
لكنَّ سمرتَها غنت لها طربا
وهزّت الجذع في “الزيتون”** فانفرطتْ
حبّاتُ مسبحةٍ فاسّاقطت رُطَبا
وللسواد بها من ألف موجعةٍ
دمٌ على الجسر في أثوابِها خَضَبا
كانت يداها بها التابوتُ ترفعُهُ
كطورِ سيناء لو قامت به انتصبا
وهلهلت فرطَ حزنِ الأرضِ دامعةً
ألا تكون دماء الواهبين هِبا
ويا….دعيني فبعضُ البوح يقتلُني
دماءُ أهليك تضرى دونها غضبا
للصدقِ رائحةُ الموتى تنزُّ دماً
لو ادّعى الصدقَ ندري أنَّهُ كَذَبا
ستون عاماً مريراتٌ بما حملتْ
وكان وجهُكِ فيما بينها قُطُبا
أنّى تدورُ رحاها كنتِ واقفةً
يدورُ ظلُّكِ في أنحائِها طلبا
ما زال صوتُكِ يغشى الريلَ آونةً
ودون “كاظمِكِ الريسان” ما حَزَبا
[اشلون نسلّم يحيى وكاظم لابن الحايچ والحداد]***

شبا- في الاصل كلمة شباب وحذفت الباء لشهرتها.
** جسر الزيتون حيث حدثت مجزرة حصدت الكثير من ارواح الشباب المطالبين بحقوقهم الوطنية بتاريخ 18 تشرين الثاني 2019.
*** كاظم الريسان شيخ عام عشيرة الحچام، وقد ارسل النظام البعثي كلا من عضو قيادة قطر العراق نعيم حداد وامين سر فرع الناصرية للحزب شهيد كاطع العلي، للقبض على يحيى آل اشحيل وكاظم الريسان فقامت عشيرتهما بقطع سكة قطار البصرة الصاعد الى بغداد وهوسوا بهذه الهوسة الشهيرة. وجيه عباس

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: ما الذي تتوقعه واشنطن من حكومة الشرع في سوريا؟

قال تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفعت معظم العقوبات عن سوريا في بادرة حسن نية تجاه الحكومة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، ولكن هذا التقارب الدبلوماسي ليس مجانيا بل مشروطا بتوقعات أميركية محددة.

وذكر التقرير أن القرار كان موضع ترحيب شعبي في سوريا، حيث يعيش أكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر، إلا أن العقوبات التي رفعها ترامب لا تشمل الإجراءات كافة، لأن بعضها يحتاج إلى موافقة من الكونغرس.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبير إسرائيلي: عزل أيمن عودة من الكنيست إعلان حرب على عرب الداخلlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: نقاشات حادة ومشادات كلامية بين الوزراء بسبب غزةend of list

وفي ما يلي متطلبات واشنطن من سوريا وفق ما أورده كاتبا التقرير: مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز في بيروت بن هابرد، ومراسلة الصحيفة في الشرق الأوسط إيريكا سولومون.

التطبيع مع إسرائيل

وأكد التقرير أن الولايات المتحدة تتوقع من الحكومة السورية اتخاذ خطوات جدية نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، على أن يشمل ذلك مبدئيا السعي لتوقيع اتفاق يضمن وقف جميع الأعمال العدائية بين البلدين.

وأضاف أن واشنطن تأمل أن تنضم سوريا في نهاية المطاف إلى "اتفاقيات أبراهام"، على غرار الإمارات والمغرب والبحرين والسودان.

المقاتلون الأجانب

وطالب الرئيس ترامب، وفق التقرير، بترحيل المقاتلين الأجانب الذين قدموا إلى سوريا منذ 2011، معبرا عن مخاوف من إمكانية تورطهم في التخطيط لهجمات إرهابية خارج البلاد، وهو ما أثار قلق المسؤولين الأميركيين.

غير أن الشرع رفض الطلبات الأميركية الأولية بطرد المقاتلين أو فصلهم عن قواته، بل بدأ فعليا بدمجهم في جيشه الجديد، وتؤكد حكومته أن إعادتهم إلى بلدانهم أمر شبه مستحيل، إما بسبب رفض تلك الدول استقبالهم أو لخطر أن يتم إعدامهم هناك.

كما حذرت الحكومة السورية الانتقالية، حسب التقرير، من أن عزل المقاتلين في سوريا قد يؤدي إلى انقسامات داخلية ويقوّض النظام الهش الجديد.

وبعد أن طالب ترامب في البداية بخروج "جميع الإرهابيين الأجانب" من سوريا، تراجعت واشنطن لاحقا لتطلب فقط "الشفافية الكاملة" حول مواقعهم، وفق التقرير.

إعلان

وأوضح التقرير أن عددا كبيرا من هؤلاء المقاتلين سبق أن قاتل ضمن صفوف تنظيم القاعدة في سوريا، الذي أسّسه الشرع وقاده على مدى سنوات قبل أن يعلن انفصاله عنه في عام 2016، وبقي الآلاف منهم في صفوف جماعة الرئيس السوري أو في تشكيلات أخرى موالية له.

إخراج الجماعات الفلسطينية المسلحة

ويتوقع الأميركيون كذلك من سوريا أن تقطع علاقاتها مع الجماعات الفلسطينية المسلحة وخاصة حركة الجهاد الإسلامي، وهو مطلب ترحب به إسرائيل وفق التقرير، وقد بدأت الحكومة السورية بالفعل باتخاذ خطوات أولية عبر اعتقال اثنين من كبار الحركة في أبريل/نيسان الماضي.

وأضاف التقرير أن سوريا تواجه معضلة بشأن ترحيل القادة ومقاتلي الجماعات الفلسطينية إذ لا يوجد بلد مستعد لاستقبالهم، في حين يرفض لبنان ودول الجوار استضافتهم خشية التوترات أو الهجمات الإسرائيلية.

كذلك تطالب الولايات المتحدة بتفكيك الشبكات التابعة لإيران داخل أراضيها، وهذا ليس مطلبا صعبا على الشرع الذي يرى في إيران وحزب الله شريكين لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، ولكن العملية قد تحتاج إلى مساعدة استخبارية أجنبية، وفق التقرير.

آثار الهجوم الكيميائي على دوما في أبريل/نيسان 2018 (أسوشيتد برس) تدمير الأسلحة الكيميائية

وحسب التقرير، تعدّ إزالة برنامج الأسلحة الكيميائية السوري من أبرز أولويات الولايات المتحدة.

وقال التقرير إن برنامج سوريا النووي بدأ في السبعينيات، ونجح العلماء السوريون في تطوير مخزونات من غازات السارين والكلور والخردل، استخدم بعضها ضد المدنيين خلال الحرب التي استمرت 13 عاما في عهد الأسد.

وأدى ذلك إلى توقيع اتفاق في عام 2013 سمح بموجبه لـمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة بإرسال مفتشين لإغلاق 27 موقعا مرتبطا بإنتاج هذه الأسلحة.

وبحسب التقرير، فقد دعت الحكومة السورية الجديدة خبراء دوليين وأبدت تعاونا في تبادل المعلومات حول ما تبقى من المخزونات، ويقدر الخبراء وجود نحو 100 موقع مخفي، مما يجعل الوصول إليها وتدميرها تحديا كبيرا.

سجناء متهمون بأنهم مقاتلون في تنظيم الدولة الإسلامية داخل زنزانة في سجن غويران الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية (أسوشيتد برس) منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية

ومن أولويات واشنطن أيضا منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية. وتشترط الإدارة الأميركية أن تسيطر الحكومة السورية على معسكرات عناصر التنظيم وسجونه التي ما زالت تخضع لقوات سوريا الديمقراطية، وهي قوات كردية مدعومة أميركيا.

ويأمل البيت الأبيض أن تتحمل الحكومة الجديدة مسؤولية إغلاق معسكرات احتجاز عائلات مقاتلي التنظيم، وتهيئة الأرضية لإعادة تأهيل قاطنيها أو ترحيلهم، رغم هشاشة البنية الأمنية السورية في هذه المناطق.

وخلص التقرير إلى أن واشنطن لا تهتم كثيرا بكيفية حكم الشرع لسوريا داخليا، لكنها تركز على أن يكون هذا الحكم متوافقا مع المصالح الأميركية الإقليمية، وهو ما يشكل جوهر توقعاتها من تحسن العلاقة مع دمشق.

مقالات مشابهة

  • شجون الهاجري بعد خروجها: الحمد لله الذي نجّانا دون أن نعلم
  • أول شهداء الواجب الذي استهدفته عصابة حنتوس صورة
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • نيويورك تايمز: ما الذي تتوقعه واشنطن من حكومة الشرع في سوريا؟
  • هكذا يبدو منزل المغنية التركية غوكتشه كيرغيز في أوسكودار الذي تصدّر الترند! (صور)
  • محمد الموجي.. مهندس الألحان الذي غيّر وجه الموسيقى العربية
  • تألق المونديال.. هذا المبلغ الذي حصل عليه الهلال حتى الآن
  • “البرنوق”.. نبتة فطرية موسمية تميز البيئة الصحراوية في محافظة العُلا
  • ما الذي يحدث في اتحاد كتاب مصر؟
  • أوقفوا صناعة الوهم: من الذي انتصر حقاً؟