تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعربت الفنانة والرسامة المصرية آية طارق عن سعادتها بحصولها على جائزة "اليونسكو - الشارقة" للثقافة العربية في نسختها العشرين، معتبرة أن هذه الجائزة ستكون علامة فارقة في مشوارها المهني.
وقد فازت آية طارق بجائزة اليونسكو - الشارقة للثقافة العربية لعام 2024، والتي تنظمها دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) منذ عام 1998، لتكريم، سنويا، اثنين من الأفراد أو المؤسسات يسعيان من خلال أعمالهما إلى نشر المعرفة والثقافة العربية.

 
وخلال حفل أُقيم بمقر اليونسكو بباريس، كرمت الدورة الحالية الفنانة المصرية آية طارق، وهي الفائزة بالجائزة المخصصة للشخصية العربية، وأليدجي ألفين توريه، مخرج سينمائي من مالي، الفائز بالجائزة المخصصة للشخصية غير العربية، وذلك تكريما لإسهاماتهما التي قدموها في خدمة الثقافة العربية، من خلال أعمالهما التي أثرت المشهد الثقافي العربي، وساهمت في بناء جسور التواصل بين ثقافات العالم. 
وفي حوار خاص مع مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس، قالت الفنانة المصرية آية طارق "سعدت للغاية عندما علمت بحصولي على هذه الجائزة.. فهذه أول جائزة أفوز بها وهذا شرف كبير لي.. هذه الجائزة تعني لي الكثير". 
واعتبرت آية أن هذه الجائزة ستكون علامة فارقة في مشوارها المهني، قائلة "الفترة القادمة في مسيرتي المهنية ستكون مختلفة عن تلك التي سبقت هذه الجائزة"، موضحة "هذه الجائزة لفتت انتباهي لاحتياجنا لانتشار ثقافتنا العربية بصورة أكبر.. لذا أعتقد أن خلال الفترة القادمة، سوف أتعمق أكثر في عالم الفن والشعر العربي وفي أصولنا وجذورنا في العلوم والفنون المختلفة، فهذه الفكرة ستكون ملهمة لي في أعمالي القادمة". وأضافت أنه ينبغي أن تكون موضوعات الأعمال الفنية متصلة أكثر بهويتنا العربية وإرثنا وتراثنا مع أهمية استخدام اللغة العربية أكثر.
وُلدت آية طارق بالإسكندرية عام 1989، ودرست فنون جميلة قسم تصوير زيتي، وهي فنانة متعددة التخصصات ولديها مجموعة متنوعة من المشاريع الفنية والأفلام الروائية والتعاون الفني الذي اكتسب شهرة على الساحة الدولية في العديد من مدن العالم. ومن خلال الوسائط المبتكرة واكتشاف أشكال جديدة من الرسم، تسعى آية إلى الاستفادة من تجربتها كفنانة للعودة إلى جذورها وتتجه إلى اتجاهات جديدة وغير مستكشفة.
وذكرت آية - في حديثها - أنه على مدار 16عاما من مسيرتها المهنية، كان هناك تنوع في أعمالها الفنية، حيث تقوم برسم جداريات، في أماكن مختلفة من مدن العالم، منها ولايات امريكية كفلوريدا وبورتلاند، وأيضا في ساو باولو وفي فرانكفورت. 
ومؤخرا شاركت في قمة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP27) التي عُقدت بمصر في 2022 بمشروع متعلق بالتغير المناخي يُدعى "Waking the Giants" عن تأثير التغير المناخي على الكوكب وعلى مدن كثيرة وخاصة الاسكندرية، فهي مهتمة بمسألة ارتفاع منسوب المياه بالبحر الأبيض المتوسط ما سيؤثر على مدن كثيرة منها الاسكندرية. 
ولفتت "آية" إلى موضوعات أخرى بدأت تهتم بها منها الأعمال الرقمية، وقالت "أصبح هناك تنوعا أكثر من خلال وسائط متعددة وموضوعات تهم الرأي العام حاليا وتهم الكوكب الذي نعيش فيه". وأقامت في عام 2021 معرض "Token" (توكن)، وقدمت خلاله أعمالا تدمج الفن التشكيلي بالفن الرقمي.
وشددت على أن هذه الأعمال كان لها تأثير كبير في نشر ثقافتنا العربية، وساهمت في خلق نوع من التبادل والتواصل، فعندما يرى شخص العمل الفني، يود التواصل معها وهي أيضا كذلك، وعندما يرى المتلقي سواء الشخص العادي الذي يتجول بالشارع ورأى الجدارية أو المؤسسات الثقافية ستكون مهتمة لمعرفة هذا الفنان المصري صاحب هذا العمل. 
من ناحية أخرى، أشارت إلى أن عملها مرتبط بالمكان، أيا كان في فرنسا أو في مكان آخر، فهو يضيف لها وتستمد منه الأفكار، لذا فإن "الفن يعتبر بمثابة جسر تبادل بين الثقافات". 
وتُعرف آية على أنها رسامة وفنانة متعددة التخصصات، فقد درست فنون جميلة قسم تصوير زيتي، إلا أنها لم تعمل بتخصصها وقامت برسم جدرايات وتسعى دائما لاكتشاف كل ما هو جديد، قائلة "الفنان بطبيعته لديه شغف أن يجرب كل ما هو جديد وأن يكسر النمط الذي به ليتعلم شيئا جديدا من البداية، وأنا أحب التعلم طول الوقت". 
وتعلمت آية تصميم الجرافيك وخاضت تجربة رسم الجداريات وحرصت على تعلم كل ما هو جديد ومعاصر في الفن دون أن تخشى أن تخوض التجربة، مؤكدة على أهمية التواصل مع المتلقي.. وقالت: "هناك تواصل وتسويق على أرض الواقع ومقابلة أشخاص والتعامل معهم وجها لوجه، لكن أيضا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الناس ومع وسائل الاعلام أيضا، فهي "تساهم في جزء كبير من انتشار العمل الفني وانتشار الفنان". 
وأشارت إلى أهمية ربط الفن بالقضيا المعاصرة التي نعيشها، مؤكدة أن من مشاريعها المستقبلية، مشروع متعلق بالأمن المائي المصري، لافتة إلى أهمية التعاون مع اليونسكو في هذا الصدد، قائلة "حاليا مهتمة بهذا الملف وأريد القيام بعمل فني عن ذلك، وأعتقد أن منظمة اليونسكو ستكون لها دورا كبيرا في هذا الصدد حيث أن البيئة والأمن المائي من ضمن الملفات التي تهتم بها. وبالطبع أول ما يتم تنفيذ هذا المشروع، سوف أتواصل معهم". 
وفي ختام حديثها، سلطت آية الضوء على الرسائل التي تريد إيصالها من خلال أعمالها الفنية، وأولها أن "الخوف ليس له مكان في حياتنا" بمعنى أن الفنان عليه أن يخوض التجربة ويرى أشياء جديدة ويتعامل مع أشخاص جدد دون أي خوف. 
وأكدت على فكرة أن الفن مهنة من أسمى المهن الموجودة في البشرية و"أن جزء من طبيعتنا البشرية اننا كائن يحب الجمال والفن والموسيقي ولا نستطيع العيش بدونها". 
وشددت على أن "الاستمرارية مهمة"، بمعنى أنه "يجب على الشخص الاستمرار في عمله إذا كان يؤمن بالفعل بما يقوم به، لكي تصل رسالته ولكي يصل للنجاح الذي يريد تحقيقه". 
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: آية طارق اليونسكو الشارقة اليونسكو هذه الجائزة من خلال

إقرأ أيضاً:

اليونسكو... انسحاب لا يفيد واشنطن

للمرة الثانية يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية لتعزيز السلام من خلال التعاون الدولي في التعليم والعلوم والثقافة.

هل كانت العلاقة بين الولايات المتحدة و«اليونسكو» صافية في مجمل الأوقات؟

المؤكد أنها كانت ولا تزال علاقةً ملتبسةً من الأصل على مر السنين، واتّسمت بتعقيدات كبيرة، فعلى الرغم من أن واشنطن عضو مؤسس منذ عام 1945 فإنها انسحبت عام 1984 في عهد إدارة رونالد ريغان احتجاجاً على مزاعم حول سوء الإدارة المالية، والتحيز المفترض ضد أميركا خلال الحرب الباردة.

انسحبت أميركا عام 2003 في عهد جورج بوش الابن من «اليونسكو»، ثم عادت في مستهل إدارة باراك أوباما، من بعدها أوقفت تمويل الوكالة بعد تصويتها على ضم فلسطين عضواً كامل العضوية في 2011.

هل كان انسحاب ترمب هذه المرة أمراً مفاجئاً للمجتمع الدولي من جهة ولإدارة «اليونسكو» من جهة ثانية؟

بالقطع لا، ذلك أنها خطوة تبدو منسجمة أكبر انسجام مع السياسة الخارجية الأوسع نطاقاً التي تنتهجها إدارة ترمب، والمتمثلة في شعار «أميركا أولاً»؛ تلك السياسة التي تتضمن تشكيكاً عميقاً في المجموعات متعددة الأطراف، بما في ذلك الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، وحلف شمال الأطلسي، ومنظمة الصحة العالمية، بجانب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، واتفاق باريس للمناخ.

لماذا تنسحب إدارة ترمب من المنظمة الأممية التي لا تتعاطى مع الخلافات السياسية، بل تعمل على توحيد العالم من خلال الجهود الثقافية والعقلية؟

تبدو التصريحات التي جاءت على لسان آنا كيلي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، وتامي بروس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، متشابهة إلى حد التطابق، وكأن هناك شخصاً ما قام بتوزيع نص بعينه عليهم جميعاً.

أما المبرر، فهو أن «اليونسكو» تدعم أجندة عالمية آيديولوجية للتنمية الدولية تتعارض مع السياسة الخارجية الأميركية، التي تتمحور في حاضرات أيامنا حول مبدأ الأولوية في كل شيء للداخل الأميركي وقضاياه.

ومن الذرائع التي تقدمها إدارة ترمب لتبرير انسحابها من «اليونسكو» قرار المنظمة قبول فلسطين، الأمر الذي تعدّه واشنطن قراراً إشكالياً للغاية، ساهم في انتشار الخطاب المعادي لإسرائيل، وتعزيز لغة الكراهية ضد شعبها.

على أن هذه التبريرات لا تبدو مقنعة، بخاصة في ظل التضاد المنهجي بين رؤى وتوجهات «اليونسكو»، وقراءات سيد البيت الأبيض لعالم الأحادية الأميركية المتخيل من قبله؛ عالم تيار الانعزالية المنافي والمجافي لأميركا «بوتقة الانصهار» في الداخل، والمندمجة بالمثل والقدوة في الخارج.

تبدو مهمة «اليونسكو» الرئيسية الحفاظ على التراث الثقافي، وتصرح قيادتها دوماً بأن مهمتها هي وضع المعايير، وإنتاج الأدوات وتطوير المعرفة لإيجاد حلول لبعض من أكبر تحديات عصرنا، وتعزيز عالم ينعم بمزيد من المساواة والسلام.

عطفاً على ذلك، ومع نوازل العصر، باتت قضايا من عينة حماية التنوع البيولوجي، والاستجابة للذكاء الاصطناعي، والنهوض بالتعليم الجيد، وضمان الوصول إلى معلومات موثوقة، في قلب أهداف المنظمة.ّ

الحقيقة المؤكدة هي أن هناك فارقاً كبيراً في الرؤية والمنظور الخاص بـ«اليونسكو»، وبين فكر الرئيس ترمب الرجل الذي وقع أمراً تنفيذياً بزيادة الرسوم على السياح الأجانب الذين يزورون المتنزهات الوطنية الأميركية، والعديد منها مدرج على قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، لا سيما بعد أن صرح في تجمع كبير خلال حملته الانتخابية بأن المتنزهات الوطنية «مكرسة لأميركا أولاً».

لم يكن لقيادة «اليونسكو» أن تصمت في مواجهة قرار ترمب الجديد، الذي يتناقض مع المبادئ الأساسية للتعددية، والحديث لمديرة العامة لـ«اليونسكو» أودري أزولاي.

وجهت أزولاي صفعة قوية للفكر الأميركي الترمبي، الذي يربط بين الانسحاب من «اليونسكو»، ووضعية فلسطين دولة عضوة، وما يتبع ذلك من اتهامات بتعزيز روح معاداة السامية.
لن يأفل نجم «اليونسكو»... آخرون سيتقدمون
الأسبوع الفائت، وفي بيان لها، أشارت أوزلاي إلى أن «اليونسكو» هي الوكالة الوحيدة التابعة للأمم المتحدة المسؤولة في مجال تعاليم الهولوكوست ومكافحة معاداة السامية، وأن عملها قد حظي بإشادة جماعية من منظمات متخصصة كبرى مثل متحف الولايات المتحدة التذكاري للهولوكوست في واشنطن العاصمة، والمؤتمر اليهودي العالمي وفرعه الأميركي، واللجنة اليهودية الأميركية، أي وباختصار لا يمكن للبيت الأبيض الحالي أن يكون مَلكيّاً أكثر من الملك.

أوزلاي كانت تتوقع خطوة ترمب، لهذا أجرت «اليونسكو» إصلاحات هيكلية كبرى، ونوّعت مصادر التمويل لتعويض اضمحلال المساهمة الأميركية، التي لا تمثل اليوم سوى 8 في المائة من إجمالي ميزانية المنظمة.

لن يأفل نجم «اليونسكو»... آخرون سيتقدمون، ومنهم الصين وروسيا وأوروبا، لسد الفجوة التمويلية... فيما واشنطن تمضي في طريق العزلة الاختيارية... الانسحاب لا يفيد.

الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • إنجلترا تتوج ببطولة أوروبا للسيدات بعد فوزها على إسبانيا
  • فتح باب التقديم للانضمام إلى فريق التميز الداخلي بجائزة عين شمس للتميز الحكومي
  • أحمد ماهر: كنت محظوظ بالعمل وسط عمالقة الفن المصري
  • الدبيبة يكرم صنّاع فيلم «صعود» الفائز بجائزة الأفضل في إفريقيا
  • بدعم اليونسكو.. 25 إعلامي يشاركون في دورة تدريبية لتطوير مهارات «تغطية الكوارث»
  • العراق ثاني أكبر مُصدِّر للنفط إلى أمريكا خلال أسبوع
  • بكلمات مؤثرة.. لطيفة تنعى الموسيقار زياد الرحباني
  • أحمد موسى: لا بدائل عن قناة السويس التي تستقبل أكبر الحاويات في العالم
  • اليونسكو... انسحاب لا يفيد واشنطن
  • فتح الترشح لجائزة إثراء للفنون بالسعودية