يمتد من العراق الى فلسطين.. ممر داوود بين النبوءة التوراتية والواقع: سنغير الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
شكّلت خطوة ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على منبر الأمم المتحدة وبيده خريطة يعلن فيها عن تحالف ونظام جديد في الشرق الأوسط في تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم، نقطة تحوّل مفصلية واضحة، لفهم ما يمكن أن تؤول إليه الأمور في المنطقة برمّتها، حيث يبدو أنَّ أيّ تسوية مرتقبة في كلٍّ من غزّة ولبنان لن تكون خارج هذا السياق.
ويوم الاثنين الماضي، أكد نتنياهو، أن حكومته تعمل بطريقة منهجية على تفكيك ما أسماه "محور الشر"، مشدداً بالقول على إسرائيل ستغير الشرق الأوسط.
وقال نتنياهو في كلمة له يوم الإثنين، إثر سقوط نظام بشار الأسد يوم الأحد الماضي في سوريا: "نعمل بطريقة منهجية على تفكيك محور الشر، وقلت إننا سنغير الشرق الأوسط فقد دمرنا كتائب حماس وضربنا حزب الله في لبنان وقتلنا نصر الله".
وتابع نتنياهو: "أمس فتح فصل جديد في تاريخ الشرق الأوسط فنظام الأسد انهار بعد 54 عاما من الحكم"، في إشارة منه إلى سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وسيطرة المعارضة.
ولفت نتنياهو، إلى أن "محور الشر لم ينته ولكننا نغير الشرق الأوسط ونعزز موقعنا كدولة مركزية في المنطقة"، مبيناً أنه "لا تزال أمامنا تحديات كبيرة ولكن كلي أمل بأن إسرائيل ستبقى إلى الأبد، ونعمل على ضمان أمننا في مواجهة الوضع الجديد في سوريا".
تغيير ملامح الشرق الأوسط الحالي بات مرتقبًا، وذلك بما يحقق ممرًا متصلًا لما أطلق عليه (ممر داوود) ومن ثم تأمين (إسرائيل الكبرى).
ولم يعد ذلك مجرد سيناريو افتراضي، بل واقع تسعى إليه إسرائيل مستفيدةً من التعقيدات والتشابكات الإقليمية والدولية الحالية، التي تعتبرها الفرصة الأكثر ملاءمة لتحقيق ذلك، سواء أتحقق ذلك عبر الحروب المدمّرة أو بالتسويات والمقايضات والمفاوضات.
فإسرائيل استغلت فرصة السابع من تشرين الأول (أكتوبر) "الذهبية" للانطلاق نحو ما تهدف إليه، واستطاعت أن تقدم تغييرًا جذريًا لناحية ما يُعرف بمعادلة توازن الكلفة لتحقيق "أمنها" وإنفاذ مآربها.
فبعد أن كانت في السابق تعمد إلى حروب سريعة ومعاهدات للسلام، وتلجأ للمفاوضات لمبادلة أسراها، نجدها الآن تبدي استعدادًا لدفع أثمان "باهظة" مقابل تنفيذ ما يراه اليمين "نبوءة توراتية" عليها إتمامها تحت مسمى (شرق أوسط جديد) لا مكان فيه "للميليشيات" ولا "لأشباه الدول" حسب التوصيف الإسرائيلي.
ونقلت وكالة "رويترز" عن 3 مصادر وصفتها بأنها أمنية، اليوم الثلاثاء (10 كانون الأول 2024)، قولها إن التوغل العسكري الإسرائيلي في سوريا وصل إلى نحو 25 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من العاصمة دمشق.
ونقلت "رويترز" عن مصدر أمني سوري قوله إن القوات الإسرائيلية وصلت إلى قطنا في جنوب سوريا، وهي على عمق 10 كيلومترات داخل الأرضي السورية، من شرق المنطقة العازلة التي تفصل سوريا عن الجولان المحتل.
ويأتي ذلك التوسع في التوغل الإسرائيلي، رغم زعم الجيش الإسرائيلي أنه ينوي العمل فقط داخل المنطقة العازلة، وليس أبعد من ذلك.
وقال الجيش الإسرائيلي، الأحد، إنه أرسل قوات برية إلى المنطقة منزوعة السلاح، وهي منطقة عازلة تبلغ مساحتها 400 كيلومتر مربع أقيمت بموجب اتفاقية فصل القوات لعام 1974 وتشرف عليها قوة مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة (يوندوف).
وفيما يبدو أنَّ الحرب لن تتوقف إلا بعد إنهاء كل تلك الكيانات العسكرية غير النظامية وتطويع الأنظمة الإقليمية الرسمية الأخرى بما يلائم هذا المسار، الذي يبدو أن القوى العالمية الكبرى برمتها "موافقة" عليه، مع الاختلاف على بعض الشكليات الظاهرية حول الأوضاع الإنسانية، التي لا تغير من حقيقة المسار المجمع على تنفيذه.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الشرق الأوسط فی سوریا
إقرأ أيضاً:
قناة الحرة تعلق بثها التلفزيوني
أعلنت قناة الحرة الأميركية مساء أمس السبت تعليق بثها التلفزيوني نظرا لامتناع الوكالة الأميركية للإعلام عن صرف تمويلها الذي أقره الكونغرس.
وقالت قناة الحرة -وهي شبكة باللغة العربية أنشأتها الحكومة الأميركية بعد غزو العراق عام 2003- في بيان نشر على موقعها إنها تأسف بشدة لاتخاذ هذا القرار الاضطراري.
اضطرت شبكة الشرق الأوسط للإرسال (MBN) إلى تعليق البث التلفزيوني لـ #قناة_الحرة.. نُقدّر جمهورنا ونتطلع إلى العودة إلى عشرات الملايين من المشاهدين الذين كانوا يتابعون الحرة أسبوعيًا. pic.twitter.com/Ny2GIETfUe
— قناة الحرة (@alhurranews) May 31, 2025
ووفقا لموقع الحرة، فقد وافق الكونغرس الأميركي في 14 مارس/آذار الماضي على "تمويل استمراري" لشبكة الشرق الأوسط للإرسال حتى نهاية السنة المالية 2025، وفي اليوم التالي أبلغت الوكالة الأميركية للإعلام الدولي شبكة الشرق الأوسط للإرسال وبقية الهيئات الإعلامية الممولة من الحكومة الأميركية بإنهاء اتفاقيات منحة التمويل فجأة.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلنت في مارس/آذار الماضي أنها ستوقف جميع التحويلات المالية لوسائل الإعلام المدعومة من الحكومة الأميركية، في إطار حملة واسعة النطاق لخفض التكاليف بقيادة الملياردير إيلون ماسك.
إعلانأدى هذا الإجراء إلى تجميد صوت أميركا على الفور، على الرغم من أن موظفيها رفعوا دعاوى قضائية لاستعادة التمويل الذي وافق عليه الكونغرس.
وقال جيفري غدمين، الرئيس التنفيذي لشبكات الإرسال في الشرق الأوسط، التي تضم تحت مظلتها قناة "الحرة" وغيرها من وسائل الإعلام العربية الأصغر حجما، والممولة من الولايات المتحدة في وقت سابق إن قناة الحرة ستتوقف عن البث، ولكنها ستسعى إلى الحفاظ على التحديثات الرقمية من خلال عدد من الموظفين تم تخفيضه إلى "بضع عشرات".
وتقول قناة الحرة إنها تصل إلى أكثر من 30 مليون شخص كل أسبوع في 22 دولة.
ولدى ترامب علاقة متوترة مع وسائل الإعلام وقد شكك في "جدار الحماية" الذي وعدت بموجبه وسائل الإعلام التي تمولها الولايات المتحدة بالاستقلالية التحريرية.