متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي.. تمكين وتأهيل أجيال المستقبل
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
يهدف متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي إلى بناء المعرفة وتقديم تجارب هدفها تعزيز الوعي بالتطوّر الاستثنائي لكوكبنا. ومن خلال دمج البحث العلميّ والثقافي، ويكشف المتحف عن التنوّع الطبيعي والثقافي، مما يُغني حاضرنا ويساهم بابتكار الأفكار الجديدة حول المستقبل المحتمل. ويمتدّ المتحف على مساحة تزيد على 35.
ومن خلال مقتنياته، يأخذ المتحف زوّاره في رحلةٍ عبر الزمن تمتدّ حتى 13.8 مليار سنة، مع ما يتضمنه من مجموعة المقتنيات من بينها هيكل التيرانوصور الشهير «ستان»، وهو هيكل عظمي متحجّر «تيرانوصور ريكس» يبلغ طوله 11.7 متر، ويعود تاريخه إلى 67 مليون سنة، وعيّنة من «نيزك مورتشيسون» الذي يبلغ عمره سبعة مليارات سنة، وتحتوي هذه العيّنة على مركّبات «غبار نجميّ» عضوي أقدم من نظامنا الشمسي، وقد قدّمت هذه العيّنة للعلماء رؤيةً حول التركيبة الأساسية للحياة. سيستمتع الزوار أيضاً بأعدادٍ كثيرة من الحفريات، بما فيها تلك التي تحمل أدلةً على وجود الفيل العربي ذي الأنياب الأربعة الذي يعود تاريخه إلى سبعة ملايين سنة، والذي جاب أبوظبي في وقتٍ كانت فيه معظم المنطقة عبارةً عن مشهدٍ طبيعيّ من الأنهار والمروج العشبية والغابات.
التنوُّع الثقافي
تتميّز إحدى القاعات في المتحف بتركيزها على استكشاف الفضاء، حيث تعرض تسجيلات Voyager Interstellar التي أنشأها «كارل ساجان» و«آن درويان» بتكليف من وكالة ناسا عام 1974، بعنوان «همسات الأرض»: أرسلت Voyager Interstellar رسالة مسجّلة إلى أيّ حضارةٍ بين النّجوم قد تعثر على المركبتين الفضائيتين اللتين أطلقتهما الوكالة في الفضاء. تشمل القاعة أيضاً «مفتاح تفعيل سبوتنيك» وسجلّ الرحلات، الذي أنشأته وكالة الفضاء السوفيتية، وبدلة فضاء من محطة الفضاء الدولية التي أنشأتها ناسا.
سيسهم معهد البحوث والتعليم في متحف التاريخ الطبيعي- أبوظبي في تمكين جيلٍ جديد من المدافعين عن الطبيعة للمساعدة في كتابة الفصل التالي من قصّة كوكبنا، واستقطاب الكوادر الإماراتية الشابّة لتطوير مسيرتهم المهنية، وتوسيع دائرة معرفتهم بالعالم الطبيعي، إلى جانب إسهامه في دعم المعرفة العلميّة، وإنشاء منصّة للأفكار المستقبليّة والابتكارات والتكنولوجيا.
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «تُشكّل المنطقة الثقافية في السعديات أملنا الثقافي بوصفها مساحةً رحبةً ومتراميةً للاحتفاء بالأشكال والأنواع والأنماط الفنية والفنانين، وتُجسِّد رسالة التنوُّع الثقافي التي ستصبح أكثر قوة مع الوقت، ما يعزِّز الروابط العالمية ويلهم التبادل الثقافي، ويستكشف طرق تفكير جديدة لدعم المنطقة وجنوب العالم والإنسانية جمعاء، هذا عدا عن كونها فرصة متجدِّدة لاستعادة الماضي وفهم الحاضر والتطلُّع إلى المستقبل».
منصة متفردة
تكشف المنطقة الثقافية في السعديات التي تستكمل أعمالها التطويرية كيف يستفيد الجميع من الأفكار الإبداعية. وتستمد رؤيتها من الإرث الغني لمؤسّس دولة الإمارات، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن دوماً بأهمية التعليم الثقافي والإبداع، مُعزِّزةً بذلك حضورها بوصفها وجهةً ثقافيَّةً استثنائيَّةً تُشكِّل عنصر تمكين، وتعدُّ إحدى أكثر المنصات الثقافية تفرُّداً، وتلتزم بسهولة الوصول إلى المبدعين والباحثين والمبتكرين، من خلال مجموعة متنوعة من البرامج التعليميّة الداخلية ومبادرات التوعية بالتعاون مع المدارس والجامعات. فمن جهته، يقدّم متحف اللوفر أبوظبي، وهو أول متحف عالمي في العالم العربي، جدولاً غنياً بالفعاليات التعليميّة للشباب الذين يسعون للعمل في مجال الفنون. وتضمن ورش العمل والمعسكرات والجولات الإرشادية في منارة السعديات أن يتعرّف حتى الأطفال الصغار على العديد من مجالات الفنون ووجهات النظر الثقافيّة المتنوّعة. ويقدّم بيركلي أبوظبي برامج موسيقية وتعليمية وفنوناً مسرحية على مدى العام. وبدوره، يلتزم متحف زايد الوطني المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة بتطوير وتدريب الجيل القادم من الباحثين والمؤرّخين، وعلماء الآثار والمحفوظات والمحترفين الثقافيين. وسيُشكِّل «تيم لاب فينومينا أبوظبي» الوجهة الأمثل لالتقاء الفنون بالتكنولوجيا فيما سيحتفي متحف «جوجنهايم أبوظبي» بالفنون العالمية، وأهمِّ الإنجازات الفنية منذ عام 1960 وحتى الآن.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: متحف التاريخ الطبيعي التاريخ البحث العلمي الثقافة
إقرأ أيضاً:
“متحف السيرة النبوية” يثري تجربة ضيوف الرحمن
البلاد _ المدينة المنورة
يُقدّم “المتحفُ الدولي للسّيرة النبوية والحضارة الإسلامية” بالمدينة المنورة لزائريه تعريفًا شاملًا بسيرة النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- وآدابه الكريمة، وأخلاقه العظيمة، ومعالم من حياته، بمنهجٍ علميٍ متميز، وتأصيل بحثي مُحكم، وتجديد تقنيٍ فريد، وعرضٍ إبداعي مبتكر، عبر أحدث الوسائل والتقنيات.
ويشهد المتحف التابع لرابطة العالم الإسلامي، توافد جموع من الحجاج من جنسيات متعددة يوميًا، ويُشكّل أحد أبرز الوجهات الحضارية لضيوف الرحمن نظير موقعه على ساحات المسجد النبوي مباشرة من جهة أبواب السلام، والرحمة، وقباء، والهجرة؛ إذ يتيح لزائريه الاطلاع على 25 جناحًا وقِسمًا تفاعليًا، للتعريف بأسماء الله الحُسنى، وصِفاتِهِ- جلّ وعلا- وأفعالهِ المُستنبطة من القرآن الكريم، واستعراض رسالة الإسلام في التّسامح والرحمة بِعِدّةِ لغاتٍ وعبر وسائل تعليميةٍ حديثةٍ، إضافة إلى عُروضٍ مرئيةٍ، تُوثِّق السّيرة النبوية بأساليب تفاعلية، ومنظومة من التقنيات تُجسّد الجوانب التاريخية، والاجتماعية للمدينة المنورة خلال عهد النبوّة، كما تتناول الجوانب الثقافية، والعمرانية، والحضارية، والأحداث التاريخية، التي شهدتها بعد الهجرة النبوية، ومشاهد تحكي مجالات العناية بالمسجد النبوي، وتوسعته وعمارته، وخدمة قاصديه.
ويهدف “المتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية” الذي يضُمّ خمسة فروع في كل من مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرباط بالمملكة المغربية، وداكار بجمهورية السنغال، ونواكشوط في الجمهورية الإسلامية الموريتانية؛ إلى إظهار الإسلام وتعاليمه السامية، بوصفه رسالة الرحمة، والاستفادة من أحدث التقنيات في عرض جوهر الدين الإسلامي، ومقاصده السامية، وتعاليمه الراقية، وبيان دور وجهود المملكة في خدمة مجال القرآن الكريم، والسُنّة الشريفة، وعِمارة الحرمين الشريفين، والتعريف بالآثار الإسلامية، والمعالم الحضارية، والإسهامات الإنسانية للمسلمين على مرّ التاريخ.