بعد وصول أكثر من 200 ألف سوداني.. دعوات لمساعدة ليبيا في إدارة ملف الهجرة
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
تستضيف ليبيا لاجئين فروا من أتون الحرب في السودان، والذين تخطى عددهم الـ210 آلاف شخص، وسط توقعات بانتقال أعداد كبيرة منهم شمالا نحو أوروبا، في ظل ضعف المساعدات الإنسانية المقدمة لهم.
أرقام عن اللاجئين السودانيين
تشير بيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إلى وصول نحو 210 آلاف لاجئ سوداني إلى ليبيا منذ أبريل 2023.
ويلجأ غالبية السودانيين إلى مدينة الكُفرة، الواقعة بجنوب شرق ليبيا، باعتبار القرب الجغرافي، إذ تبعد نحو 350 كم عن أقرب نقطة حدودية سودانية.
ويبلغ عدد سكان الكفرة 65 ألفا، غير أن هذا العدد تضاعف بسبب توافد آلاف اللاجئين السودانيين.
وفي هذا السياق، كشف مدير المكتب الإعلامي ببلدية الكفرة، عبد الله سليمان، في تصريحات إعلامية سابقة، أن عدد السودانيين اللاجئين في الكفرة يعادل عدد سكان المدينة الأصليين، مبرزا أنه “يوجد في المدينة أكثر من 40 تجمعا للاجئين السودانيين”.
وإلى جانب ليبيا، تؤكد المفوضية وصول أكثر من 700 ألف لاجئ سوداني إلى تشاد، ونحو 1.2 مليون لاجئ في مصر.
وشهد السودان في 2021 انقلابا عسكريا أطاح بحكومة المدنية. ثم سرعان ما تفاقمت الأوضاع بعد خلافات داخلية بين قادة المكون العسكري، عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (حميدتي)، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية مدمرة في أبريل 2022.
وفقا للتقارير الأممية، أصبحت الأزمة السودانية واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حيث قُتل الآلاف ونزح الملايين.
ويرجح رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أحمد حمزة، في تصريح لموقع “الحرة”، “تزايد تدفق المهاجرين واللاجئين السودانيين في الفترة المقبلة إلى دول الجوار كمصر وليبيا وتشاد وغيرها”.
وتابع: “هذه التدفقات الهائلة تثقل كاهل السلطات الليبية ومختلف المنظمات الإنسانية الفاعلة الموجودة على الأرض، المطالبة بتقديم المساعدات اللازمة للاجئين السودانيين”.
واعتبر أن “مضاعفة المساعدات للاجئين والمهاجرين، هو خط الدفاع الأول ضد ظاهرة الهجرة غير النظامية نحو أوروبا”.
ماذا تحتاج ليبيا لإدارة الملف؟
إجابة على السؤال، قال المحلل السياسي الليبي إسماعيل الرملي، إن “الأرقام الحقيقية للاجئين السودانيين تقدر بنحو نصف مليون شخص، مما يحتم على القوى الغربية تحمل مسؤوليتها الكاملة إزاء هؤلاء، في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها الدول المضيفة، وبينها ليبيا”.
ويؤكد الرملي في تصريح لموقع الحرة، أن “الاستجابة لحاجيات مئات الآلاف من اللاجئين، يتطلب إنفاقا ضخما لتوفير الرعاية الصحية والتعليم والسكن والأمن وغيرها، وهي شروط تفوق قدرات ليبيا”.
من جانبه، أكد المحلل السياسي أحمد المهداوي، أن المساعدات التي تقدمها السلطات الليبية للاجئين، “جاءت بمجهودات ذاتية في ظل شح السيولة والموارد المالية”.
وأضاف في تصريح لموقع “الحرة”، أن “الموارد الليبية المتوفرة لا تفي بالغرض، خصوصا أن تدفق اللاجئين مستمر، مما يفرض على المنظمات الدولية والإغاثية، ومن بينها منظمة الصحة العالمية، التحرك على وجه السرعة”.
تحديات تعرقل مواجهة الهجرة لأوروبا
وفي ظل عدم قدرة ليبيا على استيعاب الأعداد الكبيرة من اللاجئين القادمين من السودان ودول إفريقية أخرى، يحذر خبراء من موجات هجرة جديدة قد تواجهها أوروبا القريبة.
في هذا الصدد، قال الرملي إنه “ليست لليبيا القدرة حاليا على ضبط حدودها الشاسعة، مما يفرض على أوروبا تقديم مساعدات دائمة تقلل من رغبة المهاجرين في خوض الرحلات البحرية المحفوفة بالمخاطر، نحو الجزر الإيطالية القريبة”.
وفي أغسطس الماضي، كشفت المنظمة الدولية للهجرة، عن اعتراض أكثر من 13 ألف مهاجر قبالة السواحل الليبية منذ مطلع العام الجاري، وإعادتهم إلى الأراضي الليبية.
واستغلت عصابات الاتجار بالبشر حالة الاضطرابات التي يعيشها هذا البلد المغاربي، لتطوير شبكات سرية لنقل آلاف المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء نحو أوروبا.
وفي هذا الصدد، اعتبر المهداوي أن ليبيا “تعمل للحد من تدفق المهاجرين غير النظاميين نحو السواحل الأوروبية” وفق الاتفاقيات المبرمة في هذا المجال، لكن ذلك “يتطلب أيضا من الأوروبيين الالتزام بتعهداتهم السابقة”.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: للاجئین السودانیین أکثر من فی هذا
إقرأ أيضاً:
بعد كارثة الطائرة الهندية رقم 171.. دورة علاجية لمساعدة المسافرين على تجاوز خوفهم من الطيران
منذ تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية رقم 171 قبل أسبوعين، وفوبيا السفر تزداد بشكل ملحوظ في الهند. فقد ارتفع عدد المسافرين الذين يتواصلون مع الضابط المتقاعد في سلاح الجو، دينيش ك.، لطلب الانضمام إلى دورة العلاج التي يقدمها مقابل 500 دولار، بهدف مساعدتهم للتغلب على خوفهم. اعلان
يعتبر دينيش، البالغ من العمر 55 عامًا، الوحيد الذي يقدم هذه الخدمة في البلاد. دورته هي مزيج من محاكاة الطيران والاستشارات، تُقدّم في مركزه Cockpit Vista في بنغالورو، تحت شعار "حلول الخوف من الطيران".
وتهدف الدورة إلى مساعدة المسافرين على التعرض لتجربة عمليات الهبوط والإقلاع من منظور قمرة القيادة، وتوضيح أن الاهتزازات أو الأصوات أثناء الرحلة ليست بالضرورة مؤشرًا على الخطر.
ومنذ وقوع الكارثة قبل أسبوعين، تلقى المركز أكثر من 100 استفسار، مقارنة بمتوسط سابق يبلغ حوالي 10 شهريًا.
وفي حديثه لوكالة "رويترز"، أوضح الطيار المتقاعد: "عادةً ما يرتبط الخوف من الطيران بالأصوات والحركات والاهتزازات التي تحدث أثناء الرحلة.. العلاج بالتعرض هو الحل الوحيد."
صحفي "رويترز" ينشر قصة دينيش ك. على مواقع التواصل الاجتماعيوأشار إلى أنه تلقى العديد من الرسائل عبر تطبيق واتساب من أشخاص يعبرون عن فقدانهم الثقة بالطيارات بعد الحادث، وآخرين يشعرون أنه ليس لديهم قدرة على تقبل ما حدث.
Relatedناجٍ وحيد من بين 242 راكبًا بعد تحطم طائرة تابعة للطيران الهندي في منطقة سكنيةعلى متنها 242 راكباً... تحطم طائرة هندية بعد إقلاعها من مطار أحمد آباد باتجاه لندن سهم شركة بوينغ يتراجع 8% بعد تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الهنديةووفقًا للوكالة، أصبح بعض المسافرين أكثر حرصًا وانتقائية في اختيار شركات الطيران والطائرات - سواء كانت بوينج أو إيرباص - بينما اتخذ آخرون خطوات أكثر جذرية مثل إعادة جدولة أو حتى إلغاء خطط السفر الجوي بالكامل.
وفي أحدث تقرير سنوي عن سلامة الطيران، ذكرت منظمة الطيران المدني الدولي أن معدل الحوادث بلغ 1.87 حادثًا لكل مليون رحلة مغادرة في عام 2023.
وفي عام 2024، سُجلت تسع حوادث لفقدان هيكل الطائرة دون وقوع وفيات، اثنتان منها فقط حدثتا أثناء الإقلاع، وفقًا لموقع إيرباص الإلكتروني.
تجدر الإشارة إلى أن الطائرة الهندية من نوع "بوينغ 787-8 دريملاينر" كانت قد تحطمت بعد اصطدامها بمبنى قريب، مما أسفر عن وفاة 241 راكبًا، ونجاة شخص واحد فقط.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة