وقعت شركة تنمية نفط عمان اليوم عددًا من الاتفاقيات لتطوير ثلاثة مشاريع رئيسية في الطاقة المتجددة، مع شركتي أوكيو للطاقة البديلة وشركة توتال إنرجيز. تأتي هذه الاتفاقيات لتنفيذ مشروع الطاقة الشمسية الكهروضوئية بشمال منطقة امتياز شركة تنمية نفط عمان بقدرة إنتاجية تصل إلى 100 ميجاوات، ومشروعين لطاقة الرياح (رياح-1 ورياح-2)؛ كل منهما بقدرة إنتاجية تصل إلى 100 ميجاوات جنوب منطقة الامتياز.

رعى حفل توقيع الاتفاقيات معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن. ويأتي توقيع هذه الاتفاقيات لتحقيق الاستدامة بما يتوافق مع مستهدفات رؤية عمان 2040 والهدف الوطني لبلوغ الحياد الكربوني الصفري بحلول عام 2050.

وتؤكد هذه الشراكات سعي شركة تنمية نفط عمان نحو مستقبل منخفض الكربون بتنفيذ مشاريع مبتكرة للطاقة المتجددة، إذ ستسخر هذه المشاريع الميزة التنافسية لسلطنة عمان من حيث الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في تنويع مصادر الطاقة، والحد من انبعاثات غازات الدفيئة، وتعزيز الطاقة المستدامة.

الحياد الكربوني الصفري

وقال معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي، وزير الطاقة والمعادن: إن سلطنة عُمان حققت تقدما ملموسا في ترسيخ مبادئ الاستدامة لضمان مستقبل مزدهر، ويعكس التزام شركة تنمية نفط عُمان وتعاونها مع الشركاء الرئيسيين في قطاع الطاقة جهودنا المشتركة لتحقيق الرؤى والأهداف الوطنية. ويؤكد هذا الحدث مدى عمق الشراكة الوطنية التي تسعى إلى خفض انبعاثات الكربون وتعزيز التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة، تماشيا مع التوجهات العالمية نحو مستقبل أكثر استدامة، كما يؤكد هذا المشروع الثقة التي تحظى بها شركة أوكيو للطاقة البديلة كمطور لهذا المشروع والمشاريع المستقبلية الأخرى.

وأضاف الدكتور أفلح الحضرمي، المدير العام لشركة تنمية نفط عُمان: أن توقيع هذه الاتفاقيات يعزز الالتزام التام بتحقيق الحياد الكربوني الصفري بحلول عام 2050، بما ينسجم مع أهداف رؤية عُمان 2040 المتعلقة بتنويع مصادر الطاقة لضمان أمن الطاقة المستدامة.

ويتجلى التزام الشركة بالاستدامة في سلسلة من المشاريع الرائدة التي نفذتها في السنوات الماضية، مثل: محطة أمين للطاقة الشمسية الكهروضوئية، ومحطة ريما لمعالجة المياه المصاحبة للإنتاج. فجميع هذه المشاريع، إلى جانب المشاريع الجديدة التي وقّعنا عقودها اليوم، تسهم في رسم معالم التوجه المستقبلي لإنتاج الطاقة في سلطنة عُمان، الذي يجمع بين الابتكارات التقنية والمسؤولية البيئية.

وهي تدعم هدفنا لتوفير 30% من احتياجاتنا للطاقة الكهربائية من مصادر متجددة بحلول عام 2026، مما يجسّد حرصنا على تسريع تبني الممارسات المستدامة والمراعية للبيئة. من جانبها، أوضحت نجلاء بنت زهير الجمالي، الرئيس التنفيذي لأوكيو للطاقة البديلة، أن التحول في مجال الطاقة من الركائز المهمة لجميع الجهات المعنية، وتتولى أوكيو دورا رئيسا في التخطيط لهذا التحول على مستوى سلطنة عمان بمشاريعنا التي ستصل طاقتها الإنتاجية إلى ما يزيد على 7 جيجاواط.

ويأتي ذلك انعكاسا للالتزام الراسخ لمجموعة أوكيو بدعم النمو المستدام في قطاع الطاقة العماني، وتعزيز الشراكات من أجل تيسير التحول إلى الطاقة النظيفة، تماشيًا مع رؤيتنا التي تهدف إلى تعظيم قيمة موارد الطاقة في سلطنة عُمان مع ضمان مستقبل مستدام من خلال طرح حلول مبتكرة تلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية من الطاقة.

وأكد أوليفييه جوني، نائب الرئيس الأول لمصادر الطاقة المتجددة في شركة توتال إنرجيز، التزامهم بتعزيز التحول في مجال الطاقة، مؤكداً مساهمتهم في تشكيل مستقبل الطاقة المستدامة في سلطنة عمان وإرساء نموذج للابتكار والريادة البيئية للأجيال القادمة.

مشاريع رائدة للطاقة المتجددة

ويغطي مشروع إنتاج الطاقة الشمسية الكهروضوئية في شمال منطقة الامتياز مساحة ثلاثة كيلومترات مربعة، وتبلغ قدرته الإنتاجية 100 ميجاوات من الطاقة النظيفة والمتجددة. ومن المقرر بدء التشغيل التجاري للمشروع في الربع الثاني من عام 2026، وهو ما يمثل خطوة رئيسية في استراتيجية شركة تنمية نفط عمان للطاقة المتجددة. وسوف يسهم المشروع في تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 220 ألف طن سنوياً، وفي توفير ملايين الأمتار المكعبة من الغاز الطبيعي سنوياً، كما يعزز المشروع تنويع مصادر الطاقة، مما يضمن إمدادات مستدامة للأجيال القادمة.

فيما يقع مشروعا (رياح-1 ورياح-2) في حقلي أمين وغربي نمر، وسيسهمان في توليد طاقة مستدامة تبلغ 200 ميجاوات. يغطي المشروعان مساحة تعادل 1870 ملعباً لكرة قدم، وسيُدخَلان مرحلة التشغيل التجاري بحلول الربع الأخير من عام 2026.

ويمثل هذان المشروعان إنجازًا عالميًا فريدًا باعتبارهما أول مشروعين لطاقة الرياح تشتري شركة نفط وغاز جميع إنتاجهما مع ربطهما بشبكة الطاقة. كما ستوفر مزرعتا الرياح ملايين الأمتار المكعبة من الغاز سنويًا، مما يُسهم بشكل كبير في توفير التكاليف وتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 740 ألف طن.

كما ستُسهم المشاريع الجديدة في تعزيز سلسلة التوريد المحلية في سلطنة عُمان، عبر التصنيع المحلي، وزيادة الطلب على المواد المصنعة محليًا، مثل الألواح الكهروضوئية، وأجزاء توربينات الرياح، والبنية التحتية المرتبطة بذلك، كما توفر فرصًا تدريبية ووظيفية للعمانيين في مجالي تقنيات الطاقة المتجددة، وتنفيذ المشاريع. مع إرساء أساس لمشاريع الطاقة المتجددة المستقبلية في سلطنة عُمان، وضمان نقل المعرفة وبناء قدرات القوى العاملة المحلية.

سوف تعود مشاريع الطاقة المتجددة هذه بفوائد كبيرة لسلطنة عمان، عبر تقليل البصمة الكربونية، وتعزيز استقلالية سلطنة عمان في مجال الطاقة وقدرتها على التأقلم مع المتغيرات العالمية، مع تحفيز الاقتصاد المحلي من خلال إيجاد فرص عمل ودعم الابتكارات التقنية في مجال الطاقة المتجددة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: شرکة تنمیة نفط عمان الطاقة المتجددة شرکة تنمیة نفط ع فی مجال الطاقة مصادر الطاقة سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

دبي تستضيف المنتدى الدولي للطاقة الحيوية المستدامة

دبي (وام)
ناقش صنَّاع قرار وخبراء وأكاديميون ورواد الصناعة من مختلف أنحاء العالم، خلال المنتدى الدولي للطاقة الحيوية المستدامة، الذي استضافته دبي أمس تحت شعار «من الإمارات إلى العالم الأخضر»، مستقبل الطاقة الحيوية المستدامة ودورها في دعم اقتصاد دائري منخفض الكربون، وتطوير حلول مبتكرة للوقود الحيوي، بما في ذلك وقود الطائرات المستدام، والوقود البحري، ووقود النقل المتجدّد، وتشجيع العلماء الشباب على تطوير البحث العلمي في هذا المجال.وعقد المنتدى تحت رعاية وزارة الطاقة والبنية التحتية، وبتنظيم مشترك بين اتحاد الجامعات العربية وجائزة يوسف بن سعيد لوتاه للعلماء الشباب.
وأكد المهندس سيف غباش وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية المساعد لقطاع البترول والغاز والثروة المعدنية، بهذه المناسبة، أن دولة الإمارات جعلت الاستدامة محوراً رئيسياً في أجندتها الوطنية، واضعة هدفاً طموحاً لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، عبر مبادرات متقدمة لخفض الانبعاثات وتعزيز مشاريع الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وأوضح أن الطاقة الحيوية تمثل مساراً مهماً في مزيج الطاقة المستقبلي، ولاسيما وقود الطيران المستدام والوقود منخفض الكربون، حيث كانت الإمارات من أوائل دول المنطقة التي اختبرت رحلات عبر وقود SAF بالتعاون مع شركات وطنية.
وأشار إلى أن مبادرات «استراتيجية الإمارات للطاقة 2050»، وبرامج الاقتصاد الدائري، ومشروعات إزالة الكربون، تُسهم في تسريع التحول.
وأكد أهمية الشراكات بين الجامعات والقطاع الخاص لتعزيز الابتكار وتطوير تقنيات تدعم اقتصادًا منخفض الكربون.
من جانبه قال معالي الأستاذ الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، إن هذه المبادرة تعزز الاستثمار في الكفاءات والمواهب العربية، وتشجع العلماء الشباب على الابتكار والإبداع، وتدعم مكانة البحث العلمي بما يسهم في التنمية المستدامة في الإمارات والعالم العربي.
من جهته قال يوسف بن سعيد لوتاه، مؤسس جائزة يوسف بن سعيد لوتاه للعلماء الشباب، إن جائزة العلماء الشباب تهدف إلى تعزيز التكامل بين المؤسسات الأكاديمية والصناعية عربياً، ودعم الحلول المستدامة في الكيمياء الخضراء والطاقة المتجددة والاقتصاد الدائري، معرباً عن الفخر بإطلاق هذه الجائزة من دبي، لتعزيز قدرات الشباب العرب والشراكات بين القطاع الخاص والحكومي والأكاديمي نحو مستقبل أفضل للجميع.
وتضمن المنتدى، جلستي عمل بمشاركة نخبة من الخبراء الدوليين، حيث شارك في الأولى كل من د. جينيفر هولمغرين - الرئيس التنفيذي لشركة لانزاتك، الولايات المتحدة الأميركية، والبروفيسور روبرت سبيساك - رئيس مجلس إدارة مجموعة إنفين، سلوفاكيا، والمهندسة مريم المطروشي - رئيسة اللجنة المعنية بحماية البيئة، منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، فيما أدارت الجلسة د. حنيفة البلوشي من جامعة خليفة.
أما الجلسة الثانية فقد شارك فيها كل من جوليان ثييل - الرئيس التنفيذي لشركة ديسيل، سويسرا، وشيجي وانج - المدير العام، مجموعة بينايو، الصين، وشين إيتو - شركة JGC، اليابان، وأدارتها البروفيسور ماريا لورديس فرناندز - مركز RICH، في جامعة خليفة.
وفي ختام فعاليات المنتدى، تم تكريم الفائزين بجائزة يوسف بن سعيد لوتاه للعلماء الشباب في الفئات الثلاث، وهي فرع الكيمياء الخضراء، وفرع الطاقة المتجددة، وفرع الاقتصاد الدائري.
وتوجّه المشاركون بالشكر إلى وزارة الطاقة والبنية التحتية على رعايتها لهذه المبادرة التخصصية الدولية، وإلى اتحاد الجامعات العربية وجائزة يوسف للعلماء الشباب، وكل المشاركين والداعمين، مؤكدين التزامهم بالمساهمة في دعم الابتكار العلمي والطاقة الحيوية المستدامة، وفتح آفاق جديدة نحو مستقبل أخضر ومشرق.

أخبار ذات صلة يورتشيتش: بيراميدز متحمس لمواجهة فلامنجو في كأس القارات ورشة تعريفية حول مشروع «حماية المنتجات الوطنية المحدّدة جغرافياً»

مقالات مشابهة

  • خبراء لـ«الاتحاد»: الإمارات أرست تجربة رائدة في تمويل مشاريع الطاقة المتجددة
  • الكويت: نبحث عن شريك لمشروع البتروكيماويات في سلطنة عمان
  • جلالة السلطان يصدر 3 مراسيم سامية
  • وزير الكهرباء يبحث مع سفير السويد بالقاهرة ووفد شركة لينكسون "Linxon " التعاون المشترك
  • إدراج شركة نور عبري للطاقة الشمسية في بورصة مسقط
  • وظائف خالية بإعلان وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة.. قدم الآن
  • وزارة النفط تعلن موعد قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد في طرابلس
  • مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يحذر من حوادث نووية محتملة في الحرب الأوكرانية
  • توقيع بإنشاء مركز متكامل لتجميع وتوزيع الشحنات المجزأة بميناء خزائن البري
  • دبي تستضيف المنتدى الدولي للطاقة الحيوية المستدامة