تركيا الآن:
2025-10-09@13:46:20 GMT

رسالة من أردوغان بشأن السوريين

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

 

رسالة من الرئيس أردوغان بشأن عودة السوريين٬ألقى الرئيس التركي خطابًا هامًا خلال مشاركته في فعالية “يوم حقوق الإنسان العالمي: وجه الأخوة”، التي أقيمت في مركز مؤتمرات حزب العدالة والتنمية بأنقرة، حيث تناول قضايا إنسانية وسياسية بارزة.

استهل الرئيس  أردوغان كلمته التي ترجمها موقع تركيا الان الاخباري٬ عن صحيفة تركيا بتحية الحضور، قائلًا: “أحييكم بأعمق مشاعر المودة والمحبة.

أود أن أهنئ أطفالنا على أدائهم الرائع وأقبلهم من أعينهم. كما أرسل تحياتي إلى إخوتنا الذين يربطون آمالهم بتركيا في منطقتنا وفي مختلف أنحاء العالم، وخاصة في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة حيث يخوضون نضالًا من أجل الحياة والكرامة”٬ وأضاف: “كما أبعث بتحياتي ومحبتي العميقة لإخوتنا السوريين الذين تمكنوا من نيل حريتهم بعد 61 عامًا من القمع”.

 

“إعلان حقوق الإنسان فقد معناه الحقيقي”

أشار الرئيس رجب طيب أردوغان إلى أن أمس كان الذكرى السنوية الـ76 لإعلان الأمم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان، وقال: “إخوتي، لقد مرت 76 سنة كاملة على اعتماد إعلان حقوق الإنسان. هذا الإعلان هو الوثيقة التي يُشار إليها كثيرًا في العالم، لكنها لا تحظى بنفس القدر من الالتزام بتطبيق محتواها. في المادة الأولى، تم التأكيد على أن جميع البشر أحرار. ولكن للأسف، أصبح الإعلان الذي كان يُبشر بمستقبل واعد للبشرية في وقت إعلانه، فارغًا من مضمونه مع مرور الزمن.”

“فلسطين شاهد على ازدواجية المعايير”
وأضاف أردوغان أن “أكثر الأمثلة المؤلمة على ذلك حدثت في جغرافيتنا الروحية. فقد تم اعتماد الإعلان عام 1948، وهو نفس العام الذي بدأت فيه إسرائيل بنشر الإرهاب في فلسطين. ومنذ ذلك الحين، تستمر إسرائيل في اغتصاب الأراضي الفلسطينية. لكن، عندما يتعلق الأمر بالكلام عن حقوق الإنسان، لم نسمع أي صوت من المدافعين عن هذه الحقوق. وقد واجهنا نفس ازدواجية المعايير في القضايا المتعلقة ببلدنا. فقد قُتل العديد من مواطنينا بوحشية بسبب رفضهم الرضوخ للإرهاب الانفصالي. وعلى نفس المنوال، قُتل 252 من مواطنينا بشكل غادر على يد خونة تنظيم غولن في 15 يوليو، بينما خلال هذه الأحداث، وُجهت أصابع الاتهام إلى بلدنا، وتم استقبال هؤلاء القتلة بحفاوة في الدول الغربية.”

رسالة من الرئيس أردوغان بشأن عودة السوريين

 

“حقوق الإنسان أصبحت أداة سياسية”
وأكد أردوغان أن “حقوق الإنسان أصبحت مفهومًا مُسيّسًا في يومنا هذا. وغالبًا ما تُستخدم كأداة في مشاريع الهندسة السياسية. يتم تصوير حقوق الإنسان على أنها حقوق مميزة تُطبق فقط على مناطق معينة من العالم. وفي جوهر الأمر، يتم تضييق تعريف حقوق الإنسان على أساس اللون أو الأصل أو الدم أو العقيدة. هذا النفاق السياسي القائم على الطبقية هو السبب الحقيقي لهذا التراجع.”

 

“قلنا: لا يُسأل المظلوم عن هويته”

قال الرئيس رجب طيب أردوغان: “نحن نحمل رؤية أساسها أن يعيش الإنسان ليبقى الوطن. ولدينا مبدأ واضح: لا يُسأل المظلوم عن هويته. كشعب، لطالما رفعنا أصواتنا دون خوف ضد الظلم أينما وجد في العالم. قبل خمسة قرون، كنا نحن من فتح أبوابه لليهود. وفي القرن التاسع عشر، كان سلاطيننا هم من احتضنوا البولنديين. خلال الحرب العالمية الثانية، كنا نحن من فتح أبوابه لشعوب مختلفة هاربة من وحشية النازيين. وعندما هاجمت وحوش داعش الأكراد السوريين، كانت حكومتنا هي التي استقبلتهم خلال ليلة واحدة. التاريخ مليء بأمثلة لا تحصى من هذا النوع.”

“فتحنا أبواب قلوبنا قبل أبوابنا”
وأضاف: “لم نسأل من طرق أبوابنا عن دينه. لم نسأل المحتاج إلى المساعدة إن كان مسلمًا أم يهوديًا. لم نسأل من لجأ إلى تركيا إن كان أبيض أم أسود. فتحنا لهم أبواب بلدنا وأبواب قلوبنا.”

المصدر: تركيا الآن

كلمات دلالية: أردوغان تركيا أردوغان اخبار تركيا السوريين

إقرأ أيضاً:

ناجي حرج لـعربي21: العراق ينضم لمجلس حقوق الإنسان الأممي رغم سِجله المكتظ بالانتهاكات

من المقرّر إعلان انضمام العراق رسمياً لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الـ14 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري 2025، حيث يستعد لشغل أحد المقاعد الآسيوية الأربع برفقة كل من الهند وباكستان وفيتنام، ولولاية تمتدّ من كانون الثاني/يناير 2026 حتى كانون الأول/ديسمبر 2028.

داخل أروقة قاعات الأمم المتحدة بجنيف، حيث تتردّد أصداء الخطابات عن العدالة والكرامة الإنسانية، يشير سجلّ العراق الى مصادقة بغداد على ثمانية معاهداتٍ أساسية، من المُفترض أنها تعدّ خارطة طريق بشأن الالتزام بحقوق الإنسان، إلاّ أن المسافة بين النص النظري والتطبيق العملي تبقى شاسعة كالمسافة بين جنيف وبغداد، وفق منظمات حقوقية.


الالتزام بالقضايا (الآمنة) فقط
حرص العراق على تسجيل حضورٍ دبلوماسي خلال جلسات الاستعراض الدوري الشامل، والمراجعات الدورية التي تجريها لجان المعاهدات التي تُعقد في جنيف، وإعلان التزمه بالتوافق العام في القضايا "الآمنة" مثل: "حقوق المرأة، الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، بناء القدرات"، وهي قضايا لا تختلف عليها حتى أكثر حكومات العالم استبدادا، لكن هذا البريق الدبلوماسي سرعان ما يتلاشى حال مغادرة قاعات جنيف انتقالاً إلى مدن العراق المختلفة، فالبلد المزدهر في التقارير الورقية يتعثر على أرض الواقع، وتنتهك فيه كل معايير حقوق الإنسان.

استمرار اضطهاد النشطاء وتهديد حرية التعبير
قبل أيام فقط، وبالتزامن مع الذكرى السادسة لانطلاق تظاهرات تشرين عام 2019، اتهمت منظمة العفو الدولية، السلطات العراقية، مواصلة اضطهاد النشطاء والمتظاهرين، فيما فشلت في تحقيق أي عدالة فعلية أو محاسبة حقيقية عن مقتل مئات الناشطين وتشويه الآلاف منهم على أيدي قوات الأمن والميليشيات، أو حتى الكشف عن مصير المختفين وأماكنهم، مؤكدة تفاقم حالة الإفلات الواسعة من العقاب على الانتهاكات وتزايد الهجمات على حرية التعبير.

اتفاقية مناهضة التعذيب
كما أن العراق يماطل حتى اليوم في المصادقة على اتفاقية البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية مناهضة التعذيب، رغم أنه وقع عليها في 7 تموز/يوليو 2011، وهو ما يثير الشبهات بشأن عدم رغبته في فتح ملفات السجون وأماكن الاحتجاز، فيما تستمر تنفيذ عمليات إعدام سرية وجماعية بإجراءات موجزة للمعتقلين لدرجة ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية وفقا لتقرير الأمم المتحدة.

أكبر مستودع للمخفيين قسريًا بالعالم
كما لم يتغير الكثير منذ الاستعراض الدوري الشامل الأخير للعراق (شباط 2025) فيما يتعلق بممارسة الاخفاء القسري ولم يبذل جهدا كافيا للكشف عن مصير المغيبين، حيث لا يزال العراق أحد البلدان التي تضم أكبر عدد من الأشخاص المخفيين في جميع أنحاء العالم، ويقدر عددهم ما بين 250,000 ومليون شخص حتى الآن، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بلّ أن العراق يتنصل عن تعهداته الملزمة له بموجب عضويته في اتفاقية الأمم المتحدّة لحماية جميع الأشخاص من الإخفاء القسري، ومن التوصيات المتكرّرة للجنة الأمم المتحدة المعنية بمتابعة تطبيق هذه الاتفاقية.

مهجرون مشردون
وللعام الثاني عشر على التوالي، ما زال هناك أكثر من مليون عراقي مهجرين من مدنهم، بحسب أرقام وزارة الداخلية، وما يمنع عودتهم غالباً هو سيطرة الفصائل المسلحة على مدنهم ومنازلهم، في حين تهدّمت منازل آخرين في العمليات العسكرية، ولا أفق واضح لحلٍّ يتيح لهم إنهاء تشردهم، وفق تقرير لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.

المدير التنفيذي لمركز جنيف الدولي للعدالة ناجي حرج، وصف اختيار العراق عضواً في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بأنها "معادلة رياضية بسيطة تخفي خلفها تعقيدات سياسية وأخلاقية عميقة".

وأضاف ناجي حرج، في تصريحاتٍ خاصة لـ"عربي21"، أنه وعلى الرغم من كون هذا الحدث سيسوّق باعتباره "انتصاراً دبلوماسيًا" و "اعترافًا بجهود العراق في تعزيز حقوق الإنسان"، فإن الواقع يُظهر مفارقة عميقة بين الخطاب الرسمي والممارسة الفعلية، فالعضوية، جاءت بحكم غياب المنافسة لا بناءً على تقييمٍ نوعي لسجلاّت الدول الحقوقية، وبذلك، لا تعبّر عضوية العراق عن مكافأةٍ على إنجاز حقوقي بقدر ما هي ملء إداري لمقعدٍ شاغر في المجلس.

وتاليًا نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":

- هل شغل العراق مقعدا في مجلس حقوق الإنسان سيقيده ويجبره على تنفيذ ما وقع عليه من معاهدات؟
في مذكرتها التي قدّمت فيها ترشحها للعضوية في المجلس أكدّت حكومة العراق أن تعزيز حقوق الإنسان يعدّ "أولوية وطنية عليا"، وأن الترشح يعكس التزام العراق بالمبادئ الدولية. وأرفقت بالمذكرة تعهداً بإصلاحات شاملة في مجال حقوق الإنسان. لكن من خلال المتابعة التفصيلية فنحن ندرك أن هذه العبارات لا تصمد أمام واقعٍ تتكاثر فيه الانتهاكات الجسيمة، وسط غياب الإرادة السياسية الحقيقية لمعالجتها.

فهنالك انتهاكات جسيمة للحقّ في الحياة، وفي التعليم والصحة والسكن والخصوصية. ومن المؤكد حسب تقارير المنظمات الدولية استمرار الاعتقالات التعسفية وسوء المعاملة في السجون. فالسجون العراقية، وفق تلك التقارير، تعاني من اكتظاظٍ خانق وظروف احتجازٍ غير إنسانية، فيما تُنفّذ أحكام إعدامٍ بالجملة في ظلّ غياب الشفافية والمراجعة القضائية النزيهة. ولا تزال السلطات تعتمد أساليب التعذيب التقليدية في التحقيق، من الصعق الكهربائي إلى الضرب المبرّح والحرمان من النوم، ما يجعل هذه الممارسات أقرب إلى سياسة منهجية لا إلى تجاوزاتٍ فردية.

وبدلاً من المحاسبة على هذه الممارسات اللاإنسانية يجري اعتماد الاعترافات المنتزعة تحت التعذيب في المحاكمات الجنائية، وتستمر حالة الإفلات من العقاب، ويُترك المتورّطون في الانتهاكات بلا محاسبة، وعلينا ان لا ننسى ان البلاد ينخرها الفساد المستشري في كل مفاصلها.

- فيما لو كانت الحكومة العراقية جادة فعلا في تنفيذ الإصلاحات، هل تعتقد أن الفساد المستشري سيشكلّ عائقاً امام ذلك؟
بالتأكيد. لقد أدّى الفساد الذي استشرى في العراق إلى إعاقة خطط التنمية، وضياع فرصٍ حقيقية لتحسين الأوضاع الاقتصادية في البلاد. والفساد في العراق ليس انحرافًا إداريًا فحسب، بل نظام متكامل يحرم المواطنين من حقوقهم الأساسية في التعليم والصحة والسكن والخدمات.

فقد تحوّلت الموارد العامة إلى غنائم تُوزَّع على أساس الولاء الحزبي والطائفي، بينما تُستبعد الكفاءات وتُحتكر المناصب العليا لصالح أقارب المسؤولين والمقرّبين منهم. وقد مثل هذا الشكل من المحسوبية انتهاكاً مباشراً لمبدأ تكافؤ الفرص والمساواة أمام القانون، ويجعل الحديث عن "الحكم الرشيد" و"الشفافية" مجرّد لافتة تجميلية.

- كثيرا ما تؤكد الحكومات في العراق بأن نظامها ديمقراطي، وتتقبل نقد معارضيها والرأي الآخر، ما صحة ذلك؟
لا نعرف ما هي حقيقة النظام الديمقراطي الذي يتحدّثون عنه في ظل القمع الحاصل لكلّ رأيٍ مخالف. وقد وثقنا حالاتٍ غير قليلة من الاغتيالات، والاعتقالات، والتهديد الذي طال ناشطين وكتّاب وصحفيين لمجرد أنّهم عبّروا عن آرائهم بالأداء الحكومي او بالسلاح المنفلت الذي أصبح يشكل عبئاً على الدولة. وهكذا فعلى الرغم من تعدّد وسائل الإعلام، إلاّ أن الصحفيين يعيشون تحت مناخ خوفٍ ورقابةٍ ذاتية، ويواجهون تهديداتٍ واعتداءاتٍ متكرّرة.

ـ ذكرتم ايضاً التضييق على الناشطين، لكن الحكومة تتحدث عن "بيئة داعمة للمجتمع المدني"، ما هو تقييمكم لذلك؟
نعم هذا هو الخطاب الحكومي الرسمي الذي نسمعه في اجتماعات هيئات حقوق الإنسان، لكن الجميع يعرف ان يبقى في حدود الكلام المنمق المفصول تماماً عن الواقع المعاش في العراق، فالبلاد تشهد تضييقاً متصاعداً ضدّ المنظمات والناشطين، ضمن حملات ترهيبٍ وتقييدٍ ممنهجة، إذ يتعرّض العاملون في الشأن الحقوقي إلى استدعاءاتٍ أمنية واستجواباتٍ تعسفية إذا ما تناولوا قضايا مرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان.

هنالك من يواجه محاكماتٍ غير عادلة وبتهمٍ شتّى تصل الى الاتهام بـ"التعاون مع جهاتٍ أجنبية"، ويأتي ذلك على الرغم من أنّ العراق ملزم بالقرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدّة والتي تقضي بعدم التعرّض للمدافعين عن حقوق الإنسان وعدم التضييق على نشاطاتهم، وبالمحصلة، فقد تحوّلت بيئة العمل المدني في العراق إلى بيئة خوفٍ ومراقبةٍ وعقابٍ ناعم، حيث يتوجب من المنظمات أن تعمل في إطار الولاء للسلطة لا في فضاء الحرّية التي ينصّ عليها الدستور والتزامات العراق التعهدية الدولية.

- لطالما دعت الأمم المتحدة، العراق إلى توفير أجواء آمنة للأقليات ووقف الانتهاكات ضدها، هل أوفت الحكومة بذلك؟
ما تزال الأقليات الدينية والعرقية، من الإيزيديين والمسيحيين إلى الشبك والتركمان، تعاني من تمييزٍ هيكلي وبطءٍ في إعادة الإعمار وتعويض الضحايا، وسط تجاهلٍ رسميٍ لمعاناتهم، وضعف مشاركتهم السياسية، كما تتلكأ الدولة في تنفيذ الالتزامات التي قطعتها على نفسها فيما يتعلّق بإجراءات ترسيخ الأمن في هذه المناطق، والتعويض عن الخسائر التي تكبّدتها اثناء سيطرة الفصائل الإرهابية.

- ماذا عن جهاز القضاء العراقي؟، هل تتوفر فيه المعايير الدولية التي تؤهله ليكون محطّ ثقة أممية بقراراته؟
من المؤسف ان يكون القضاء العراقي محلّ انتقادات شديدة تتعلّق بمدى نزاهته واستقلاليته، وعدم الالتزام بالمعايير الدولية خاصّة في المحاكمات الجنائية. ففي كل الاستعراضات التي جرت للالتزامات العراقية التعاهدية وكذلك ضمن الاستعراض الدوري الشامل كانت هنالك مطالبات متكررّة بضرورة ضمان استقلالية القضاء، وضرورة أصالحه. لكن للأسف لا توجد أي استجابة لذلك، امّا الحديث عن إصلاح القضاء فقد ظلّ هو الآخر في حدود الردود على المطالبات الدولية.

- فوضى السلاح وتعدد القرار، قضايا كثيرا ما لمحت لها أمريكا والاتحاد الأوروبي، هل تعتقد إجراءات حصر السلاح وتحجيم أنشطة الفصائل حقيقية؟
في الشوارع والمدن، يتجلّى السلاح المنفلت كوجهٍ آخر لانهيار سيادة القانون؛ فالفصائل المسلحة تواصل نفوذها الواسع، وتتحرك أحيانًا بمعزل عن الدولة أو بالتوازي معها، وتقوّض هذه الحالة ثقة المواطنين بالمؤسسات الأمنية والقضائية، وتُضعف مصداقية الحكومة أمام المجتمع الدولي خاصةً حين تتحدث عن "استقرارٍ وأمنٍ مستدامين"، هذه الممارسات لا تعكس ضعفاً في إدارة الملف الحقوقي فحسب، بل تمثل تحدياً مباشراً لالتزامات العراق الدولية بموجب آليات حقوق الإنسان، وسيتطلّب منه، كعضوٍ في مجلس حقوق الإنسان، أن يُظهر التزاماً صارماً بها وأن ينفذ التعهدات التي قدّمها الى الجمعية العامة كي يصبح عضواً في المجلس.

- العراق مقبل على انتخابات برلمانية، وقد بدأت تتصاعد الحملات الانتخابية في مناخٍ مشحون، هل رصدتم في مركز جنيف الدولي للعدالة أية انتهاكات تمس الانتخابات؟
نعم، من المؤسف انه كلّما تجري انتخابات في العراق، تبرز الى السطح ممارسات سلبية تكاد تكون غير مسبوقة، تقوّض الانتخابات قبل موعد إجراءها بوقت ليس بالقليل. فالحملات الانتخابية التي بدأت مبكراً، جاءت محمّلة بخطاب كراهية طائفي مقيت، مثير للفتنة، وبعيد كل البعد عن ما ترمي اليه الديمقراطية. وقد صدر هذا الخطاب من مرشحين، او من داعمين لهم، ومن رجال دين، تحدّثوا بلغة طائفية وبأساليب مرفوضة.


ونستطيع القول اننا لمسنا منذ بداية هذا العام (2025) تصاعداً ملحوظاً جداً في النبرة السياسية الطائفية، بدأت بالتحديد في أعقاب التغيير في سورية (كانون الأول/ ديسمبر 2024)، واستمرّت في التصاعد والتوسع عام 2025. وقد لاحظنا انخراط أشخاص وناشطين حقوقيين ـ من الذين كانوا يقدّمون أنفسهم على أنّهم ضدّ الطائفية والخطاب الطائفي ـ في هذه الحملة. وراح هؤلاء يستخدمون أساليب شتى في تصعيدهم لهذا الخطاب، ساعين لتغليف خطاباتهم بنبرة وطنية ضمن سياق انتقادهم ايضاً للمنظومة الحاكمة في العراق، كذلك برزت في الحملة الانتخابية عمليات شراء الأصوات علناً، وامام الكاميرات بعد ان كانت تجري في الدورات الانتخابية السابقة في سرية تامة.

حرج ختم قائلا:" إن عضوية العراق في مجلس حقوق الإنسان ليست شهادة تقدير، بل امتحان لجدّية الدولة في التزاماتها الدولية، وما لم تتحوّل هذه العضوية إلى منصة للمراجعة والإصلاح، فإنها ستبقى مجرد محاولة للهروب إلى الأمام — تبييضٌ دبلوماسي لسجلٍ مثقلٍ بالانتهاكات، بدل أن تكون خطوةً حقيقية نحو العدالة والكرامة الإنسانية".

مقالات مشابهة

  • وكيل حقوق النواب: نجاح مفاوضات غزة شهادة على ثقل الدور المصري
  • قومي حقوق الإنسان يصدر 8 توصيات بشأن قانون اللجوء
  • العالم يتابع المفاوضات.. أحمد موسى: الرئيس السيسي بعث رسائل طمأنة للمصريين |فيديو
  • الصومال يحصل على السيطرة الكاملة والمستقلة على شئون حقوق الإنسان
  • إشادة من القومي لذوي الإعاقة بمبادرة وزارة الداخلية
  • ناجي حرج لـعربي21: العراق ينضم لمجلس حقوق الإنسان الأممي رغم سِجله المكتظ بالانتهاكات
  • مكتب حقوق الإنسان: إدانة «علي كوشيب» رسالة ضد الإفلات من العقاب
  • جدل في واشنطن حول دعم إسرائيل العسكري بسبب انتهاكات حقوق الإنسان
  • الأردن والاتحاد الأوروبي يؤكدان التزامهما المشترك بتعزيز حقوق الإنسان
  • الرئيس عون يتابع الأوضاع الأمنية ومكافحة الفساد والنازحين السوريين