موقع 24:
2025-05-22@18:35:00 GMT

ثقافة التخييم المفقودة

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

ثقافة التخييم المفقودة

شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في ثقافة الرحلات والتخييم، إلى جانب الأنشطة الرياضية مثل الهايكينج وتسلق الجبال. هذه الهوايات لم تعد مجرد أنشطة ترفيهية، بل أصبحت وسيلة لاستكشاف جمال الطبيعة المحلية بما تحويه من كثبان رملية وجبال شامخة ووديان خلابة.

اللافت في الأمر أن هذه الظاهرة لم تقتصر على المواطنين فقط، بل جمعت بين المقيمين من مختلف الجنسيات، ما أضاف بعدًا ثقافيًا واجتماعيًا مميزًا لهذه التجارب، حيث بات من المألوف مشاهدة مشاهد التناغم والتفاهم بين أفراد المجتمع الإماراتي المتنوع خلال هذه الرحلات، الأمر الذي يعكس المستوى الحضاري الذي بلغته الدولة.

إلى جانب هذه الأنشطة، أسهم إنشاء أندية متخصصة في تعزيز ثقافة التخييم والرياضات الطبيعية، إذ أصبحت تقدم تدريبات وفعاليات منظمة تُثري التجربة وتضمن الاستمتاع بها بطريقة آمنة ومستدامة. هذه الأندية تمثل نقطة التقاء لهواة الطبيعة وتوفر لهم بيئة تساعد على التواصل وتبادل الخبرات، ما يجعل من الرحلات فرصة للاستجمام والتأمل في جمال الطبيعة.
لكن، وسط هذا المشهد الجميل، تظهر ممارسات سلبية من قِبل بعض الأفراد الذين يفتقرون إلى أدبيات وأخلاقيات التخييم والرحلات. بدلاً من استغلال هذه الرحلات للابتعاد عن الضوضاء والاستمتاع بالهدوء، تلجأ هذه الفئة إلى إحضار مكبرات الصوت وتشغيل الموسيقى الصاخبة لساعات متأخرة من الليل، دون أدنى مراعاة لوجود الآخرين في المكان. الغريب أن وقت نشاطهم هذا يبدأ عادة من حوالي الساعة التاسعة أو العاشرة مساءً ويستمر حتى مطلع الفجر، وهو الوقت الذي يخلد فيه معظم الرحالة إلى النوم طلبًا للراحة، وكأنهم ذاهبون إلى حفلة صاخبة، متناسين أن الهدف من التخييم ليس الاحتفال بل الاستجمام والهدوء.
علاوة على ذلك، لا يلتزم هؤلاء الأفراد بمبدأ المسافة الاجتماعية الذي يُعتبر ضروريًا في رحلات التخييم. فمن المؤسف أن تجدهم ينصبون خيامهم على مسافات قريبة جدًا من الآخرين، أحيانًا لا تتجاوز مترين أو ثلاثة أمتار، مما يسبب شعورًا بعدم الراحة ويقلّل من خصوصية التجربة التي يسعى إليها الجميع.
لا شك أن الهدف الحقيقي من التخييم هو الانسجام مع الطبيعة والاستمتاع بجمالها، وهو ما يتطلب التزامًا بالأخلاقيات واحترامًا للآخرين. لكن يبدو أن البعض قد أساء فهم هذا المفهوم، فأصبحوا يرون في الرحلات فرصة لإحداث الفوضى والضوضاء، ما يجعلهم يفوتون جوهر هذه التجربة. الأغرب أن هؤلاء الأشخاص يغادرون المكان بعد أن أنهوا جلساتهم الصاخبة دون أي اكتراث للأثر الذي خلفوه على الآخرين.
من المهم جدًا أن يتم تعزيز التوعية بأخلاقيات التخييم، سواء عبر وسائل الإعلام أو من خلال القوانين التي تنظم السلوكيات في الأماكن الطبيعية. يمكن أن تشمل هذه الجهود وضع تعليمات واضحة تحدد مستوى الصوت المسموح به وفرض غرامات على المخالفين. كما أن الأندية المتخصصة يمكن أن تلعب دورًا في نشر ثقافة التخييم المسؤولة، من خلال تقديم ورش عمل تثقيفية تركز على كيفية احترام الطبيعة والمساحات المشتركة.
في النهاية، تبقى الطبيعة إرثًا مشتركًا ينبغي الحفاظ عليه واحترامه. الاستمتاع بها لا يتطلب فقط معرفة أفضل الأماكن للتخييم، بل أيضًا الالتزام بسلوكيات تعكس احترام الآخرين والمحافظة على البيئة. إن رحلات التخييم ليست مجرد مغامرة عابرة، بل هي فرصة لبناء ذكريات جميلة مشتركة، يمكن أن تتحقق فقط عندما يسود الاحترام والتفاهم بين الجميع. نأمل أن يدرك كل من يخرج إلى الطبيعة أن الرحلات هي وسيلة للهدوء والاستجمام، وليست منصة لإزعاج الآخرين أو العبث بجمال الطبيعة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات

إقرأ أيضاً:

فلاي دبي تستأنف رحلاتها إلى دمشق بدءا من أول يونيو 2025

أعلنت شركة "فلاي دبي" استئناف الرحلات إلى دمشق بدءا من أول يونيو 2025.

ووفق وسائل إعلام إماراتية؛ فمن المقرر أن تشغل  الناقلة رحلاتها يومياً إلى مطار دمشق الدولي انطلاقاً من المبنى رقم 2 بمطار دبي الدولي.


وتعليقاً على استئناف الرحلات إلى سوريا، قال غيث الغيث، الرئيس التنفيذي لشركة فلاي دبي: يسعدنا أن نكون أول شركة طيران إماراتية تستأنف رحلاتها إلى سوريا بعد توقف دام 12 عاماً. تتمتع دمشق بأهمية ثقافية وتاريخية خاصة في المنطقة، ونحن فخورون بخدمة هذه المدينة مرة أخرى برحلة يومية مباشرة، مما يعكس التزامنا بدعم جهود دولة الإمارات لتعزيز التواصل والربط الإقليمي.

وكانت دمشق إحدى أولى وجهات فلاي دبي، حيث بدأت رحلاتها منذ ما يقرب من 16 عاماً في يونيو 2009. ويأتي قرار فلاي دبي باستئناف رحلاتها إلى دمشق بعد إعلان الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات (GCAA) استئناف الرحلات الجوية بين البلدين في إبريل من هذا العام.


 وتُشغّل فلاي دبي أسطولاً حديثاً وفاعلاً يضم 88 طائرة من طراز بوينغ 737.

تفاصيل الرحلات

سيتم تشغيل الرحلات المتجهة إلى مطار دمشق الدولي يومياً من المبنى رقم 2 بمطار دبي الدولي اعتباراً من 01 يونيو 2025.

وتبدأ أسعار تذاكر درجة الأعمال ذهاباً وإياباً من مطار دبي الدولي إلى مطار دمشق الدولي من 10,000 درهم، بينما تبدأ أسعار الدرجة السياحية الأساسية من 2,000 درهم.
 

الشيباني: زيارة فورد إلى دمشق كانت بهدف الاطلاع على التجربة الثورية السوريةدمشق وبيروت تفكّكان قنبلة "رومية" .. اتفاق لإنهاء معاناة آلاف السوريين خلف القضبانالمغرب يفتح سفارته في دمشق بعد استعادة العلاقات مع سوريالقطات من جنازة الفنان أديب قدورة فى دمشقبدأ العمل نحو سوريا العظيمة.. أول تعليق من خارجية دمشق على لقاء الشرع وترامب طباعة شارك فلاي دبي الامارات مطار دمشق شهر يونيو درهم اماراتي الدرجة السياحية

مقالات مشابهة

  • ضبط مخالف لارتكابه مخالفة التخييم في محمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • ضبط مواطن لارتكابه مخالفة التخييم بمحمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق
  • فلاي دبي تستأنف رحلاتها إلى دمشق بدءا من أول يونيو 2025
  • رزان المبارك رئيسة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة لفترة ثانية
  • محمود فوزي: قوانين الإيجار الاستثنائية عكس الطبيعة القانونية ولا يمكن أن تستمر للأبد
  • "حافظنا علي تراثه الفني لأكثر من 48 عامًا ولم نفعل مثل الآخرين.. وكنا نتمنى زواجه من السندريلا".. بيان جديد من أسرة العندليب
  • فتح مطار طرابلس العالمي أمام الرحلات الخاصة والإسعاف الجوي
  • «المرور»: تجاوز الإشارة الحمراء مخالفة وخطر يهدد سلامة الآخرين
  • السيد القائد: أهم شيء بالنسبة للأمريكي الذي يورط نفسه أكثر فأكثر فيما لا فائدة له فيه وإنما يقدمه خدمة للصهيونية أهم شيء بالنسبة له أن يورط الآخرين معه