الحقيقة يجب أن تقال لمن يفهم أو لا يفهم
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
أقول للقراء اعذروني إذا شرَّقتُ وغرَّبتُ وأخذتني الأحداث إلى جنوبها وإلى شمالها ولا يغمض عينيه عنها إلّا من غَمِضَ قلبه، وسوف أبدأُ باليمن الذي ولدتُ من ترابه وتغذيتُ من ثِماره، اليمن الذي حَظِيَ بوسامٍ من أفضل مخلوق على وجه الأرض – محمد ابن عبدالله صلوات الله عليه وعلى آله – وهذا الوسام معناهُ الصحيح أنَّهُ في اليمن وليس في كل يمني، فالمنافقون فيه لا حَظَّ لهم فيه والذين ارتموا في أحضان اليهود أو في أحضان الموالين لليهود لا حَظَّ لهم فيه، والذين نصبوا العِداء لله وحاربوا اليمن وتنكروا لآبائهم وأجدادهم وأمهاتهم لا حَظَّ لهم فيه، والذين توانوا وتقاعسوا عن واجب الجهاد وواجب الوفاء لِأُمَّتهم وبَلَدِهم لا حَظَّ لهم فيه، والذين حظُوا به وتوفقوا هم الشهداء الذين باعوا أنفسهم من الله ومن رجالٍ لا يزالون على ظهر الأرض حتى اليوم مخلصين مؤمنين مجاهدين صادقين في أفعالهم وأقوالهم موالين لقائدهم الذي وهبهُ الله لهم هديةً ولا يزالون متوثِّبين للدفاع عن دينهم ووطنهم وكرامتهم وثروتهم وأعراضهم، ويُوجِبُ علَيَّ ديني وأخلاقي ومروءتي أن انصح اليمنيين الموجودين الآن على ظهر اليمن أن يتمسكوا بالإيمان ليكتب الله لهم النصر والتوفيق.
والإيمان ليس كلاماً تذره الرياح، الإيمان كما وصفه الله الرحمن “إِنْ تنصُرُوا اللهَ ينصُركُم” وكيف هو نصرُ اللهِ يا تُرى؟! هو الحق وهو العدل وهو الدفاع عن الدين والوطن والدفاع عن العرض والوفاء بما أوجبَ الله على الإنسان، والله جَلَّ شأنُهُ قد أوجب على نفسه فقال سبحانه وتعالى “وكان حقاً علينا نصرُ المؤمنين” ولا بُدَّ أن يكون كل يمني مستعداً للدفاع، فالأحداث والأعداء محيطون به عليه من كلِّ جانب، ومن لم يكن مع الله ولا مع وطنه ولا مع عرضه وكرامته وثروة بَلَدِهِ فقد باء بالخسران.
ولا أرغبُ في أن أُكرر ما أطلقه القائد العظيم في خطاباته وفي نصائحهِ وما أطلقهُ المؤمنون المخلصون في خطاباتهم التي تهزُّ الثقلين وعلى رأسهم مفتي اليمن -حفظه الله وأبقاه- وإذا عَرَّجتُ إلى ما حدث ويحدث في فلسطين وفي لبنان وأخيراً وليس آخر في سوريا -ولقد أجرم اليهود في سوريا ما لا يخطر على قلب بشر- فإن في ذلك ما يدمي القلوب ولقد سمع العالم المذابح المهينة التي قام بها اليهود في غزة وفي فلسطين وفي لبنان، فإن في ذلك ما يحرك الضمائر الحية أو الميتة ولو أَذِنَ الله لأهل القبور أن تقوم لِتُجاهد لقامت، وقد كانت غزة اختبارا للعالم بأجمعه وأدانت الزعامة العربية والإسلامية إلّا من شاء الله، واليمن ولله الحمد قد قام بواجبه بفضل القيادة الحكيمة المؤمنة وما حدث في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي شاهدٌ على ذلك، وستكون شهادتُهُ عند أرحم الراحمين إن شاء الله.
وقد تحرك الشعب اليمني بأجمعه في مظاهرات ومسيرات أسبوعية ليعلن للعالم أنه مع فلسطين والمظاهرات قد انطلقت من أكثر من مكان في أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وفي المغرب وفي الأردن وغيرها، والمظاهرة دائماً هي تدل على التأييد أو ضد التأييد، أمَّا أنها تنتزعُ النصر فلا.
فالنصرُ لا يكون إلّا في الميدان بالدبابة بالمُصفَّحة بالطائرات وبالمُسيَّرات -والتي أتمنى من أصحاب الأموال والتُّجار أن يدعموا الصناعة الحربية التي تبيض الوجه- ويجب الجِدُّ في الميدان فهذا هو الذي ينتزع النصر، وفي يمننا كانت المظاهرات والمَسِيرات استجابةً للقائد -حفظه الله ورعاه- واستعداداً للمعركة الفاصلة، وأتمنى من يمننا الذي حَظِيَ بالوسام العظيم أن ينطلق إلى الجبهات ويُشكل حزاماً يحصن اليمن بحيث لا ينفذ إليه عدو، وكما كان في الحروب لثمانية أعوام وما قبلها في الحروب الست يجب أن يُعِيدَ نشاطه وبالأخص الشباب ولا يعبأُ باليهود ورئيسهم المتبجح الفاشي الدموي المجرم، ويطمئن فالحق لن يضيع وسوف يستعيد اليمن حقه إِنْ عاجلاً أو آجِلاً والعاقبة للمتقين.
وأختم كلمتي وكما بدأتها ببلدي اليمن أختمها بشهيد الأمة وقدوتها وليس على الله بعسيرٍ إذا خلقَ أو أوجدَ من الخارقات واصطفى من عباده ومن يؤتى الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً، والشهيد الذي نتحدث عنه هو لا شكَّ قد أوتِيَ الحكمة وأنا إن قصَّرتُ في حقه فأنا بشر إِذْ كيف أَلُمُّ بصفات جبلٍ من العلم وجبلٍ من الجهاد وجبلٍ من الأخلاق والمُثُل وجبلٍ من العطف على الضعفاء وعلى عوائل الشهداء، فإذا قلتُ إنَّ الأرض ارتجت وبكت حين غادرها شهيداً فإني مقصرٌ في حقه، وإذا قلتُ إنَّ الشمس والقمر والنجوم سكبت دموعاً حمراء من تحت أجفانها بعد استشهاده فإني مقصرٌ في ذلك وإذا قلت إنَّ لبنان وفلسطين وغزة قد لَبِست سواد الحِداد وحنَّت حنين الثكلى فإني قد قصرت في حقه، وإذا كان حزب الله الذي رباه والمقاومة بصفةٍ عامة قد أُصِيبت بحدثٍ كبير لو لا تربيته ووفاؤها له لغادرت الحياة ومع كل هذه الصفات الحميدة وهذه المُثُل العُليا التي لم يسبق لها شخص في التاريخ إلا جده الشهيد عليٌّ الذب قال “فُزتُ ورب الكعبة”.
وفي خضم هذه المُثُل يقولُ متواضعاً ومحباً يا ليتني كنت جندياً تحت معسكر هذا الشاب الطهور الشجاع عبدالملك ابن بدر الدين الحوثي، يا للهِ من هذا الوفاء يا للهِ من هذه المُثُل يا للهِ من هذا الحب، إلى هنا فلتكن الرجولة وإلى هنا يكون الوفاء وإلى هنا يكون الشهداء وليس على الله بعزيز أن يجمع العالم في واحدِ .
بَخٍ بَخٍ لك يا شهيد الأمة فقد ضربت المثل الأعلى ومعذرة إذا أنا قصرتُ في حقك وسلامي عليك حياً و ميتاً.
ولا بُد لي من إشارة خاطفة وهي أنني أُباركُ الخطوة العادلة التي أقدمت عليها الحكومة بخصوص المرتبات المتواضعة وإذا كان البعض من المفلسين لا يعجبهم عدل الحكومة فلينظروا في عدل غزال المقدشية، “سوا سوا ياعباد الله متساوية…مَحَّد ولد حُر والثاني ولد جارية”
وأشكرُ أيضاً الطيران المسيَّر والقوة الصاروخية اليمنية المجاهدة والتي تدعو أرباب المال إلى أن يفتحوا خزائنهم قبل أن يقول الممسك البخيل منهم يا ليتني قدمت لحياتي، فيومئذٍ لا يُعذِب عذابه أحد ولا يُوثق وثاقه أحد، وأتمنى أن لا يوجد بخيلٌ فيهم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
فتاوى تشغل الأذهان.. حكم من نوى يضحي ولم يستطع.. وهل الطواف في الطوابق العليا يعدل ثواب أدائه في صحن الحرم؟ ومن هو المضطر الذي يستجيب الله دعاءه؟
فتاوى تشغل الأذهان..
هل يأثم من نوى أن يضحي ولم يستطع
هل طواف الحاج ففي الطوابق العلوية يعدل ثواب بجوار الكعبة
من هو المضطر الذي لا يرد الله دعاؤه
نشر موقع “صدى البلد”، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلمين، نرصد أبرز هذه الفتاوى في هذا التقرير.
في البداية، أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه يجوز للحاجِّ أن يطوف بالأدوار العلوية أثناء أدائه المناسك، وله من الأجر مثل مَن طاف في صحن الطَّواف حول الكعبة مباشرة.
وقال مركز الأزهر، إنه يُباح له الاستراحة أثناء الطَّواف والسعي عند الحاجة إلىٰ ذلك؛ لِكِبَرِ سِنِّه أو الإرهاق الشَّديد، ويُثاب علىٰ ترك التَّزاحم صيانةً للحُجَّاج والمعتمرين.
وأشار إلى أنه يُسَنّ الإكثار من التلبية من حين الإحرام إلى بداية طواف العمرة، وإلى رمي جمرة العقبة في الحج يوم العيد، وَيُلَبِّي المحرم راكبًا وماشيًا، وفي حال النزول والصعود، وعلى كل حال، وتبدأ التلبية من وقت الإحرام وتنتهي عند ابتداء رمي جمرة العقبة يوم النحر.
من هو المضطر الذي لا يرد الله دعاءه؟
الدعاء من أعظم العبادات التي حث عليها الإسلام، وقد وعد الله عباده بالإجابة حين قال: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ»، لكن من بين كل الداعين، يبرز المضطر كأقربهم إلى القَبول، إذ أن دعاءه لا يُرد، غير أن كثيرين لا يدركون من هو المضطر المقصود في الآية الكريمة.
كشف الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله في مقطع فيديو مسجل، عن المعنى الحقيقي للمضطر الذي لا يُرد له دعاء، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان كلما اشتد عليه أمر لجأ إلى الصلاة، وأن تعبير "حزبه أمر" يدل على خروجه من نطاق الأسباب إلى اللجوء للمسبب الأول، وهو الله سبحانه وتعالى.
وأضاف الشعراوي أن العبد حين يستنفد كل الأسباب التي في متناوله، ولا يعود لديه سبيل سوى التوجه لله، يكون قد دخل في حال "الاضطرار" الحقيقي.
وهنا، يتوجه إلى الله قائلًا: "يا مسبب، يا الله"، لأن الأسباب كلها لم تُجدِ نفعًا، ولم يبقَ له إلا التوسل بالمسبب الأعظم.
وأشار إلى أن الله يقول لعبده المضطر: إن كنت قد سعيت وأبديت الأسباب ولم تقصر، فأنا لا أرد يدك، لأن الأسباب نفسها هي يد الله الممدودة لعباده، ولا يجوز ردها. مستشهدًا بقوله تعالى: «أمن يجيب المضطر إذا دعاه».
بهذا التفسير، يوضح الشعراوي أن المضطر ليس فقط من يعاني أو يمر بضيق، بل هو من بذل جهده في الأسباب، ثم لجأ بقلبه وروحه إلى الله، يقينًا منه أن المسبب فوق كل سبب.
حكم من نوى يضحى ولم يستطع
ورد سؤال إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، حول ما إذا كان الشخص القادر على الأضحية يأثم إذا لم يذبحها.
فأوضح جمعة أن ترك الأضحية لا يُعد إثمًا، لكنها سنة مؤكدة، ومن يتركها فقد ضيّع على نفسه فضلًا كبيرًا، تمامًا كمن يؤدي الصلاة المفروضة دون سننها، أو يصوم رمضان دون أن يتبع ذلك بصيام الستة من شوال.
فالأضحية من الأعمال التي يُثاب فاعلها، ولا يُعاقب تاركها.
وأشار إلى حديث طلحة بن عبيد الله، حين جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام، فأجابه النبي بأن عليه خمس صلوات في اليوم والليلة، وصيام رمضان، ودفع الزكاة، ثم قال له: "لا إلا أن تطوع".
فلما قال الرجل: "والله لا أزيد على هذا ولا أنقص"، قال النبي: "أفلح إن صدق". واستشهد جمعة بهذا الحديث ليؤكد أن السنن ليست واجبة، ولكن فضلها عظيم، وهي تعوّض النقص الذي قد يحدث في أداء الفروض.
وأكد أن الأعمال المستحبة مثل الأضحية تمثل "هامش أمان" للعبد، تُستر به جوانب التقصير في العبادات الأخرى، وأضاف أن بعض العلماء كانوا يرون أن "جبر الكسر" بالأعمال الصالحة قد يكون سببًا في شفاء ما تعجز عنه الأدوية، وأن جبر الخواطر عند الله له أجر لا يُقدَّر.