د.حماد عبدالله يكتب: مطلوب "ماستر بلان" للوطن !!
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
من يقرأ هذا العنوان –ويعرفنى –يربط ذلك بالهندسة أو بالتخطيط العمرانى ! وفى الحقيقة أنا لا أقصد ذلك بالضبط –وإن كان يعتبر هذا الإعتقاد –جزء من كل –أرجوه لبلدنا –فى مجال تقسيم الوطن إلى أقاليم إقتصادية متكاملة –وملامح وطن جميل منسق تنسيقًا جيدًا –وليس بمعنى (التنسيق الحضارى إياه) –ولكن تنسيق بين ما هو على سطح أرض الوطن من بشر ووسائل إنتاج ونقل وخدمات –وبين ما فى باطن الأرض من ثروات تعدينية وبترولية –وبين ما يحيط بالوطن من بحار (أبيض وأحمر ) وبين شريان الحياة الذى يشق قلب الوطن وهو النيل العظيم –كل هذه العناصر –مع تصور لإدارة الحياة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية –كل هذه العناصر هى –الهيكل العظمى واللحم والدم –الذى يتشكل به جسم الوطن "مصر" –لكن الشيىء الذى يأتى ليستكمل إتساق هذه المنظومة –هى المخ –الرأس –التى تقوم بدور رئيسى فى عملية تنسيق العناصر وترابطها –وتركيبها –وتشغيلها –وعلاقة كل عنصر بأخر – بقوة إليه تعطيه "باور" أو قوة دفع للتقدم والعمل بإنتظام –دون توقف –ودون جلطات –فى أحد الشرايين –ونظام محكم بدستور عصرى –وقوانين واضحة تربط وتقيد المجتمع كله –دون تخبط –ودون إزدواجية –وإلغاء الحالات المزاجية من التعامل فى شئون الوطن !
دولة تعمل على إسترداد روحها بإلتزام وثيق بالقانون –دولة تتميز بعناصر أخلاقية حميدة –مستمدة من تراثها وعقائدها الدينية الإسلام والمسيحية -دولة لها تقاليد متوارثة –يجب أن تعتمد على العرف الجارى بين أهلها –وتقننه –فالقانون المحترم –هو تقنين لأعراف الوطن –ووضعه فى صيغ تسمح بالتعامل من خلاله برضاء كامل.
إن المخطط العام للوطن –يحتاج حكومة أقل عددًا فى تعداد وزرائها –وحاملى حقائب المسئولية الوطنية.
مطلوب ترشيد هيئات ومؤسسات الدولة –وإلغاء من لا فائدة له –فورًا –دون خوف –ودون عمل حسابات لأثار جانبية –فالقرارات الناجعة - تتمتع بعنصر الوقت –وسرعة اتخاذ القرار!!
مطلوب فى ماستر بلان الوطن –طرق سريعة (طبقًا للمواصفات العالمية) –منفذة دون فساد –مطلوب تفريغ المدن –من هوجة المركبات –وعدم تناسق (هارمونية) أنواعها فوق الأسفلت –فنحن نرى عربة كارو قوة 3 حمار –بجانب أحدث سيارات العالم –بجانب سيارة نقل بمقطورة –ونصف نقل تحمل أكثر مما هو مسموح به.
مطلوب إخراج (الترافيك) خارج المدن –مطلوب تطبيق قانون مرور صارم –وزرع إشارات مرور محترمة –وتخطيط الشوارع –يمين ويسار –وقادم وذاهب –وعودة كراسة الإشارات بمراكز المرور –لكى لا يسمح لأى مواطن بقيادة سيارة دون امتحان صارم فى القواعد والأدب (طبعًا فى المرور).
مطلوب إستزراع كل (خرابة فى البلد ) –مطلوب القبض على كل (حارق لصندوق قمامة فى الشارع).
مطلوب تطبيق حرفى للقانون دون إستثناء أو مجاملات.
كل هذا لا يتأتى فى ظل نظام إدارى –قائم أو فى ظل تقسيم الوطن إلى محافظات عفى على تقسيمها الزمن والتاريخ والجغرافياوالجيولوجيا –والإيكولوجى !!
إنتهى عمر هذا التقسيم الإفتراضى –وفقد شرعيته -وفرضيته -مطلوب وطن جديد –وذلك ممكن تنفيذه وبسهولة شديدة –فقط نحتاج لإدارة سياسية وإدارية –للقيام به –ويمكن وضع هذا التصور بأيادى وعقول مصرية –كما أنه ليس عيبًا أبدًا أن نستورد عقول أجنبية لوضع هذه الإستراتيجية بالمشاركة –فنحن نستورد أجانب لكرة القدم وفى (أتفه) الأسباب –وأعضاء البنك الدولى موجودين فى أسيوط –وفى الواحات –مش عيب !!
إن وضع إستراتيجية – وماستر بلان للدولة –كيف نرى مصر سنة 2030 –مهم جدًا –المهم وجود خطة واضحة - لها تكلفة ولها زمن محدد –ولها جدول زمنى تحت الإشراف على تنفيذه.
من جهاز أو وزارة –أسوة بوزارة السد العالى -وزارة لمشروع قومى للدولة –تحت عنوان مصر غدًا –وليس مصر اليوم !! –وليس مصر الأن !!
نحن أحوج ما نكون إلى حلم كبير –نعيش من اجل تحقيقه لأولادنا –وأحفادنا !!
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
[email protected] Hammad
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة توعوية بعنوان مفهوم المواطنة والإنتماء للوطن
في إطار التعاون المثمر والبناء بين مديرية أوقاف الوادي الجديد ومديرية التربية والتعليم بالمحافظة، وضمن فعاليات مبادرة "صحح مفاهيمك" التي تهدف إلى ترسيخ الفكر الوسطي المستنير، استضافت مدرسة المجاهدين التابعة لإدارة الخارجة التعليمية ندوة دينية توعوية تثقيفية موسعة بعنوان: "مفهوم المواطنة والانتماء للوطن".
تأتي هذه المبادرة تحت عناية ورعاية معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وتحت الإشراف المباشر والمتابعة الدقيقة لفضيلة الشيخ رمضان يوسف صالح، مدير مديرية أوقاف الوادي الجديد.
تولى إلقاء الندوة الشيخ ياسر محمد عبد العال، الإمام بإدارة أوقاف الخارجة، الذي قدم حديثه عن الموضوع، مؤكداً أن المواطنة ليست مجرد إقامة في أرض، بل هي عقد اجتماعي وواجب ديني وأخلاقي ينبع من صميم الإيمان.
استهل الشيخ الشرح بالإشارة إلى أن حب الوطن فطرة غريزية أقرها الإسلام، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه من مكة: "والله إنك لأحب بلاد الله إليَّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت"، وأكد على أن هذا الحب لا يتوقف عند المشاعر، بل يتجسد في سلوكيات عملية:
حماية المكتسبات الوطنية واجب شرعي: أوضح الشيخ ياسر أن المواطنة تعني الحفاظ على الأصول والثوابت؛ فالاعتداء على الممتلكات العامة أو التخريب هو اعتداء على حقوق الأمة، وهو من الفساد الذي نهى عنه الشرع.
الانتماء هو الإيجابية في البناء لا السلبية: بين أن مفهوم الجهاد الأعظم في وقتنا الحاضر هو جهاد بناء الأوطان بالعلم والعمل والإخلاص؛ فالطالب الذي يذاكر، والعامل الذي يتقن، والموظف الذي يخدم بإخلاص، كلهم مجاهدون في سبيل رفعة وطنهم، مشدداً على أن الجهاد اليوم هو في محاربة الجهل والأمراض والأفكار المتطرفة.
طاعة ولي الأمر سبيل للاستقرار: أكد على أن الالتزام بالقوانين المنظمة للدولة واحترام مؤسساتها هو جزء من طاعة ولي الأمر التي أمر بها الشرع، لما في ذلك من حفظ للنظام العام وتحقيق الأمن، وهو هدف سامٍ من مقاصد الشريعة.
بعد الشرح، فُتح باب الأسئلة والمناقشات، حيث دار حوار تفاعلي هادف بين الشيخ والحاضرين من الطلاب والمعلمين.
سأل أحد الطلاب عن واجب الطالب والمُعلم تجاه الشائعات التي تستهدف وحدة الوطن. هنا، أكد الشيخ أن واجبنا هو التثبت والتحقق من المعلومة قبل نشرها، عملاً بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا"؛ فـ "الشائعات هي العدو الخفي لأمن الأوطان، ومواطنتك تقتضي أن تكون حارساً واعياً ضدها".
كما دار استفسار عن كيفية ممارسة المواطنة أثناء التواجد في المدرسة. أجاب الشيخ بتبسيط المفهوم، مؤكداً أن ذلك يتمثل في التحلي بالانضباط، والحفاظ على ممتلكات المدرسة والمنشآت العامة، والاجتهاد في الدراسة لأن العلم هو أساس تقدم الوطن وقوته المستقبلية القادرة على المنافسة عالمياً، وقد لاقت هذه الأجوبة الشافية والمفصلة استحسان وتقدير الحضور.
في الختام، وجه الحاضرون الشكر والتقدير لمديرية أوقاف الوادي الجديد على هذه المبادرات القيمة والتفاعل الكبير والجهود المبذولة لتصحيح المفاهيم. وطالب الجميع بـ تكثيف هذه الندوات والمبادرات وتوسيع نطاقها لتشمل المزيد من المدارس والجهات.
وبهذه المناسبة، وجه فضيلة الشيخ رمضان يوسف صالح، مدير مديرية أوقاف الوادي الجديد، بضرورة استمرار وتعميم مبادرة "صحح مفاهيمك" في كافة مراكز المحافظة. وشدد فضيلته على أهمية ذلك في تعزيز الوعي والانتماء في نفوس النشء، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد يستغلها البعض، ونشر الفكر الوسطي المستنير الذي تتبناه وزارة الأوقاف بقوة في إطار رسالتها التنويرية الشاملة.