أنافيد تضع تحديات إدارة المياه والحفاظ على النظم البيئية تحت المجهر في ورشة دولية بالرباط
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
زنقة 20 | الرباط
نظمت الجمعية الوطنية للتحسينات العقارية و الري و صرف المياه و البيئة (ANAFIDE)، اليوم الخميس، بالرباط ، ورشة عمل حول تحليل كلفة و مزايا مشاريع إعادة استخدام مياه الصرف الصحي (حالة مشروع إمزورن) بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات و برنامج الجيل الاخضر و المعد الدولي لإدارة المياه.
الورشة التي ترأسها رئيس الجمعية، المهندس عزيز فرتاحي، عرفت عرض شراكات وعمل المعهد الدولي لإدارة المياه في المغرب، بحضور ممثل المعهد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، وكذا عرض نتائج دراسة ACA REUSE STEP IMZOUREN.
و في كلمته، أكد رئيس “أنافيد” عزيز فرتاحي ، أن الجمعية ومنذ أكثر من خمسة عقود، انخرطت بتصميم وشغف كبيرين في تنمية العالم القروي و القطاع الفلاحي بالمغرب.
و أبرز فرتاحي ، أن الجمعية المعترف بها كمنظمة ذات منفعة عامة و الممثل الرسمي للمملكة لدى لجنة الري الدولية و الصرف (CIID) وكذلك اللجنة الدولية للهندسة القروية (CIGR)، مهمتها الاساسية تبقى هي
المساهمة بشكل فعال في الإدارة المستدامة لموارد المياه وتحسين الأعمال الزراعية وحماية البيئة.
فرتاحي أكد أن أنافيد تضم مجموعة متنوعة من المهنيين ذوي المهارة و الخبرة ، من مدراء في القطاعين العام و الخاص و أيضا الأكاديميين والباحثين ومختلف المهتمين بالشأن القروي و الفلاحي.
و أوضح رئيس الجمعية في كلمته، أن اللجان التقنية تقوم بتنفيذ مخططات الجمعية بالتعاون مع شركائها الوطنيين والدوليين لمواجهة التحديات المتعلقة بإدارة المياه، والتكيف مع تغير المناخ، والحفاظ على النظم البيئية.
كما تعد ANAFIDE بحسب فرتاحي، أيضًا منصة للنقاش و التفكير، حيث تنظم سنويا العديد من الندوات والمؤتمرات والطاولات المستديرة التي تسمح بتبادل الآراء و الخبرات بغية تعزيز المهارات الحلول المبتكرة.
و أبرز أن التوصيات والاستنتاجات يتم نشرها في المجلة الفصلية Hommes, Terre et Eau، و أيضا نشرها على شبكة واسعة تضم مختلف الفاعلين وصناع القرار.
فرتاحي أكد أن الجمعية مقتنعة بأن التنمية المستدامة لبلدنا تتطلب اليوم ، الإدارة العقلانية للموارد الطبيعية، مشددا على أن أنافيد ستبقى منفتحة على أي مبادرة للتعاون تهدف إلى تحقيق هذا الهدف.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
ذوبان الأنهار الجليدية يهدد نظما بيئية فريدة
تذوب الأنهار الجليدية بسرعة أكبر من أي وقت مضى في التاريخ المسجل، وتمتد العواقب إلى ما هو أبعد من مجرد اختفاء الجليد الشهير، إلى تهديد النظم البيئية والتنوع البيولوجي الحساس على الكوكب.
وجمعت مراجعة حديثة أكثر من 160 دراسة عبر فريق دولي يضم باحثين من جامعة ولونغونغ الأسترالية وهيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي، مسلطة الضوء على أزمة التنوع البيولوجي الوشيكة في بعض البيئات الأكثر تخصصا وفرادة على وجه الأرض.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ناسا تحدد تاريخ نهاية الأرض بسبب الشمس والاحتباس الحراريlist 2 of 4ذوبان الجليد يهدد التنوع البيولوجي والنظام البيئيlist 3 of 4توقعات العلماء.. هل سيكون 2025 العام الأشد حرارة على الإطلاق؟list 4 of 4دراسة: ارتفاع مستوى سطح البحر سيؤدي لهجرة داخلية كارثيةend of listوحذّرت الأبحاث من أن فقدان النظم البيئية الجليدية يُحدث تأثيرات سلبية على مستوى الكوكب، تشمل الجليد والمياه والأرض، والكائنات الحية التي لا تُحصى والتي تعتمد عليها.
وتشير التقديرات إلى أن الأنهار الجليدية نفسها آخذة في التقلص بشدة، وأنه بحلول منتصف القرن سيفقد العالم ما يقرب من ثلث الكتلة الجليدية الحالية. ومع تدفق المياه الذائبة إلى الأنهار والمحيطات، تفقد الأنظمة الفيزيائية والبيولوجية توازنها الراسخ.
وقالت شارون روبنسون المؤلفة المشاركة في الدراسة إن "الأنهار الجليدية هي واحدة من الأدوات الأكثر قيمة التي نملكها لفهم صحة كوكبنا، فهي تستضيف تنوعا بيولوجيا فريدا يمتد عبر أزمنة متعددة، لكنها تتراجع مع ارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي، مما يهدد الأنواع المتخصصة ووظائف النظام البيئي والاستقرار".
إعلانوتظهر الدراسة أن الحصائر الميكروبية، والطحالب، والحشرات المتكيفة مع البرد، والفقاريات القوية التي تم صقلها على مدى آلاف السنين والتي ازدهرت في بيئات شديدة البرودة فقيرة بالمغذيات تواجه الآن انكماش الموائل أو الاختفاء التام.
وتشير روبنسون إلى أن "تراجع الأنهار الجليدية يُحدث تغييرات في التنوع البيولوجي ووظائف النظم البيئية في عدد لا يُحصى من الموائل المختلفة، إذ تحتوي النظم البيئية الجليدية حول العالم على آلاف الكائنات الحية الدقيقة والنباتات واللافقاريات والفقاريات".
وتؤكد الدراسة أن ذوبان الجليد، يهيئ الصخور العارية والرواسب كموائل جديدة للحياة. وغالبا ما تزدهر الأنواع الرائدة على المدى القصير، لكن مع ارتفاع درجات الحرارة، تتفوق الأنواع العامة (الوافدة) على الأنواع المتخصصة (الأصلية) التي كانت تُعرّف هذه النظم البيئية في الأنهار الجليدية.
وبذلك تفقد النظم البيئية الجليدية -حسب الدراسة- تنوعها البيولوجي الفريد بمرور الوقت حيث تحل الأنواع العامة والغازية تدريجيا محل الميكروبات والكائنات الحية المتخصصة والرائدة.
وتؤكد روبنسون أن هذا التحول البيئي يؤدي إلى تآكل التنوع البيولوجي العالمي بشكل دائم، فإلى جانب فقدان الموائل المحلية، يُعيد الذوبان المتسارع تشكيل النظام الهيدرولوجي الإقليمي فعادة ما تعمل الأنهار الجليدية كخزانات بطيئة الجريان، تُغذي الأنهار خلال مواسم الجفاف، وتُساعد المجتمعات المحلية على مواجهة الجفاف.
وفي المقابل، يؤدي الذوبان السريع للثلوج إلى إرسال موجات من المياه العذبة التي تؤدي إلى تعطيل النظم البيئية، ورفع مستويات سطح البحر، وتهديد إمدادات المياه.
وبما أن 75% من المياه العذبة على الأرض مُخزَّنة في الأنهار الجليدية، فإن التراجع السريع سيؤدي إلى اختفاء أو اضطراب كبير في العديد من النظم البيئية والأنواع المائية. ويشمل ذلك إمدادات الغذاء، ومناطق البحث عن الطعام، وأماكن التزاوج، وقد يؤدي إلى انقراضات محلية حسب الدراسة.
إعلانكما أن مستقبل الثدييات التي تستخدم الأنهار الجليدية ملاجئ أو أماكن للتعشيش غير مؤكد. إذ قد تتآكل الوظائف المميزة للأنهار الجليدية، مما يؤدي إلى آثار طويلة الأمد على النظام البيئي الحساس للكوكب.
ويمكن أن تؤدي التغيرات في تدفق المياه الذائبة أيضا إلى تغيير تيارات المحيطات وأنماط الطقس بعيدا عن الجليد، مما يربط تراجع الأنهار الجليدية بالأحداث المناخية المتطرفة وانهيار مصايد الأسماك في جميع أنحاء العالم.
وقد دفع الاعتراف بهذه التأثيرات بعيدة المدى الأمم المتحدة إلى إعلان عام 2025 السنة الدولية للحفاظ على الأنهار الجليدية، وتهدف المبادرة إلى زيادة الوعي حول دور الأنهار الجليدية في تنظيم المناخ، والدورة الهيدرولوجية، والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
وتشكل الأنهار الجليدية رموزا ذائبة للتغير الكوكبي، ولكنها أيضا أنظمة بيئية حية تعج بالكائنات الحية التي لا توجد في أي مكان آخر، ومع تراجع الجليد فإن ذلك يؤدي إلى إحداث تأثير الدومينو، من فقدان الأنواع إلى تحولات الطقس مما يؤكد الحاجة إلى حماية الغلاف الجليدي لتلافي كارثة بيئية ومناخية.