هل أضاعت الفوضى وثائق المعتقلات السورية؟
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
#سواليف
لا تزال الفوضى تحيط بعملية تحرير #المعتقلين من #السجون والبحث عن #المفقودين، رغم مناشدات النشطاء السوريين ضرورة تنظيم طريقة إخراجهم من #المعتقلات، أحياء أو جثامين أو #وثائق تثبت هوياتهم، وسط سيل من المعلومات غير الدقيقة عن وجود #معتقلات_سرية لم يتم الوصول إليها بعد. ومع كل خبر ينتشر عن احتمال وجود معتقل، يسارع أهالي المفقودين إلى المكان ومعهم أدوات حفر على أمل العثور على أبنائهم.
أمام مستشفى «المجتهد» في حي باب مصلى بالعاصمة السورية، يتواصل توافد العشرات من أهالي المعتقلين من كل المحافظات السورية، لتفحص صور جثامين المعتقلين المودعة في المستشفى، وقد عثر عليها في مستشفى حرستا الوطني قبل أيام.
«الشرق الأوسط» كانت حاضرة أمام مستشفى المجتهد. تقول منى وهي سيدة في العقد الخامس من العمر من أهالي حمورية في الغوطة الشرقية، جاءت تبحث عن زوج ابنتها المفقود منذ عام 2012: «إن الفوضى الحاصلة تفقدنا الأمل بالعثور ولو على طرف خيط للوصول إليه».
مقالات ذات صلة مجازر مروعة على امتداد القطاع منذ مساء أمس حتى صباح الجمعة 2024/12/13شابان كانا يستقلان دراجة نارية ويسألان عن الطريق المؤدي إلى مشفى «المواساة»، قالا إنهما بحثا في سجن صيدنايا عن مفقودين من عائلتهما، كما بحثا في مشفى «المجتهد»، على أمل أن يصلوا الى أي معلومة دون جدوى، وسيتابعان البحث في مستشفى «المواساة»، حيث يوجد معتقلون بحالة صحية متردية.
في بقعة أخرى بين التجمع الأهلي، تجمهر عدد من الأشخاص حول سيدة كانت تخبرهم بوجود معقل سري تحت كلية الهندسة على طريق المطار، فتوجه البعض باتجاه طريق المطار لاستكمال البحث.
ساشا أيوب ناشطة ومنتجة أفلام وثائقية، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إنه في الأيام الأولى لسقوط النظام، سادت الفوضى بالسجون والمعتقلات، وقد ناشدت المنظمات الحقوقية السورية ومؤسسات المجتمع المدني وروابط أهالي المعتقلين وغيرها من منظمات تأسست في الخارج، ووثقت أسماء المعتقلين والمفقودين، الوجود على الأرض.
وعبرت أيوب عن استغرابها لتأخرهم في الوصول حتى الآن والبدء في العمل، في هذه الظروف التي تحتاج لمساعدتهم. وقالت: «علينا إنهاء الفوضى اليوم قبل الغد، وتوحيد الجهود والعمل معاً، لأن العدالة الانتقالية لن تتحقق من دون جمع الوثائق التي تشير إلى المتورطين».
إلا أن الناشطة السورية رنيم سعدي، أكدت لـ«الشرق الأوسط» أنها رأت قسماً كبيراً من الوثائق في الأفرع الأمنية والسجون، وأنها لا تزال موجودة في تلك المواقع تحت الحراسة، وأنها شاهدت بنفسها كماً هائلاً من تلك الوثائق. وتابعت أنها تتواصل مع جهات تبذل جهوداً في هذا الخصوص لكنها تأخرت في الوجود على الأرض، وتسارع الأحداث يتطلب حضورها السريع.
ولفتت الناشطة إلى وجود 3 جهات على الأقل تعمل على هذا الملف وتحاول التواصل مع حكومة الإنقاذ للتنسيق معها. وحملت الناشطة لجنة الصليب الأحمر الدولية، والهلال الأحمر السوري، ومنظمات الأمم المتحدة التي كان لهم مكاتب في قلب دمشق، وتتواصل مع حكومة النظام، مسؤولية عدم تقديم جهد «فعال» في ملف المعتقلين والمفقودين. وقالت: «الغريب أنهم حتى بعد سقوط النظام، لم يتحركوا كما يفترض بهم، ولم يعلنوا عن وجود خطط لديهم في هذا الخصوص، مكتفين بإصدار بيانات روتينية».
وشهد محيط مستشفى «المجتهد» انطلاق تشييع مهيب للشهيد مازن حماد المنحدر من دير الزور الذي قضى في معتقل صيدنايا بعد اعتقال أربع سنوات إثر عودته من ألمانيا إلى سوريا، وفق رفاقه عبر حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، وانضم إلى التشييع مئات السوريين مع عبوره شارع خالد بن الوليد والصلاة عليه في جامع عبد الرحمن بن عوف، قبل التوقف في ساحة محطة الحجاز، وهتف المشيعون: «الشعب يريد إعدامك يا بشار»، فيما انهمك أصحاب محلات بيع القرطاسية في الحلبوني المجاورة لمحطة الحجاز ببيع العلم السوري، وسط حركة سير خانقة تسببت بها الحشود التي التفت حول نعش الصحافي الراحل، قبل أن يتفرقوا؛ قسم بالسيارة باتجاه مقبرة نجها في ريف دمشق، وقسم باتجاه ساحة الأمويين للانضمام إلى المجاميع هناك، حيث تقام احتفالات شعبية يومية.
وعادت الحياة الطبيعية إلى دمشق، وخرج الأهالي في الأحياء ينظفون الشوارع ويغسلون الأرصفة وواجهات المحلات بالماء والصابون مع ترداد شعارات «الحرية»، و«واحد… الشعب السوري واحد»
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف المعتقلين السجون المفقودين المعتقلات وثائق معتقلات سرية
إقرأ أيضاً:
داخلية غزة تنشر وحداتها بعد انسحاب الاحتلال وتتعهد بإنهاء الفوضى
أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة أن أجهزتها ستبدأ الانتشار في المناطق التي ينسحب منها جيش الاحتلال الإسرائيلي بجميع محافظات القطاع بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، في حين أفادت وسائل إعلام محلية بانطلاق حملة أمنية شاملة لمحاسبة المتورطين في أعمال النهب وقطع الطرق والتعاون مع الاحتلال خلال حرب الإبادة.
وقالت الوزارة في بيان اليوم الجمعة إن أجهزتها ستبدأ "العمل الحثيث على استعادة النظام ومعالجة مظاهر الفوضى التي سعى الاحتلال لنشرها على مدار عامين".
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية صورا تُظهر انتشار عناصر من الأمن الداخلي على مفترقات الطرق في مدينة غزة.
انتشار مكثف لعناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية، على مفترقات وشوارع في مدينة غزة pic.twitter.com/dSPUutyTl4
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 10, 2025
وحثت وزارة الداخلية الفلسطينيين على "المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة والابتعاد عن أي تصرفات تشكل خطرا على حياتهم والتعاون مع عناصر الأجهزة الشرطية والأمنية والخدماتية".
كما دعتهم إلى "الالتزام بكافة التوجيهات والتعليمات التي ستصدر عن الجهات المختصة في أجهزة الوزارة خلال الأيام القادمة".
وأشار البيان إلى أن الجيش الإسرائيلي على مدار عامين من الإبادة الجماعية ركز على "استهداف وزارة الداخلية والأمن الوطني محاولا ضرب أحد عوامل صمود شعبنا في وجه العدوان".
حملة أمنيةوفي الوقت نفسه، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بانطلاق حملة أمنية شاملة تهدف إلى "متابعة ومحاسبة كل من تورط في نهب أموال المواطنين بغير وجه حق، سواء من بعض التجار أو من العاملين في مجالات العمل الإنساني والإغاثي، إضافة إلى ملاحقة كل من شارك في قطع الطرق أو أسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في زيادة معاناة المواطنين خلال الفترة الماضية".
الأجهزة الأمنية في غزة :
◾انطلاق حملة أمنية شاملة تهدف إلى متابعة ومحاسبة كل من تورط في نهب أموال المواطنين بغير وجه حق ، سواء من بعض التجار أو من العاملين في مجالات العمل الإنساني والإغاثي ، إضافةً إلى ملاحقة كل من شارك في قطع الطرق أو أسهم ، بشكل مباشر أو غير مباشر ، في زيادة…
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) October 10, 2025
إعلانوبدأت الحملة بإصدار مذكرات للحضور إلى نقاط أمنية، كما تم "تبليغ العناصر المنفلتة أمنيا والمتعاونين مع الاحتلال خلال عامي الحرب بضرورة تسليم أنفسهم خلال 48 ساعة".
وقد بدأ الجيش الإسرائيلي الانسحاب تدريجيا من مناطق في محافظات قطاع غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي دخل حيز التنفيذ اليوم الجمعة.