برودة القدمين في فصل الشتاء تعتبر من المشاكل المزعجة والشائعة لدى عدد كبير من الناس، ورغم أن البعض قد يتعامل معها على أنها أمر بسيط حتى لو كان غير مريح، إلا أنها قد تكون مؤشرًا على حالة صحية خطرة كامنة، أو مجرد رد فعل طبيعي للجسم على انخفاض درجات الحرارة.

احذر من القاتل الصامت

ويقول الخبراء إنّ ارتفاع نسبة الكوليسترول قد يكون سببًا في برودة القدمين بشكل مستمر، إذ غالبًا ما يُشار إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم باسم «القاتل الصامت»، خاصة أنّه من الصعب اكتشافه في مراحله المبكرة وقد يمر دون أن يُلاحظ لسنوات حتى يتسبب في حدوث مشاكل صحية أخرى، ومع ذلك، قد تكون قدميك الباردة أحد أعراض ضعف الدورة الدموية، والمعروف باسم مرض الشرايين الطرفية (PAD)، وهي حالة قلبية وعائية معترف بها من قبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وفقًا لما ذكرته صحيفة «ميرور» البريطانية.

وبحسب الخبراء، ففي بعض الأحيان قد يتسبب مرض الشرايين المحيطية في تراكم الترسبات في شرايين الساقين والقدمين، وهي العملية المعروفة باسم تصلب الشرايين، وذلك بسبب ارتفاع مستويات الكوليسترول، وقد يؤدي هذا التراكم إلى تضييق الشرايين أو انسدادها، مما يقلل من تدفق الدم ويؤدي إلى برودة القدمين.

وعندما يكون إمداد الدم غير كافٍ، تكافح الأنسجة في الساقين والكاحلين والقدمين للحصول على الأكسجين والعناصر الغذائية التي تحتاجها، مما قد يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأعراض مع تقدم المرض، وعلاوة على ذلك؛ فإن ضعف الدورة الدموية يزيد من خطر الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية الشديدة، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وعادة ما يتم علاج مرض الشرايين المحيطية في المقام الأول من خلال تعديلات نمط الحياة، إذ تشكل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والإقلاع عن التدخين تغييرات أساسية في نمط الحياة يمكن أن تخفف من أعراض مرض الشرايين المحيطية وتمنع الحالة من التفاقم.

ويُنصح المرضى الذين شُخصت حالتهم إصابتهم بمرض الشرايين المحيطية باتباع نظام غذائي صحي وفقدان الوزن والاعتدال في تناول الكحول، وإلى جانب هذه التغييرات في نمط الحياة، قد يصف الطبيب لبعض الأشخاص أدوية مثل الستاتينات ومضادات ارتفاع ضغط الدم.

أعراض مرض الشرايين المحيطية

وقد تشمل الأعراض الأخرى لمرض الشرايين المحيطية ما يلي:

- تساقط الشعر على ساقيك وقدميك.

- خدر أو ضعف في الساقين.

- أظافر القدمين هشة وبطيئة النمو.

- تقرحات (جروح مفتوحة) على قدميك وساقيك التي لا تلتئم.

- تغير لون الجلد على ساقيك، مثل أن يصبح شاحبًا أكثر من المعتاد أو أزرق اللون - قد يكون من الصعب رؤية ذلك على الجلد البني والأسود.

- الجلد اللامع.

- الضعف الجنسي لدى الرجال.

- تقلص العضلات في ساقيك.

وغالبًا ما تتطور الأعراض الأخرى لمرض الشرايين المحيطية ببطء مع مرور الوقت، فإذا تفاقمت الأعراض فجأة أو ظهرت بسرعة، قد يشير ذلك إلى مشكلة خطيرة تتطلب عناية طبية فورية، وفي أغلب الحالات، يستطيع الطبيب العام تأكيد تشخيص مرض الشرايين المحيطية من خلال الفحص البدني ومناقشة الأعراض وإجراء اختبار مؤشر ضغط الكاحل العضدي (ABPI)، وقد يتم إجراء اختبار مؤشر ضغط الكاحل العضدي بعد ممارسة الرياضة على جهاز المشي أو الدراجة لتقييم تأثير النشاط البدني على الدورة الدموية.

وعلى الرغم من عدم وجود علاج لمرض الشرايين الطرفية، إلا أن تعديلات نمط الحياة والأدوية يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض، ​​ومع العلاج المناسب تظل أعراض معظم المرضى مستقرة، وقد يلاحظ البعض تحسنًا في آلامهم.

وأكدت هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن مرضى ارتفاع نسبة الكوليسترول يمكنهم تناول الأطعمة التي تحتوي على نوع أكثر صحة من الدهون غير المشبعة، واقترحت الهيئة الصحية عناصر مثل:

- الأسماك الزيتية، مثل الماكريل والسلمون.

- زيت الزيتون وزيت بذور اللفت والدهون المصنوعة من هذه الزيوت.

- الأرز البني والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة والمعكرونة المصنوعة من القمح الكامل.

- المكسرات والبذور.

- الفواكه والخضروات.

ويمكن أن يساعد التشخيص المبكر من خلال اختبار مستوى الدهون في منع وإدارة ارتفاع الكوليسترول، وتشمل الطرق الأخرى لإدارة ارتفاع الكوليسترول ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على مؤشر كتلة الجسم الصحي، والحد من استهلاك الكحول، والإقلاع عن التدخين، واتباع نظام غذائي متوازن منخفض في الأطعمة شديدة المعالجة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: برودة القدمين القاتل الصامت الكوليسترول ارتفاع الكوليسترول مرض الشرایین المحیطیة برودة القدمین نمط الحیاة

إقرأ أيضاً:

الاستكبار الصامت والمصير الأبدي .. قراءة قرآنية دلالية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه

في قراءة للمعاني الدلالية لقوله تعالى : {وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً}(الجاثية8) ، للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ، نجد بعداً إنسانيًا وروحيًا عميقًا، حيث لا يقف عند حدود التفسير النصي، بل يتجاوزها إلى تشخيص العلل النفسية والاجتماعية التي تحوّل الإنسان إلى خصم للحق،  ومن بين تلك العلل، يبرز داء الاستكبار، الذي لا يقتصر على الجبابرة المعروفين في التاريخ كفرعون وهامان، بل يمتد في رؤيته رضوان الله عليه ، إلى الصغار الذين يحملون روح فرعون وإن كانوا بلا سلطات.

يمانيون / خاص

 دلالة الآية في تصوير النفس المستكبرة

يبدأ الشهيد القائد بالتأمل في قوله تعالى: {وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً…}، يُقسم الآية إلى ثلاثة مسارات ترتبط ببعضها، وتبدأ بالسماع الواعي للحق، فالآيات تتلى على هذا الإنسان، فهو يعلم الحق، ولكنه يرفضه، والثاني الإصرار والاستكبار، إذ ليست المسألة جهلًا، بل عنادًا، مما يجعل الاستكبار صفة قلبية ونفسية، والثالث التظاهر بعدم السماع كأن في أذنيه وقرًا،  وهذه حالة من الإنكار الإرادي للحق، تدفع نحو التهلكة، وبهذا فإن الشهيد القائد يقرأ في هذه الآية خطورة المكابرة على آيات الله، ويرى أنها أخطر من الكفر الصريح، لأنها تعني معرفة الحق ورفضه عمدًا، وهذا هو ما يقود إلى العذاب الأليم.

 

الاستكبار كمرض اجتماعي شائع

يفنّد الشهيد القائد الفكرة السائدة أن الاستكبار حكر على الملوك أو الأقوياء، ويقول صراحة أن  بعض الفقراء يحملون نفس الروح الفرعونية، ولكن لم يتح لهم أن يكونوا فراعنة على الأرض، الجبروت ليس بالمنصب بل بالنفسية وبعض الناس يبدون بسطاء، ولكن ما إن يحصلوا على منصب بسيط أو كلمة مسموعة، حتى يتحولوا إلى طغاة صغار، والكبر على الناس هو رفض خفي للحق الإلهي، لأن الله أمر بالتواضع، ومن تكبر فقد تمرد على أمر الله.

وهنا يكشف الشهيد القائد عن ظاهرة خطيرة ، وهي الاستكبار النفسي المغلّف بالدين أو التواضع الظاهري، وهو ما يشكل خطرًا مضاعفًا لأنه يُخفي نفسه وراء أقنعة الفضيلة.

 

مفارقة الرفعة في الدنيا والآخرة

من أقوى الأفكار التي يطرحها الشهيد القائد هي مقارنة بين الرفعة الدنيوية والرفعة الأخروية، ويستند إلى قول الله: {خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ} ، فيوم القيامة، يُخفض من تكبّر في الدنيا، ويُرفع من تواضع وصدق مع الله، ويشبه القائد السعي الدنيوي للرفعة عبر الباطل بـ”السراب”، لأن عمر الدنيا محدود، وعمر الآخرة أبدي لا نهاية له، فما قيمة أن يُقال عنك في الدنيا وجيه وأنت في الآخرة في الحضيض؟.

 

الأتباع المستكبرون .. 

يفتح الشهيد القائد نافذة جديدة على الاستكبار، هي الاستكبار بالوكالة، فالإنسان قد يكون تابعًا ولكنه يشعر بالقرب من شخصية نافذة، ويمارس الاستكبار نيابة عنها، ويتمرد على الحق باسم الولاء، ويقول الشهيد إن هؤلاء يعيشون وهمًا كبيرًا، فمن يتبع الطغاة، يتخيل أنه معهم في القوة والعلو، لكنه يوم القيامة يُنبذ مثلهم، مستشهدًا بقوله تعالى: {تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} ، {وَقَالَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً…}، ففي يوم الحساب، لا شفاعة في الباطل، ولا تنفع العلاقات، ولا تنفع المواقف التي كان ظاهرها القوة، وباطنها الانحراف.

 

السباق إلى الخيرات هو النجاة

يعقد الشهيد القائد مقارنة أخيرة بين ثلاث فئات:

أصحاب المشأمة .. أهل الشؤم، العصاة، المستكبرون، المصرّون.

أصحاب الميمنة .. المؤمنون الناجون.

السابقون المقربون ..من يبادرون بالحق، ينشرونه، يؤسسون المشاريع، ويستمر تأثيرهم بعد موتهم.

ويؤكد أن السبق إلى الخير، ليس في الكم فقط، بل في المبادرة، وتأسيس العمل الجماعي، وتشغيل الناس على الخير.

ويقول الشهيد القائد إن بعض الناس يحاول أن لا يُلزم نفسه بأي شيء، ويرى أنه ذكي لأنه لم يساهم، لكنه في الحقيقة غبي، لأنه فوّت فرصة النجاة.

 

الوعي بالآخرة أساس الاستقامة في الدنيا

ينقل الشهيد القائد فكرة شديدة العمق، وهي أن الإنسان حين يغفل عن القيامة، عن الحساب، عن المصير الأبدي، تبدأ انحرافاته،  فالمعيار الذي يجب أن يحكم السلوك هو هل هذا العمل يقربني إلى الله؟ هل يجعلني آمِنًا يوم القيامة؟

إنها رؤية قرآنية للوجود، تجعل من كل عمل صغير في الدنيا خطوة في مشروع الأبد، ولهذالا تبالِ بالمصاعب ما دمت على الحق، ولا تهتم بمن يكرهك من أهل الباطل، فمن يضحك اليوم من أهل الإيمان، سيُضحك عليه غدًا في الجنة ، {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}.

ومما يستفاد من قراءته رضوان الله عليه للمعاني الدلالية لهذه الآيات ، أن الاستكبار مرض صامت، قد يصيب البسطاء كما يصيب الجبابرة، وأن السكوت عن الحق، رغم معرفته، هو صورة من صور الكبر والعناد، كما أن المبادرة إلى الخير ضمانة نفسية وأخلاقية للنجاة، والقيامة ليست حدثًا مستقبليًا بل هي معيار للحاضر.

الشهيد القائد يقدّم خطابًا عمليًا، لا تأمليًا فقط، ويحرّك النفس نحو العمل الصالح لا الاكتفاء بالموعظة ..

مقالات مشابهة

  • عشبة غير متوقعة تعالج النظر وارتفاع الكوليسترول
  • رئيس وزراء فرنسي سابق: علينا أن نواجه الجنون القاتل في غزة
  • احذر هذه الأعراض.. قد تكون على بُعد خطوة من ضربة شمس خطيرة
  • رمز تاريخي يحترق... بلوط الشتاء في بلغاريا ينهار تحت ألسنة اللهب
  • الخطوط الجوية القطرية تعزز عدد رحلاتها الجوية إلى 15 وجهة خلال موسم الشتاء
  • أمراض خطيرة تشير إليها الأقدام الباردة
  • الاستكبار الصامت والمصير الأبدي .. قراءة قرآنية دلالية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
  • تونس تستنفر طاقاتها لإخماد الحرائق المستمرة لليوم الثالث.. موجة حر ورياح قوية تُعقّد جهود السيطرة
  • القاتل الصامت في الصيف: حين تذوب الأعصاب على نار الكهرباء المنقطع
  • سكان «مشروع 247» بحدائق أكتوبر يطالبون بحل أزمة انقطاع المياه المستمرة منذ 6 سنوات