في إطار جهود الرئيس الأمريكي، جو بايدن لتعزيز التحالفات مع حلفائه في آسيا والتصدي للتحديات المشتركة التي تواجهها الدول الثلاثة من قبل كوريا الشمالية والصين، سيستضيف بايدن غدا الجمعة، أول قمة ثلاثية مع رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا والرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول في كامب ديفيد.وتعتبر هذه القمة أول اجتماع رفيع المستوى بين قادة هذه الدول منذ عام 2016، عندما عقدت قمة ثلاثية في واشنطن.

أهداف ومخرجات القمة

ومن المتوقع أن يتفق القادة الثلاث علي ما يلي:

تعميق التعاون في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والاقتصاد بين البلدين، والعمل معًا لضمان حرية الملاحة والطيران في المحيط الهادئ والهندي، ومواجهة التهديدات المحتملة من قبل كوريا الشمالية وبرامجها النووية والصاروخية.إنشاء تمارين عسكرية سنوية، بما في ذلك تدريبات صاروخية منتظمة، وبحث اتفاقات جديدة لتبادل المعلومات والتكامل التشغيلي بين قواتهم.خطوات لإنشاء خط اتصال سريع ثلاثي للاستشارة في حالات الأزمات، وجعل القمة الثلاثية، وهي الأولى من نوعها، حدثًا سنويًا.دعم حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون في المنطقة، والتزام بحل سلمي للخلافات، ورفض أي تغير أحادى الجانب في الحالة القائمة عبر بحر تشايلانغ أو مضائق تايلان.تعزير التعاون المتعدد الأطراف في مؤسسات مثل مجموعة السبع ومنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ والشراكة الشاملة والمتقدمة عبر المحيط الهادئ، والعمل معًا لمواجهة التحديات العالمية مثل جائحة كوفيد-19 وتغير المناخ والأمن السيبراني.

التحليل والتقييم

هذه القمة تعكس الأولوية الاستراتيجية التي يوليها بايدن للتحالفات والشراكات في آسيا، والتي تعد أكثر أهمية في ظل صعود الصين كقوة عظمى منافسة. وتظهر أيضًا التزام الدول الثلاثة بتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، والتصدي للتهديدات المشتركة، ودعم القيم المشتركة مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وتشير القمة إلى تحسن في العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية، التي كانت متوترة في الماضي بسبب خلافات تاريخية وتجارية. وقد ساهم بايدن في تسهيل حوار بناء بين سوغا ومون، وحثهما على حل خلافاتهما.

كما توفر فرصة للدول الثلاثة لإظهار التضامن والقوة أمام الصين، التي تزداد نفوذها وطموحاتها في المنطقة، والتي تنظر إلى هذه التحالفات بشكل عدائي. كما توفر فرصة للتعاون مع دول أخرى مثل أستراليا والهند وأوروبا في دعم نظام دولي قائم على القواعد.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التحديات العالمية الرئيس الأمريكي اليابان المحيط الهادئ جائحة كوفيد 19 كوريا الشمالية كامب ديفيد منطقة مجموعة السبع منتدى التعاون الاقتصادي الصين الرئيس الكوري

إقرأ أيضاً:

دعوة إسرائيلية لوقف سياستها العدوانية في المنطقة حرصا على علاقاتها مع الصين

بينما تشهد العلاقات الإسرائيلية الأمريكية حالة من عدم الاستقرار، ولو بصورة مؤقتة، فقد سُمعت المزيد من الأصوات العديدة من الخبراء والجمهور في دولة الاحتلال التي تُعرب عن شكوكها بشأن العلاقات تجاه الصين، في ضوء نفوذها الواسع، وتأثيره في العديد من المجالات، مع التركيز على البنية التحتية والنقل والتجارة، دون أن تتخذ قيادة الاحتلال سياسة حازمة وواضحة في مواجهة ما بات بعرف بـ"التهديد الصيني".

وقال آيال بروبر، المحاضر بجامعة رايخمان، والمبعوث الدبلوماسي في بكين، والقنصل العام في شنغهاي، إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حاول استغلال الفاعلية الصينية للإشارة إلى الإدارة الأمريكية المتوترة بأن إسرائيل لديها بديل، رغم أصوات الخبراء والرأي العام التي دأبت على التحذير من "التهديد الصيني"، ومع ذلك فإنها لم تكن في عجلة من أمرها لاختيار جانب معين".

وأضاف في مقال نشره موقع زمان إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "التوترات الإسرائيلية الأمريكية بشأن العلاقة مع الصين بلغت ذروتها في يوليو 2023، عندما التُقطت صورة لنتنياهو يحمل كتابًا للزعيم شي جين بينغ، أهداه إياه السفير الصيني، وقال إنه يعتزم زيارتها في أقرب وقت ممكن، في وقت كان فيه الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن مترددًا بدعوته للبيت الأبيض، لكن الزيارة أُجريت للولايات المتحدة في نهاية المطاف، بينما لم تُجرَ الزيارة إلى الصين، التي كانت مُخططًا لها في نهاية أكتوبر 2023، بعد بدء الحرب على غزة".

وأوضح بروبر أنه "لابد من التأكيد على أن إسرائيل لم يكن لديها بديل صيني حقيقي، وأن الصين، لا إسرائيل، هي التي اختارت الانحياز، بدليل أنها اتخذت قرارات وتصريحات حادة اللهجة ضد إسرائيل خلال عملية سيف القدس في مايو 2021، وقد تبنّت هذه السياسة في إطار تصعيد الصراع بين القوى، ورغبةً منها في إظهار الوجه المزدوج للولايات المتحدة، الذي لا يُساعد المسلمين عمومًا، والفلسطينيين خصوصًا، من خلال مهاجمة إسرائيل".

وأكد أن "حرب السابع من أكتوبر عززت هذا التوجه بشكل كبير، حيث رفضت الصين إدانة حماس، وأصبحت إسرائيل هدفًا سهلًا للهجوم، وامتد العداء لها إلى مظاهر معاداة السامية في وسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية، وكلها خاضعة لسيطرة الحزب الشيوعي، مع العلم أن هذا النهج الاستراتيجي الذي اختارته الصين تجاه تل أبيب سوف يستمر ما لم تظهر مصلحة صينية جوهرية تستدعي تغيير هذه السياسة".



وأشار بروبر إلى أن "سؤالين مهمين يظهران في هذه الحالة أولهما ما هي تلك المصلحة الصينية الجوهرية التي قد تؤدي لتغيير هذه السياسة، وثانيهما أين تقف دولة إسرائيل في هذا السياق، مع أن الإجابة عليهما تستدعي العودة قليلًا إلى الوراء، لأنه قبل وبعد إقامة العلاقات عام 1992، نظرت الصين لإسرائيل كأصل فريد وقيم لبناء القدرات العسكرية، وتحديثها، وباعتها تكنولوجيا متقدمة لحماية قلب الولايات المتحدة".

وأضاف بروبر أنه "بعد عقد من الزمن، أدّت بعض الأزمات إلى توقف تام في بيع التكنولوجيا والمعدات العسكرية، وتراجع كبير في التعاون، فضلًا عن تراجع النظرة الاستراتيجية الصينية لإسرائيل كأصل استراتيجي، وقد مرّ عقدٌ آخر تقريبًا، ودفعت أزمة "الربيع العربي" الصينيين إلى تقدير استقرار إسرائيل في الشرق الأوسط، وتلقّي معلومات قيّمة من خلالها".

وأوضح أنه "في الوقت نفسه، سعت الصين للتعرّف على الابتكار، ونقل التقنيات المدنية المتقدمة من إسرائيل إليها، حيث وسّعت الشركات الصينية، مع التركيز على البنية التحتية، أنشطتها التجارية، بما في ذلك بناء وتشغيل موانئ بحرية جديدة في إسرائيل، وازدهرت التجارة، ما جعل الصين ثاني أكبر شريك تجاري لها، مع أنه في السنوات الأخيرة، لاسيما منذ حرب السابع من أكتوبر، ازدادت جاذبية إسرائيل، وسمعته".

وأكد أنه "في ضوء التطور التكنولوجي السريع في الصين، لم تعد التكنولوجيا الإسرائيلية فريدة كما كانت، وفي الوقت نفسه، لا يزال الاهتمام التجاري الصيني بالبنية التحتية في إسرائيل قائمًا، مع إدراك أنها سوق صغيرة نسبيًا مقارنةً بانتشار الصين حول العالم، لأنه من وجهة نظر الصين، لا تزال دولة إسرائيل لاعبًا مؤثرًا في الشرق الأوسط، ولها قدراتٌ كبيرة".

وبين أنه "على عكس الماضي، باتت الصين تنظر اليوم الى إسرائيل على أنها عامل يُؤجج الحروب والدمار، وعدم الاستقرار، ولا ينبغي أن يتغير هذا التصور الاستراتيجي، ومع ذلك، إذا بدأت عملية حقيقية لإعادة تأهيل غزة، وإعمارها، وانتقلت دول الشرق الأوسط، بما فيها سوريا ولبنان، من رؤية الدمار والموت إلى بناء استقرار شامل، وإنشاء بنية تحتية للرفاهية، فستسعى الصين بالتأكيد للاندماج، بما في ذلك في المبادرات التي يقودها الرئيس دونالد ترامب، وجني مكاسب اقتصادية وسياسية".

وأضاف بروبر أن "الصين، بكل ما يترتب على ذلك من مشاكل، يجب على إسرائيل أن تدرك أنها لاعب عالمي قوي للغاية، ولا يمكن تجاهله، لأن التصريحات الإسرائيلية غير المألوفة ضد الصين، أو الإضرار بمصالحها الجوهرية، كما هو الحال في سياق تايوان، وقد تُلحق بدولة إسرائيل ضرراً مباشراً وغير مباشر، وعلى سبيل المثال، يُعد استيراد البضائع من الصين أمراً بالغ الأهمية للمستهلك الإسرائيلي، ويُساعد في خفض تكلفة المعيشة المرتفعة أصلاً".

وأوضح أنه "في مجال البنية التحتية، وفي الوقت الذي تُطرح فيه مناقصات بناء المترو، تحتاج إسرائيل إلى الشركات الصينية، سواء من حيث الخبرة، أو الأسعار التنافسية، لأن البدائل، بما فيها الشركات الأمريكية، أغلى بكثير، وهي على أي حال ليست في عجلة من أمرها، وفي ضوء ذلك، يجب مواصلة العمل مع الصين مع الحفاظ على الضوابط، والتوازنات في سياق الأمن القومي".

وتشير هذه القراءة الإسرائيلية إلى أن استمرار السياسة العدوانية في المنطقة عموما، وضد الفلسطينيين خصوصا، يعني أنها لن  تستطيع إعادة بناء التعاون مع الصين، بما في ذلك دمج شركاتها في مشاريع مختلفة مقابل سياسة أكثر توازناً، ولتحقيق هذا الغرض، ستكون هناك حاجة إلى رؤية طويلة الأمد تتضمن رؤية للعلاقات الإقليمية، بعيدا عن مخططات السيطرة والاحتلال والقمع.

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلن عن تحالف «باكس سيليكا» لمواجهة الصين!
  • واشنطن تطلق تحالفا لمواجهة هيمنة الصين على المعادن والذكاء الاصطناعي
  • إدارة بايدن تجمد التعاون الاستخباراتي مع إسرائيل بسبب جرائم حرب في غزة
  • فورين بوليسي: 3 دروس تعلمتها الصين من الولايات المتحدة
  • انعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة بين مصر وأنجولا لتعزيز العلاقات الثنائية وتنسيق التعاون المشترك
  • وثيقة سرية تكشف تعرض واشنطن لهزيمة كبيرة من الصين في حال غزو بكين لتايوان
  • فيضان تاريخي يضرب واشنطن ويجبر 100 ألف على الإخلاء
  • دعوة إسرائيلية لوقف سياستها العدوانية في المنطقة حرصا على علاقاتها مع الصين
  • الإمارات وأيرلندا تعقدان الاجتماع الأول للجنة الاقتصادية المشتركة
  • الجزائر والمجر تُعقد الدورة الرابعة للجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتقني والعلمي