إسرائيل وأمريكا وتركيا تتصارع على النفوذ في سوريا
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
بينما احتفل السوريون بسقوط نظام بشار الأسد الأحد الماضي، نفذت ثلاث قوى أجنبية إسرائيل، وتركيا، والولايات المتحدة غارات جوية في أنحاء البلاد. وصورت القوى الثلاث الغارات على أنها محاولة لحماية مصالحها، بعد الهجوم الخاطف الذي شنته الفصائل المسلحة، ما أدى إلى الإطاحة المفاجئة بالأسد، وانسحاب حليفتيه الأجنبيتين الرئيسيتين، روسيا وإيران.
يستحق السوريون ألا يكونوا بيادق لطموحات الآخرين وصراعاتهم.
وفي الساعات العصيبة التي أعقبت فرار الأسد إلى موسكو، أطلق آلاف السجناء السياسيين من سجون النظام البعثي ومراكز التعذيب. ومزق السوريون تماثيل وصور الأسد ووالده حافظ الذي تولى السلطة في 1970. وحكم الأب والابن سوريا 54 عاماً.
وتقول صحيفة "غارديان" البريطانية إن ملايين السوريين لم يكن لديهم الوقت الكافي، لاستيعاب حقيقة أن عهد عائلة الأسد قد انتهى أخيراً، قبل أن يتضح أن جهات فاعلة خارجية أخرى ستسارع لتشكيل مستقبل سوريا.وتحركت إسرائيل بسرعة للاستيلاء على الأراضي السورية، وتدمير الكثير من القدرات العسكرية السورية المتداعية أصلاً. وعبرت القوات الإسرائيلية مرتفعات الجولان المحتلة الأحد إلى الأراضي السورية المجاورة، واحتلت "المنطقة العازلة" منزوعة السلاح التي أنشأتها الأمم المتحدة بعد عام من الحرب العربية الإسرائيلية في 1973.
وبحلول الثلاثاء، نفذت إسرائيل أيضاً أكثر من 350 غارة جوية في سوريا خلال يومين، ما أدى إلى تدمير الأصول العسكرية الرئيسية في البلاد، الطائرات المقاتلة القديمة، والمروحيات، والمسيّرات، والسفن، وأنظمة الرادار، والدفاع الجوي ومخزونات الصواريخ.
إسرائيل استغلت الفوضىوبصرف النظر عمن سيسيطر على الحكومة في دمشق، فقد استغلت إسرائيل الفوضى التي أعقبت سقوط الأسد، للتأكد من أن سوريا لا تحتفظ بالقدرة العسكرية للدفاع عن نفسها. وفعلت إسرائيل ذلك بدعم ضمني من الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي كرر حجة إسرائيل أنها كانت تتصرف بشكل وقائي دفاعاً عن النفس ضد التهديدات المحتملة من المتمردين والجهاديين السوريين.
Syria’s future must be determined by Syrians, not outside powers | Mohamad Bazzi https://t.co/WJJWJqOZdo via @guardian
— Nino Brodin (@Orgetorix) December 14, 2024ورأت "غارديان" أن غزو دولة جارتها وتدمير معظم قواتها العسكرية في غضون 48 ساعة، يعتبر عادة عملاً من أعمال العدوان، بموجب القانون الدولي. ولكن على مدى العام الماضي، رأينا المجتمع الدولي يتعاطى مع إسرائيل بمعايير مختلفة عن معظم الدول الأخرى، التي قد تهاجم جيرانها بحجة الدفاع الوقائي عن النفس. وكان رد الفعل على الغزو الروسي لأوكرانيا المثال الصارخ على هذه المعايير المزدوجة.
وباستثناء فرنسا، وإسبانيا، أدانت القليل من القوى الغربية إسرائيل. وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، من بين حفنة من المسؤولين الذين دعوا إسرائيل مباشرة إلى وقف غاراتها الجوية وغزوها للأراضي السورية، قائلين إنها تنتهك اتفاق وقف النار في 1974 الذي أنشأ المنطقة العازلة.
Syria’s future must be determined by Syrians, not outside powers https://t.co/Ck3HcO65CB
— McEwan 3.5% FBPE #BLM #GTTO #CitizenOfNoWhere,Woke (@McEwanMorton) December 14, 2024وليس مستغرباً أن يكشف رد بايدن على التصرفات الإسرائيلية في سوريا مرة أخرى استعداده لهدم أي مظهر من مظاهر النظام الدولي القائم على القواعد، لحماية إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتانياهو. فعلت الإدارة الأمريكية ما فعلته خلال الأشهر الأربعة عشر الماضية، منذ شن إسرائيل حربها الكارثية على غزة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023، إذ دافعت عن إسرائيل وقبلت تفسيراتها كما هي.
التوغلات الرئيسيةجاءت التوغلات الأجنبية الرئيسية الأخرى منذ سقوط الأسد من تركيا، التي سيطرت لفترة طويلة على الأراضي القريبة من حدودها الجنوبية من خلال وكيلها، الجيش الوطني السوري. وفي الاسبوع الماضي، دعمت تركيا الجيش الوطني السوري، وهو مجموعة ميليشيات، بضربات جوية ضد القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال سوريا. وتعتبر تركيا الأكراد السوريين تهديداً أمنياً، وحلفاء محتملين للأقلية الكردية داخل تركيا.
وبينما تحررت سوريا أخيراً من حكم الأسد، إلى جانب داعميه الأجانب، فإن قوى أخرى، وخاصةً إسرائيل، والولايات المتحدة، وتركيا، تتنافس الآن على النفوذ، في حين يتصارع السوريون على كيفية إعادة بناء بلادهم المدمرة. ويستحق السوريون ألا يكونوا بيادق لطموحات الآخرين وصراعاتهم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد
إقرأ أيضاً:
تركيا تستعد لاستضافة ثلاث قمم دولية كبرى عام 2026
تستضيف تركيا خلال عام 2026 ثلاث قمم دولية، تشمل قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 31)، إضافة إلى قمة منظمة الدول التركية.
ومن المقرر أن تُعقد قمة حلف شمال الأطلسي في العاصمة التركية أنقرة خلال يوليو/تموز 2026، في وقت تؤدي فيه تركيا دورا نشطا داخل الحلف وفي عدد من القضايا الإقليمية والدولية، من بينها الحرب الروسية الأوكرانية.
وتأسس الحلف العسكري عام 1949 من 12 دولة، بهدف مواجهة توسّع الاتحاد السوفياتي في أوروبا والعالم في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ويقع مقر الحلف في بروكسل، وبعد توسعه أصبح يضم 32 دولة.
وانضمت تركيا إلى الحلف عام 1952، وتعد ثاني أكبر دولة في الحلف -بعد الولايات المتحدة- من حيث عدد الجنود المشاركين، إذ يبلغ عدد جنودها نحو 440 ألف جندي.
استضافة بعد أزمة مطولة
كما تعتزم تركيا استضافة مؤتمر (كوب 31) للمناخ، حيث ستُعقد القمة في إسطنبول، بينما تُقام الفعاليات الرئيسية في مدينة أنطاليا المطلة على البحر المتوسط، على أن يُعلن لاحقا عن التفاصيل النهائية المتعلقة بالمواعيد والتنظيم.
وتم التوصل إلى اتفاق رسمي يقضي باستضافة تركيا مؤتمر الأطراف الـ31 (كوب 31) المعني بالمناخ عام 2026، منهيا أزمة طويلة حول مكان انعقاد محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ، بعد منافسة استمرت منذ عام 2022 بين أنقرة وأستراليا اللتين تقدمتا بطلبات الاستضافة دون انسحاب أي منهما.
وتعني "كوب" (COP) مؤتمر الأطراف، أي قمة المناخ السنوية التي تعقدها الأمم المتحدة بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وهي المعاهدة الدولية التي أنشئت عام 1992، ودخلت حيز التنفيذ عام 1994، وتشارك فيها 196 دولة، وانضمت إليها تركيا عام 2004.
وتجتمع هذه الدول بشكل سنوي للتفاوض حول كيفية الحد من الاحتباس الحراري، وخفض انبعاثات غازات الدفيئة، ودعم المجتمعات المتضررة بالفعل من آثار المناخ.
إعلانوإلى جانب قادة العالم، يحضر المؤتمر أيضا مفاوضون حكوميون، وعلماء، وقادة من السكان الأصليين، ونشطاء شباب، وصحفيون، وجماعات ضغط، ومنظمات بيئية. وهو من أكبر المنتديات الذي تجتمع فيه أصغر الدول الجزرية وأكبر اقتصادات العالم على طاولة واحدة للتوصل إلى اتفاقيات.
وإلى جانب ذلك، تستضيف تركيا القمة الثالثة عشرة لمنظمة الدول التركية عام 2026، في ظل مكانة محورية تحتلها داخل المنظمة التي تأسست عام 2009 تحت مسمى "مجلس تعاون الدول الناطقة بالتركية"، قبل أن تُعاد تسميتها لاحقا.
وتضم المنظمة حاليا 5 دول أعضاء هي تركيا وأذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان، إلى جانب تركمانستان والمجر وجمهورية شمال قبرص التركية بصفة مراقب.
وتنظر أنقرة إلى استضافة هذه القمم الثلاث باعتبارها فرصة لتعزيز مكانتها بين الدول الفاعلة في الدبلوماسية العالمية، وفق ما أوردت وكالة الأناضول التركية.