افتتح الدكتور شريف الجبلي، رئيس لجنة السلم والأمن بالبرلمان الأفريقي ورئيس لجنة تسيير مكتب الالتزام البيئي والتنمية المستدامة باتحاد الصناعات المصرية، فعاليات مؤتمر "الإنجازات والتطلعات نحو صناعة خضراء مستدامة"، الذي أقيم اليوم ضمن الحفل الختامي لانتهاء المرحلة الثالثة من مشروع التحكم في التلوث الصناعي.

ورحب الجبلي بالدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، مثنيًا على جهودها الكبيرة لدعم القطاع الصناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبالحضور المتميز، ومن بينهم سها الترك، نائب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة البنك الأهلي المصري، وجيدو كلاري، رئيس المركز الإقليمي لبنك الاستثمار الأوروبي لشمال أفريقيا والشرق الأوسط، ولورينزو فينغوت هارينجتون، رئيس قطاع التحول الأخضر والمستدام ببعثة الاتحاد الأوروبي لدى مصر.

وأكد الجبلي أهمية هذا اللقاء الذي يجمع أصحاب المصلحة للاحتفال بالنتائج الإيجابية التي حققها مشروع التحكم في التلوث الصناعي (EPAP) بنهاية مرحلته الثالثة، والتطلع إلى انطلاق برنامج الصناعة الخضراء المستدامة (GSI).

وأشار إلى التحديات البيئية التي تواجهها الصناعات المصرية، مثل التشريعات الدولية، ومنها آلية تعديل حدود الكربون الأوروبية (CBAM)، التي تشكل تحديًا ملموسًا للصناعات والصادرات المصرية، نظرًا لأهمية السوق الأوروبي كمستورد رئيسي للمنتجات المصرية.


وكشف عن جهود التفاوض الجارية تحت مظلة برنامج الأمم المتحدة للبيئة بشأن صياغة صك قانوني دولي ملزم للحد من التلوث البلاستيكي، وما قد يترتب عليه من تحديات على قطاع البتروكيماويات والصناعات البلاستيكية.


وأوضح الدكتور الجبلي أن تطبيق ممارسات وتكنولوجيات مستدامة لخفض المحتوى الكربوني، وترشيد استهلاك الموارد، والحد من التلوث هو السبيل لتعزيز تنافسية الصناعات المصرية.


ولفت إلى أن مكتب الالتزام البيئي والتنمية المستدامة  تعاون من خلال عامي 2022  -2023 مع ادارة مشروع التحكم في التلوث الصناعي EPAPIII  علي اجراء الدراسات الفنية اللازمة لتنفيذ عدد من المشروعات التي تهدف الي خفض الانبعاثات وترشيد الطاقة ومعالجة الصرف الصناعي للقطاعات الصناعية الصغيرة والمتوسطة التابعة لاتحاد الصناعات المصرية.

وأكد الجبلي، أن التحول وتبني سياسات ومفاهيم الاقتصاد الاخضر أصبح ضرورة ملحة في ظل التحديات المختلفة التي يواجهها العالم اليوم سواء كانت تحديات اقتصادية أو بيئية أو اجتماعية، مشيرا إلى أن التنمية المستدامة لا تتحقق فقط بالحلول التكنولوجية ولا بالتشريعات في حد ذاتها ولا بالتمويل منفردا ولكن في حقيقة الامر يستلزم الوصل الي تحقيق اهداف التنمية المستدامة تضافر وتكامل المجهودات القطاعية المختلفة.


وأوضح الجبلي، أن إطلاق برنامج الصناعات الخضراء المستدامة اليوم الذي يأتي تزامننا مع تفضل معالي الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بالموافقة علي زيادة رأس مال القرض الدوار وزيادة الحد الاقصي للتمويل للمنشأة الواحدة يمثل فرصة حقيقية للقطاع الصناعي يجب الاستفادة القصوي منها، حيث تتلاقي اشتراطات التمويل الخاصة بمشروع الصناعات الخضراء المستدامة مع الاهداف التمويلية لاتفاقية القرض الدوار من حيث العمل  علي تمويل:
-    التكنولوجيات المتعلقة بالالتزام البيئي للصناعة
-    التكنولوجيات المتعلقة بترشيد الطاقة والطاقة المتجدده
-    التكنولوجيات المتعلقة بتطبيقات ادراة المخلفات
-    تكنولوجيات الاقتصاد الاخضر


واستعرض الجبلي، ما تم انجازة في إطار اتفاقية القرض الدوار منذ عام 2005، كاشفاً أنه بلغ عدد المشروعات التي حصلت على موافقة  اللجنة التنفيذية للاتفاقية 480  مشروع بإجمالي تمويل 900  مليون جنيه وذلك لتنفيذ مشروعات ذات عائد بيئي واقتصادي باجمالي استثمارات مليار و170 مليون جنية مصري، فعلي سبيل المثال، تم تطبيق  وتمويل 60 مشروع لتنفيذ تكنولوجيات ترشيد كفاءة الطاقة وتطبيقات الطاقة المتجددة بإجمالي تمويل 120 مليون جنيه مصرى مع تحقيق العائد البيئي  متمثل في تحقيق وفر في استهلاك الطاقة الكهربية 12 مليون ومائة الف كيلووات ساعة/سنة وخفض إنبعاثات ثانى أكسيد الكربون بمقدار  5164 طن سنوياً

وأوضح أنه تم تمويل أكثر من 40 مشروع لتنفيذ تكنولوجيات إعادة تدوير المخلفات بإجمالى استثمارات حوالي 150 مليون جنيه مصرى مع تحقيق العائد البيئي الناتج من إعادة التدوير.

وكشف أن نسبة المشروعات المنفذة بالقاهرة الكبري  بلغت  29%، بالصعيد 17%، بالاسكندرية 19%، الدلتا 30% و5% بمدن القناه.

وفيما يخص الخدمات الفنية فإن مكتب الالتزام البيئي يعمل علي تقديم الدعم الفني وبرامج بناء القدرات للمنشأت الصناعية ف مجالات التنمية المستدامة المختلفة حيث يقوم المكتب بـ:
-    التعاون مع وزارة البيئة في تعريف المجتمع الصناعي بآليات الاسواق الطوعية للكربون
-    اعداد دراسات قياس البصمة الكربونية للشركات 
-    اعداد تقارير الابلاغ الخاصة بتشريع ال CBAM  
-    اعداد تقارير الاستدامة 
-    بناء قدرات الشركات الصناعية في مجال تطبيقات الاقتصاد الدائري

وتم عمل مراجعات مبدئية وتفصيلية للطاقة لعدد 480 منشأة لتحديد فرص ترشيد الإستهلاك بالإضافة إلى تنفيذ برامج إدارة الطلب على الطاقة فى الصناعة وتطبيق سياسات الإستخدام الأكفأ للطاقة على أساس معيار أيزو 50001 لإدارة الطاقة.

واختتم  الجبلي كلمته بالتأكيد على أن تبني سياسات الاقتصاد الأخضر أصبح ضرورة في ظل التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، مشددًا على أهمية تضافر الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزيرة البيئة اتحاد الصناعات المصرية شريف الجبلي صناعة خضراء المزيد التنمیة المستدامة الصناعات المصریة

إقرأ أيضاً:

الفوضى الخلّاقة الشاملة: مشروع صهيوني لتحقيق الهيمنة

راهن بعض الناس، حتى من أبناء الجاليات المسلمة في أمريكا الذين منحوا أصواتهم للرئيس دونالد ترامب، على وعوده بوقف الإبادة الجماعية في غزة، وهي إبادة لم يشهد التاريخ لها مثيلا، وعلى إنهاء الحروب المشتعلة في العالم. لكن، ويا للأسف، لم يتحقق شيء من ذلك، بل ازداد العالم اشتعالا، وتوسّعت رقعة الحروب والكوارث، واكتملت فعلا حلقات الفوضى الخلاقة للصهاينة، والهدامة لكل القيم والإنسانية.

فالإبادة في غزة مستمرة بأشد صورها، والإغاثة الإنسانية تحوّلت إلى فخاخٍ قاتلة تُستدرج إليها بطون الجوعى ليُبادوا عندها، في مشهد لا تكاد تصدقه الضمائر الحيّة. معدل القتل بلغ مستويات مرعبة، حيث يقدَّر عدد الشهداء والجرحى بأكثر من مئتي ألف، فيما تتفاقم المجاعة والأمراض بصورة خطيرة تهدد وجود الجيل بأكمله في غزة.

نحن نشهد في هذا العصر، عملية قتل ممنهجة، وإبادة شاملة تستهدف نحو مليونين ونصف المليون من المدنيين في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، في ظل صمت دولي مخزٍ. دُمِّرت البيوت والمنازل والمساجد والمستشفيات والمدارس والكنائس، بل حتى الخيام والملاجئ المؤقتة لم تسلم من آلة القتل. كل ذلك يحدث تحت مرأى ومسمع من العالم الذي يدّعي التحضّر، وبأسلحة فتاكة أمريكية وغربية، وبغطاء سياسي سافر من بعض الدول الغربية.

لقد انهارت في هذا العالم المعايير الأخلاقية والقوانين الإنسانية، ولم يعد للأمم المتحدة أيّ دور يُذكَر، حتى في حماية مؤسساتها الأممية كالأونروا. أما هذه الفوضى الشاملة، فهي جزء من مشروع صهيوني قديم، قائم على مبدأ "الفوضى الخلاقة"، والذي يهدف إلى إسقاط كل الضوابط والحدود التي يمكن أن تحدّ من تغوّلهم، حتى يصبحوا فوق القانون، وفوق الأخلاق، وفوق كل المحاسبة.

وهذا ما نشهده اليوم: حكومة متطرفة في كيان الاحتلال، يتزعمها نتنياهو، تصول وتجول وتفعل ما تشاء في غزة، وتقتل من تشاء في لبنان وسوريا واليمن والعراق، وأخيرا في إيران، من دون رادع أو محاسبة.

أما المواقف الدولية، فتنقسم إلى ثلاثة أنماط:

- تأييد مطلق ودعم مباشر سياسيا وعسكريا ولوجستيا، كما هو الحال مع الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية.

- دعم خفي أو صمت مدوٍّ، كما تمارسه معظم دول العالم.

- إدانة لفظية خجولة من بعض الدول العربية والإسلامية، بلا أي ضغط سياسي أو اقتصادي فعّال، وكأنّها تواسي الضمير لا أكثر.

هذا الانحدار الأخلاقي، وهذه الازدواجية في المعايير، حسب سنن الله تعالى، مؤذنةٌ بخراب هذه الحضارة المادية الظالمة، التي صار لها وجهان كاذبان، ولسانان متناقضان. إنه تسارع نحو نهايتها، ونهاية مشروع الإفساد الصهيوني العالمي
هذا الانحدار الأخلاقي، وهذه الازدواجية في المعايير، حسب سنن الله تعالى، مؤذنةٌ بخراب هذه الحضارة المادية الظالمة، التي صار لها وجهان كاذبان، ولسانان متناقضان. إنه تسارع نحو نهايتها، ونهاية مشروع الإفساد الصهيوني العالمي، كما بشّرنا القرآن الكريم، حين أخبرنا أن نهاية الظالمين تبدأ بانكشاف جرائمهم، وبتحوّل وجوههم إلى السواد، وتنفير القلوب منهم، فتبدأ الأمم المتحالفة معهم برفضهم والتبرؤ من تصرفاتهم، وتنقلب الموازين.

بقاء هؤلاء المجرمين واستمرار هيمنتهم لم يكن ليحصل لولا خذلان الأمة، وتفريطها بأوامر الله، وانحرافها عن نهيه. وقد نُزع من قلوب كثير من قادتها الإحساس بكرامة الأمة، وباتوا يكتفون ببيانات الإدانة، دون أن يستخدموا أي ورقة ضغط، من المقاطعة السياسية والاقتصادية، إلى إعادة تقييم العلاقات الدولية.

وما يؤلمنا أشد الألم، مع مشاهد الإبادة اليومية في غزة، هو صمت العالم الذي يسمي نفسه متحضرا، بل وتواطؤ بعضه، إذ يُشرعن القتل ويغطي عليه. ولكن ما هو أكثر إيلاما، هو موقف معظم دولنا الإسلامية والعربية، التي لم تخرج عن دائرة الإدانة اللفظية، ولم تلوّح حتى بالحد الأدنى من أوراق الضغط، لا السياسية ولا الاقتصادية ولا حتى الدبلوماسية، وأشد إيلاما هو تعاون بعض الدول العربية -ومعهم بعض من يدعي العقيدة الصحيحة!!- بل دعمهم لأعداء الدين والعروبة، فأين الدين والمبادئ والجسد الواحد والعقيدة والولاء والبراء؟ وأين العروبة والشهامة والمرجلة، والأمة العربية الواحدة؟!

إنها مأساة حضارية وإنسانية، نعيشها أمام أعيننا، في ظل عالم متوحّش فقد ضميره، وأمة مخذولة فرّطت في قيمها، فاستُبيح دمها وديارها.

والله المستعان.

مقالات مشابهة

  • نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة يطلق المرحلة الثانية من التكامل الصناعي بين المملكة والبحرين
  • الفوضى الخلّاقة الشاملة: مشروع صهيوني لتحقيق الهيمنة
  • إنطلاق المرحلة الثانية من التكامل الصناعي بين المملكة والبحرين
  • برلمانية: تأمين الطاقة محور رئيسي لاستقرار الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة
  • ترشيد الكهرباء والطاقة الشمسية في العاصمة الإدارية الجديدة.. خطة حكومية شاملة لتحقيق الاستدامة
  • جدة.. إطلاق مشروع "المباني المستدامة" لخفض استهلاك الطاقة ودعم البيئة
  • التنمية الاجتماعية بالبريمي تعرف بخدماتها الرقمية
  • شراكة جزائرية – عُمانية واعدة في المجال الصناعي
  • «البحوث الزراعية» يوقع مذكرتي تفاهم لدعم التنمية الزراعية المستدامة
  • الضّب العربي.. من الكائنات البرية التي تسهم في التوازن البيئي بمنطقة الحدود الشمالية