نائب رئيس جامعة الأزهر: الرجال والنساء تحملوا عبء الدعوة مع النبي
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
شهد الدكتور رمضان عبد الله الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، ندوة تثقيفية حول" مجابهة العنف ضد المرأة والتطرف " بكلية الاقتصاد المنزلي بطنطا، بالتعاون مع إدارة رعاية الطلاب بأمانة وجه بحري، ومرصد الأزهر، وفرع المجلس القومي للمرأة بكفر الشيخ .
تأتي الندوة في إطار مبادرة رئاسة الجمهورية (بداية)، وبرعاية كريمة من الدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة، والدكتور رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري.
وفي كلمته بين الصاوي، أن الله-سبحانه وتعالى- كرم بني آدم جميعًا "ذكرًا وأنثى "مستشهدًا بقوله تعالى: " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا" كما ساوي الله-سبحانه وتعالى- بين النوعين في الجزاء على العمل " فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ"، كما أن الله-سبحانه وتعالى- رد الخلق جميعا إلى الذكر والأنثي " ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".
وأوضح أن دور المرأة المشاركة في كل شيء مستدلًا بحادث النبوة حين أسرع النبي-صلى الله عليه وسلم- إلى زوجته خديجة -رضي الله عنها-، ودخل خائفًا يرتجف ينادي: " زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عنْه الرَّوْعُ، فَقالَ: يا خَدِيجَةُ، ما لي؟ وأَخْبَرَهَا الخَبَرَ، وقالَ: قدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي، فَقالَتْ له: كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا؛ إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ".
وأضاف أن الرجال والنساء تحملوا عبء هذه الدعوة مع النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-، حينما قال: " خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء "، كما أن النساء هاجرن إلى الحبشة، وكان من بينهم من حضر بيعة العقبه"، كما أن أم سلمة خرجت لتهاجر فمنعها أهلها وأخذوا ولدها " قالت: فتجاذبوا ابني سلمة بينهم، حتى خلعوا يده وانطلق به بنو عبد الأسد، وحبسني بنو المغيرة عندهم، انطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة، قالت: ففرقوا بيني وبين زوجي وبين ابني، قالت: فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالأبطح، فما أزال أبكي حتى أمسي، سنة أو قريبا منها، حتى مر بي رجل من بني عمي أحد بني المغيرة، فرأى ما بي، فرحمني، فقال لبني المغيرة: ألا تحرجون من هذه المسكينة؟ فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها، قالت: فقالوا لي: الحقي بزوجك إن شئت".
وأكد الصاوي، أن الاسلام حين جاء أنصف المرأة وأعطاها حقوقها المهضومة قبل ذلك في الجاهلية، مستدلًا بقوله تعالى: "وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم".
وتابع: للمرأة حقًا في أن تكون لها ذمة مالية مستقلة، ويكون لها نسب يتصل بأهلها، وهذا لا يعترف به الغرب، كما كانوا في الجاهلية يحرمونها من حقوقها "مستشهدًا بما حدث عندما توفي سعد بن الربيع وعدى أخوه على ماله، وجاءت امرأة سعد بن الربيع بابنتيها من سعد ، فقالت : يا رسول الله ، هاتان ابنتا سعد ، قتل أبوهما معك يوم أحد شهيدا ، وإن عمهما أخذ مالهما ، فلم يدع لهما مالا ، ولا تنكحان إلا ولهما مال ، قال : يقضي الله في ذلك . فأنزلت آية المواريث ، فبعث إلى عمهما فقال : أعط ابنتي سعد الثلثين ، وأعط أمهما الثمن ، وما بقي فهو لك.
وأكد أن الإسلام حرم العنف ضد المرأة، فأوصى الفاتحين ألا يقتلوا شيخًا ولا امرأة ، كما مر صلى الله عليه وسلم في غزوة فوجد امرأة مقتولة، فغضب غضبًا شديدًا، وأنكر ذلك.
ومن جانبها قالت الدكتورة شرين جلال محفوظ، عميدة الكلية، إن مثل هذه اللقاءات التي تقام بالكلية وتدعمها رعاية الطلاب بالجامعة والوجه البحري، نافذة على عالم رحب تتطلع فيه الطالبات إلى الفهم العميق للقضايا المعاصرة مما تعم به الفائدة.
واكدت على حرص الجامعة بتخريج شباب قادرٍ على معاصرة كل ما هو جديد، محافظ على القيم والمبادئ تحت مظلة الكتاب والسنة.
من جانبه استعرض الدكتور محمد بناية، مشرف وحدة التطوير والمتابعة بمرصد الأزهر الشريف، صورًا من الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة الفلسطينية؛ لاسيما في ظل استمرار الصمت الدولي وازدواجية المعايير الغربية، والتي تنوعت بين العنف الجسدي، والنفسي، والاجتماعي، وهى تعيش حالة من عدم الاستقرار والقلق المستمر والخوف الدائم، نتيجة التهجير القسري، وقصف المنازل، وتدمير البنية التحتية، وبهذا تتخطى تحديات المرأة الفلسطينية أُطر الحياة اليومية.
فيما ناقش الدكتور عبد الله عابدين، مشرف وحدة الرصد باللغة الإنجليزية بمرصد الأزهر الشريف مفهوم "الإسلاموفوبيا سبب في معاناة المرأة في أوروبا"و تداعيات ظاهرة إرهاب الإسلام على أبناء الجالية الإسلامية وبخاصة النساء والأطفال، إذ تحول الخوف المرضي من الإسلام إلى ممارسة التمييز والعنصرية ضد المسلمين لمجرد كونهم مسلمين.
وأضاف أن تنظيمات اليمين المتطرف تستغل الأزمات البيئية والمجتمعية، في نشر أفكارها العنصريَّة واستقطاب عدد كبير من الشباب، والترويج للأيديولوجية المتطرفة، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات ضد اللاجئين والأجانب، مستغلة بعض الأزمات كسلاحٍ ضد الأجانب بشكلٍ عام والمُسلمين بشكل خاص.
فيما تناول الدكتور إيهاب شوقي، مشرف وحدة التقارير الدورية بالمرصد، الحديث عن إساءة التنظيمات الإرهابية استغلال المرأة؛ لاسيما بعد أن تبين أن أعداد النساء في صفوف تنظيم داعش الإرهابي تشكل نحو (15%) من إجمالي عناصر التنظيم، موضحًا أن ذلك اتضح بعد ضعف التنظيم عام 2015م.
و من هذا المنطلق حرص المرصد على إصدار كتاب باسم (النساء في صفوف الجماعات المتطرفة)، ثم انتقل للحديث عن أساليب استقطاب التنظيمات الإرهابية للنساء، وكيفية الوقاية منها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جامعة الأزهر مرصد الأزهر كلية الاقتصاد المنزلي طالبات الأزهر المجلس القومي للمرأة المزيد
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر يلقي محاضرة عن كتابة الرسائل العلمية لباحثي تتارستان
ألقى الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، محاضرة علمية خلال الدورة التدريبية التي تنظمها جامعة الأزهر لطلاب الدراسات العليا في أكاديمية بلغار الإسلامية بجمهورية تتارستان بروسيا الاتحادية في ضوء مذكرة التعاون الموقعة بين الجامعة وأكاديمية بلغار الإسلامية، وكانت المحاضرة تحت عنوان: "الاستشارات البحثية وكتابة الرسائل العلمية».
يأتي ذلك في إطار حرصه الدائم على اللقاءات العلمية، وتأكيدًا على عالمية رسالة الأزهر الشريف برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
وخلال المحاضرة رحَّب الدكتور سلامة داود بباحثي تتارستان في رحاب جامعة الأزهر كعبة العلم وقبلة العلماء من جميع أنحاء العالم.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة؛ فأول آية نزلت على المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كانت: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾.
وبيَّن رئيس جامعة الأزهر أن البحث يعني التنقيب والتفتيش قال تعالى في كتابه الكريم: ﴿فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ﴾ فينبغي أن يراعي الباحث في مختلف العلوم الشرعية والعربية أن تكون مصادره من المصادر المعتبرة وفي مقدمتها كتاب الله تعالى، يتبع ذلك في المصادر كتب التفسير، ثم يأتي بعد ذلك كتب الحديث النبوي، ثم يجوز للباحث أن يضيف ما يحتاج إليه من المصادر حسب حاجاته.
وحث رئيس جامعة الأزهر باحثي تتارستان على الجد والاجتهاد في طلب العلم، وأن يتعاملوا مع المخطوطات العلمية برفق وأدب.
وقال رئيس جامعة الأزهر إنه من الأدب في طالب العلم ألا يتخذ الكتاب سنادًا كما أنه لا يجوز لطالب العلم الذي يستعير كتابًا أن يعْبث فيه، وأن يخطط فيه بالقلم.
وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن الباحث الذي يهتم بالأمور السطحية لا يسمى باحثًا، مؤكدًا أن الأصل في البحث العلمي أن يتضمن الجديد والحديث في مختلف فنون العلم والمعرفة.
ووجه رئيس جامعة الأزهر باحثي تتارستان إلى زيارة المكتبة المركزية بالجامعة من أجل الاستفادة من الأبحاث العلمية ورسائل الماجستير والدكتوراه، كما طالبهم بزيارة كلية الدراسات العليا، والاطلاع على قاعدة بيانات الرسائل العلمية في مجالات: اللغة العربية، وأصول الدين، والشريعة والقانون.
وحث رئيس جامعة الأزهر الباحثين على الاطلاع على الأبحاث العلمية والرسائل والكتب في مركز تحقيق التراث في جامعة الأزهر بهدف تعظيم الاستفادة العلمية في مختلف المجالات العلمية.
من ناحية أخرى، ألقى الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، محاضرة علمية تحت عنوان: "تاريخ الجامع الأزهر- والمذاهب الإسلامية" تحدث خلالها عن تاريخ الأزهر جامعًا وجامعةً على مدار أكثر من ألف عام في نشر قيم الوسطية ومبادئ الاعتدال.
وتحدث عن المذاهب الفقهية: الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي وغيرهم من المذاهب، مبينًا أن اختلاف المذاهب رحمة، لافتًا إلى أن سر بقاء الأزهر الشريف شامخًا على مدار أكثر من عشرة قرون من الزمان هو تدريسه لجميع المذاهب الفقهية مما يعكس وسطية المنهج الأزهري عبر القرون.
جاء ذلك بحضور الدكتور عمرو بسيوني منسق التعاون الدولي بين جامعة الازهر وأكاديمية بلغار الاسلامية وعضو مركز التميز الدولي والتطوير المؤسسي بالجامعة.