تعاونت المسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي والسفارة الألمانية في دولة الإمارات و«مبادرة حوار المناخ» في تنظيم جلسة بعنوان «تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة لقيادة إزالة الكربون من سلاسل التوريد في الصناعات الثقيلة»، جمعت عدداً من صناع القرار وخبراء الصناعة وقادة الشركات الصغيرة والمتوسطة، لتطوير استراتيجيات عملية تهدف إلى إزالة الكربون من سلاسل التوريد في القطاع الصناعي، وخاصة سلاسل توريد الصناعات الثقيلة.

وركَّز الحوار على أهمية دور الشركات الصغيرة والمتوسطة في تعزيز الممارسات المستدامة في قطاع التصنيع. وسلطت النقاشات الضوء على موضوعات التمويل الأخضر والابتكار التكنولوجي وآليات الإبلاغ المعيارية، بهدف مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على مواجهة تحديات تقليل البصمة الكربونية، ودمج ممارسات الاستدامة في سلاسل التوريد.

ووفقاً لوزارة الاقتصاد، تمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة أكثر من 94% من الشركات العاملة في الدولة، وتوظف 86% من القوى العاملة الوطنية. وفي ضوء هذا الدور المحوري، استكشفت الفعالية طرقاً لتمكين هذه الشركات من تبني ممارسات مستدامة، والتغلب على العقبات الحالية، والإسهام الفاعل في إزالة الكربون من قطاع التصنيع.

وقالت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي: «الشركات الصغيرة والمتوسطة ليست مجرد جزء من الحل، بل هي محرك رئيسي للابتكار والمرونة في رحلتنا نحو إزالة الكربون. إلا أنها تواجه تحديات فريدة، مثل صعوبة الحصول على التمويل الأخضر والتعامل مع تعقيدات الأطر التنظيمية. ومن خلال هذه الفعالية، نهدف إلى تزويد هذه الشركات بالأدوات والأطر والفرص التي تمكنها من تقليل الانبعاثات، وبناء سلاسل توريد مرنة، والإسهام بفعالية في تحقيق أهداف الحياد المناخي».

وقال سعادة ألكسندر شونفيلدر، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى دولة الإمارات: «الشركات الصغيرة والمتوسطة هي العمود الفقري للاقتصاد العالمي، ومع ذلك تواجه تحديات تشمل محدودية الوصول إلى رأس المال والخبرات والتكنولوجيا الخضراء. وعلى الرغم من هذه العقبات، فإن مرونتها وروحها الريادية تجعلها عنصراً أساسياً في إزالة الكربون من سلاسل التوريد في الصناعات الثقيلة. ومن خلال السياسات المناسبة، يمكننا تمكين هذه الشركات من تقليل الانبعاثات وتعزيز الاستدامة في سلاسل التوريد، ما يساعدها على الازدهار في الاقتصاد الأخضر، ويحفز الابتكار ويخلق فرص العمل ويعزيز الاستدامة في النظام الصناعي بأكمله».

وقال سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة إمستيل: «تعد الشركات الصغيرة والمتوسطة دعامة أساسية لاقتصاد دولة الإمارات، ونحن في إمستيل نفخر بالمشاركة في هذا الحوار المهم. وبصفتي رئيساً مشاركاً لتحالف إزالة الكربون من الصناعة وقائداً في إنتاج الفولاذ المستدام، ندرك أهمية التعاون لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في تبني ممارسات أكثر استدامة. ومن خلال التواصل مع الجهات المعنية وتوفير التدريب للموردين وتزويد الشركات الصغيرة والمتوسطة بالمعرفة اللازمة للامتثال للوائح الاستدامة وتبني مصادر مسؤولة، نسعى إلى تعزيز الشفافية والممارسات الأخلاقية بما يتماشى مع التزامنا بحماية البيئة».

وشارك في الفعالية 49 من ممثلي القطاعين العام والخاص، وتضمنت جلسة نقاشية مع قادة الصناعة، منهم بافان تشيلوكوري، الرئيس العالمي لحلول احتجاز الكربون واستخدامه في شركة «هولسم تكنولوجي»، والدكتور ديميتريوس ديميتريو، نائب الرئيس للاستدامة والحوكمة البيئية والاجتماعية في مجموعة إمستيل، وأدريان دولان، المؤسسة لشركة سستين جلوبال، والدكتور توماس سولاس، رئيس التكنولوجيا في مركز الابتكار التابع لشركة سيمنز للطاقة في أبوظبي.

وناقش المشاركون أبرز التحديات والفرص التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة في جهودها لإزالة الكربون، وشملت الفعالية ورش عمل تفاعلية تمخضت عن توصيات عملية لتعزيز الوصول إلى التمويل الأخضر، وتبني التقنيات المتقدمة، وتحسين آليات جمع البيانات المتعلقة بالانبعاثات وإعداد التقارير والتحقق منها.

وتتعاون المسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي مع السفارة الألمانية في دولة الإمارات و«مبادرة حوار المناخ» لنشر تقرير يلخص النتائج الرئيسية والتوصيات السياسية للفعالية. وسيتناول التقرير التحديات القائمة في إزالة الكربون من سلاسل التوريد، ويحدد فرص التعاون، ويبرز الظروف اللازمة لتحقيق التقدم. وسيناقش التقرير مع صناع القرار والخبراء في كل من دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا الاتحادية لتعزيز التعاون الثنائي وإثراء المبادرات المستقبلية.

وتعكس هذه الفعالية التزام المسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي بتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة لتلعب دوراً فاعلاً في إزالة الكربون. وتوفر سلسلة الجلسات الاستشارية للمسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي، منصة تجمع الأطراف المعنية من مختلف القطاعات للتعاون في معالجة قضايا محددة، بهدف تطوير حلول عملية وتوصيات لسياسات تدعم نمو الاقتصاد الأخضر.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: المستقلة لدولة الإمارات العربیة المتحدة الشرکات الصغیرة والمتوسطة فی فی إزالة الکربون للتغیر المناخی

إقرأ أيضاً:

“تيلداين” العالمية تفتتح منشأة لتصنيع حساسات كشف الغازات في الدمام بالتعاون مع “IDS”

أعلنت شركة Teledyne Gas & Flame Detection، إحدى الشركات العالمية الرائدة في تقنيات كشف الغازات والحرائق، عن افتتاح منشأة صناعية جديدة في مدينة الدمام على مساحة 699 مترًا مربعًا، بالشراكة مع شركة الحلول الصناعية للكشف (IDS)، لتصنيع حساسات متطورة للغازات السامة والقابلة للاشتعال.

وتهدف هذه الخطوة إلى دعم توطين الصناعة في قطاع الطاقة، عبر إنتاج أجهزة تُستخدم في منشآت النفط والغاز والبتروكيماويات والغاز الطبيعي المُسال، وذلك ضمن جهود الشركة لتعزيز حضورها في السوق الإقليمي.

دعم لبرنامج “اكتفاء” وتحفيز سلاسل الإمداد المحلية

وقالت الشركة في بيان صحفي، إن المشروع يأتي متماشيًا مع أهداف برنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية داخل المملكة (In-Kingdom Total Value Add - IKTVA)، التابع لوزارة الطاقة، والذي يهدف إلى توطين الصناعة وتنمية المحتوى المحلي في سلاسل إمداد قطاع النفط والغاز.

 وأكدت Teledyne GFD أن نقل التصنيع إلى داخل المملكة سيُسهم في تقليص أوقات التسليم، ورفع كفاءة سلاسل الإمداد، وتسهيل الوصول إلى منتجاتها من قبل العملاء في الشرق الأوسط.

تصنيع طرازات متقدمة لبيئات صناعية شديدة التحدي

وستنتج المنشأة الجديدة ثلاثة أنواع رئيسية من حساسات الغازات:

       •      DM-700: يستخدم تقنية كهروكيميائية للكشف عن الغازات السامة ونقص الأوكسجين.

       •      FP-700: يعتمد على تقنية الحبيبات التحفيزية لرصد الغازات القابلة للاشتعال.

       •      IR-700: يستخدم تقنية الأشعة تحت الحمراء غير المشتتة (NDIR) لاكتشاف الهيدروكربونات القابلة للاشتعال.

وتم تصميم جميع هذه الحساسات للعمل بكفاءة عالية في الظروف الصناعية القاسية.

شراكة استراتيجية تدعم السلامة الصناعية

من جانبه، صرّح توماس مولر، نائب رئيس المبيعات والتسويق في Teledyne GFD، قائلاً: “نحن فخورون بإطلاق هذه الشراكة الاستراتيجية مع IDS، والتي تقرّبنا من عملائنا في المنطقة وتُمكّننا من تسليم منتجاتنا بسرعة وكفاءة أعلى. المنتجات التي سيتم تصنيعها في المملكة ستحقق قيمة مضافة حقيقية لقطاع الطاقة، وتعكس التزامنا بدعم ثقافة السلامة الصناعية في المنطقة.”

وأضاف مولر: “نشعر بالفخر للمشاركة في مسيرة المملكة الطموحة نحو التقدم الصناعي والاقتصادي، ونتطلع إلى مستقبل مشترك مليء بالنجاحات.”

الافتتاح الرسمي في 19 يونيو الجاري

من المقرر أن يُقام حفل الافتتاح الرسمي لمنشأة التصنيع في 19 يونيو 2025، بحضور شركاء الصناعة والموردين والجهات الحكومية المعنية.

اخبار السعوديةاخر اخبار السعوديةشركة تيلداينقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • العراق يطالب بـشفافية وعدالة ويعرض استضافة ملحق كاس العالم
  • فيلم فلو يتجاوز 57 مليون دولار في إنجاز غير مسبوق للرسوم المتحركة
  • بادِر يضخ استثماراً استراتيجيا لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة
  • مجلس الشيوخ الأميركي يقرّ إزالة اسم سوريا من قائمة “الدول المارقة”
  • موقف المنتخبات العربية الآسيوية قبل الجولة الأخيرة من تصفيات المونديال
  • الشيخة فاطمة تهنئ قرينات ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية والإسلامية بعيد الأضحى المبارك
  • الرئيس الشرع يتلقى برقية تهنئة من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة عيد الأضحى المبارك
  • شيخة الظاهري: أبوظبي في طليعة الجهود العالمية للحد من التغير المناخي
  • “تيلداين” العالمية تفتتح منشأة لتصنيع حساسات كشف الغازات في الدمام بالتعاون مع “IDS”
  • آمنة الضحاك: جهود رائدة للإمارات في الحد من التلوث البلاستيكي وطنياً وعالمياً