كنوز وأسرار تحت الأمواج.. مغامرات العالم الخفي في أعماق البحر الأحمر
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعماق البحر الأحمر يعد عالماً آخر، عالمًا يزخر بالحياة والجمال، حيث تتراقص الأسماك الملونة برشاقة وسط الشعاب المرجانية، عالمًا تسبح السلاحف ببطء شديد وكأنها تحلق في الهواء، هذا العالم ليس خيالًا، بل هو واقع مدهش يعيشه البحر الأحمر، الذي يعتبر واحداً من أغنى البحار في العالم بالتنوع البيولوجي.
البحر الأحمر، هذا الشريط المائي الذي يفصل بين قارتي آسيا وأفريقيا، هو موطن لأكثر من 1000 نوع من الأسماك، و200 نوع من الشعاب المرجانية، وعدد لا يحصى من الكائنات البحرية الأخرى.
تنفرد بيئة البحر الأحمر بخصائص فريدة تجعله ملاذاً آمناً للحياة البحرية، حيث تتميز مياهه بالدفء والوضوح، وتوفر الشعاب المرجانية مأوى وغذاءً للكثير من الكائنات البحرية.
وللحفاظ على هذا الكنز الطبيعي، تم تطوير نظام ربياني متكامل يعمل على إدارة موارد البحر الأحمر بشكل مستدام، يعتمد هذا النظام على مجموعة من القوانين واللوائح التي تحظر الصيد الجائر، وتحدد مناطق محمية للحياة البحرية، وتشجع على ممارسات الصيد المستدامة.
عند الغوص في أعماق البحر الأحمر، تشعر وكأنك قد دخلت إلى عالم آخر، تتفتح أمامك لوحة فنية خلابة من الألوان والأشكال، حيث تتنافس الشعاب المرجانية بألوانها الزاهية، وتسبح الأسماك بأسرابها الملونة، يمكنك أن تشاهد السلاحف البحرية وهي تسبح ببطء، وأشعة الشمس تتسلل عبر المياه الصافية لتضيء على عالم تحت الماء.
يعتبر البحر الأحمر مصدراً هاماً للسياحة، حيث يأتي إليه الزوار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بجمال الحياة البحرية.
كما أنه يوفر فرص عمل للصيادين والغواصين، لذلك فإن الحفاظ على البحر الأحمر ليس مجرد واجب بيئي، بل هو أمر حيوي للاقتصاد والسياحة في المنطقة.
البحر الأحمر هو كنز طبيعي يجب علينا حمايته وحفظه للأجيال القادمة، من خلال تطبيق نظام ربياني فعال، والوعي بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية، يمكننا أن نضمن استمرار هذا العالم الساحر تحت الماء للأبد.
ندعو الجميع إلى المساهمة في الحفاظ على البحر الأحمر من خلال:
الالتزام بالقوانين واللوائح التي تحمي البيئة البحرية - ممارسة الصيد المستدام.- تجنب التلوث البحري - التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأسماك التنوع البيولوجي أعماق البحر الحياة البحرية السلاحف البحرية الشعاب المرجانية القوانين واللوائح الكائنات البحرية تحت الماء الشعاب المرجانیة البحر الأحمر الحفاظ على
إقرأ أيضاً:
علماء من «كاوست» يقدمون دراسة تؤكد جفاف البحر الأحمر قبل 6 ملايين سنة
قدّم علماء من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، دليلًا قاطعًا يُظهر أن البحر الأحمر جفّ بالكامل قبل نحو 6,2 ملايين سنة، قبل أن يُعاد ملؤه فجأة بفيضان كارثي هائل من المحيط الهندي، ونُشرت نتائج الدراسة في المجلة العلمية Communications Earth & Environment، لتضع حدًا زمنيًا دقيقًا لحَدثٍ جيولوجي كبير غيّر بشكل دائم معالم البحر الأحمر.
وباستخدام التصوير الزلزالي وأدلة الأحافير الدقيقة وتقنيات تحديد العمر الجغرافي الكيميائي، أظهر الباحثون في (كاوست) أن هذا التغيّر الهائل حدث في فترة لا تتجاوز مئة ألف عام وهي فترة قصيرة جدًا بالنسبة لحدث جيولوجي ضخم، فقد تحوّل البحر الأحمر من بحرٍ متصل بالبحر الأبيض المتوسط إلى حوضٍ جافٍ مليء بالأملاح، قبل أن يتسبب فيضان ضخم في اختراق الحواجز البركانية وفتح مضيق باب المندب ليُعيد اتصال البحر الأحمر بالمحيطات العالمية.
وقالت الدكتورة الباحثة الرئيسة في (كاوست) تيهانا بنسا: "تكشف نتائجنا أن حوض البحر الأحمر يُسجل أحد أكثر الأحداث البيئية تطرفًا على وجه الأرض، إذ جفّ بالكامل، ثم غُمر فجأة قبل نحو 6,2 ملايين سنة، ولقد غيّر ذلك الفيضان شكل الحوض وأعاد الحياة البحرية إليه، مؤسسًا الاتصال الدائم بين البحر الأحمر والمحيط الهندي".
وأضافت: "في البداية كان البحر الأحمر متصلًا من الشمال بالبحر الأبيض المتوسط عبر حاجز ضحل لكن هذا الاتصال انقطع؛ مما أدى إلى جفاف البحر الأحمر وتحوله إلى صحراء ملحية قاحلة، وفي الجنوب بالقرب من جزر حنيش، كانت سلسلة بركانية تفصل الحوض عن مياه المحيط الهندي، وبعد حوالي 6,2 مليون سنة مضت اندفعت مياه المحيط الهندي عبر هذا الحاجز في فيضان كارثي، نحت خندقًا بحريًا يبلغ طوله نحو 320 كيلومترًا، ما زال مرئيًا حتى اليوم في قاع البحر".
موضحة أنه سرعان ما امتلأ الحوض مجددًا لتغمر المياه السهول الملحية، وتُعيد الظروف البحرية الطبيعية خلال أقل من مئة ألف سنة, وقد حدث ذلك قبل نحو مليون سنة من الفيضان الشهير الذي أعاد ملء البحر الأبيض المتوسط (فيضان زانكلي)، مما يمنح البحر الأحمر قصة فريدة عن ولادته من جديد.
وتكوَّن البحر الأحمر نتيجة انفصال الصفيحة العربية عن الصفيحة الأفريقية قبل نحو 30 مليون سنة، وفي بدايته كان عبارة عن وادي صدعي ضيق مليء بالبحيرات، ثم اتّسع تدريجيًا ليصبح خليجًا واسعًا عندما غمرته مياه البحر الأبيض المتوسط قبل 23 مليون سنة.
وازدهرت الحياة البحرية آنذاك، كما يتضح من الشعاب المرجانية الأحفورية الممتدة على الساحل الشمالي قرب ضبا وأملج، لكن مع مرور الوقت أدت الحرارة العالية وضعف دوران المياه إلى زيادة الملوحة، مما تسبب في انقراض الكائنات البحرية بين 15 و 6 ملايين سنة مضت، وتراكمت في الحوض طبقات سميكة من الملح والجبس إلى أن انتهى الأمر بجفاف البحر تمامًا، ثم جاء الفيضان الهائل من المحيط الهندي ليُعيد الحياة إلى البحر الأحمر، وهي الحياة التي ما زالت مزدهرة في شعابه المرجانية حتى اليوم.
ويُعدّ البحر الأحمر مختبرًا طبيعيًا فريدًا لفهم كيفية نشوء المحيطات، وتراكم الترسبات الملحية العملاقة، وكيفية تفاعل المناخ مع الحركات التكتونية عبر ملايين السنين، وتؤكد هذه الاكتشافات الترابط الوثيق بين تاريخ البحر الأحمر وتغير المحيطات العالمية، كما تُظهر أن المنطقة قد شهدت من قبل ظروفًا بيئية قاسية، لكنها تمكنت في نهاية المطاف من استعادة نظامها البيئي البحري المزدهر.
أخبار السعوديةالمحيط الهنديجامعة الملك عبداللهقد يعجبك أيضاًNo stories found.