السياحة الخضراء في الإمارات.. جمال الطبيعة تحت مظلة الاستدامة
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
نجحت دولة الإمارات في تذليل العديد من التحديات الطبيعية والجغرافية، والتغلب على ظروف البيئة الجافة، وتحويل المساحات الصحراوية الشاسعة إلى واحات غناء وحدائق ممتدة، بالتزامن مع تطوير نوعي في البنية التحتية المستدامة، حتى أصبحت الدولة إحدى أبرز الوجهات السياحية العالمية، وحجزت وجهاتها على امتداد مساحة الإمارات باعتبارها مكاناً جاذباً في مجال السياحة الخضراء.
وفي هذا الصدد، أولت دولة الإمارات، بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، اهتماماً كبيراً بتطوير السياحة الخضراء والبيئية باعتبارهما من الركائز الأساسية في تعزيز استدامة السياحة في الدولة، مع الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي، ودعم تنافسية الوجهات السياحية، مدعومة بالعديد من المبادرات البيئية الرائدة والاستراتيجيات المستقبلية المستدامة التي من شأنها إبراز قيمة السياحة المسؤولة، وتعزيز ثقافة التعامل المستدام مع البيئة، ونشر مفاهيم السياحة الخضراء التي تراعي بصورة كاملة الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحالية والمقبلة.
أجمل شتاء وحرصاً على ترسيخ هذه المفاهيم على الصعيد المجتمعي، جاء إطلاق وزارة الاقتصاد النسخة الخامسة لحملة أجمل شتاء في العالم تحت شعار "السياحة الخضراء"، بالتعاون مع المركز الزراعي الوطني، والهيئات السياحية المحلية في الدولة، بهدف تشجيع المشاركة المجتمعية في الممارسات الزراعية المستدامة، وتحفيز الزيارات السياحية إلى المزارع والمشاريع الزراعية بالإمارات السبع، وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في الدولة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.ويشكل مفهوم "السياحة الخضراء" الذي تتبناه حملة أجمل شتاء في العالم خلال هذه الدورة، رافداً حضارياً للوعي البيئي المجتمعي يتجلى من خلاله الدمج المبتكر بين الاستمتاع بجمال الطبيعة البكر والحدائق الغناء في الإمارات، مقروناً بضوابط الاستدامة والحفاظ على البيئة والكنوز الطبيعية للأجيال، لتصبح تجارب السياحة الشتوية في الدولة فرصة سانحة لنشر الوعي البيئي وإبراز المعالم السياحية البيئية والمناطق الخضراء.
ولترسيخ أولوية وأهمية مفهوم السياحة الخضراء في المجتمع، عملت دولة الإمارات على إقرار منظومة تشريعية وقانونية تعزز استدامة الموارد الطبيعية وحماية مواطِن التنوع البيولوجي، كما دعمت تحقيق منظومة الاستدامة في قطاعات عدة، وعززت عمليات التحول نحو الاقتصاد الأخضر، والحد من معدلات التصحر والتلوث. ريادة إماراتية وحرصت دولة الإمارات على تأكيد ريادتها في مجال الاحتفاء بكنوز الطبيعة، وعلى التعريف بالكثير من الوجهات التي تتناسب مع تعريف الأمم المتحدة للسياحة الخضراء أو البيئة، ووفقاً للتعريف الأممي لهذا المفهوم فإنه يقصد به جميع أشكال السياحة المعتمدة على الطبيعة والتي يكون الدافع الرئيسي للسياح فيها هو ملاحظة وتقدير الطبيعة بالإضافة إلى الثقافات التقليدية السائدة في المناطق الطبيعية، كما تحتوي على ميزات تعليمية، فضلاً عن دورها في تقليل التأثيرات السلبية على البيئة الطبيعية والاجتماعية والثقافي، مع الحفاظ على المناطق الطبيعية التي تستخدم كمناطق جذب سياحي بيئي عبر زيادة الوعي تجاه الحفاظ على الأصول الطبيعية والثقافية، سواء بين السكان المحليين أو السياح.
وانسجاماً مع ذلك، تبنت الإمارات توجهات مستقبلية رائدة على المستوى العالمي تركز على السياحة المسؤولة والاستدامة، وترسيخ هذه الثقافة لدى الوجهات السياحية المحلية، مع إعطاء أولوية للابتكار والتحول الرقمي في هذا القطاع لزيادة الإيرادات والنمو وتعزيز فرص الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتوظيف وتطوير تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة لتعزيز جهود الدولة في خفض الانبعاثات الكربونية، بما يسهم في تحقيق مستهدفات الدولة للحياد المناخي 2050، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. رؤية استشرافية ونجحت الدولة بفضل الرؤية الاستشرافية، في ترسيخ المكونات الرئيسية لنمو قطاع السياحة حيث حلت في المرتبة الأولى إقليمياً والمرتبة 18 عالمياً في مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، لتحقق تقدماً بمقدار 7 مراكز مقارنةً بالمرتبة الـ 25 عالمياً في العام 2019، محققةً نتائج إيجابية تعكس المكانة الرائدة للدولة على خريطة السياحة والسفر العالمية، وتعزز الوصول إلى مستهدفات "الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031"، والرامية إلى الارتقاء بمكانة الإمارات كأفضل هوية سياحية حول العالم بحلول العقد المقبل.
وتبرز المحميات الطبيعية في الإمارات بوصفها إحدى أكثر وجهات السياحة البيئية استقطاباً للزوار، حيث تعمل على تعزيز التنوع البيولوجي وحفظ التوازن البيئي، كما تحتضن الدولة محميات طبيعية، تمثل نحو 15.53% من إجمالي مساحة الدولة وتنقسم هذه المحميات الطبيعية إلى محميات بحرية تمثل نحو 12.01% من المناطق البحرية والساحلية ومحميات برية تمثل 18.4% من المناطق البرية في الدولة.
كما أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة مشروعاً وطنياً يستهدف الاهتمام والترويج للسياحة البيئية في الامارات تحت مسمى "كنوز الطبيعة في الإمارات"، وهو عبارة عن منظومة مرحلية للترويج لمقومات السياحة البيئية في دولة الإمارات. ممارسات مستدامة وبادرت الجهات المعنية بالقطاع السياحي على مستوى الدولة بإطلاق المبادرات التي تعزز السياحة البيئية الخضراء ومفاهيم الاستدامة، فقد أطلقت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي 3 مبادرات تعزز الاستدامة في القطاع السياحي وتمكن الشركاء من تطبيق الممارسات المستدامة في أعمالهم.
كما أطلقت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي 50 مبادرة رائدة في الحفاظ على البيئة والاستدامة ضمن منظومتها السياحية، سواء كانت محميات صحراوية، أو مطاعم، أو منشآت فندقية، أو مناطق جذب سياحي تحافظ على البيئة، بالإضافة إلى الأنشطة التوعوية والثقافية التي تهتم بهذا المجال.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الإمارات السیاحة الخضراء دولة الإمارات فی الإمارات الحفاظ على على البیئة فی الدولة
إقرأ أيضاً:
استعدادات مكثفة لخدمة حجاج الإمارات وتلبية احتياجاتهم
كشف مكتب شؤون حجّاج دولة الإمارات، عن الجاهزية والاستعداد المبكّرين لتقديم أفضل الخدمات والرعاية لحجّاج الدولة في الأراضي المقدسة، وتلبية جميع احتياجاتهم، والعناية بشؤونهم بمسؤولية وتفان وإخلاص، بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة ويترجم استراتيجية الحكومة في التميز والجودة واتباع أفضل المعايير في تقديم الخدمات.
فقد أكدت وزارة الخارجية، أنها أنهت الترتيبات المتعلقة بمتابعة شؤون الحجّاج، لاسيما كبار المواطنين، بدءاً من الاستعدادات قبل السفر، مروراً بأداء المناسك وحتى العودة إلى أرض الوطن، بما في ذلك تحديث صفحة إرشادات السفر، بحسب كل وجهة عبر موقعها الإلكتروني وتطبيقها الذكي، لتوفير معلومات دقيقة ومحدثة تشمل المتطلبات التي ينبغي الالتزام بها.
داعيةً الحجّاج الإماراتيين إلى تسجيل أنفسهم أو أسرهم في خدمة «تواجدي»، عبر الموقع الإلكتروني أو التطبيق الذكي أو الواتساب، والاحتفاظ برقم الطوارئ المخصص للمواطنين: 0097180024، لتوفير الدعم الفوري عند الحاجة، كما أوصت الوزارة بضرورة حمل نسخة من الوثائق الثبوتية الرسمية، لتسهيل إجراءات إصدار «وثيقة العودة» في حال فقدان جواز السفر أو تلفه أو ضياعه، خلال 30 دقيقة.
كما أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، حملة اتصالية توعوية موحدة عن موسم الحجّ 2025 تحت شعار «حج صحي وآمن»، بالتعاون مع الجهات الصحية في الدولة وهدفت إلى اتباع الإرشادات الصحية الضرورية قبل السفر وخلاله وبعد العودة، بما يضمن توفير أقصى درجات الراحة ويسهم في تعزيز شعورهم بالسعادة والأمان الصحي.
وتتضمن الحملة الاتصالية التوعوية توفير خدمات متعددة، تشمل توفير دليل إرشادي توعوي قابل للتحميل عبر الموقع الإلكتروني للوزارة بلغات عدة والرد على استفسارات الحجاج الصحية والتواصل المستمر مع الفرق الطبية المرافقة، لتزويدهم بالأدوية والاستشارات الطبية وتقديم الدعم النفسي والإرشادي، بما يعزز جودة الرعاية المقدمة ويوفر بيئة صحية وآمنة للحجّاج.
كما تضيء الحملة على أهمية الحصول على اللقاحات الأساسية قبل السفر، مثل الالتهاب السحائي والإنفلونزا الموسمية والمكورات الرئوية ونشر التوعية باتباع الإرشادات الوقائية طوال الحجّ. وأشارت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة إلى أنها وضعت خطة متكاملة لضمان أداء حجّاج الإمارات المناسك بسهولة، تشمل تعزيز وعي الحجاج بمناسك الحج بطريقة مبتكرة وتعزيز الشراكات المؤسسية التي تسهم في توفير خدمات استباقية ومتكاملة لأداء الفريضة بطمأنينة وإبراز الصورة الحضارية لدولة الإمارات في تنظيم شؤون الحجّ.
كما أعلن مكتب شؤون حجّاج دولة الإمارات، بدء التشغيل التجريبي لمخيمات الدولة في مشعري منى وعرفات، بكل خدماتها ومرافقها بنسبة 100%، استعداداً لاستقبال حجّاج الدولة.
وأكد المكتب أن أعمال التجهيز شملت توفير متطلبات الراحة والسلامة للحجّاج الذين بلغ عددهم 6228 شخصاً، بما في ذلك أعمال البنية التحتية، وأنظمة التكييف المتطورة، وتجهيزات الإعاشة، ومرافق الخدمات الطبية والإدارية، وفق أعلى المعايير المعتمدة، وبما يسهم في توفير رحلة حجّ ميسّرة وآمنة.
تحسينات ميدانية
وشملت التحسينات الميدانية لهذا العام بناء مسجد يتّسع لنحو 400 حاج، وتخصيص مصلّيات في مخيمات عرفة، تتضمن أجود أنظمة الصوت والصورة لنقل الخطبة وصلاة عرفة، وتجهيز المخيمات بأنظمة تكييف عالية الكفاءة، وتظليل جميع ممراتها وتشجيرها، مع إضافة مراوح حديثة مزودة بنظام الرذاذ لتخفيف ارتفاع درجات الحرارة وحماية الحجّاج من التعرض لضربات الشمس.
بيئة ملائمة
وأكد الدكتور عمر الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، رئيس المكتب، استمرار الجهود لتوفير البيئة الملائمة لحجّاج الدولة لأداء مناسكهم. موضحاً أن المكتب أنهى جميع التجهيزات في المخيمات خلال وقت قياسي، وحرص على رفع كفاءة المرافق والخدمات، لضمان توفير بيئة مريحة وآمنة للحجّاج.
وثمّن التعاون الوثيق مع الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية الشقيقة. مؤكداً أن المكتب يعمل ضمن خطة متكاملة، تعكس صورة الإمارات المشرّفة في رعاية حجّاجها، وتحقق لهم أعلى مستويات الرضا والسلامة.