موسكو - الوكالات

قالت روسيا اليوم الأربعاء إنها اعتقلت شخصا من أوزبكستان اعترف بزرع قنبلة قتلت اللفتنانت جنرال إيجور كيريلوف في موسكو أمس بأمر من جهاز الأمن الأوكراني.

وقتل كيريلوف قائد قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيميائية الروسية خارج البناية السكنية التي يقطن فيها كما قتل مساعده عندما انفجرت قنبلة كانت مخبأة في دراجة كهربائية.

وكيريلوف هو أرفع ضابط في الجيش الروسي تغتاله أوكرانيا داخل روسيا. وأعلن جهاز الأمن الأوكراني (إس.بي.يو)، وهو جهاز الأمن والمخابرات، مسؤوليته عن قتله واتهمه بالمسؤولية عن استخدام أسلحة كيماوية لضرب قوات أوكرانية وهو ما تنفيه موسكو.

وقالت لجنة التحقيقات الروسية المعنية بالجرائم الخطرة في بيان اليوم الأربعاء إن المشتبه به الذي لم تذكر اسمه أخبرهم خلال الاستجواب أنه جاء إلى موسكو وتسلم فيها عبوة ناسفة من أجل العملية.

وأضاف البيان أنه روى كيف وضع العبوة في الدراجة الكهربائية التي أوقفها خارج مدخل البناية التي يعيش فيها كيريلوف.

ونقل المحققون عن المشتبه به قوله إنه وضع كاميرا للمراقبة في سيارة مستأجرة قريبة من الموقع استخدمها مدبروا الاغتيال، الذين قال إنهم في مدينة دنيبرو الأوكرانية، لتعقب تحركات كيريلوف وتفجير العبوة عن بعد لدى مغادرته للبناية.

وذكر بيان لجنة التحقيق أن المشتبه به تلقى مقابل مشاركته في العملية مئة ألف دولار وعرضا للإقامة في دولة أوروبية. وأشار إلى أن المحققين يبحثون عن أشخاص ضالعين آخرين في العملية.

وقالت صحيفة كومرسانت اليومية إن مشتبها به آخر اعتقل لكن رويترز لم يتسن لها التحقق من ذلك بشكل مستقل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الإعلام الغربي والإبادة: مسألة فيها نظر

 رغم تكاثر الأدلة الدامغة التي تدين إسرائيل بارتكاب جرائم حرب الإبادة، بالتدمير والتقتيل والتجويع، فإن كثيرا من وسائل الإعلام الغربية لا تزال تشير إلى هذه الحقيقة بعبارات ملطّفة من قبيل «مسألة الإبادة» أو «جدل الإبادة» أو «سجال الإبادة»، إيحاء بأن واقعة الإبادة (المستمرة والموثقة والمصورة يوميا) لا تنتمي لمجال الوقائع بل إنها مسألة من مسائل الرأي، أي أن الموقف منها هو مجرد وجهة نظر.

ولعل أكثر مواقف وسائل الإعلام الغربي حيادا، أي تنصلا بيروقراطيا من تبعات الانحياز للحق الصُّراح في مواجهة القوة الغاشمة، هو ما ذهبت إليه إحدى الصحف عندما نشرت تحقيقا مطولا بعنوان: «الإبادة في غزة»: لماذا تثير المسألة انقساما بين أهل القانون؟

وحتى بعدما نشر الأكاديمي الإسرائيلي أومر بارتوف (الذي سبق أن خدم في جيش الاحتلال) مقالا مُزلزلا في النيويورك تايمز يدين دولته، بعنوان: «أنا أستاذ حقوق متخصص في مجال الإبادة. أعرف الإبادة عندما أراها»، فإن السي. إن. إن. لم تعدم حيلة في مجال استخدام العبارات الملطفة، حيث قالت: «منذ أن بدأت الحملة الإسرائيلية في غزة تجرّ تكاليفها البشرية الثقيلة (هكذا!)، أخذ يحتدم سجال مشحون: هل تكون الدولة العبرية، التي ولدت هي ذاتها من رحم الهولوكوست، بصدد ارتكاب إبادة؟».

ثم أشارت إلى أن «مقال أومر بارتوف جدد هذا السجال». هذا كل ما في الأمر. القضية المحورية إذن ليست الإبادة، وإنما هي السجال الذي ما إن يخفت حينا حتى يأتي من يجدده أو يحييه. وهكذا دواليك. ليس هناك وقائع تشهد ولا أدلة تعتبر ولا حجج تقنع. بحيث لو مضت وسائل الإعلام الغربي في اتباع هذا المنطق المتستر خلف دخان الحياد السمج لبقيت قرنا كاملا لا تفعل سوى جمع المزيد من وجهات النظر التي تؤجج السجال أو تُغْني النقاش، كما يقولون، ولكن دون التوصل إلى نتيجة. ذلك أن قتل امرئ في شارع، خصوصا إذا كان غربيا أو إسرائيليا، جريمة لا تغتفر، أما إبادة شعب كامل فمسألة فيها نظر!

والحال أن بارتوف قال بكل وضوح إن الإبادة الإسرائيلية واقعة حاصلة ومستمرة: «أعتقد أن الغاية كانت ولا تزال تتمثل في حمل السكان على مغادرة القطاع أصلا، أو، بما أنه ليس لهم مكان يذهبون إليه، في إضعاف الجيب المحاصر بالقصف المستمر والحرمان الشديد من الغذاء والماء الطاهر والمرافق الصحية والخدمات الطبية إلى حد يصير من المستحيل معه على الفلسطينيين في غزة أن يحافظوا على وجودهم الجماعي أو يعيدوا بناءه (..) إن هذا استنتاج من المؤلم أني توصلت إليه (منذ مايو 2024)، مع أني صددته وقاومته طويلا ما استطعت. ولكن منذ ربع قرن وأنا ألقي محاضرات حول الإبادة، بحيث إن في وسعي معرفة الإبادة عندما أراها».

ولكن رغم كل هذا الوضوح فإن السي. إن. إن. لا تزال تحرص على لعب لعبة التوازن، قائلة إن البروفسور بارتوف يؤكد أن «الحصار الذي تضربه إسرائيل على غزة ينطبق عليه التعريف القانوني للإبادة، (بينما) يتخذ أساتذة قانون ومعلقون آخرون موقفا مخالفا». والعجيب أن من هؤلاء المعلقين الذين تستشهد بهم السي. إن. إن. المعلق الصهيوني بريت ستيفنز الذي سبق أن تولى رئاسة تحرير مجلة «جيروزالم بوست»!

وبالتزامن مع مقال خبير الهولوكوست الإسرائيلي، كتب الحقوقي البريطاني جوناثان سامبشن في مقال جريء: «ليس لي أي موقف إيديولوجي من هذا النزاع. وإنما أتناوله باعتباري من أهل القانون والبحث التاريخي. على أني أتساءل أحيانا ما هو غير المقبول في عرف المدافعين عن إسرائيل؟ أفلم يتجاوز القدر الحالي من العنف الإسرائيلي في غزة المدى؟ إذ ليس هذا من قبيل الدفاع عن الذات، ولا حتى من جنس الأضرار الجانبية التي لا يمكن تجنبها في الحروب. إنه عقاب جماعي، وبعبارة أخرى انتقام يُثأر به لا من حماس وحدها بل من شعب بأكمله. إنه باختصار جريمة حرب».

ومعروف أن المنظمتين الإسرائيليتين، بتسليم وأطباء من أجل حقوق الإنسان، أصدرتا أخيرا تقريرين لا لبس فيهما يؤكد كل منهما وجوب «تسمية الإبادة باسمها الحقيقي»، قطعا بذلك مع تمارين البهلوانيات اللفظية التي يتعاطاها الإعلام الغربي. ولكن رغم هذا كله، فإن لك أن تراهن أن معظم الإعلام الغربي سيستمر في لعب لعبة الحياد البيروقراطي ورمي كرة تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية في ملعب أساتذة القانون والمعلقين المتخالفين.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • الإعلام الغربي والإبادة: مسألة فيها نظر
  • أميركا.. الكشف عن هوية وحش مونتانا "الهارب"
  • غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
  • اعتقال قاتل جندي عراقي بعد مطاردة أمنية في ديالى
  • عميل بالخدمة السرية يحاول تهريب زوجته إلى إسكتلندا لحضور زيارة ترامب.. وجهاز الأمن يحقق
  • أخبار السيارات| أول امرأة تتولى منصب الرئيس التنفيذي في جنرال موتورز .. أيهما تفضل كيا اكسيد أم أوبل كورسا الهاتشباك؟
  • موسكو ودمشق تبحثان الأمن والاتفاقيات القديمة وسط حضور عسكري روسي لافت
  • أول امرأة تتولى منصب الرئيس التنفيذي في جنرال موتورز| تعرف عليها
  • احتجاز ضابط أوكراني بتهمة التجسس لصالح روسيا
  • وزير العدل السوري يؤكد الالتزام بمحاسبة كل من يثبت تورطه بقضية يوسف اللباد