«الشرع» يكلف القائد العسكري لعملية إسقاط «الأسد» وزيراً للدفاع في الحكومة المؤقتة
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
عينت الإدارة السورية الجديدة، السبت، المهندس مرهف أبو قصرة، وزيراً للدفاع في الحكومة السورية الانتقالية.
وأبو قصرة مهندس زراعي، من مدينة حلفايا بريف حماة، وكان يعرف باسمه الحربي، “أبو حسن الحموي”، أو “أبو الحسن 600″، ويشغل منصب القائد العام للجناح العسكري لهيئة تحرير الشام.
وهو الذي قاد العمليات العسكرية التي انطلقت في نهاية نوفمبر الماضي من إدلب، ثم انتقلت إلى عدة مدن رئيسية، مثل حلب وحماة وحمص، ثم وصلت إلى العاصمة دمشق، وأطاحت بنظام بشار الأسد.
أبو قصرة كان قد صرح منذ عدة أيام أن “بناء المؤسسة العسكرية هو خطوة قادمة بالتأكيد، ويجب أن تنضوي كل الفصائل المسلحة، بما فيها الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام فيها”.
وقال خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، أجريت معه في مدينة اللاذقية، “في أي دولة، يجب أن تنضوي كل الوحدات العسكرية ضمن هذه المؤسسة”.
وأعلن أبو قصرة أيضا في تلك المقابلة، أن مناطق سيطرة القوات الكردية ستُضم إلى الإدارة الجديدة للبلاد معلناً رفضه الفيدرالية. واقترح إقامة “منطقة منزوعة السلاح” في كوباني بشمال سوريا.
بدورها، نشرت إدارة العمليات العسكرية تغريدة، السبت، تظهر صور لقاء قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، مع قادة الفصائل المسلحة، وناقش خلاله “شكل المؤسسة العسكرية في سوريا”.
وكان الشرع قد تعهد بحل الفصائل المسلحة، عبر دمجها في الجيش السوري الذي سيعاد بناؤه.
وفي بيان باسم تحالف الفصائل، قال الشرع “سيتمّ حلّ الفصائل وتهيئة المقاتلين للانضواء تحت وزارة الدفاع وسيخضع الجميع للقانون”.
وفي وقت سابق، السبت، أعلنت إدارة الشؤون السياسية في سوريا، تكليف أسعد حسن الشيباني بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة الانتقالية.
وبعد تعيين وزير الخارجية يصبح عدد الوزراء في الحكومة المؤقتة 12 وزيرا، بالإضافة لتخصيص مكتب جديد يُعنى بشؤون المرأة برئاسة عائشة الدبس، كجزء من خططها لتعزيز دور المرأة في المجتمع السوري.
جاء تعيين الشيباني بعد يوم من زيارة وفد أميركي إلى العاصمة دمشق وأجرى لقاء موسعا مع القائد العام أحمد الشرع وإدارة العمليات السياسية.
والشيباني من محافظة الحسكة شمال شرق سوريا من مواليد 1987 ويحمل إجازة في الأدب الإنكليزي من جامعة دمشق.
لقاء جمع القائد أحمد الشرع مع الفصائل العسكرية نوقش فيه شكل المؤسسة العسكرية في سوريا الجديدة pic.twitter.com/g26yinsRhn
— إدارة العمليات العسكرية (@aleamaliaat_ale) December 21, 2024المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إسقاط نظام بشار الأسد سوريا حرة فی الحکومة أبو قصرة
إقرأ أيضاً:
خبيرة: بيت جن نموذج لمقاومة شعبية أربكت العمليات الإسرائيلية في سوريا
صرّحت إنجي بدوي، الخبيرة في الشأن الإسرائيلي، أن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لبلدة بيت جن لم يكن حدثًا مفاجئًا للسوريين، لكنه شكّل محطة فارقة بسبب حجم المقاومة الشعبية التي واجهتها القوات داخل البلدة.
وقالت بدوي في تصريح خاص لـ"الوفد"، إن العملية، التي وقعت قبل أسبوع على بُعد خمسين كيلومترًا فقط من دمشق، شهدت تبادلًا مكثفًا لإطلاق النار بين قوات الاحتلال وأهالي بيت جن، بعد أن زعمت إسرائيل أنها دخلت المنطقة لاعتقال عناصر تنتمي إلى جماعات إسلامية.
وأضافت أن الأهالي رفضوا هذه الرواية وتعاملوا مع الاقتحام باعتباره "انتهاكًا مباشرًا"، فدافعوا عن أنفسهم بالسلاح لمدة تجاوزت الساعة والنصف.
وكشفت بدوي أن إسرائيل خسرت دبابة خلال الاشتباك، ولم تتمكن من إخلائها رغم تدخل الطيران، بينما سقط عدد من الضحايا والمصابين من سكان البلدة.
واعتبرت أن نجاح الأهالي في إلحاق خسائر بالجيش الإسرائيلي، ضمن ما عُرف بعملية اللواء 55 وإصابة ستة جنود —ثلاثة منهم بحالة حرجة— كان بمثابة "ضربة محرجة لإسرائيل أمام قوة شعبية غير منظمة".
وفي المقابل، وصفت بدوي موقف حكومة الجولاني بالمتخاذل، مؤكدة أنها التزمت الصمت وامتنعت عن الرد العسكري تجنبًا لأي مواجهة مع إسرائيل، ولم ترسل سوى فرق الدفاع المدني لانتشال الجثث. وأضافت أن هذا الصمت فُهم لدى الأهالي كغياب تام للحماية الرسمية.
وأوضحت بدوي أن إسرائيل تستغل هذا الضعف لتوسيع نفوذها داخل العمق السوري، مدفوعة بقلق من عودة إيران إلى المنطقة، ورغبة في إنشاء منطقة عازلة أكبر.
كما ترى إسرائيل —وفق تحليل بدوي— أن حكومة الجولاني لا تقدّم أي ضمان أمني ولا تتحرك نحو أي مسار تطبيعي، وهو ما يزيد من جرأة تل أبيب على تنفيذ عمليات داخل الجنوب السوري ودرعا واليرموك بلا مقاومة تُذكر.
وأشارت أيضًا إلى أن إسرائيل تعتبر تعدد مناطق السيطرة داخل سوريا، بين الدروز والأكراد وغيرهم، فرصة لتعزيز استراتيجياتها الأمنية ومنع وصول الجماعات الجهادية للمستوطنات. وأضافت أن المخاوف الإسرائيلية تشمل كذلك النفوذ التركي ودمج آلاف المقاتلين الأجانب في التشكيلات العسكرية السورية.
وختمت بدوي تصريحاتها بالتأكيد على أن الصمت الرسمي السوري مرتبط بعجز النظام عن الرد العسكري في ظل أزماته الداخلية، وأن الانتهاكات الإسرائيلية أصبحت "أمرًا اعتياديًا دوليًا"، بينما يبرر النظام موقفه بالرغبة في تجنب حرب مفتوحة والتركيز على الأوضاع الداخلية.