صاروخ الحوثيين على تل أبيب هل يعيد إخراج خارطة الطريق من التابوت؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
للمرة الأولى يحدثُ إجماع دولي معاكس حيال دور جماعة الحوثي في اليمن، مفاده أن خارطة الطريق التي صممتها وفرضتها واشنطن عبر مبعوث الأمم المتحدة المتعاقبين، وتضمنت مكاسب كبيرة لجماعة، أصبحت بحكم الميتة، في إشارة إلى إبقاء اليمن ليس فقط ساحة مواجهة عسكرية تحت تصرف إيران ومشروعها الجيوسياسي، ولكن أيضا مسرحا للفوضى والعبث والاستغلال المكشوف لوضعه الاستثنائي الأليم في ظل غياب قيادة يمنية ينعقد عليها الأمل وتحظى بالاحترام.
أكثر من عشر سنوات من الحرب التي اندلعت في أعقاب الانقلاب على السلطة الانتقالية من قبل جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة علي عبد الله صالح في 21 أيلول/ سبتمبر 2014، وبتواطؤ عبثي وخيانة صريحة من جانب الرئيس الجنوبي المنتخب على رأس السلطة الشرعية آنذاك، عبد ربه منصور هادي.
لم يكن اليمنيون ينتظرون بعد كل هذا الوقت أن تُعلنْ عليهم القوى الإقليمية والدولية المتدخلة في الشأن اليمني، عدم جدوى خارطة الطريق، بعد شهرين تقريبا من إجهاض محاولة مشرفة من جانب المركزي اليمني لفرض سياسات نقدية، كانت كفيلة بفقدان جماعة الحوثي التوازن وبتهاوي الأساس الاقتصادي الذي يستند عليه نشاطهم العسكري ضد الشعب اليمني.
التغير السلبي تجاه خارطة الطريق اليمنية، لا يمثل مراجعة مسؤولة لعبثية هذه الخارطة والمقاربة الأممية للحل في اليمن، بقدر ما يمثل انعكاسا لتداعيات النشاط العسكري الحوثي؛ الذي حول اليمن من دولة إلى ساحة من ساحات إيران، ومضى في معركة الإسناد الموجهة لصالح غزة وفلسطين، وعين الجماعة إلى المردود المعنوي الكبير لهذا النوع من النشاط ذي المضمون الديني والأخلاقي والإنساني الذي لا يمكن أن يختلف عليه اثنان
لم يظهر هؤلاء الممسكون بخناق الشرعية وقرارها السيادي أيةَ إشارة إلى البدائل المفترضة التي يتعين على "السلطة الشرعية" أن تلجأ إليها لإنهاء حالة الحرب، والانقسام الخطير السياسي والجغرافي والاقتصادي الذي يقتل فرص اليمنين في الحياة ويعمق مأساتهم ويكرس بؤسهم وتشردهم، ويُبقي على الظروف السيئة التي يواجهونها في مناطق النزوح الداخلية والخارجية.
إن التغير السلبي تجاه خارطة الطريق اليمنية، لا يمثل مراجعة مسؤولة لعبثية هذه الخارطة والمقاربة الأممية للحل في اليمن، بقدر ما يمثل انعكاسا لتداعيات النشاط العسكري الحوثي؛ الذي حول اليمن من دولة إلى ساحة من ساحات إيران، ومضى في معركة الإسناد الموجهة لصالح غزة وفلسطين، وعين الجماعة إلى المردود المعنوي الكبير لهذا النوع من النشاط ذي المضمون الديني والأخلاقي والإنساني الذي لا يمكن أن يختلف عليه اثنان.
فتداعي الأحداث في المنطقة، في ضوء خروج لبنان من سيطرة حزب الله واستقلال سوريا الثاني من حكم الأقلية الطائفية المدعومة من إيران وروسيا، وضع دور الحوثيين وشركائهم في "حلف الساحات" في السياق الطبيعي، إذ كشف النوايا الحقيقية لهذا الحلف الطائفي البشع الذي يتلفع عباءة فلسطين، ويُبقي بكل وضوح على انحيازاته للجرائم التي ركعت شعوب المنطقة وأساءت إلى دينها وأخلاقها ودنست كرامتها.
هرول الحوثيون لأول مرة باتجاه خارطة الطريق، التي لطالما ترفّعوا عليها على الرغم من المكاسب الثمينة التي ضمنتها لهم، وباتوا يتمنون زيارة من أي مستوى من موظفي مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن الذي كانوا يماطلون في استقباله أو يطردونه من صنعاء إذا لزم الأمر.
استمرار الحوثيين في إرسال صواريخ قادرة على الوصول إلى أهدافها في تل أبيب، هي رسائل إيرانية صريحة للجميع، وهي كذلك رسائل تخص الحوثيين إلى الأطراف الإقليمية وفي مقدمتهم السعودية، وتتعلق بحجم التعقيدات التي يمكن أن يواجهونها، والارتدادات الخطيرة على أمنهم وعمقهم الاستراتيجي في حال أصروا على إبقاء خارطة الطريق في التابوت، وحولوا الاستدارة الأمريكية الصهيونية المميتة تجاه الحوثيين؛ إلى مكاسب ميدانية وسياسية تغير قواعد المواجهة بين الأطراف
وتطورات كهذه تكشف عمق شعور الحوثيين بخطر فقدان المزايا والدور وربما الوجود، ليس لأن الطرف الآخر "المقيد والمكبل" عازمٌ على مقاتلتهم، وهو قادر على ذلك بكل تأكيد، بل لأن الغطاء الدولي الذي مثلته الولايات المتحدة والغرب، ومكنهم من دخول صنعاء بلا مقاتلين، تحول إلى عدو يتتبع موارد قوتهم بجدية تامة، ويرصد ويكشف عن تحصيناتهم العسكرية في جبال اليمن الشمالية الغربية، وشرع بالفعل بإرسال إشارات قوية بشأن إمكانية تدميرها، باستخدام طائرات (بي2-B2) الشبحية.
إنه تطور يقود إلى إمكانية تشكل موقف عسكري متعدد الأطراف يمكن من بلوغ مرحلة تدمير سلطة الأمر الواقع التابعة للحوثيين، ومعها الأسلحة التي يتحصلون عليها من إيران ومن شبكة الدعم الدولية، وتلك التي استحوذوا عليها من "مخزون عفاش" العظيم. و"عفاش" هو اللقب المتأخر الذي حمله علي عبد الله صالح بعد الإطاحة به من حكم دام لـ33 عاما، إلى جانب صفة "الزعيم".
الليونة على المستوى السياسي التي أبداها الحوثيون، يبدو أنها محروسة بتصميم انتحاري لإبقاء خيار المواجهة ضمن حلف الساحات الذي جرى تفكيكه، فيما لا تزال "الساحة" اليمنية في حالة مواجهة عسكرية مفتوحة مع الكيان الصهيوني، يبدو أنها بدأت تكتسب قدرا من التأثير الميداني بعد الحصيلة غير المسبوقة التي سجلت في تل أبيب بعد سقوط صاروخ أطلق من اليمن، وفشل الدفاع الجوي الصهيوني في إسقاطه، بحسب اعتراف علني نادر من الجانب الإسرائيلي، ربما يكون له ما بعده على صعيد المواجهة العسكرية المفتوحة مع الحوثيين.
في تقديري أن استمرار الحوثيين في إرسال صواريخ قادرة على الوصول إلى أهدافها في تل أبيب، هي رسائل إيرانية صريحة للجميع، وهي كذلك رسائل تخص الحوثيين إلى الأطراف الإقليمية وفي مقدمتهم السعودية، وتتعلق بحجم التعقيدات التي يمكن أن يواجهونها، والارتدادات الخطيرة على أمنهم وعمقهم الاستراتيجي في حال أصروا على إبقاء خارطة الطريق في التابوت، وحولوا الاستدارة الأمريكية الصهيونية المميتة تجاه الحوثيين؛ إلى مكاسب ميدانية وسياسية تغير قواعد المواجهة بين الأطراف اليمنية وتدفع باتجاه خوض حرب حاسمة ضد الحوثيين وسلطتهم ووجودهم السياسي والعسكري في اليمن.
x.com/yaseentamimi68
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اليمن إيران الحوثيين خارطة الطريق فلسطين تل أبيب إيران تل أبيب فلسطين اليمن خارطة الطريق مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة خارطة الطریق فی الیمن یمکن أن تل أبیب
إقرأ أيضاً:
«في ذكرى ميلاده».. أبرز الأعمال التاريخية لـ نجم الدراما أشرف عبد الغفور
أشرف عبد الغفور.. يصادف اليوم ذكرى ميلاد الفنان القدير أشرف عبد الغفور، الذي رحل عن عالمنا في ديسمبر 2023، تاركا خالفة بصمة لا تنسى بالوسط الفني فهو واحدًا من أبرز نجوم جيل الستينيات في الفن المصري، واشتهر بأداء الأدوار التاريخية.
وُلد أشرف عبد الغفور يوم 22 يونيو 1942، بمدينة المحلة الكبرى تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1963، لتبدأ رحلته في عالم الفن، وفي عام 2012 تولى منصب نقيب الممثلين إلى عام 2015.
شهد المسرح أولى خطوات الفنان أشرف عبد الغفور الفنية، وكانت البداية عام 1962 من خلال مسرحية «جلفدان هانم»، وآخر أعماله المسرحية كانت مسرحية «الملك لير» عام 2008 بطولة يحيى الفخراني وإخراج أحمد عبد الحليم وترجمة الدكتورة فاطمة موسى عن رواية الأديب العالمي شكسبير.
وكان من أبرز الأعمال المسرحية لـ الفنان أشرف عبد الغفور: مسرحية «جلفدان هانم»: عام 1962، مسرحية «سليمان الحلبي»، مسرحية «ثلاث ليال»: عام 1965، مسرحية «موتى بلا قبور»: 1966، مسرحية «مصرع جيفارا»: 1968، مسرحية «وطني عكا»: 1968، مسرحية «النار والزيتون»: 1969، وغيرها من الأعمال المسرحية الناجحة.
اشتهر عبد الغفور، في الوسط الفني بأداء أدوار تحمل الطابع التاريخي والديني والاجتماعي وكان من أبرز أعماله مسلسلاته التاريخية: «محمد رسول الله»، و«عمر بن عبد العزيز»، و«الإمام الشافعي»، «هارون الرشيد»، إلى جانب أعمال درامية بارزة مثل «حضرة المتهم أبي»، و«يتربى في عزو»، و«فارس بلا جواد»، ما جعله أحد أبرز الوجوه التي ارتبط بها الجمهور في رمضان لسنوات طويلة.
اتسمت الأعمال الفنية لـ أشرف عبد الغفور بالتونع مابين المسرح والدراما والسينما فكان من أبرز أعماله السينمائية الآتي:
- «الشيطان»: عام 1969 للمخرج محمد سلمان وقصة وسيناريو وحوار أحمد ثروت.
- «رجال في المصيدة»: عام 1971 إخراج محمود فريد وسيناريو وحوار محمد إسماعيل رضوان عن قصة ليسري الإبياري.
- «بلا رحمة»: سنة 1971 إخراج نيازي مصطفى تأليف رؤوف حلمي قصة وسيناريو وحوار أحمد عبد الوهاب.
- «دعوة للحياة»: سنة 1972 إخراج وتأليف مدحت بكير.
- «صوت الحب»: عام 1973 من إخراج حلمي رفلة وقصة وسيناريو وحوار عدلي المولد المحامي.
- «الشوارع الخلفية»: عام 1974 للمخرج كمال عطية وسيناريو وحوار عبد المجيد أبو زيد عن قصة عبد الرحمن الشرقاوي.
- «لا شيء يهم»: عام 1975 إخراج حسين كمال والسيناريو والحوار لممدوح الليثي عن قصة الكاتب إحسان عبد القدوس.
الحياة الأسرية لـ أشرف عبد الغفورتزوج أشرف عبد الغفور من ابنة عمه، وأنجبا الفنانة ريهام عبد الغفور وتامر عبد الغفور وريم عبد الغفور، ولديه خمسة أحفاد «أشرف، تامر، منة الله، محمد، عمرن أولاد ريم، ويوسف ابن ريهام».
اقرأ أيضاً«التعبير بالصمت مش بالكلام».. يسرا الوزي ترد على منتقدي دورها في مسلسل لام شمسية
ريهام عبد الغفور تعلق على تكريم والدها الراحل أشرف عبد الغفور