ندوة توعوية لحزب مستقبل وطن بالمنيا حول الاستخدام الآمن للمبيدات الزراعية
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظمت أمانة الزراعة والفلاحين بحزب مستقبل وطن بمحافظة المنيا، بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ندوة توعوية تحت عنوان "الاستخدام الآمن للمبيدات الزراعية".
تهدف الندوة إلى تقديم الدعم الفني والإرشادي للمزارعين، ورفع الوعي بأهمية الالتزام بالمعايير البيئية والصحية في العمليات الزراعية، مع توفير كافة المعلومات للمزارعين من خلال جميع الجهات بما يحقق التنمية المستدامة ويعزز مبدأ الأمن الغذائي الأمثل.
وأكد الحضور على أهمية المكافحة المتكاملة للآفات، إضافة إلى استعراض طرق الرش الحديثة والتي تسهم في زيادة فعالية المبيدات والقضاء على المسببات المرضية بشكل أكثر كفاءة.
كما أشاروا إلى أهمية مثل تلك الندوات التوعوية لدورها الكبير في تطوير القطاع الزراعي وتحسين الإنتاجية وتحقيق أقصى استفادة من المحاصيل.
وكانت قد أقيمت الندوة تحت إشراف النائب محمد نشأت العمدة أمين المحافظة، وحضور وليد عبد القوي أمين التنظيم بالمحافظة، والنائب أحمد عبد المنعم أمين لجنة الزراعة والفلاحين، ود. محمد عبد الرحمن وكيل وزارة الزراعة بالمنيا، ود. سامي قريش بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، والمهندس حسين عثمان مدير عام التعاون الزراعي بالمنيا، ود. عمر محمد مدير المكافحة البستانية، وأكد الجميع على أهمية مثل تلك الندوات التوعوية واستمرارها لخدمة المزارعين والنهوض بالمنظومة الزراعية.
4125ab55-c92a-42a0-a237-2ea2c622e3c8 35445df7-4483-4a61-835f-6bcdc550d607 071454c2-2b11-49f2-ad16-376481002e4e ad0f10c7-faf6-488e-ab78-faa0fd2b2685 c994ec10-73dd-49ac-8462-a8cf03717bcb df0c8516-1335-46f8-99bf-3c9418437e84المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الندوات التوعوية حزب مستقبل وطن محافظة المنيا مركز البحوث الزراعية وزارة الزراعة واستصلاح الاراضي
إقرأ أيضاً:
ثروت إمبابي يكتب: الزراعة دون تربة.. مستقبل الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية
هل تخيلت يومًا أن تنمو نبتة دون أن تلمس حبة تراب؟ أو أن تزهر شجرة في الهواء دون أن تُغرس في أرض؟ قد يبدو الأمر ضربًا من الخيال، لكنه واقعٌ بدأ يفرض نفسه على عالم الزراعة، ذلك العالم الذي كان لقرونٍ أسير التربة والماء والمناخ.
لقد تغيرت قواعد اللعبة. لم تعد الزراعة كما عرفناها، ولم تعد الأرض وحدها هي وعاء الحياة. فمع تصاعد الأزمات البيئية، وازدياد شحّ المياه، واحتضار التربة في كثير من بقاع الأرض، ظهرت تقنيات ثورية تعدنا بثورة خضراء جديدة: الزراعة المائية والهوائية.
إنها ليست مجرد بدائل، بل رؤى جذرية تعيد تعريف علاقتنا بالغذاء وبالطبيعة ذاتها. فكيف وصلت هذه التقنيات إلى الواجهة؟ ولماذا باتت خيارًا استراتيجيًا لمستقبل غذائنا؟
رغم أن الزراعة التقليدية مثّلت ركيزة الحضارات الإنسانية عبر التاريخ، فإنها تواجه اليوم أزمات تهدد استمراريتها. فالموارد المائية تنضب، والتربة تتدهور بسبب الاستخدام المفرط للأسمدة والمبيدات، والمناخ يتغير بوتيرة متسارعة، ما يجعل الزراعة أكثر هشاشة وعرضة للفشل. كما أن النمو السكاني المتزايد يفرض ضغطًا هائلًا على سلاسل الإمداد الغذائي، في وقت تتقلص فيه الأراضي الصالحة للزراعة.
في هذا السياق، تبرز الزراعة المائية كأحد الحلول الواعدة. فهي تعتمد على زراعة النباتات دون الحاجة إلى التربة، حيث تُغمر الجذور في محاليل غذائية دقيقة التركيب. هذه الطريقة لا تقتصر على كونها بديلًا تقنيًا، بل تقدم مزايا عملية هائلة: فهي توفر ما يصل إلى 90٪ من المياه مقارنة بالزراعة التقليدية، وتُنتج محاصيل أكثر كثافة في مساحات أقل، كما أنها تتيح الزراعة داخل المدن، ما يقلل من الاعتماد على نقل الأغذية من الريف إلى الحضر.
أما الزراعة الهوائية، فهي تمثل قفزة أكثر جرأة نحو المستقبل. في هذه التقنية، تُعلّق جذور النباتات في الهواء، وتُرشّ بشكل دوري بضباب يحتوي على جميع المغذيات الضرورية. هذه الطريقة لا توفر المياه فحسب، بل تمنح النباتات بيئة مثالية للنمو السريع والكثيف، وتُستخدم بالفعل في مشاريع زراعة مخصصة للفضاء وأماكن لا يمكن فيها استخدام التربة أو حتى الماء بكفاءة.
عندما نتحدث عن الاستدامة، فإننا لا نقصد مجرد الحفاظ على البيئة، بل ضمان أن نتمكن من إنتاج غذائنا دون تدمير الكوكب. وهنا تُثبت هاتان التقنيتان فعاليتهما، إذ تساهمان في خفض الانبعاثات الكربونية، تقليل استهلاك الموارد، وتقديم حلول زراعية مرنة يمكن تطبيقها في أي مكان تقريبًا.
أما على المستوى الشخصي، فأنا أرى أن هذه الحلول تمثل ضرورة وليست خيارًا. في عالمٍ تزداد فيه الكوارث المناخية وتضيق فيه المساحات القابلة للزراعة، لا يمكننا أن نتمسك بأنماط قديمة وننتظر نتائج جديدة. يجب أن نستثمر في هذه التقنيات، وندعم الأبحاث المحلية لتطويرها وتكييفها مع بيئتنا. إن الزراعة المائية والهوائية ليست مجرد رفاهية تكنولوجية، بل وسيلة لإنقاذ الأمن الغذائي العالمي، وتحقيق توازن بين الإنسان والطبيعة.
لقد دخلنا عصرًا جديدًا من الزراعة، حيث لا تُقاس الخصوبة بعمق التربة، بل بذكاء النظام. وفي زمنٍ أصبح فيه الماء أثمن من النفط، فإن من يتحكم في تقنيات الزراعة الذكية، يتحكم في مستقبل الغذاء.