بوابة الفجر:
2025-05-30@21:50:22 GMT

مؤمن الجندي يكتب: إعدام حصان

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

في إحدى المزارع البعيدة، كان هناك حصان قوي يُطلق عليه الجميع "رمح الريح".. على مدار سنوات، كان هذا الحصان رمزًا للعطاء، يحرث الحقول وينقل المحاصيل ويجر العربات بثبات لا يهتز، كان الجميع يتغنى بقدرته وبراعته، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة المزرعة.

لكن مع مرور الوقت، بدأت قوته تخفت، وظهرت على جسده علامات الزمن.

. لم يعد قادرًا على الركض كالسابق، وبدأت همسات تدور بين العمال: "ربما حان الوقت لاستبداله بحصان أصغر سنًا"! جلس صاحب المزرعة يتأمل حصانه القديم، يتصارع داخله السؤال الأصعب: هل ينهي الرحلة بمجرد أن خفتت قوته، أم يمنحه نهاية تليق بسنواته التي لا تُحصى من الوفاء والعمل؟

مؤمن الجندي يكتب: البنطلون في وزارة الهوى مؤمن الجندي يكتب: مواجهة لا تعرف الرحمة مؤمن الجندي يكتب: كأس مها سلامة مؤمن الجندي يكتب: عميد في الزنزانة

هذا المشهد، وإن بدا بسيطًا، يختزل قصة أكبر تحدث في كل مكان.. كيف نتعامل مع من أعطوا كل ما لديهم حين تهزمهم السنون؟ وهل تكون النهاية انعكاسًا لإنجازاتهم، أم مجرد لحظة طي صفحة؟

في أحد أمسيات القاهرة الهادئة، حين كانت الشمس تنسحب من السماء لتترك مكانها لليل، كان علي معلول يجلس في منزله، متأملًا في سنواته داخل أسوار النادي الأهلي.. لم يكن مجرد لاعب، بل كان أيقونة، رفيقًا دائمًا لفرحة الجماهير وأحد أبطال الليالي القارية التي لا تُنسى.. لكن اليوم، تغيرت الملامح! إصابته الأخيرة وكبر سنه أصبحا كأطياف تطارد مسيرته، ومعهما همسات تتردد في أروقة النادي عن اقتراب الرحيل.. في تلك اللحظة، شعر أن قصته لم تعد فقط قصة لاعب، بل أصبحت مرآة تعكس السؤال الأزلي: كيف تكافئ المؤسسات من أفنوا أعمارهم في خدمتها؟

تخيل معلول للحظة كيف يمكن أن تبدو النهاية.. هل سيكون الخروج من الباب الخلفي؟ كأنما لم يكن يومًا العمود الفقري للجبهة اليسرى، أم سيكون وداعًا يليق بالرجل الذي وضع قلبه في كل تمريرة وكل هدف؟ ذكريات المجد مرت أمام عينيه كأنها شريط سينمائي، لكنه سرعان ما تساءل: هل يصبح الإنجاز عبئًا عندما يحين وقت الرحيل؟ 

الاستغناء بشرف ووداع يليق بالإنجاز

أرى بشكل عام أن إبقاء أي موظف ضمن منظومة العمل، وإن كان في أدوار تتناسب مع قدراته الجديدة، ليس فقط تكريمًا لإنجازاته، بل استثمارًا في خبراتهم.. فهؤلاء هم من أسسوا قواعد النجاح، وحين يبقون ضمن المؤسسة، يساهمون في استمرارية هذا النجاح وتعزيز الروح المؤسسية.

وحين يأتي الوقت الذي يصبح فيه الاستغناء ضرورة لا مفر منها، فإن الطريقة التي يتم بها هذا الاستغناء تعكس مستوى رقي المؤسسة ووعيها بقيمة موظفيها، فالأهم أن يشعر الموظف بأن سنواته لم تُهدر، وأن جهوده قد تركت أثرًا باقيًا في نفوس من عملوا معه وفي المؤسسة التي خدمها.

في النهاية، إن خيل الحكومة حين يكبر رغم الراوية الشهيرة أنه يُعدم.. لكن في رأيي لا يزال يحمل قيمة، ليس فقط لما قدمه في الماضي، بل لما يمكن أن يقدمه من حكمة وخبرة تُضيء الطريق أمام من يأتون بعده.. فلنمنحه ما يستحق من الاحترام، ليس فقط بالكلمات، بل بالأفعال التي تخلد أثره وتجعل رحلته داخل المؤسسة نموذجًا يُحتذى به.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مؤمن الجندی یکتب

إقرأ أيضاً:

رشا الجندي تحذر: هوس المشاهير اضطراب نفسي قد ينتهي بكوارث

حذّرت الدكتورة رشا الجندي، أستاذ الصحة النفسية بجامعة بني سويف، من تصاعد ظاهرة "هوس المشاهير" بين الشباب، والتي باتت تنتشر بشكل ملحوظ عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن هذا السلوك يحمل أبعادًا نفسية خطيرة قد تصل إلى حد المرض العقلي.

رغم تراجع شعبيتها.. 5 مشاهير لن تتوقع امتلاكهم لسيارة تسلا الكهربائيةدمية بملامح غريبة تأسر قلوب المشاهير و تغزو عالم الموضة..ما قصة لابوبو؟

وأوضحت خلال استضافتها في برنامج “أنا وهو وهي” الذي تقدّمه الإعلامية آية شعيب على قناة صدى البلد، أن أخطر ما في هذه الظاهرة هو أن يلغي الإنسان ذاته وطموحه من أجل تقمّص حياة شخص آخر، لا سيما إذا كان من المشاهير، معتبرة أن هذا السلوك "يدعو للشفقة".

وأضافت: "في السابق، كنا نرى بعض الأشخاص يشبهون الفنانين، لكنهم لم يتعاملوا مع هذا الشبه كهوية كاملة، أما اليوم، فهناك من يتخلى تمامًا عن شخصيته ليعيش كنسخة من فنان مشهور".

وأشارت إلى أن بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باتت مليئة بصور المشاهير دون وجود أي صورة لصاحب الحساب نفسه، حيث يكرّس وقته بالكامل لمتابعة أخبار هذا الفنان والتشبه به في الشكل والتصرفات، واصفة هذا السلوك بأنه "هوس حقيقي" من منظور علم النفس.

وأكدت أن هذه الحالة تمر بمراحل متدرجة، تبدأ بإعجاب بسيط، ثم تتطور تدريجيًا إلى تماهي كامل مع الشخصية المشهورة، وقد تصل في بعض الحالات إلى ممارسات سلوكية مقلقة مثل التهديد والمطاردة، مشيرة إلى أن هناك وقائع موثقة لأشخاص حاولوا ملاحقة فنانات والضغط عليهن للزواج، ما دفع بعضهن إلى اللجوء للسلطات لحمايتهن.

واختتمت حديثها بالتنبيه إلى خطورة الاستهانة بهذه الظاهرة، ودعت إلى مزيد من التوعية النفسية والاجتماعية لتجنب تداعياتها المستقبلية.

طباعة شارك الصحة النفسية جامعة بني سويف هوس المشاهير

مقالات مشابهة

  • أحدهما أردني الجنسية.. السعودية تعلن إعدام 3 أشخاص وتكشف هويتهم وتفاصيل ما أدينوا به
  • كيا كرنفال 2026 تصل إلى السعودية بأسعار تبدأ من 149 ألف .. صور
  • سعر سيارة استون مارتن DBX موديل 2025 في الامارات.. صور
  • خالد الجندي: لا يصح انتهاء العِشرة والحياة الزوجية بالفضائح والانهيار
  • رئيس قطاع المتاحف:معرض كنوز الفراعنة ثمرة تعاون أكثر من عام مع إيطاليا
  • السعودية تعلن إعدام مواطنين وتفاصيل قضيتين أدينا بها
  • بي إم دبليو تطلق رسميًا أقوى نسخة من M2 في تاريخها .. صور
  • بعد حالة "إعدام ميداني".. ارتفاع ضحايا الأونروا" إلى 310 في غزة
  • رشا الجندي تحذر: هوس المشاهير اضطراب نفسي قد ينتهي بكوارث
  • إيران تعلن تنفيذ حكم إعدام جاسوس «الموساد» رفيع المستوى.. من هو بدرام مدني؟