بقلم : سمير السعد ..

الإعلام، باعتباره السلطة الرابعة، يحمل على عاتقه مسؤولية نقل الحقيقة ومتابعة الأحداث بشفافية ومهنية. لكن ما نراه اليوم من انتشار واسع لما يُسمى بـ”الدكاكين الإعلامية” يهدد هذا الدور ويضرب مصداقية المهنة في الصميم.
هذه الظاهرة أصبحت تتفاقم بشكل كبير، حيث تحولت المهنة إلى تجارة تُباع فيها الألقاب الصحفية لمن يدفع.

فمن يريد أن يصبح مراسلاً أو محرراً أو حتى كاتباً صحفياً، ليس عليه سوى دفع مبلغ من المال ليحصل على “باج” صحفي ودور إعلامي مزيف.
غياب الردع القانوني وبيئة حاضنة مشبوهة
المثير للقلق هو غياب الرقابة القانونية والرادع الأمني، ما سمح لهذه الممارسات بالنمو والانتشار. بل وأكثر من ذلك، هناك بعض المسؤولين الذين يوفرون بيئة حاضنة لهذه الظاهرة، ليس بدافع الإيمان بحرية الإعلام، بل لتحقيق مصالح انتخابية أو شخصية.
بعض هؤلاء المسؤولين يستخدمون هذه “الدكاكين الإعلامية” كأداة لتلميع صورتهم عبر ما يُسمى بـ”الذباب الإلكتروني”، حيث يتم توظيف هؤلاء “الإعلاميين المزيفين” لنشر الإشاعات أو تحسين صورة شخصيات معينة على حساب الحقيقة والمصداقية.

“تأثير خطير على المهنة”
إن هذه الممارسات لا تسيء فقط للمهنة، بل تؤثر سلباً على مصداقية الإعلام الحقيقي. فالناس باتوا يشككون في كل ما يُنشر، ويميلون إلى تعميم الصورة السلبية على كل الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، ما يخلق فجوة كبيرة بين الجمهور والإعلام.
المسؤولية على عاتق الجهات المعنية
السؤال الذي يطرح نفسه هو ، أين دور الجهات الأمنية والقانونية من هذه الظاهرة؟ ولماذا لا تتم متابعة هذه “الدكاكين الإعلامية” ومحاسبة القائمين عليها؟
المطلوب اليوم ليس فقط وضع حد لهذه الممارسات، بل العمل على تعزيز مكانة الإعلام الحقيقي من خلال ..
تشديد الرقابة القانونية لضمان عدم إصدار باجات أو تراخيص إلا وفق معايير مهنية دقيقة كما هو معمول في نقابة الصحفيين التي هي الخيمة الشرعية التي تحتضن الصحفيين الحقيقيين وواجب التعامل معها وملزم .
ايضا ملاحقة المتجاوزين قانونياً بما يشمل الأفراد والمؤسسات التي تروج لهذه الظاهرة.
وتعزيز الثقافة الإعلامية لدى الجمهور لتفريق الإعلام الحقيقي عن المزيف.
اخيرا ، الإعلام هو مرآة المجتمع وصوت الحقيقة، وأي عبث بمصداقيته هو عبث بمستقبلنا. على الجميع أن يدرك أن حرية الإعلام لا تعني الفوضى، وأن المهنة يجب أن تبقى قائمة على معايير أخلاقية ومهنية صلبة لا تقبل المساومة.

سمير السعد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات هذه الظاهرة

إقرأ أيضاً:

ورشة لتعزيز مهارات موظفي الظاهرة في "التصوير الفوتوغرافي"

عبري- ناصر العبري

نظمت بلدية الظاهرة ممثلة بدائرة الفعاليات والتوعية، ورشة تدريبية بعنوان (أساسيات التصوير الفوتوغرافي)، وتستهدف موظفي محافظة الظاهرة بمختلف تقسيماتها الإدارية.

وقدم الورشة كل من سعيد بن يحيى الحاتمي ومحمد بن خميس البادي، وتناولت الورشة عدة محاور علمية وعملية من بينها أساليب التصوير من حيث إعدادات الكاميرا والهاتف المحمول وطرق التحكم بالكاميرا مروراً بأسس التكوين والإضاءة، وصولاً إلى تقنيات التقاط الصور باحترافية، إلى جانب التدريب العملي على أحدث التقنيات التصوير الجوي باستخدام طائرة الدرون.

وتهدف الورشة إلى تمكين مهارات الموظفين وتعزيز الإبداع البصري ومواكبة التطورات السريعة في مجال التحول الرقمي.

تأتي هذه الورشة ضمن سلسلة من الورش التدريبية التي تنظمها بلدية الظاهرة والتي تسعى من خلالها إلى رفع كفاءة الكوادر البشرية وتحقيق التكامل بين المهارات الإعلامية وتعزيز الإبداع البصري والتقنيات الحديثة بما يتماشى مع احتياجات العمل ومتطلبات المرحلة القادمة مما يسهم في إثراء المحتوى الإعلامي.

مقالات مشابهة

  • تهديد لمقاتلة F-35 الأمريكية التي تكلّف مليارات الدولارات! صواريخ اثارت ذعر واشنطن
  • المومني: الأردن عصي على الفتنة الإعلامية ويرفض خطاب الكراهية
  • رفع رسوم تصاريح “حراس العمارات” إلى 700 دينار سنويًا ومسمى جديد للمهنة
  • ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب
  • وزير الإعلام يبحث مع مديري المؤسسات الإعلامية التحديات التي تواجه العمل الإعلامي
  • المومني: المعركة الإعلامية لا تقل أهمية عن ميادين القتال
  • الهند وباكستان بين التهدئة الظاهرة والانفجار المعلق
  • «بيئة الفجيرة» تنفذ 1702 جولة تفتيشية
  • ورشة لتعزيز مهارات موظفي الظاهرة في "التصوير الفوتوغرافي"
  • «الأرشيف والمكتبة الوطنية» يضيء على أفضل الممارسات في نشر ثقافة التسامح