بوابة الوفد:
2025-05-11@19:36:16 GMT

الأخطبوط السورى.. أطماع وأزمات

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

رغم تفاؤل بعض السوريين بعد إزاحة الطغيان والظلم وشم نسائم الحرية والتحرر، فإنّ الخوف أنْ يُطل فجأة برأسه «غول الانقسام والانفصال» والعودة للطائفية والدخول فى نفق الدولة الفاشلة، أسوأ من العودة للمربع الأول، وأكثر قتامة وأشد سوادًا، ويبدو بالأفق ملامح «غابرة» كاشفة من بعيد، تقترب وتبتعد حسب الأوضاع على الأرض.

مخاوف لا تخْفى على القيادة الحالية فى سوريا وهى أزمات وتحديات متعددة ومتشعبة تشعب الأخطبوط فى تعددها وترابطها وتعقيداتها.

تشكيل الجيش السورى القوى يُعد صداعًا فى رأس القيادة السورية، وهو من أصعب المهام أمام أحمد الشرع ورجاله، لأنه سيبنى جيشًا جديدًا «نظاميًا» ويستنسخ من سلالات الميليشيات والفصائل مجموعات منسجمة انتماؤها للوطن قبل الطائفية وعقيدة راسخة بالدور الوطنى لجيش أمة متعددة الطوائف والفصائل ومتنوعة الفكر والرؤى والتوجه.

وهذه أزمة الأزمات لأن توحد الفكر بعيدًا عن الطائفية وإبعاد أفكار قديمة متشعبة ارتوا بها أيديولوجيًا ودينيًا لدى بعض الفصائل معضلة حقيقية، ومن الصعب على جندى أو ضابط ميليشياوى يغير جلده سريعًا بعد سنوات تعلم فيها أفكارًا وعقيدة معينة، بخلاف الأنظمة العسكرية نفسها ومدى القدرة على التجاوب مع الهيكلية الجديدة للجيش النظامى وسرعة استيعاب الفكر الحديث فى التسليح والآلات والأنظمة الأحدث.

هو سباق مع الزمن واستدعاء جهد خارق فى الإقناع والاستيعاب لأن الوصول سريعًا لجيش قوى إخماد لمحاولات أعداء الداخل لبث الفتن، وإذا كانت الأمور حاليًا شبه مستقرة ترقبًا وتخطيطًا لما هو قادم، فبعد شهور وأسابيع ستختلف الأوضاع، لا سيما مع جغرافية يتنافس عليها داعش، والتواجد الأمريكى و«حَلْب» البترول السورى بالحسكة، والشمال الشرقى شبه منفصل ويد القيادة فى دمشق بعيدة عنه بحكم المعارك الضارية بين الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية «قسد» أمام الفصائل الموالية لتركيا، خاصة فى مدينة «منبج» بالريف الشرقى لحلب، وقتل قبل ساعات مدنيين وإصابة آخرين فى انفجار سيارة ملغمة فى هذه المدينة شمال سوريا.

ناهيك عن تحدى الجنوب وتوغل إسرائيل يوميًا فى العمق السورى والوصول لما بعد القنيطرة، وإذا كانت «المسكنات» بأن الوضع مؤقت، فهى سياسة إسرائيلية فى حال تسوية مستقبلية لتكون «المقايضة» على الانسحاب من الأراضى المحتلة حديثًا والإبقاء على هضبة الجولان تحت يدها بدعوى تأمين الحدود الإسرائيلية!

ومع الوقت سيخلق الواقع مستقبلًا تختلف فيه الرؤية الحالية وتتسع الطموحات والأحلام بعد التشبع بالحرية والديمقراطية وتعلو أصوات تحرير كل شبر مغتصب ما يخلق تحديًا جديدًا أمام القيادة.

والسؤال: هل ستترك إسرائيل جارتها تُسلح نفسها بـ«قوة الردع» وإخراجها من الجولان أم ستظل فى رحلة «قضم الأراضى» وإنهاك البلد عسكريًا واقتصاديًا، إذا سلّمنا بأن البلد الشقيق والعريق سيتعافى يومًا!

كلها تحديات تحتاج سنوات وأولويات تحتم الإسراع فى حسمها بأقرب وقت.

وفى حال التعافى، ستبقى أزمة القدر والتدخل التركى وفرض وصايته، واستغلال البلد سياسيًا واقتصاديًا والحد من طموحه فى التحرر وصعوبة الفطام سريعًا، مع تقاطع مصالحه مع دمشق، ما يمنح إسرائيل فرصة قد تفوق ما فعله بشار وجعل الجولان جزءًا لا يتجزأ من إسرائيل!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تسلل برأسه

إقرأ أيضاً:

الأردن يدعو لوقف فوري لعدوان إسرائيل على غزة ورفع العقوبات عن سوريا

اليابان – دعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، امس الجمعة، إلى ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة “فورا”، ورفع العقوبات عن سوريا.

جاء ذلك خلال مباحثات أجراها في طوكيو مع نظيره الياباني تاكيشي إيوايا، ومسؤولين يابانيين، وفق بيان للخارجية الأردنية.

ويرافق الصفدي ولي عهد الأردن الحسين بن عبد الله في زيارة عمل غير معلنة المدة بدأها الأربعاء إلى اليابان، وفق بيان للديوان الملكي.

ولفت البيان إلى أن الصفدي وإيوايا أجريا “محادثات موسعة حول جهود توسعة التعاون بين البلدين في إطار الشراكة الاستراتيجية بينهما، إضافةً إلى الأوضاع في المنطقة”.

وأكد الوزيران “عمق علاقات الشراكة الاستراتيجية بين المملكة واليابان، وبحثا الخطوات العملية لزيادة التعاون في عديد مجالات حيوية”.

وتعود العلاقات الدبلوماسية بين الأردن واليابان إلى 1954، وشهدت تطوراً ملحوظاً على مر العقود، تميز بالتعاون السياسي والاقتصادي والتنموي.

وتُعد اليابان من أبرز الدول المانحة للأردن، بتقديمها الدعم في مجالات المياه والتعليم والطاقة والبنية التحتية، إضافة إلى الاستجابة للأزمات الإنسانية، خاصة فيما يتعلق باللاجئين.

وبحث الصفدي وإيوايا الأوضاع في المنطقة، وفي مقدمها جهود التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وكافٍ لجميع أنحاء القطاع.

وأكد الصفدي “ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة فورًا، وعلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فوري لإلزام إسرائيل إدخال المساعدات إلى غزة”.

واعتبر أن منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة “يفاقم الكارثة الإنسانية؛ حيث لم تسمح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية إلى أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في القطاع، في خرق واضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

وأشار إلى أن “استخدام التجويع سلاحًا يمثّل جريمة حرب، ويحرم الفلسطينيين حقهم في الغذاء والدواء”.

وحذّر الوزير الأردني من “تبعات استمرار العدوان على غزة والإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوّض حل الدولتين (فلسطينية واسرائيلية) في الضفة الغربية المحتلة وفرص تحقيق السلام العادل في المنطقة”.

وثمّن الصفدي موقف اليابان “الداعي إلى التوصل لوقف إطلاق النار وحل الدولتين”.

وصعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 961 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال (تشمل معتقلين أفرج عنهم)، وتهجير أكثر من 41 ألفا وتدمير مئات المنازل، وفق معطيات فلسطينية.

وبحث الصفدي ونظيره الياباني الأوضاع في سوريا، حيث دعا الصفدي إلى “ضرورة رفع العقوبات عن سوريا، ودعم جهود الحكومة السورية في إعادة بناء سوريا على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها وتحفظ حقوق كل الشعب السوري”.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • بعملية سرية معقدة.. إسرائيل تستعيد رفات جندي قتل قبل 4 عقود في سوريا
  • شيخ درزي يطالب بتدخل دولي في سوريا.. ولا يرى في إسرائيل عدوا
  • ‌إسرائيل تعلن استعادة جثة جندي من سوريا مفقود منذ حرب 1982
  • إسرائيل تستعيد رفات جندي قتل خلال اجتياح لبنان 1982 ودفن في سوريا
  • بعد 42 عاماً.. إسرائيل تستعيد رفات جندي من سوريا قُتل في لبنان (صورة)
  • بروتكول تعاون بين “ضباط المراقبة الجوية المصري” ونظيره التونسي مراقبي الجولان
  • الأردن يدعو لوقف فوري لعدوان إسرائيل على غزة ورفع العقوبات عن سوريا
  • سيد عبدالعال: التهديدات الخارجية تستدعي أكبر تحالف شعبي خلف القيادة السياسية
  • الأردن يدعو لوقف فوري لعدوان إسرائيل على غزة ورفع العقوبات عن سوريا  
  • ما العمل لمواجهة صلف إسرائيل تجاه سوريا؟