كوميديا الشرق الأوسط الجديد والتراجيديا العربية
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
د. شعفل علي عمير
حسنًا، دعونا نتأمل تلك الكوميديا السياسية الجغرافية التي تُسمى “تشكيل الشرق الأوسط الجديد”، قد يبدو الأمر للوهلة الأولى كأنه فيلم هوليودي بميزانية ضخمة، حَيثُ تتراقص المتغيرات على خشبة المسرح بتنسيق مدهش يصعب على العقل البشري العادي استيعابه.
في هذا السيناريو، لدينا مجموعة من اللاعبين الأَسَاسيين: النفط، الدين، السياسة، وبعض الزعماء الذين يعتقدون أنهم يستحقون جائزة أوسكار لأدائهم في دور “الزعيم الأبدي”، هؤلاء اللاعبون يتبادلون الأدوار بشكل مدهش؛ فمرة يكون النفط في المقدمة، وأحيانًا تسيطر الدراما الدينية، وفي أحايين كثيرة تسرق السياسة الأضواء بمؤامراتها ودهاليزها الغامضة.
دعونا نبدأ بالنفط، ذلك السائل السحري الذي يعتقد البعض في الشرق الأوسط أنه يمكن أن يصنع المعجزات، يخيل لي أحيانًا أن للمنطقة زواجًا تقليديًّا منذ القدم مع النفط، زواج لم يبنَ على حب متبادل بل على مصلحة مشتركة تتجدد كلما ارتفع سعر البرميل في الأسواق العالمية، ولكن، كما هو الحال في العديد من الزيجات التقليدية، يمكن أن تنشأ بعض المشاكل عند وقوع أزمة اقتصادية أَو ظهور منافس جديد على الساحة.
أما الدراما الدينية، فهي فصل من فصول المسرحية التي غالبًا ما تختار أن تلقي بظلالها الثقيلة على الأحداث، تلك اللحظات عندما يتم استخدام الدين كأدَاة سياسية، يتحول المشهد إلى كوميديا سوداء بكل ما تحمل الكلمة من معنى، يتحارب الجميع حول من يملك الحق في تفسير النصوص، وكأنه تحد واقعي لأشهر برنامج مسابقات دينية على شاشات التلفزيون العربي.
ولا يمكننا أن نتجاهل قوة الساسة والزعماء الذين يظنون أنفسهم “النجوم الأبدية” في هذه الملحمة، هؤلاء القادة يعيشون في قصورهم العاجية ناظرين إلى شعوبهم من علو، يعتقدون أن بوسعهم التحكم في مجريات الأمور بلمسة إصبع، ومع ذلك، فَــإنَّ الواقع دائمًا ما يحمل مفاجآت، حَيثُ يجدون أنفسهم فجأة في مشهد غير متوقع، وقد فقدوا السيطرة على مسار الأحداث.
وبينما يستمر لعب الشطرنج هذا على مستوى المنطقة، نجد أن القوى الخارجية تجلس في الصفوف الأمامية، تتناول الفشار وتستمتع بالمشهد؛ فهي في انتظار اللحظة المناسبة للدخول في اللعبة، أملًا في إعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يتناسب مع مصالحها، وكأنها تريد أن تجرح المشاعر “الشرق أوسطية” ليلًا، ثم تضمها إلى صدرها في الصباح الباكر.
في النهاية، تشكيل الشرق الأوسط الجديد يظل كقصيدة أُحبكت بآلاف الأبيات التي لم يفهمها شاعرها، وعلى الجميع في هذه المنطقة أن يتعايشوا مع هذه الدراما الساخرة التي تُكتب بمداد من تقلبات الزمن وتبعات المتغيرات، كما ينقطع الضوء فجأة عند مشاهدة فيلم مشوق في قاعة سينما مكتظة، ربما، وفي يوم ما، سينجح هذا المسرح المتقلب في تحويل القصة الفوضوية إلى سرد متناغم يستحق إضاءة الستار النهائي.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
محل الأطفال يطلق مجموعة نونا × بي إم دبليو حصرياً في الشرق الأوسط
مع حلول فصل الصيف، يسرّ محل الأطفال الإعلان عن إطلاقه مجموعة نونا × بي إم دبليو الجديدة حصرياً في منطقة الشرق الأوسط، في تعاونٍ استراتيجي يجمع التصميم عالمي المستوى بالهندسة المتقنة واللمسات العملية الملائمة للاستخدام اليومي. ستتوفّر المجموعة محدودة الإصدار في متاجر محل الأطفال وعبر الموقع الإلكتروني، وتتضمّن ثلاث عربات فاخرة للأطفال ومقعدَين للسيارة، لتمنح العائلة حلاً أنيقاً وفعالاً يسهّل حياتها اليومية.
يجتمع في إطار هذه الشراكة اسمان لامعان، هما شركة نونا المعروفة بتصاميمها الهولندية البسيطة والذكية، وشركة بي إم دبليو التي تجسّد الابتكار والدقة خير تجسيد. وكانت ثمرتها مجموعة مصمّمة بعناية، قوامها الأمان الكامل والجمال البسيط والأداء المتين، لتناسب الأهل العصريين الذين يرفضون المساومة على سلامة أطفالهم.
تُجسّد مجموعة نونا × بي إم دبليو توازناً مثالياً بين الأناقة والطابع العملي، وتقدّم للأهل حلولاً ذكية ترافقهم في كلّ خطوة، سواء أثناء التجوّل في الشوارع المزدحمة أو في ردهات المطارات. فقد أولت العلامتان اهتماماً كبيراً لكلّ تفصيل، من التصميم سهل الاستخدام إلى المواد الفاخرة، لتطرحا قطعاً تجمع بين الشكل والمضمون وتواكب الأهل في الحياة اليومية.
فسّرت مارتا بينيا فيرنانديز، رئيسة قسم التسويق في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ لشركة نونا السرّ الكامن وراء هذه المجموعة قائلةً: “تتشارك نونا وبي إم دبليو شغفاً عميقاً بالتفاصيل، وحرصاً بالغاً على الأمان والابتكار. ومن خلال هذه الشراكة، نرسي معاً معايير جديدة في عالم التصميم، حيث نرتقي بمستلزمات العناية بالأطفال إلى أعلى مستويات الأناقة والتميّز، بما يتماشى مع أسلوب حياتك العصري.”
يأتي إطلاق مجموعة نونا × بي إم دبليو في التوقيت المثالي، إذ يتزامن مع استعداد العائلات لخوض مغامرات الصيف. وبما أنّ عربات الأطفال تُعتبر من أهمّ المنتجات في هذه الفترة، انتقت المجموعة تشكيلة منها تلائم خيارات السفر الخاصة بالأهل قلباً وقالباً. يمكن القول إنّ المجموعة تلقى أصداءً إيجابية في جميع المتاجر، وقد ازداد الطلب بشكلٍ كبير على عدّة موديلات منها.
وفي معرض تعليقه على التشكيلة، صرّح السيد روبان شانموجاراجاه المدير العام لمحل الأطفال قائلاً: “نحن لا نكتفي بطرح المنتجات في السوق، بل نبتكر حلولاً ثورية بمعايير عالمية تلبّي التطلّعات المتجددة لدى الأهل. ويجسّد هذا التعاون التزامنا الراسخ بتقديم تجارب فاخرة لعملائنا، من خلال شراكات استراتيجية وتصاميم سبّاقة تُعيد تعريف معايير التميّز.”
هكذا، سيختبر طفلك رحلة مثالية ترتقي إلى مستويات غير مسبوقة. لا تقبل إلّا بالأفضل لعائلتك، وافتح لأطفالك آفاق التميّز منذ البداية. أصبحت مجموعة نونا × بي إم دبليو متوفرة حصرياً في متاجر محل الأطفال وعبر الإنترنت في أنحاء منطقة الشرق الأوسط، بأسعار تبدأ من 1399 درهماً إماراتياً.