سوق السيارات في العراق: المبيعات تتراجع والمواطنون يبحثون عن حلول تمويلية
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
27 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: سوق السيارات في العراق يعكس بشكل واضح التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد، حيث يسير هذا القطاع في مسار غير مستقر في ظل الركود الاقتصادي الذي يعصف بمختلف المجالات.
وتراجعت القدرة الشرائية للمواطنين، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في الطلب على السيارات، لا سيما في فئة السيارات الجديدة.
يعزو العديد من المحللين هذا الانخفاض إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة، بما في ذلك انخفاض مستويات الدخل وارتفاع معدلات التضخم التي تفوق قدرة المواطن على شراء السلع، وخاصة السيارات.
تتعدد الأسباب التي تساهم في تراجع الطلب على السيارات في السوق العراقية، حيث تتزامن الأزمات المالية مع حالة من عدم الاستقرار السياسي في المنطقة.
التوترات السياسية في دول الجوار والأزمات الاقتصادية قد يكون لها دور بارز في تراجع الثقة لدى المواطنين في قدرة الحكومة على معالجة هذه القضايا، مما ينعكس على قراراتهم الاستهلاكية. وفي هذا السياق،
وأفادت مصادر اقتصادية أن التوقعات لعام 2024 تشير إلى استمرار هذا التراجع في مبيعات السيارات إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية على ما هي عليه. وذكرت تحليلات أن العوامل المرتبطة بتقلبات أسعار الصرف والضرائب المرتفعة على السيارات قد تكون من أبرز أسباب الركود.
وفي خضم هذه الأوضاع، زادت الضرائب والرسوم المفروضة على السيارات الجديدة بشكل ملحوظ، ما دفع العديد من المواطنين إلى التوجه نحو سوق السيارات المستعملة كخيار بديل.
يتراوح سعر السيارة المستعملة في العراق بين 10 إلى 15 ألف دولار، وهو ما يعد عبئًا أقل على ميزانية العائلات مقارنة بالسيارات الجديدة التي ارتفعت أسعارها بشكل حاد.
وذكر مصدر في أحد معارض السيارات أن “البحث عن سيارات مستعملة أصبح الأكثر رواجًا في الوقت الحالي بسبب ارتفاع الأسعار التي فرضتها الضرائب والرسوم، وتزايد الضغوط الاقتصادية على المواطنين”.
من جهة أخرى، فإن ضعف البنية التحتية في العراق يشكل عائقًا آخر أمام النمو في سوق السيارات. الطرق غير المعبدة والشبكة الرديئة للمواصلات العامة تعيق حركة المرور وتحد من رغبة المواطنين في شراء سيارات جديدة.
ويُظهر هذا الوضع ضعفًا في التخطيط العمراني والاهتمام بالبنية التحتية من قبل الجهات الحكومية.
من جانب آخر، تحدث باحث اجتماعي عن تأثير غزو الصناعات الصينية في العراق، حيث أشار إلى أن “السيارات الصينية أصبحت الخيار الأكثر شعبية بين المواطنين بفضل أسعارها المنخفضة وأدائها المقبول”، وهو ما أدى إلى زيادة الإقبال على هذه الفئة من السيارات.
وقال الباحث: “هناك رغبة واضحة لدى العراقيين في شراء سيارات بأسعار معقولة وسط الظروف الاقتصادية الصعبة، وأصبحت السيارات الصينية تلبي هذه الحاجة”.
فيما يتعلق بمسألة تمويل شراء السيارات، لفت تحليل اقتصادي إلى أن نظام البيع بالأقساط قد ساهم بشكل كبير في تسهيل عملية الشراء لفئات المجتمع ذوي الدخل المحدود والمتوسط. وبفضل الأنظمة الجديدة لتمويل السيارات والتي تقدم تقسيطًا مريحًا بفوائد أقل، أصبح بإمكان المواطنين من مختلف الطبقات الاجتماعية شراء سيارات بسهولة نسبية.
ولكن، بحسب رأي العديد من المستهلكين، فإن “هذه الأنظمة قد تكون محفوفة بالمخاطر إذا ما استمرت الأوضاع الاقتصادية في التدهور، مما قد يعرض المواطنين لمشاكل في تسديد الأقساط”.
من جهة أخرى، عبرت مواطنة في تدوينة لها على منصة فيسبوك عن استيائها من الحالة الاقتصادية، حيث قالت: “حتى لو حاولنا التكيف مع الأسعار، تبقى الضرائب والرسوم على السيارات عقبة أمامنا. لا أستطيع أن أشتري سيارة جديدة أو مستعملة بدون التفكير في ضغوط الأقساط والديون التي سترافقني”.
كما ذكر أحد المهتمين بالشأن السياسي في تغريدة له على منصة إكس: “الوضع الاقتصادي في العراق يتطلب حلولًا جذرية، فزيادة الرسوم والضرائب على السيارات ليست إلا حلقة في سلسلة من السياسات التي تزيد العبء على المواطنين، في وقت تزداد فيه التحديات الاقتصادية”. وأضاف أن “الركود الذي يشهده سوق السيارات هو نتيجة حتمية لعدة عوامل متشابكة تتعلق بالاقتصاد الوطني، والاستقرار السياسي، وإجراءات الحكومة”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: على السیارات سوق السیارات السیارات فی فی العراق
إقرأ أيضاً:
العملات المشفرة تترنح .. البتكوين تتراجع لأدنى مستوى بعد شهر تاريخي
تذبذبت أسعار العملات المشفرة في مطلع أغسطس مع تسبب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب في إثارة مشاعر العزوف عن المخاطرة.
تراجعت البتكوين للجلسة الخامسة على التوالي، مع استمرار المُتداولين في الانسحاب من المستويات القياسية التي بلغتها العملة في يوليو، وسط موجة تفاؤل أعقبت تبني الولايات المتحدة للأصول الرقمية.
سجلت العملة المشفرة الأصلية أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، حيث انخفضت بنسبة تصل إلى 3% لتصل إلى 113818 دولاراً.
وكانت بتكوين قد وصلت إلى أعلى مستوى قياسي لها عند 123200 دولار في 14 يوليو، أي قبل أيام فقط من توقيع الرئيس دونالد ترامب على أول قانون تنظيمي للعملات الرقمية في الولايات المتحدة.
في المقابل، انخفضت عملة الإيثريوم بنسبة 5.43% لتسجل 3543 دولاراً، في ظل تراجع عام في سوق العملات المشفرة بعد أن تجاوز إجمالي القيمة السوقية لها 4 تريليونات دولار لأول مرة في يوليو.
وتراجع رمز سولانا بنسبة 6%.
تراجعت سوق العملات المشفرة بعد أن كشف الرئيس دونالد ترامب عن تعريفاته الجمركية المعدلة "المتبادلة" على عشرات الدول.
أدى هذا الانخفاض إلى موجة من عمليات التصفية طويلة الأجل، مما أجبر المتداولين على بيع أصولهم بسعر السوق لتسوية ديونهم، مما دفع الأسعار إلى الانخفاض. وشهدت البيتكوين عمليات تصفية بقيمة 228 مليون دولار أميركي عبر منصات التداول المركزية خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفقاً لـ CoinGlass، بينما شهدت الإيثريوم 262 مليون دولار أميركي.
تكبدت الأسهم المرتبطة بالعملات المشفرة خسائر أكبر. تصدرت Coinbase قائمة الأسهم المنخفضة، بانخفاضها بنسبة 16% عقب تقرير أرباح الربع الثاني المخيب للآمال.
وانخفضت Circle بنسبة 8.4%، وخسرت Galaxy Digital نسبة 5.4%، وتراجعت Bitmine Immersion، شركة إدارة خزينة الإيثريوم، بنسبة 7.4%. كما انخفض وكيل Bitcoin MicroStrategy بنسبة 8.7%.
من جهته، قال وزير الخزانة الأميركي على منصة إكس دخلت الولايات المتحدة العصر الذهبي للعملات المشفرة.
وتابع "تحت قيادة الرئيس الأميركي، نستكشف إمكانيات جديدة في الحوسبة اللامركزية والمدفوعات الرقمية لإطلاق العنان لإمكانات تقنية البلوك تشين".
وختم "هنا، أطلقوا شركاتكم. أطلقوا بروتوكولاتكم. ووظّفوا موظفيكم".
تباطؤ استراتيجي
"بعد ذروة الارتفاع في يوليو، يُعدّ هذا تباطؤاً استراتيجياً صحياً. فالأسواق لا تتفاعل مع أزمة، بل تستجيب لغيابها"، كما صرّح بن كورلاند، الرئيس التنفيذي لمنصة أبحاث العملات المشفرة DYOR.
وأضاف: "مع غياب أي محفز اقتصادي جديد في الأفق، يتجه رأس المال بعيداً عن الأصول المضاربة نحو أسواق أكثر أماناً... إنه توقف مدروس".
تدفقات في شهر مزدهر
خرجت العملات المشفرة من شهرٍ مزدهر، لكنها قد تتراجع قريباً في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي الكلي الجديدة، وفي شهرٍ عادةً ما يتميز بانخفاض أحجام التداول وزيادة التقلبات. ارتفعت قيمة البيتكوين بنسبة 8% في يوليو، وفقاً لشركة Coin Metrics، بينما ارتفعت قيمة الإيثريوم بأكثر من 49%.
شهدت صناديق الإيثريوم المتداولة تدفقاتٍ داخلة تجاوزت 5 مليارات دولار في يوليو وحده (مع يومٍ واحدٍ فقط شهد تدفقاتٍ خارجة بلغت 1.8 مليون دولار في 2 يوليو)، ليصل إجمالي التدفقات الداخلة التراكمية إلى 9.64 مليار دولار حتى الآن.
وشهدت صناديق البيتكوين المتداولة تدفقاتٍ خارجة بلغت 114 مليون دولار في جلسة التداول الأخيرة من يوليو، ليصل إجمالي التدفقات الداخلة الشهرية إلى حوالي 6 مليارات دولار من أصل 55 مليار دولار تراكمية.