الأسبوع:
2025-06-21@02:50:12 GMT

نهضت من رماد القيود

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

نهضت من رماد القيود

فى أعماق بعض النساء قوة تنتظر اللحظة المناسبة لتظهر، قد تكون الحياة مليئة بالقيود والصعوبات، وقد تفرض الظروف علينا أدواراً تجعلها تخفى أحلامنا ورغباتنا، ولكن أحياناً كثيرة يريد الله عزوجل لبعض من عباده التغير والقدرة على تحسين أحوالهم بكل ما كانوا يحلموا به.

ولدت طفلة بريئة براءة لم توصف، كباقى أقرانها، تربت وكان طبعها السلام، الطيبة المتناهية، الرومانسية، نشأت وكبرت فى عالم ملئ بالصراعات والأحلام المؤجلة، تعلمت الخجل والحياء بشدة وبعنف حتى أصبحت تخشى الدفاع عن أحلامها وقرارتها وحياتها وأفكارها، لم تدرك يوماً أنها تتنازل عن أهم إحساس فى الحياة وهى حرية عقلها وأفكارها، إستسلمت لكل من حولها خشية وظناً منها أنها بهذا السلوك تكون البنت الجميلة المطيعة، مر بها العمر، تزوجت وأنجبت وكرست حياتها كلها لزوجها وبيتها وعشق تراب أسرتها، وكانت تفعل هذا بحب وعن إقتناع ولم تخشى الندم، وبالتأكيد لم ولن تندم على إعتنائها بأولادها وزوجها، ولكن مع مرور الزمن وفى وسط معاناة الحياة والإهتمام والرعاية لبيتها وأسرتها كان كل من حولها ينظر إليها كأنها ملكاً لهم ملكية خاصة ماعدا أسرتها الصغيرة، هم من ظلوا وراء حلمها، على يقين تام أنها تستحق أن تفعل كل ما تمنته وأجلته لأسباب خارجة عن إرادتها، ظلوا الداعم الأول والرئيسى لها، كانت تحارب من كل من حولها ولكن تقوى وتنهض مرة أخرى من أجل رضاء أسرتها أولاً قبل نفسها، فكانوا سبب أخذها قرار النهوض والبحث عن أحلامها المؤجلة، لأنها كانت إمرأة مليئة بالأصل والتقدير قدرت أسرتها وأحلامهم فيها، فنهضت وعملت ودافعت عن أحلامها بكل قوة.

كانت دائماً تنظر فى السماء وترفع يديها وتشكر ربها عزوجل أنه رزقها بزوج أحبها بصدق، لم ير فيها مجرد زوجة وأم، بل رأى أنها إمرأة تستحق أن تعيش وتحقق أحلامها، كانت حياتهم مليئة بالبساطة والرضا، ومع مرور السنوات كبر الأبناء وأدركوا كم كانت والدتهم عظيمة لكن مقيدة أجتمعوا مع والدهم بدون إتفاق مسبق وقرروا أن يمنحوها الحياة والقوة الداخلية التى تستحقها، شجعوها أن تبدأ من جديد تخرج للعالم بكل شجاعة، بدأت التغيير الفعلى من داخلها أحبت نفسها وبيتها وعائلتها أكثر وبإختلاف، حب ينبع من إكتفائها بربها ونفسها وعائلتها الصغيرة، كانت دائماً على صواب أنهم الأجدر بالإهتمام، حتى نظرت إليهم على أنها يجب أن تكون القدوة الحسنة لهم وتترك لهم ذكرى طيبة عند رحيلها.

أصبحت ترى فى زوجها السند بعد الله عزوجل حتى أصبح يرى فيها الحب والدفئ والسكن الحقيقى، لم يعدوا ينظروا إلى الحياة نظرة ضيقة بل أصبح لديهم الحكمة والرزانة ورجاحة العقل.

طورت نفسها وذاتها، كل يوم فى تحدى وإقتناع أن الله عزوجل يدافع عن عباده الصالحين اللذين يعملوا بشرف وجهد.

كان عندها إبتلاء فى حياتها ولكن كان سبب نجاتها لأنه من الله عزوجل، تعلمت أن تجعل هذا الإبتلاء درساً تيقنت منه أن الله إذا أحب عبد إبتلاه، كانت متسلحة بالرضا والإستسلام لأوامر الله عزوجل، مرة تسقط وكثيراً كانت تنهض وتقوى، لم تعد تخشى الصعاب بل باتت تواجهها بإبتسامة وثقة.

كانت علاقتها بربها السر الأكبر فى كل خطوة نجاح، كلما إقتربت منه وتحدثت معه شعرت بقوة وسلام داخلى، لم يعد يفرق معها النجاح الدنيوى بل أيقنت أنها رحلة لتحقيق الرضا الإلهى والشعور بالسعادة الحقيقية.

ولذلك فعلمت أبنائها عبارات جميلة هى 1) حب الله عزوجل ورضاه قبل كل شئ، 2) الدفاع عن أحلامهم وحياتهم وعقلهم ضد أى هيمنه، 3) إذا قرروا الزواج لابد أن يتفهموا معنى التضحية والتنازل لكى يعيشوا ويعطوا بحب ورضاء ودون ملل أوكلل، 4) أن الإنسان القوى قوته الحقيقية فى سنده للضعيف، 5) أن الحياة تعطى الأشخاص اللذين لديهم القدرة على العمل بجد وكفاءة.

هذه المرأة ليست قصة من نسج الخيال، بل مثال واقعى لكل إمراة قوية عندها ضمير وأصل، يغمر قلبها الطيبة والحنان والمسئولية

قررت أن تحب نفسها وتضع حياتها بيديها، أجمل ماكان فيها أنها كانت دائماً على يقين أنها ولدت فى تلك الحياة ليست لمحاولة إرضاء الآخريين بل لهدف آخر وهو إرضاء الله عزوجل، وهذا هو مفتاح إنتصارها.

تلك المرأة التى إختارت أن تعيش تلك الحياة بقلبها وإحساسها وعقلها، فلنكن هكذا نحب حياتنا ونعتز بذاتنا ونسير بخطوات واثقة نحو مستقبل نصنعه بأيدينا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مقالات الله عزوجل

إقرأ أيضاً:

كاتب إيراني: أعارض النظام الحالي ولكن حبي لإيران يفوق كل شيء

قال الكاتب الإيراني آرش عزيزي في مقال له بصحيفة واشنطن بوست الأميركية إنه على الرغم من موقفه المعارض للنظام الإيراني فإنه يرفض تأييد الضربات الإسرائيلية الأخيرة على بلده.

وأضاف عزيزي أنه كان يأمل أن يسقط النظام، ولكنه يخشى أن تدمر الحرب حياة الإيرانيين أكثر مما تزعزع السلطة القائمة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إندبندنت: كيف تمكّنت إيران من اختراق نظام القبة الحديدية الإسرائيلي؟list 2 of 2نيويورك تايمز: هل تصمد منظومات الدفاع الإسرائيلية أمام صواريخ إيران؟end of list

وتابع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برر هجماته باعتبارها بداية حرب تحرير الإيرانيين من النظام القائم، ودعاهم إلى الثورة، وأطلق على العملية اسم "الأسد الصاعد"، في إشارة إلى رمز قومي إيراني.

لكن دعوات نتنياهو لم تلقَ صدى داخل إيران وفق المقال، حيث عبر معظم قادة حركات المعارضة عن رفضهم القاطع للهجوم الإسرائيلي.

يذكر أن نتنياهو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

ولفت عزيزي إلى أن مشاهد الدمار جراء الصواريخ الإيرانية وسقوط ضحايا الإيرانيين -من بينهم شعراء وفنانون وأطفال- بدّدت مزاعم "الضربات الدقيقة" التي روجت لها إسرائيل، وأكدت أن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأكبر لهذه الحرب.

عمليات إنقاذ في موقع انفجار بعد غارة إسرائيلية استهدفت طهران (أسوشيتد برس) وهم الثورة

وأكد الكاتب أن ظروف الحرب أشاعت روح التكافل لا الثورة في الشارع الإيراني، حيث تطوع الأطباء والخبازون وعمال المحطات لمساعدة المتضررين من القصف الإسرائيلي.

وقال إن بعض النشطاء الإيرانيين في الخارج سعوا إلى استغلال الفوضى السياسية لدعوة الإيرانيين للثورة، وعلى رأسهم رضا بهلوي -وهو نجل شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي– الذي يقدم نفسه على أنه زعيم المعارضة الديمقراطية.

وأضاف المقال بسخرية أن الزعم بأن بهلوي -الذي لم تطأ قدماه أرض إيران منذ 45 عاما ولم ينشئ خلال هذه السنوات أي تنظيم سياسي فعال- قادر على حكم أكثر من 90 مليون نسمة هو ضرب من الخيال.

إعلان

كما أشار الكاتب إلى أن ارتباط بهلوي الوثيق بالهجمات الإسرائيلية إلى جانب اجتماعاته السابقة مع نتنياهو نفّرا منه حتى أقرب مناصريه.

وعبر عزيزي عن قلقه من تداعيات الحرب التي قد تؤدي إلى إضعاف إيران كدولة أو انزلاقها إلى حرب أهلية، كما أعرب عن تخوفه من استغلال أطراف خارجية الانقسامات العرقية في المجتمع الإيراني لزرع الفتن الطائفية وتهديد وحدة البلاد.

مقالات مشابهة

  • قصة فتاة أوهمت نفسها بحب من طرف واحد ..فيديو
  • عون: بيروت كانت وستبقى نبض الحياة
  • آخر رسالة أميركية عن حزب الله ولبنان.. ماذا فيها؟
  • كاتب إيراني: أعارض النظام الحالي ولكن حبي لإيران يفوق كل شيء
  • مشجعة مغربية: المباراة كانت جميلة وأجمل ما فيها بونو.. فيديو
  • ثورة بركان فى إندونيسيا.. سحابة رماد تتسبب فى إلغاء الرحلات الجوية
  • إيران تشدد القيود على شبكة الإنترنت خوفًا من استغلال إسرائيل لها
  • مسيرة إسرائيلية تلقي نقودا مزيفة تحمل ألغازا لحزب الله جنوب لبنان (صور)
  • رغم التهديد.. لماذا قررت إسرائيل "فجأة" تخفيف القيود؟
  • دعوات قلب نظام إيران.. أمركا فعلتها سابقا ولكن هذا ما حصل والتداعيات