صحيفة البلاد:
2025-08-09@09:58:32 GMT

اقبلوا على الحياة بالجد والرضى تسعدوا

تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT

اقبلوا على الحياة بالجد والرضى تسعدوا

حين نقول: إن في القرآن دواء وشفاء وحلولًا لكل المشكلات فلن ولم نكن مخطئين، فمن أراد حياةً هانئة مشرقة سعيدة، يجدها في القرآن ومن أراد رفعة وعافية، يجدها في القرآن، ومن أراد الخروج من أنفاق الضيق إلى سعة الطريق، فذلك بين طيات القرآن. الحمدالله على نعمة الإسلام وعلى نعمة القرآن فهو دستور حياة كريمة، وليس معنى الحياة الكريمة أن تكون دوماً وردية سلسة لا عقبات ولا منغِّصات فيها، إنما الحقيقة أن الحياة مليئة بالمكدِّرات، وفيها الحزن، وفيها الجوع، وفيها المرض، وفيها مالم يتحقق من الأمنيات، أو يتأخر.

وفيها مالم يتم الحصول عليه، أو يصعب من الحاجات (خلق الإنسان في كبد ) لكن المعيار الحقيقي هو الرضى بما كتبه الله بعد الاجتهاد. والمحك الصحيح هو عدم اليأس ومواجهة المتاعب والعقبات بالاستعانة بالله والثقة به، ثم بالأمل والتفاؤل وعدم الاستسلام أو اليأس (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). حثَّنا الله عزَّ وجلَّ على عدم القنوط من رحمته مهما عظم الذنب (دون الشرك به) فكيف بهموم وأوجاع وإحباطات الدنيا؟ تستوقفني عبارات اليأس والإحباط من أناس يتمتعون بعقليات موزونة ومفاهيم جيدة وقد يكونون على مستوى من العلم والثقافة إلا أنهم سلبيون في تعاطيهم مع المشكلات أو المواقف التي تعترضهم وأي خسارات تواجههم: فخسارة المنصب تؤلمهم، والفشل في الزواج يحطمهم، وقد يوقف الحياة عندهم، وخسارة تجارتهم تدمِّرهم، وقد تقعدهم على كرسي متحرك. وهناك من الأصدقاء من ينسحبون من حياتك دون سبب ودون توضيح، وبعد الصداقة يصبحون أغراباً أو ربما أعداء! فيصيب البعض الألم والوساوس والتساؤلات كيف ولماذا ومتى؟ كيف يمكن لصديق العمر أن يبتعد دون إبداء أسباب؟ من منا لم يواجه الغدر أو الخيانة من حيث لم يتوقعها؟ من منا لم تتعثر له معاملة أو قضية في درج مسؤول؟ لم يسلم أحد منا من الفقد ووجعه في لحظات يحسب المرء أنه لن يفرح بعدها، ليجد نفسه بعد فترة يعيش لحظات مشرقة مليئة بالفرح: (وتلك الأيام نداولها بين الناس). لم يسلم أحد من تعطيل أمر له، أو حاجة فانقهر وتألم ليكتشف بعدها أن في ذلك كان خيراً لم يتوقعه، هي دنيا يوم تضحكك ويوم تبكيك ويوم ترسم على محياك ابتسامة صفراء ويوم تنساب دموع دافئة بدفء اللحظة وحنانها، أو ساخنة بحرقة. الدنيا هكذا في تعاطيها مع من يعيشونها تأرجحهم في أرجوحتها فيطيرون تارة ويقعون أخرى! ومن كرم الله على الإنسان أن ميزه بالعقل ليكون هذا العقل في خدمته دنيا ودين وكم تكرر في القرآن (ألا يعقلون -ألا يتدبرون -ألا يتفكرون وغير ذلك) فالعمليات العقلية الناضجة ترشد المرء إلى مصلحته وما ينفعه وتهدهده وتطبطب عليه مهما بلغ به العمر وكما يقال العمر ليس عائقاً إنما اليأس هو العائق، ولست هنا أرفض التعبير عن المشاعر التي تعترينا في كثير من مواقف الألم، لكنني استنكر استمرارها، أو اعتبار المواقف حظاً عاثراً وسوء طالع. كلنا نحزن ونتألم، إلا أننا نثق وبقناعة تامة (أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا ) ولعل في ذلك خير، ثم ينطلق الإنسان مع الحياة يفرح، يعمل، يجتهد مهما بلغ به العمر وهنا نذكر أولئك الذين يعتبرون تقدم العمر عقبة، وباباً يوصد في وجه الحياة. نذكِّرهم أن العمر ما هو إلا مجرد رقم فكم من أشخاص بلغوا الثمانين وأكثر، ومجالستهم فرح، وعقولهم مدارس ينهل منها من يحظى بمجالستهم. نفوسهم طيبة، عقولهم نيِّرة، صحتهم جيدة، يحبون الحياة مبتهجين لا يعرفون اليأس ولا الاستسلام، يذهبون للأندية الرياضية والمنتديات والملتقيات، ويشاركون فيها، بينما نجد من بلغ الخمسين، أو أقل، استسلم للحزن والألم وفضل الوحدة وعدم ممارسة أية نشاط أو هواية أو عمل يربطه بالحياة. وبين هؤلاء وهؤلاء نجد من يستنكر على كبار السن بعض الممارسات المباحة والضرورية لهم، ويعتبرون أنهم كما يقول أي جاهل: (رجلهم والقبر) ، ممَّا يعني أنهم كبروا فلا يليق بهم أن يفرحوا أو يلبسوا أو يشاركوا. هؤلاء فهمهم للحياة قاصر ونظرتهم للوجود ضيقة عافاهم الله. كن جميلاً في كل مراحل العمر، ترى الوجود جميلاً، وكن متفائلاً راضياً بما كتبه الله مع كل المواقف، تكن سعيداً. كونوا أغنياء بالقناعة. وكونوا سعداء بالتفاؤل والأمل. ودمتم بعيدين عن الإحباط واليأس. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)

almethag@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: فی القرآن

إقرأ أيضاً:

جوائز 4 ملايين ريال.. تفاصيل مسابقة الملك عبدالعزيز القرآنية

أنهت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد استعداداتها لتنظيم مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الخامسة والأربعين.
وتنطلق فعالياتها السبت الموافق 15 صفر 1447هـ، في رحاب المسجد الحرام بمكة المكرمة، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-.المشاركون في مسابقة الملك عبدالعزيز لحفظ القرآنوتشهد مشاركة 179 متسابقًا يمثلون 128 دولة من مختلف دول العالم، "العدد الأعلى منذ تأسيس المسابقة في عام 1399هـ"، في تأكيد لمكانتها الدولية وريادة المملكة في تنظيم المسابقات القرآنية.
أخبار متعلقة هطول أمطار متوسطة على أجزاء متفرقة من منطقة الباحةأصغر مشارك بمسابقة الملك عبدالعزيز للقرآن: نعيش أجمل اللحظات بدعم القيادةويتنافس المشاركون في خمسة فروع تشمل: حفظ القرآن الكريم كاملًا بالقراءات السبع المتواترة من طريق الشاطبية "روايةً ودرايةً" مع حسن الأداء والتجويد، وحفظ القرآن الكريم كاملًا مع حسن الأداء والتجويد وتفسير مفردات القرآن الكريم كاملًا.
وكذلك حفظ القرآن الكريم كاملًا مع حسن الأداء والتجويد، وحفظ خمسة عشر جزءًا متتاليًا مع حسن الأداء والتجويد، وحفظ خمسة أجزاء متتالية مع حسن الأداء والتجويد.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } بجوائز 4 ملايين ريال.. تفاصيل مسابقة الملك عبدالعزيز القرآنية - واس
وتولي الوزارة هذه المسابقة اهتمامًا بالغًا وعناية كبيرة، وتسخّر لها الإمكانات كافة، إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -أيدهما الله- وبمتابعة معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرف العام على المسابقة الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ.دعم السعودية للقرآن الكريمويأتي هذا انطلاقًا من دور المملكة الريادي في خدمة كتاب الله ورعاية أهله على مستوى العالم.
ويبلغ مجموع الجوائز في المسابقة أكثر من أربعة ملايين ريال، إذ يحصل الفائز بالمركز الأول في الفرع الأول على جائزة مالية قدرها (500) ألف ريال، وتوزع بقية الجوائز على الفائزين في الفروع الأخرى وفق معايير تحكيم دقيقة.
كما تهدف المسابقة إلى تشجيع أبناء المسلمين على الإقبال على كتاب الله حفظًا وتدبرًا وفهمًا، وإذكاء روح المنافسة الشريفة بين حفاظ القرآن الكريم، وتأكيد عناية المملكة المستمرة بالقرآن الكريم تعليمًا وتحكيمًا وتكريمًا.

مقالات مشابهة

  • هل يجب على الزوجة خدمة زوجها؟.. 5 أدلة من القرآن والسنة
  • علي جمعة يكشف عن الأمور يتعلمها المسلم من قصة البقرة فى القرآن الكريم
  • جوائز 4 ملايين ريال.. تفاصيل مسابقة الملك عبدالعزيز القرآنية
  • 35 مسيرة حاشدة في صعدة تؤكد على الثبات مع غزة والجهوزية لمواجهة الأعداء
  • أبناء صعدة يؤكدون في 35 مسيرة الثبات مع غزة والجهوزية لمواجهة الأعداء
  • فعل حذر منه الشيخ الشعراوي يقع فيه الكثير عند قراءة القرآن
  • «الدعوة» تواصل «تمكين لسرد القرآن المبين» بجامع الإمام
  • سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة.. اعرف الحكمة
  • طفل يفارق الحياة على يد شاب داخل سوبر ماركت.. والسبب صادم
  • لماذا لم يحسم القرآن الكريم عدد أصحاب الكهف؟ أسرار قرآنية