الرياضة.. فرص اقتصادية وقوة ناعمة
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
د. محمد بن خلفان العاصمي
بحسب الدراسة السنوية الأخيرة حول تمويل كرة القدم الصادرة عن شركة "ديلويت" للخدمات المهنية بلغت إيرادات الدوري الإنجليزي (البريمييرليج) ما يقدر بنحو 7 مليارات جنيه إسترليني، كما أن مداخيل الدوري الإسباني (الليجا) بلغت حوالي 4 مليارات دولار أمريكي، أما مداخيل دوري السلة الأمريكي "NBA" تجاوزت حاجز 13 مليار دولار أمريكي، هذا بخلاف ما يتقاضاه اللاعبون من رواتب والتي تعد إلى جانب الفن من أعلى الرواتب في العالم، ويتصدر عدد من الرياضيين قوائم الأغنى حول العالم، وهناك دول تعتمد في دخلها على ما يحققه تصدير اللاعبين والمواهب للخارج مثل دول أمريكا الجنوبية كالبرازيل والأرجنتين، ودول أفريقيا مثل غانا ونيجيريا وساحل العاج.
هذه المقدمة السريعة تهدف فقط لإظهار جزء يسير جدًا من القوة الاقتصادية التي تمتلكها الرياضة، والتي تديرها منظمات تفوق موازناتها موازنة بعض الدول، على غرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الذي يضع موازنة سنوية تزيد على 11 مليار دولار أمريكي. ليس هذا فقط؛ فهناك الكثير من الأموال والعوائد التي تحققها الرياضة وخاصة كرة القدم من خلال التنشيط السياحي وإشغال الفنادق والخدمات المرتبطة بها، وحركة التسوق والمطاعم والمقاهي وغيرها من الأنشطة التي تنشط بفعل السياحة، ويكفي أن أشير إلى حقيقة معلومة لدى متابعي كرة القدم وهي أنه باستثناء الأعضاء الدائمين للأندية ففي كل مباراة للأندية الأوروبية الكبرى هناك وجوه جديدة تحضر لأول مرة ولا تتكرر حيث يأتي مشجعون من أنحاء العالم لحضور المباريات في كل أسبوع.
لم تصل الرياضة إلى هذا الحد من المكاسب المالية حول العالم إلا من خلال عمل وخطط وممكنات وعدة عوامل ساهمت في جعل العالم يتجه إليها بشكل كبير، حتى أن أصحاب رؤوس الأموال في العالم دخلوا إلى عالم الرياضة باستثمارات ضخمة حققت لهم كثيراً من العوائد المالية، وأصبح الاستثمار الرياضي من أنجح الاستثمارات، والرياضة سلعة مطلوبة في كل مكان ومن كل المستويات وكل الأعمار، وهي السلعة الوحيدة التي عليها كل هذا الطلب، فلا يوجد على هذا الكوكب -بصيغة المبالغة- من لا يعرف ميسي أو رونالدو ومن لا يعرف برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد وغيرها من أندية العالم، ولا يخلو حديث في مكان بعيد عن عالم الرياضة، ولا نبالغ عندما نقول إن دولا ومدنا لم تكن لتعرف بصورتها الحالية لولا الرياضة، وخاصة تلك التي تستضيف الدورات الأولمبية الصيفية أو الشتوية أو كأس العالم.
لقد ساهمت الرياضة في رفع مستوى الدخل لدى كثير من الدول، فعلى سبيل المثال في البرازيل تساهم عائدات تسويق اللاعبين وتصدير المواهب في رفد اقتصاد الدولة بمبالغ مالية ضخمة، ولذلك تبنت الحكومة البرازيلية استراتيجية طويلة الأمد أقرها الكونجرس لتعظيم الاستفادة من كرة القدم وما تدره من أموال وما تساهم به من خلق للوظائف المباشرة وغير المباشرة، وهذا أمر قطعت فيه إنجلترا وألمانيا وإسبانيا وفرنسا شوطًا كبيرًا منذ فترة طويلة، لقد ساهمت الرياضة في نهضة عديد من الدول بما قدمته من مال وأعمال، وجعلت اقتصاديات تلك الدول في مستوى عال، خاصة عندما نقرأ العائدات المتحققة من استضافة بطولة كأس العالم على سبيل المثال، فقد حققت البطولة الأخيرة التي أقيمت في قطر عام 2022، نحو 17 مليار دولار عوائد آنية ومستقبلية، ويستهدف عدد من الدول اليوم لاعبي كرة القدم النخبة ونجوم الرياضة العالميين للاستثمار فيها خاصة أنهم يمثلون نسبة عالية من الأثرياء وأصحاب الشركات الكبرى سواء المملوكة أو المساهمين فيها بنسب كبيرة.
لا بُد أن نعيد فتح ملف الرياضة لدينا ولكن بصورة مختلفة عن الصورة النمطية التي بتنا نكررها بين فترة وأخرى، وعلينا أن نبني إستراتيجية رياضية تنطلق من البعد الاقتصادي الذي سوف يخلق استدامة لرياضتنا نظرًا للممكنات والعوامل والمميزات التي نمتلكها كبلد، عطفًا على المكتسبات التي تحققت خلال الفترة الماضية، وأي استراتيجية تغفل هذا البعد المُهم، فلن تكون سوى معيقًا آخر يواجه رياضتنا التي عانت خلال الفترات الماضية من عدة تحديات كان أهمها على الإطلاق الدعم المالي، وبسبب عدم قدرتنا على وضع الحلول والركون إلى فكرة التزام الحكومة بالدعم المطلق ظل هذا التحدي عالقًا بين مد وجزر دون أدنى محاولة من القطاع الرياضي لمحاولة الانتقال من هذا المربع الضيق.
إنَّ ربط الرياضة بالاقتصاد هام جدًا كونه الطريق الوحيد لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للرياضة العُمانية، وعندما نتحدث عن الممكنات والعوامل التي قد تساعدنا في تحقيق هذا الهدف فهناك العديد منها، فالشغف الذي يملأ الناس هنا حول الرياضة والمواهب التي تزخر بها بلدنا والتنوع الجغرافي الذي يعطينا قدرة التنوع في الرياضات الممارسة والتي يمكن استضافة أحداثها، والمكاسب السياسية والثقافية كلها ممكنات للتحول من الهواية إلى الاحتراف ومن الممارسة إلى استغلال الرياضة كقوة ناعمة من خلال استقطاب الأحداث الرياضية العالمية وخلق المزيد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، والظهور للعالم الخارجي بثقافتنا وما نمتلكه من حضارة وتراث ومواقع مميزة، وقدرات لدى شبابنا في العمل والتنظيم والتطور، وهذا التوجه بحد ذاته قد يكون أحد الحلول لملف الباحثين عن عمل حيث تقدر الوظائف التي يستطيع القطاع الرياضي توفيرها والتي تمول من القطاع ذاته بعشرات الآلاف، وهناك العديد من الأفكار الممكنة في جانب الاستثمار الرياضي قابلة للتنفيذ وذات مردود اقتصادي كبير.
وعند الحديث عن القوة الناعمة فلا بُد أن تُبنى استراتيجيتنا الوطنية للقوة الناعمة على أن يكون ملف الرياضة هو أحد مرتكزاتها، فما حققته كثير من الدول التي استخدمت الرياضة كفؤة ناعمة يجعلنا أجدر بهذا التوجه خاصةً مع المكاسب السياسية المتحققة خلال الفترة الماضية، وعطفًا على ما توفره الرياضة من مجهود قد يكون أقل في تكوين صورة ذهنية إيجابية عن الشعوب، وهذا توجه يتوافق تمامًا مع رؤية "عُمان 2040" التي جعلت الانفتاح على العالم الخارجي من منظور عُماني خالص هدفًا استراتيجيًا لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي خلال السنوات المقبلة.
إنَّ ملف الرياضة يجب أن يناقش في مستوى مختلف عن الطرح الذي بتنا نسمعه كل يوم في الوسط الرياضي، وإذا ما استمر اختزالنا لتحدياتنا الرياضية في بعض القضايا الهامشية فسوف تمر السنوات تلو الأخرى ونحن نراوح مكاننا، ولن يتعدى أقصى طموحاتنا أكثر من محاولات الظهور المشرف أو المنافسة الخجولة، ولن نبلغ أكثر من ذلك، وهذا جانب سلبي جدًا لقطاع يملك كل الممكنات ويحظى بكل الدعم والمساندة من أعلى سلطة ولكن تنقصه الأفكار والاستراتيجيات التي يمكن أن تجعل منه قطاعًا منتجًا اقتصاديًا، محققًا للإنجازات العالمية ورافدًا اقتصاديًا وقوة ناعمة.
************
على الهامش
صعود منتخبنا الوطني إلى الدور نصف النهائي في بطولة كأس الخليج المقامة في دولة الكويت الشقيقة والفرحة الكبيرة التي عاشها الوطن، تُرسل بمؤشرات تدعو لفتح ملف الرياضة والمُضي قدمًا في كيفية استثمار الرياضة كداعمٍ للاقتصاد وقوة ناعمة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: ملف الریاضة کرة القدم من الدول
إقرأ أيضاً:
رغم كونها الدولة الأكثر زيارة في العالم.. كيف نجت فرنسا من الاحتجاجات ضد السياحة التي عصفت بجيرانها؟
استقبلت فرنسا أكثر من 100 مليون شخص في عام 2024، لكن الاحتجاجات السياحية كانت قليلة ومتباعدة. اعلان
في اليونان، يرسم السكان المحليون رسومات الجرافيتي على الجدران. وفي إيطاليا والبرتغال وإسبانيا، لجأوا إلى استخدام مسدسات المياه والاحتجاجات الجماهيرية للتعبير عن غضبهم بسبب العدد الكبير من المهاجرين.
في حين بدأت المشاعر المعادية للسياحة تتصاعد في جميع أنحاء أوروبا، إلا أن دولة واحدة تتجلى بوضوح في صمتها النسبي. إنها الدولة الأكثر زيارة في العالم: فرنسا.
على الرغم من أنها تستقبل حوالي 100 مليون مسافر سنويًا، إلا أن فرنسا نادرًا ما تتصدر عناوين الصحف بسبب الاحتجاجات ضد السياحة - وهو ما يتناقض تمامًا مع جيرانها الذين يعبّرون عن إحباطهم المتزايد إزاء المدن المزدحمة وارتفاع الإيجارات وسوء السلوك.
لا يوجد ما يمنع فرنسا من مواجهة ردود الفعل السلبية ضد السياح، كما أن المخاوف من هكذا ردات فعل ليست بلا مبرر. غير أن الالتزام بالسياحة المستدامة، إلى جانب البنية التحتية المتينة واستراتيجية توزيع الزوار على مختلف المناطق والمواسم، جميعها عوامل مؤثرة في الحد من هذه المخاطر.
فرنسا اتخذت نهجًا طويل الأمد
على عكس العديد من الدول التي تسعى جاهدة الآن لكبح جماح السياحة الجماعية، بدأت فرنسا في تمهيد الطريق منذ سنوات.
جعلت وكالة تنمية السياحة في فرنسا (أتو فرانس) الاستدامة ركيزةً أساسيةً لاستراتيجيتها. وبموجب خارطة طريق مدتها عشر سنوات - "خطة فرنسا للوجهة" - خصصت الحكومة 1.9 مليار يورو في عام 2021 لتشجيع السفر الأكثر مراعاةً للبيئة ومسؤولية.
وهذا يعني الدفع باتجاه السفر بالسكك الحديدية بدلاً من الرحلات الجوية القصيرة، والاستثمار في المدن متوسطة الحجم، وتشجيع الزوار على تجاوز المدن المعتادة، مثل باريس ونيس.
وعززت فرنسا جهودها هذا العام، مع تعهد جديد بالاستثمار في سياحة أكثر مراعاةً للبيئة وشمولاً وذكاءً رقمياً. ويأمل قادة السياحة أن يؤدي هذا الاستثمار إلى إقامات أطول، وحشود أقل، وتجارب أكثر فائدة.
تقول فيرونيكا ديكواترو، رئيسة قسم الأعمال التجارية بين المستهلكين والتوريد في أوميو، وهو محرك بحث سفر أوروبي: "لقد استثمرت السلطات الفرنسية في السفر المستدام لسنوات".
وتضيف: "ينصب التركيز الآن على تحسين جودة التجارب السياحية، وتوزيع أعداد الزوار على مدار العام لمكافحة السياحة المفرطة، والتركيز على ممارسات السياحة البيئية والرقمية والاجتماعية والشاملة".
قوة القطارات
تمتلك فرنسا واحدة من أوسع شبكات السكك الحديدية في أوروبا - 28,000 كيلومتر من المسارات، بما في ذلك 2,800 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية عالية السرعة.
تقول ديكواترو: "تُعدّ فرنسا من بين أكثر الدول سهولةً في الوصول للسياحة بالسكك الحديدية".
وتوضح أن المدن التي لا يتجاوز عدد سكانها 20,000 نسمة لديها محطات قطار. وبفضل قطارها عالي السرعة، يُمكنك الوصول من باريس إلى مرسيليا في ثلاث ساعات.
هذا النوع من الوصول يُعيد تشكيل أنماط السياحة، ويُعيد تشكيل السياسات أيضًا.
في عام 2023، حظرت فرنسا رسميًا الرحلات الجوية الداخلية على بعض المسارات التي يُمكن قطعها في أقل من ساعتين ونصف بالقطار. ورغم أن تأثيرها على المناخ غير واضح، إلا أن هذه الخطوة عززت السفر بالقطار، ومن المُرجح أنها شجعت الرحلات إلى مناطق ربما كانت غائبة عن الأنظار.
Related حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف احتجازهم والعائلات المتضرر الأكبرارتفاع قياسي منذ عقدين.. المستشفيات العامة في فرنسا تسجل خسائر بنحو 3 مليارات يوروجنوب فرنسا يواجه أضخم حرائق الغابات منذ نصف قرن وسط تحذيرات من تدهور الأحوال الجويةالسياح مُشتتون عمدًا
بينما تمتاز إسبانيا بساحل كوستا برافا، وتشتهر إيطاليا بمدينة البندقية، تجمع فرنسا كل هذه المزايا معًا، وهذا ما يميزها.
تقول مارين برات، مصممة فعاليات السفر والأعمال في "لوار سيكريتس": "يتوزع السياح في فرنسا. إنهم لا يقصدون مكانًا واحدًا فقط، بل يسافرون إلى عدة مناطق".
وتضيف برات: "يزداد عدد الناس الذين يرغبون في السفر بعيدًا عن الطرق التقليدية. إنهم يرغبون في رؤية مناطق مختلفة - ليس فقط المناطق الكلاسيكية، مثل باريس ونورماندي وجنوب فرنسا. الآن، يمكنهم أن يروا على إنستغرام أنه يُمكنهم السفر على بُعد ساعة ونصف من باريس واكتشاف القرى الساحرة وفنون الطهي والمدن النابضة بالحياة بسهولة".
ميزة ثقافية
يأتي إرث فرنسا في استضافة الغرباء ثماره اليوم. إذ تقول برات: "لطالما كانت فرنسا ملتقى للثقافات لقرون. من الطبيعي أن يزور فرنسا الناس من جميع أنحاء العالم... إنه جزء كبير من اقتصادنا".
هذا التاريخ الطويل من الاستضافة، إلى جانب بنية تحتية سياحية قوية، من المرجح أن يكون قد ساهم في حماية فرنسا من بعض المشاكل التي تشهدها أماكن أخرى.
وكما تشير برات، فقد ازداد عدد الوافدين من أسواق جديدة مثل الهند وجنوب شرق آسيا وأستراليا وأفريقيا في السنوات الأخيرة، فهم يجدون المزيد من الأنشطة خارج المدن الكبرى وينجذبون إليها أيضًا.
وتضيف: "نحاول الترويج لمزيد من التجارب المحلية. نحن منخرطون بشكل كبير في منطقتنا. نريد الترويج لمزيد من صانعي النبيذ العضوي أو الحيوي، والمزيد من الأطعمة المحلية والعضوية، والأشخاص الذين يعملون بهذه الطريقة".
وتقول فيرونيكا ديكواترو إن بيانات شركتها تدعم ذلك.
وتضيف: "كثيرًا ما يختار المسافرون باريس كوجهة أولى لهم." ولكن من هناك، كما تقول، يتوسعون، مضيفةً أن مرسيليا وستراسبورغ تنموان بسرعة، بفضل تحسن الاتصالات ووجود المزيد من التجارب التي يمكن للمسافرين تجربتها عند وصولهم إلى هناك.
هل يُمكن للتنظيم أن يُجنّب فرنسا الانتقام؟
لم تنجُ فرنسا من الاحتكاكات إذ إن الإضرابات المتكررة، في قطاع السكك الحديدية والطيران وغيرها، لا تزال جزءًا من يوميات الدولة الأوروبية. كما يُمكن أن يُشكّل الازدحام والتحديث العمراني مشاكلَ مُلحّة.
في غضون ذلك، جذبت دورة الألعاب الأولمبية العام الماضي اهتمامًا كبيرًا إلى مدينة الأضواء، لدرجة أن أكثر من 50 مليون شخص زاروها في عام 2024 وحده.
في وقتٍ سابق من هذا الصيف، بدأ سكان مونمارتر يُدقّون ناقوس الخطر بشأن تزايد حشود السياح. قال أحد السكان لوكالة "رويترز": "يأتي الناس لثلاث ساعات، يستمتعون، يشترون قبعةً أو كريبًا، ثم يغادرون، كما لو كانوا في مدينة ملاهي". بينما تأمل السلطات أن يُساعد التنظيم في درء الأسوأ
في حين أن تأجير أماكن الإقامة قصيرة الأجل قد تسبب في أزمات سكنية في مدن مثل لشبونة وبرشلونة، إلا أن السلطات في فرنسا كانت أسرع في التحرّك.
بموجب قانون صدر العام الماضي - قانون "لوي لو مور" - يمكن للحكومات المحلية وضع حد أقصى لإيجارات العطلات، وخفض عدد ليالي استئجار المساكن (من 120 إلى 90 ليلة)، وتغريم مُلّاك العقارات الذين يتجاهلون القواعد.
سواءً أكان الأمر يتعلق بقوانين تُنظّم الإيجارات قصيرة الأجل أو خطة رئيسية لنمو أكثر استدامة، يبدو أن نظام السياحة الفرنسي صامد. في عصر السياحة المفرطة، قد يكون السلاح السري للبلاد هو أنها خططت لهذه اللحظة منذ البداية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة