بعد رحيله.. من هو جيمي كارتر؟
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
جيمي كارتر، تصدر محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعدما أعلنت وسائل الإعلام الأمريكي وفاة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر عن عمر يناهز ال 100 عام، بالإضافة إلى نعي الرئيس عبد الفتاح السيسي إليه.
من هو جيمي كارتر؟
جيمي كارتر، الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة (1977-1981)، شخصية بارزة في التاريخ الأمريكي الحديث.
تميز مساره السياسي والإنساني بتوجهاته المعتدلة وسعيه لتحقيق السلام العالمي وتعزيز حقوق الإنسان.
وعلى الرغم من التحديات التي واجهها خلال فترة رئاسته، إلا أن كارتر استمر في العمل الدؤوب لخدمة القضايا الإنسانية، مما جعله نموذجًا للقائد الذي يواصل العطاء حتى بعد مغادرته منصبه.
النشأة والتعليم
وُلد جيمس إيرل كارتر الابن في 1 أكتوبر 1924 في بلدة بلاينز بولاية جورجيا. نشأ في بيئة زراعية، وتخرج من أكاديمية الولايات المتحدة البحرية في عام 1946.
بعد وفاة والده، ترك مسيرته في البحرية وعاد لإدارة أعمال العائلة في زراعة الفول السوداني، حيث برز اهتمامه بالقضايا المجتمعية وحركة الحقوق المدنية.
المسيرة السياسية
بدأ كارتر حياته السياسية عضوًا في مجلس شيوخ ولاية جورجيا (1963-1967) قبل أن يصبح حاكمًا للولاية عام 1971.
في انتخابات عام 1976، خاض كارتر الانتخابات الرئاسية كممثل للحزب الديمقراطي وحقق فوزًا تاريخيًا على الرئيس الجمهوري جيرالد فورد.
فترة الرئاسة
ركز كارتر خلال رئاسته على تعزيز حقوق الإنسان وإقامة علاقات دبلوماسية متوازنة. ومن أبرز إنجازاته:
• اتفاقيات كامب ديفيد: ساهم في توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.
• معاهدات قناة بنما: نقل السيطرة على القناة إلى بنما.
• محادثات SALT II: تعزيز الجهود للحد من التسلح النووي.
رغم إنجازاته، شهدت فترة حكمه تحديات كبيرة، منها أزمة الرهائن في إيران، وأزمة الطاقة، وارتفاع معدلات البطالة والتضخم.
بعد مغادرته البيت الأبيض، أسس كارتر "مركز كارتر" عام 1982 لتعزيز الديمقراطية وحل النزاعات ومكافحة الأمراض في الدول النامية.
حاز على جائزة نوبل للسلام عام 2002 لدوره البارز في العمل الإنساني ومراقبة الانتخابات حول العالم.
الإرث الإنساني
ترك كارتر إرثًا إنسانيًا يمتد لعقود، إذ واصل جهوده في الدفاع عن القضايا البيئية، ودعم السلام، ومساعدة الفقراء.
بصفته مؤلفًا، كتب أكثر من 30 كتابًا حول السياسة، والبيئة، والشعر، والمذكرات.
وفاته
رحل جيمي كارتر في 29 ديسمبر 2024 عن عمر يناهز 100 عام، تاركًا وراءه إرثًا سياسيًا وإنسانيًا يُحتذى به.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: من هو جيمي كارتر الرئيس جيمي كارتر جيمي كارتر رحيل جيمي كارتر جیمی کارتر
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيله.. أول من حمل لقب الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت
تحل في الثالث عشر من ديسمبر ذكرى وفاة أحد أعلام الفكر الإسلامي والتجديد الديني في العصر الحديث، الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الشريف الأسبق، وأول من حمل لقب الإمام الأكبر، والذي ترك بصمة فكرية عميقة في مسيرة الأزهر، وأسهم إسهامات غير مسبوقة في تطوير الخطاب الديني، وترسيخ منهج الوسطية، والتقريب بين المذاهب الإسلامية.
وُلد الشيخ محمود شلتوت بمحافظة البحيرة عام 1893م، في زمن شهد ميلاد عدد كبير من رواد الإصلاح الديني والفكري، ونشأ في بيئة علمية جعلته يتجه مبكرًا إلى طلب العلم الشرعي، حتى أصبح أحد أبرز علماء الأزهر الشريف في القرن العشرين.
رحل الشيخ شلتوت عن عالمنا عام 1963م عن عمر ناهز السبعين عامًا، بعد رحلة علمية وفكرية حافلة بالعطاء، شغل خلالها مناصب علمية رفيعة، أبرزها مشيخة الأزهر الشريف، وكان نموذجًا للعالم المجدد الذي جمع بين أصالة التراث ووعي العصر.
لم يقتصر دور الشيخ محمود شلتوت على الساحة المحلية، بل امتد إلى المحافل العلمية الدولية، حيث اختير عضوًا في الوفد الذي شارك في مؤتمر “لاهاي” للقانون الدولي المقارن عام 1937م، وقدم خلاله بحثًا علميًا مهمًا بعنوان: «المسؤولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية».
نال البحث استحسان المشاركين في المؤتمر، وأكدوا من خلاله صلاحية الشريعة الإسلامية للتطور ومواكبة العصر، واعتبارها مصدرًا أصيلًا من مصادر التشريع الحديث، لا تابعًا ولا مقتبسًا من القوانين الوضعية، وهو ما مثّل آنذاك شهادة دولية مهمة في زمن كانت تعاني فيه الأمة الإسلامية من الاستعمار والتشكيك في تراثها التشريعي.
يُنسب إلى الشيخ محمود شلتوت عدد من الأفكار التنويرية الجريئة، حيث كان من أوائل من نادوا بضرورة إنشاء مكتب علمي متخصص للرد على الشبهات المثارة حول الإسلام، وتنقية كتب التراث من البدع والخلط، وهي الدعوة التي مهدت لاحقًا لإنشاء مجمع البحوث الإسلامية.
كما دعا إلى تجديد الفقه الإسلامي من داخل أصوله، دون قطيعة مع التراث، مؤكدًا أن التجديد لا يعني الهدم، وإنما الفهم العميق للنصوص في ضوء مقاصد الشريعة ومتغيرات الواقع.
في عام 1958م، صدر قرار تعيين الشيخ محمود شلتوت شيخًا للأزهر الشريف، ليصبح أول من حمل رسميًا لقب الإمام الأكبر. وخلال فترة توليه المشيخة، بذل جهودًا كبيرة للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وكان مؤمنًا بأن الخلاف المذهبي لا ينبغي أن يكون سببًا للفرقة أو الصراع.
كما أدخل لأول مرة دراسة المذاهب الإسلامية المختلفة في مناهج الأزهر، سعيًا لترسيخ ثقافة التعدد وقبول الآخر، والعمل على وحدة الصف الإسلامي.
شهد عهد الشيخ شلتوت صدور قانون إصلاح الأزهر الشريف عام 1961م، وهو من أهم القوانين المنظمة للأزهر في العصر الحديث، حيث توسعت الدراسة الأزهرية لتشمل العلوم الحديثة إلى جانب العلوم الشرعية، ولم تعد مقتصرة على التعليم الديني فقط.
كما أُنشئت في عهده كليات جديدة، وارتفعت مكانة الأزهر العلمية عالميًا، وتعزز دور شيخ الأزهر كرمز ديني وفكري له ثقله في العالم الإسلامي.
خلّف الإمام الأكبر محمود شلتوت تراثًا علميًا غنيًا، من أبرز مؤلفاته:
فقه القرآن والسنة
مقارنة المذاهب
القرآن والقتال
يسألونك (مجموعة فتاوى)
منهج القرآن في بناء المجتمع
القرآن والمرأة
تنظيم العلاقات الدولية في الإسلام
وقد تُرجمت العديد من مؤلفاته إلى لغات مختلفة، ما أسهم في نقل صورة الإسلام المعتدل إلى العالم.