عائلة أبو شباب في غزة: تحدٍ للسلطة أم فوضى أمنية؟
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
في ظل التوترات المستمرة في قطاع غزة، برزت تقارير حول نشاطات لعائلة أبو شباب، التي يُزعم أنها قامت بإنشاء منطقة نفوذ خاصة بها، مما أثار تساؤلات حول تحديها لسلطة حركة حماس الحاكمة في القطاع.
أشارت تقارير إلى أن ياسر أبو شباب، أحد قادة هذه العائلة، متهم بقيادة عصابة متورطة في سرقة شاحنات المساعدات الإنسانية التي تمر عبر معبر كرم أبو سالم.
في نوفمبر 2024، نفذت قوة "سهم" التابعة لوزارة الداخلية في حكومة حماس عملية أمنية استهدفت أفرادًا من عائلة أبو شباب المتورطين في سرقة المساعدات. أسفرت العملية عن مقتل أكثر من 20 شخصًا من أفراد العصابة وإصابة آخرين. وأكدت وزارة الداخلية أن هذه العملية هي بداية لحملة أوسع للقضاء على ظاهرة سرقة الشاحنات التي أثرت بشكل كبير على المجتمع وتسببت في بوادر مجاعة جنوب قطاع غزة.
تُعد هذه الأحداث مؤشرًا على تحديات تواجهها حماس في فرض سيطرتها الأمنية على كامل القطاع. نشاطات عائلة أبو شباب وغيرها من العصابات تشير إلى وجود مناطق قد تكون خارج نطاق السيطرة المباشرة لحماس، مما يضعف من هيمنتها ويثير تساؤلات حول قدرتها على الحفاظ على النظام والأمن.
في السياق الأوسع، تلعب العشائر والعائلات دورًا محوريًا في المجتمع الغزي. وقد أشارت تقارير إلى أن إسرائيل تدرس التعاون مع بعض العشائر لتوفير الحماية لقوافل المساعدات وتنظيم الحكم في القطاع بعد الحرب. ومع ذلك، فإن هذه الخطط تواجه تحديات كبيرة، خاصة في ظل تعقيدات الولاءات والانتماءات السياسية للعشائر المختلفة.
تُسلط قضية عائلة أبو شباب الضوء على التحديات الأمنية والاجتماعية التي تواجهها حركة حماس في غزة. إن بروز مناطق نفوذ لعائلات أو عصابات مسلحة يشير إلى تعقيدات في المشهد الأمني والسياسي، مما يستدعي جهودًا متواصلة لضمان استقرار القطاع وحماية سكانه.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
ماذا نعرف عن غسان الدهيني؟.. وكيف أصبح زعيما لمليشيا أبو شباب؟
غزة - الوكالات
برز غسان الدهيني كزعيم جديد لمليشيا "القوات الشعبية" بعد مقتل ياسر أبو شباب، الزعيم السابق للجماعة المتهمة بالتعاون مع إسرائيل، خلال نزاع عائلي في قطاع غزة يوم الخميس الماضي.
وأظهرت مصادر إعلامية فلسطينية أن الدهيني، البالغ من العمر 39 عامًا، كان القائد الفعلي للمليشيا منذ فترة طويلة، بينما كان أبو شباب يمثل الواجهة الرسمية. وُلد الدهيني في 3 أكتوبر 1987 بمدينة رفح وينتمي إلى قبيلة الترابين، وسبق أن خدم في أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية قبل الانتقال إلى صفوف "جيش الإسلام"، أحد الفصائل المسلحة في غزة.
وعقب مقتل أبو شباب، أعلنت مليشيا "القوات الشعبية" رسميًا تعيين الدهيني قائدًا جديدًا لها، فيما تعهد الأخير بمواصلة عمليات الجماعة ضد حركة حماس، مؤكدًا في تصريحات للقناة 12 الإسرائيلية أنه لا يخشى حماس وأنه سيستمر في "مكافحة عناصرها ومصادرة معداتها باسم الشعب والأحرار".
وتعد حركة حماس الدهيني أحد أبرز المطلوبين لها، متهمة إياه بالتعاون مع إسرائيل ونهب المساعدات وجمع معلومات استخبارية عن الأنفاق والمواقع العسكرية. ونجا الدهيني من محاولات اغتيال عدة، بينما قُتل شقيقه في إحدى العمليات.
وتأسست مليشيا "القوات الشعبية" عام 2024 تحت قيادة أبو شباب، ويقدر عدد عناصرها بين 100 و300 مقاتل، وتعمل قرب معبر كرم أبو سالم ومناطق توزيع المساعدات في رفح وخان يونس. وأكدت تقارير إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي وأجهزة المخابرات كانت وراء تزويد المليشيا بالأسلحة ضمن "مشروع تجريبي" لاختبار إمكانية تشكيل نواة بديلة لحماس في مناطق محدودة.
كما أشارت الأمم المتحدة إلى أن أبو شباب كان شخصية محورية في عمليات النهب المنهجي للمساعدات الإنسانية داخل غزة، فيما تكشف العمليات المالية للجماعة عن استغلال واضح للأزمة الإنسانية لتوسيع النفوذ وجمع الأموال.