يمانيون:
2025-12-14@16:59:11 GMT

اليمن لا يحتفظُ بحق الرد بل يرد فورًا وبقوة

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

اليمن لا يحتفظُ بحق الرد بل يرد فورًا وبقوة

القاضي/ علي يحيى عبدالمغني

لم تشارك اليمن في معركة “طوفان الأقصى” وتدخل في مواجهةٍ مباشرة مع الكيان الصهيوني والنظام الأمريكي بناء على شعارات طائفية أَو مناطقية أَو قومية أَو حسابات سياسية أَو غيرها، بل دخلت من منطلقاتٍ إيمانية وعقائدية؛ جهادًا في سبيل الله، واستجابةً لتوجيهاته؛ (إِلَّا تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ)، ودفاعًا عن المستضعفين في غزة؛ (وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ)، ودفعًا لشر وخطر أمريكا و”إسرائيل” على الأُمَّــة؛ (فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ، إِنَّهُمْ لَا إيمَـان لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ).

لا شك أن المواجهة مع العدوّ لها أضرار وخسائر، لكن هذه الأضرار والخسائر لا تُذْكَرُ مقارنة بالأضرار والخسائر التي يمكن أن تحل بالشعوب والأمة إذَا لم تدافع عن نفسها وتركت لعدوها يستبيح أرضها ومقدساتها، وما يجري في سوريا مثال بسيط على ذلك، ولو أن النظام والشعب السوري واجه العدوّ الذي اعتدى عليهم مرارًا وتكرارًا لما دفعوا هذا الثمن الباهظ الذي نراه اليوم.

وليس صحيحًا ما يتداوله الإعلاميون والقنوات المحسوبة بعضها على محور الجهاد والمقاومة أن اليمنيين ليس لديهم ما يخسرونه في مواجهة الكيان الصهيوني، بل لديهم ما يخسرونه من أرواح بريئة وممتلكات عامة وخَاصَّة وغيرها، لكنه يعتبر هذه الخسارة تجارةً رابحةً مع الله، وأن هذه الخسارة مهما ارتفعت لا يمكن أن تذكر مقارنةً بالخسارة التي يمكن أن تلحق بالشعب اليمني في الحاضر والمستقبل لو لم يتخذ هذا الموقف؛ فالخسارة الحقيقية بالنسبة له هي الخسران في الآخرة.

بعد الأحداث التي جرت في لبنان وسوريا أعلن الكيان الصهيوني أنه سيجتاحُ المنطقة، ويغيِّر الشرق الأوسط، ويقيم “إسرائيل الكبرى” على الأراضي العربية من الفرات إلى النيل، ومن أوقف هذا المشروع الصهيوأمريكي هو موقف الشعب والقيادة اليمنية في صنعاء التي رفعت مستوى المواجهة مع الكيان الصهيوني، ووجهت له ضربات قاسية حدَّت من أحلامه ومطامعه، وجعلته يشعر أنه في خطر وجودي، وأنه بحاجة للأمم المتحدة والهيئات الدولية لحمايته.

ولعل التهديدات التي أطلقها السفاح “نتنياهو” ضد اليمن قد أرعبت الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية وجعلت بعضها خائفًا على اليمن والبعض الآخر بدا مرتاحًا ورآها فرصةً للتخلص من القدرات اليمنية، إلا أن هذه التهديدات الصهيونية لم تزد الشعب اليمني ولا القيادة في صنعاء إلا عزيمةً وإصرارًا على المواجهة.

وهذا ما عَبَّرَ عنه الشعبُ اليمني المتوكِّلُ على الله بخروجه المليوني بعد هذه التهديدات في كُـلّ الميادين والساحات، بالتزامُنِ مع استهداف القوات الأمريكية والصهيونية بعضَ المنشآت المدنية في صنعاء والحديدة؛ فجاءها الرد اليمني المزلزل والمذهل خلال ساعات محدودة في عُمْقِ الكيان الصهيوني وحاملة الطائرات الأمريكية.

إذ لم تحتفظ اليمن بحق الرد، كما تصرح بعض الأنظمة العربية والإسلامية التي تعرضت وتتعرض باستمرار للهجمات الأمريكية والصهيونية، بل ردت اليمن فورًا وأخرجت حاملة الطائرات الأمريكية من البحر الأحمر وأدخلت ملايين المستوطنين الصهاينة في الملاجئ مرات عديدة؛ لأَنَّ اليمن لا تقبل أن يبيت ثأرها ولو ليلة واحدة، وهذا ما استوعبه الأمريكي والصهيوني جيِّدًا.

فتراجعت حدة تصريحاتهم وهجماتهم على اليمن، وباتوا يعترفون أنهم عاجزون عن كيفية التعامل مع اليمن، وأنهم بحاجة لتحالفات إقليمية ودولية لمواجهتها، وهذا ما فعلوه سابقًا معها خلال السنوات العشر الماضية التي خرجت منها اليمن قوة إقليمية، وهي الآن في طريقها لتصبحَ قوةً عالمية، وهذا ما ستحقّقُه لها المعركةُ الحالية والتحالفات الدولية القادمة إن شاء الله تعالى.

* أمين عام مجلس الشورى

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی وهذا ما

إقرأ أيضاً:

«الرد سيكون قاسيا».. أول تعليق لـ ترامب بعد استهداف قوة أمريكية في تدمر السورية

توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرد على الهجوم الذي استهدف قوات أمريكية قرب مدينة تدمر وسط سوريا، وأسفر عن مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني، مؤكدا أن ما حدث«لن يمر دون حساب».

وخلال حديثه من داخل البيت الأبيض، اكتفى ترامب بجملة حاسمة قائلا: «سنرد»، معربا عن حزنه لفقدان «ثلاثة أمريكيين قدموا حياتهم لوطنهم»، ومشيرا إلى أن المصابين الثلاثة في الهجوم يتلقون العلاج وحالتهم مستقرة.

وأوضح ترامب أن الهجوم نفذه تنظيم داعش، وأن القوات الأمريكية كانت تعمل بالتنسيق مع قوات سورية على الأرض، وأضاف أن القيادة السورية الجديدة فوجئت بما جرى.

وقال «ترامب» إن الرئيس السوري أحمد الشرع أبدى غضبا واستياءً شديدين من الهجوم، خاصة أنه وقع في منطقة شديدة الحساسية ولا تخضع لسيطرة كاملة.

ولم تمض ساعات حتى عاد ترامب للتأكيد على موقفه عبر منشور على منصة «تروث سوشيال»، واصفا الهجوم بأنه اعتداء مباشر من تنظيم داعش على الولايات المتحدة وسوريا، مشددا أن الرد الأمريكي سيكون «قاسيا للغاية».

اقرأ أيضاًمصر تدعو إلى التهدئة والالتزام بمسار السلام في جمهورية الكونجو الديمقراطية (عاجل)

حماس: استهداف الاحتلال لسيارة مدنية خرق جسيم لاتفاق وقف إطلاق النار

سعر بطاقة ترامب الذهبية.. شروط وطريقة التقديم على التأشيرة الأمريكية الجديدة

مقالات مشابهة

  • "القسام" تزف رائد سعد وتؤكد حقها في الرد
  • مصيبة كبيرة وإثم عظيم.. إياك وهذا الفعل يحرمك من عفو الله
  • إصابة شاب برصاص العدو الصهيوني واقتحامات واسعة لبلدات في الضفة الغربية
  • «الرد سيكون قاسيا».. أول تعليق لـ ترامب بعد استهداف قوة أمريكية في تدمر السورية
  • «ولنا في الخيال حب» يحتفظ بالمركز الثاني بإيرادات الأفلام بهذا الرقم
  • حكم تعويض المماطلة في سداد الدين
  • حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
  • مقررة أممية تنتقد توقيع كوستاريكا اتفاقية التجارة الحرة مع الكيان الصهيوني
  • الإمام العياني.. نجم بزغ في سماء اليمن وقائد جمع بين السيف والقلم
  • اليمن نموذج ناصع في مواجهة أطماع التوسع الاستعماري